إيه رأيك في البُقَع الحَمْرا؟

يا ضمير العالم يا عزيزي

دي لطفلة مصرية وسمرا

كانت من أشطر تلاميذي

كان سؤالا يهز الحَجَر قبل أن يبكي البَشَر. طرَحَتْهُ القلوبُ المكلومة بلسان الشاعر "صلاح جاهين" بعد مجزرة ارتكبتها إسرائيل صباح يوم ٨ أبريل١٩٧٠.

وكان مَسْرَحُ الجريمة "مدرسة قرية بحر البقر الابتدائية المشتركة " بمحافظة الشرقية، حيث أغارَتْ عليها طائراتُ الفانتوم وألقت خَمْسَ قنابل تَزِن الواحدة ١٠٠٠رطل، أسفرت عن استشهاد ٣٠ طفلا وإصابة ٥٥ آخرين حيث تَحوَّلتْ المدرسة إلى كُتلةِ نيرانٍ وأشْلاء أطفال اختلطت دِماؤهم بكتبِهم وكراساتهم.

.

كان هدف إسرائيل من الغارة - التي سبقتها غارات على حلوان والمعادي ومصنع بأبى زعبل - هو الضغط على مصر لإنهاء حرب الاستنزاف التي كَبَّدتها خسائر تفوق ما خَسِرته في أكتوبر ١٩٧٣. اعتَقدَت إسرائيل أن اختراقها المجال الجوي بطائراتِها في عُمْقِ المُدُن المصرية سَيُضْعِفُ الروح المعنوية للمصريين شعبا وجيشا فيطالبون قيادته بوقفِ إطلاق النار بل والتخلص من "عبد الناصر" شخصيا مُدعيةً أنها كانت تسْتَهدِف منشآتٍ عسكرية فقط، وزعمت أن مدرسة بحر البقر كانت مخبأً للأسلحة والذخيرة.

أثارت هذه المَجزرة غضبا عالميا ولكن الموقف الدولي الرَّسمي لمْ يتحرَّك بما يكفي عندما استخدمت أمريكا " الفيتو" لعدم إدانة إسرائيل في جريمتها. فأرسل الأطفال النَّاجون إلى زوجة الرئيس الأمريكي " نيكسون" قالوا: "هل تقبلين أن تَقتُلَ الفانتوم أطفال أمريكا؟ وهل نستطيع أنْ نحكي لأحفادِك ما فعله زوجُكِ المِستر " نيكسون"؟

وقالها "عبد الناصر ": " لا صَوت يعلو على صَوتِ المعركة. وما أُخِذَ بالقوة لا يُسْتَرَدُ بغيرِ القوة"، لذلك أَمرَ بتكليف القيادة العامة للقوات المسلَّحة بتنفيذِ عملية الثأر التي قامت بها مجموعة قِتالية من اللواء ٣٥مشاة ومجموعة من الكتيبة ٨٣صاعقة.. وكانت خُطةُ الانتقام هي اصطياد مجموعة من الجنود الإسرائيليين القائمين بإجازة يوم السبت ٣٠مايو١٩٧٠ بآلياتهم ومُدرَّعاتِهم التي تُصَاحبهم في الطريق لحِمايتهم. ورُسِمَتْ الخُطة بحيث لا تتَعرَّض المجموعات القِتالية المصرية للإسرائيليين في الكمين(١) وتتركهم يَمرُّون حتى يَصِلوا الي الكمين(٢) بمنطقة " التينة " ( قُرب القنطرة ) وبدأ القصف المُكثَّف بأقصى سُرعة معدلات للنيران فأُصِيبَت دَبَّابتان ومدَرَّعة وحافلة جنود.وحاولَ باقي المَركَبات والمُدرَّعات الهروب والعودة إلى " القنطرة " فوقعوا في فَخِّ الكَمين(١) وفيه انقَضَّ رجالُ الصَّاعِقة على جنود العدو وقتلوا ٣٥ وأسَروا فَردَين بعد أن دمروا جميع الدبابات والعَربات الإسرائيلية فلم تَجِد إسرائيل اسمًا مناسبًا لذاك اليوم غير " السبت الحَزين".

كانت حربُ الاستنزاف وإرباكُ العدو وتحطيم معنوياتهِ بالخسائر الفادحة فرصة لمِصرَ لإكمال بناء حائطِ الصَّواريخ وتدشينه في ٣٠يونيو١٩٧٠ وفي ٢٢يوليو قرَّر "عبد الناصر" قبول مبادرة "روجرز" بإيقاف الحرب حتى يَتمَكَّن من استكمال باقي التَجهيزات العَسْكرية للعُبور في أوائل١٩٧١.

رحَلَ"جمال" في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠وعَبَرنا في أكتوبر ١٩٧٣ وستبقى مذبحة بحرالبقر إحدى النقاط السوداء في تاريخ الأعداء.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

البابا كيرلس السادس.. قديس العصر الذي أسر قلب الزعيم عبدالناصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يزال البابا كيرلس السادس واحدًا من أكثر الشخصيات الروحية تأثيرًا، ليس فقط بين الأقباط، بل حتى بين الشخصيات العامة والمشاهير الذين شهدوا ببركته وتأثيره العجيب في حياتهم. 
فبجانب كونه رجل صلاة ومعجزات، كان له حضور قوي في المشهد العام، وارتبط بعلاقات مع شخصيات سياسية، فنية، واجتماعية بارزة.
علاقة البابا كيرلس بجمال عبد الناصر
يعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من أبرز الشخصيات التي تأثرت بالبابا كيرلس السادس ، فقد جمعت بينهما علاقة احترام متبادل، ولبّى عبد الناصر طلب البابا بمنح تصريح بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والتي افتتحها بنفسه عام 1968 بحضور قداسة البابا. 

كما يقال إن عبد الناصر لجأ إلى البابا كيرلس أكثر من مرة في فترات الأزمات، طالبًا صلواته.

المعجزات مع الفنانين والمشاهير
لم يقتصر تأثير البابا كيرلس على السياسيين فقط، بل امتد إلى عدد من الفنانين والمشاهير، الذين لجأوا إليه في أوقات الشدة ، من بينهم الفنان الراحل رشدي أباظة، الذي قيل إنه نال شفاء من مرضه ببركة البابا كيرلس، وكذلك الفنانة نجوى فؤاد التي حكت عن موقف روحي أثر فيها وجعلها تشعر بقوة صلواته.

كما تردد أن البابا كيرلس كان له دور غير مباشر في دعم بعض الشخصيات الفنية، حيث عرف عنه حكمته ونظرته العميقة للأشخاص، وكان يمنح نصائحه الروحية التي غيرت حياة الكثيرين، سواء من خلال لقاءات مباشرة أو عن طريق رسائل وصلوات رفعها لأجلهم.


كان قليل الكلام لكنه عميق الأثر، وكان يقول دائمًا: “صلِّ، واترك الأمر لله”، وهي الجملة التي أصبحت نهجًا يتبعه الكثيرون حتى بعد رحيله.

اليوم، وبعد أكثر من نصف قرن على انتقاله، لا يزال البابا كيرلس السادس حاضرًا بقوة في ذاكرة الملايين، ليس فقط كرمز ديني، بل كشخصية مؤثرة امتدت بركتها إلى الجميع، من البسطاء إلى كبار القادة والمشاهير.

مقالات مشابهة

  • واشنطن: يجب محاسبة الإرهابيين المتطرفين الذين قتلوا الأقليات بسوريا
  • البابا كيرلس السادس.. قديس العصر الذي أسر قلب الزعيم عبدالناصر
  • 41 مختطفا إسرائيليا قتلوا في قطاع غزة منذ بداية حرب أكتوبر 2023
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • الإعلامي عبد الناصر زيدان يصل إلى مقر حفل الإفطار السنوي لأبناء قنا والأقصر والقبائل العربية
  • سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل: القمة العربية الطارئة كانت رسالة موجهة للعالم
  • سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل: القمة الطارئة بالقاهرة كانت رسالة موجهة للعالم
  • كييف: مقتل 11 وإصابة 37 في هجوم روسي على أوكرانيا
  • سلفاكير يكشف تفاصيل أحداث الناصر