عندما دعانى الصديقُ الإعلامى الكبير الأستاذ رفعت فياض للانضمام لمنتداه العامر لم أكن أعرف أنى سأقع على كنز معرفى «خاطرة فتحى الشرقاوي» وهو شخصية أعرفها منذ سنوات فقد تزاملنا معا نُوّابا لشئون التعليم والطلاب بالمجلس الأعلى للجامعات وكان د. فتحى صوتا مميزا فى المجلس إذا تحدث أنصت الجميع فلن يقول إلا صدقا وبأدب جم وبثبات مقنع فهو أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس العريقة ويعرف ترويض النفوس والتأثير عليها فى الحق والعدل، اختار «خاطرة» عنوانا لكتاباته اليومية على صفحته ومنتديات أصدقائه، والخاطرة هاجسٌ يَرِد على البال من رأيٍ أو معنى أو فكر فكيف إذا جاءت عن علم الشرقاوى وعن خبرته وممارسته، لقد غّير الدكتور فتحى الشرقاوى نظرة قُرائه إلى علم النفس الذى حصره البعض فى علاج المجانين ولم يدروا أنه علم يحتاجه المجتمع ولا تستغنى عنه الدول، يقرِّب الشرقاوى للناس المعلومات والمفاهيم الكبرى فى أسطر قليلة تحوطها روح الدعابة فيفهمها مثقفهم وعوامهم وكأننا لأول مرة نقرأ عن علم النفس وعلمائه، إن الضغوطات الحياتية وشيوع النظرة المادية بالمجتمع تجعلان المواطنين فى شغل شاغل ولذا يعالج هذه الأمراض ويحلل تفشى السّعار المجتمعى وجوّ المؤامرات والدسائس التى انتشرت بين الموظفين فى مقار عملهم ويضيف لنا معلومات عن أصناف الناس وكيف نأخذ حذرنا منهم وكيف نتعامل معهم، يوجه نصائح للأجيال الشبابية المقدمة على الحياة وهو ينشر الوعى فى ألبابهم دون استعلاء، لقد جاء بشعلة الحكمة فأنار قلوبهم، فى كلماته دعابةٌ مستترة ونقدٌ لاذع مهذب خَفِيّ وجرأة مدهشة وتحليل عميق وتبسيط نظريات فى «كبسولة» لذا أدعو المجلس الأعلى للجامعات أن يعيد ما بدأتُه عندما كنتُ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بتسيير قوافل التنوير التى حاورت شباب جامعات المنيا وأسيوط وسوهاج وأسوان وكنا على وشك زيارة جميع جامعات مصر بقافلة التنوير التى تضم مفكرين وإعلاميين وفنانين وأدباء وموسيقيين وكان شعارنا «مُحاورة لا محاضرة» وأتَت بنتائج مثمرة لولا أنها وُئِدت لأسباب معلومة، فاستغلوا حكيما مفكرا مثل الدكتور فتحى الشرقاوى وغيره من علماء مصر ليجوبوا أنحاء مصر ويتحاوروا مع شبابها الذين هم فى أشد الحاجة لأفكاره ورؤاه؛ فتحية له ولعلمه ومتى يُصدر خواطره فى كتاب؟ ومتى تنتبه القنوات الإعلامية والوزارات لعلمه وطرائق حديثه الأخّاذة بالألباب والقلوب، بمعنى أدق متى يصل للناس ومتى تستفيد الدولة من علمه؟
خاتمة الكلام
الصباحُ يدقُّ على البابِ ولا بابَ هنا
[email protected]
.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يطلق برنامج «شموس أزهرية في سماء العالم» الأحد القادم
يطلق المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برنامج «شموس أزهرية في سماء العالم»، والذي يهدف إلى إبراز دور العلماء الأزهريين الوافدين، الذين تلقوا تعليمهم في الأزهر الشريف ثم عادوا إلى أوطانهم، ليسهموا في النهضة العلمية والتربوية والوطنية، ويتركوا أثرًا راسخًا في مجتمعاتهم. وقد أسهم هؤلاء العلماء في توطيد العلاقات بين مصر والدول الشقيقة، لا سيما في العمق الإفريقي، من خلال نشر العلوم الأزهرية وبناء جسور المعرفة والتواصل.
ومن بين هذه الشخصيات البارزة فضيلة الشيخ محمد عليش عوضة -رحمه الله-، أحد أبرز علماء تشاد في القرن العشرين، والذي تلقى تعليمه في الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية. وكان له دور رائد في تطوير التعليم العربي النظامي في تشاد، إذ نقل إليها التجربة الأزهرية وأسهم في ترسيخها. فقد أسس أول معهد علمي في مدينة "أبشة" على غرار المعاهد الأزهرية، ووضع مناهج متكاملة تسهل دراسة العلوم، ومنها علم النحو.
وتدعو وزارة الأوقاف السادة الإعلاميين والصحفيين الراغبين في تغطية الحفل إلى الحضور يوم الأحد الموافق ١٦ من فبراير ٢٠٢٥م، في القاعة الكبرى بمسجد مصر الكبير والمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا.