بوابة الوفد:
2025-01-26@07:08:13 GMT

اكتئاب ما بعد رمضان!

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

لا أدرى هل هذه التسمية صحيحة من الناحية العلمية أم لا لكنى أستطيع أن أصف الحالة النفسية التى تصيبنى بعد انتهاء شهر رمضان المعظم بأنها متلازمة اكتئاب ما بعد رمضان. 

تعود جذور هذه الحالة إلى مرحلتى الطفولة ثم الصباعندما تتحول كل مظاهر الفرحة بقدوم رمضان وحتى قبل قدومه بأيام طويلة مع الأغانى الشهيرة المحفورة فى وجداننا لعبدالمطلب وعبدالعزيز محمود وثلاثى النغم وغيرهم إلى حالة من الحزن الشديد ليس فقط عند انتهائه بل حتى قبيل نهايته بأيام عندما تبدأ إذاعة اغنية شريفة فاضل والله لسه بدرى يا شهر الصيام.

انتقلت هذه الحالة معى منذ تلك الأيام البعيدة إلى مرحلتى الشباب والشيخوخة. كنا ونحن صغار نتابع بفرحة شديدة بدء بناء أفران الكنافة فى شوارعنا والتجهيزات التى تسبقها ونشارك فيها ونسهر حتى الصباح ونحن نشاهدها تكبر أمام أعيننا بعد أن تكون الشوارع اكتست بزينة رمضان وأنواره التى تملأ قلوبنا بالفرحة والسعادة. ونظل طيلة ليالى الشهر الكريم نلعب حول الفرن ونساعد بين الحين والآخر فى تلقيمها حتى تظل مشتعلة بينما الشباب الأكبر منا سنًا كانوا يقومون برش الكنافة بأنفسهم. كنا نلعب حتى موعد السحور ثم نذهب لنصلى الفجر فى المسجد ونعود لنستسلم لنوم عميق يمتد فى كثير من الأحيان لما قبل المغرب بلحظات. كانت متعة بلا مسئولية. فإذا أعلنت دار الإفتاء يوم 29 رمضان أنه المتمم لشهر رمضان بما يعنى أن تلك الليلة هى آخر ليالى الفرحة والسهر والسعادة تمتد الأيادى لتهدم فرن الكنافة بينما كانت الهدم فى الحقيقة يمتد إلى تلك القلوب البريئة التى وجدت فى الفرن ضالتها المنشودة التى تسمح لها بالسهر بدون حساب ولا تعليمات من الآباء والأمهات بالعودة للبيت مبكرًا.

لم تفلح فرحة استقبال العيد فى يوم ما رغم الملابس الجديدة والعيدية المنتظرة فى أن تنزع من قلبى ذلك الحزن الذى ينتابنى لمفارقة أيام رمضان ولياليه وكانت صلاة العيد رغم التجمع الكبير وملاقاة الأهل والأصدقاء فى مداواة الجرح النازف على انتهاء ليالى الرحمة والمودة والحب والتسامح الذى يغمر القلوب. كان اصعب جملة اسمعها من امى إذا أردت السهر فى الشارع بعد رمضان لوقت متأخر هى جملة: لا ياحبيبى رمضان خلص خلاص مينفعش تسهر بره زى ما كنت بتسهر فى رمضان. فى تلك اللحظة أفيق على الحقيقة المرة فمنذ تلك اللحظة لم يعد مسموحا بزيارة عمتى فى أى وقت بينما كان ذلك مسموحا به فى رمضان ولم يعد مسموحا بلعب الكرة فى الشارع ولا الإستغماية حتى قبيل الفجر فالسهر واللعب خارج المنزل عاد ليكون عيبًا ولا يصح وهو الذى كان منذ أيام مباحًا دون أى تحفظ أو قيود.

وعندما كبرت انتقلت معى تلك الأحاسيس فطيلة الشهر الكريم وقلبى مطمئن هادئ لا يعكر صفوه شيء لا قلق على رزق ولا خوف من مستقبل ولا حزن يخترق القلب الفرح السعيد ولا مردة وشياطين يفسدون عليه متعته بايام رمضان ولياليه حتى شيطان النفس يخجل ويتوارى فى الشهر الكريم. لكن ما أن ينتهى رمضان إلا ويعود القلق والترقب والخوف والحزن كيف لا والأيام الجميلة ولت  كيف لا ولا أضمن أن أشهد رمضان قادم أم لا فكثير ممن كانوا معنا فى العام الماضى هم الآن تحت التراب. فاللهم لا تجعله رمضان الماضى آخر عهدنا بأيام شهرك الفضيل ولياليه واكتب لنا أن نشهده مرات عديدة وأزمنة مديدة ولا تحرمنا فرحته وسعادته والعتق من نيرانك ولا تقبضنا إلا وانت راض عنا ،آمين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة الحالة النفسية رمضان الحزن الشديد

إقرأ أيضاً:

رياح "ترمب" تهب على أوكرانيا

أعلن وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو إيقاف الإنفاق على معظم منح المساعدات الخارجية القائمة لمدة 90 يومًا. ويبدو أن الأمر، الذى صدم مسئولى وزارة الخارجية، ينطبق على تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وتنص توجيهات روبيو التى صدرت لجميع البعثات الدبلوماسية والقنصلية على إلزام موظفى الوزارة بإصدار «أوامر بوقف العمل» على جميع «منح المساعدات الأجنبية القائمة»، وأصدر روبيو إعفاءً للمساعدات الغذائية الطارئة، وفقًا للمذكرة. ويأتى هذا فى ظل زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والعديد من أزمات الجوع الأخرى فى جميع أنحاء العالم بما فى ذلك فى السودان.
ويبدو أن هذا القرار يتجاوز الأمر التنفيذى الأخير الذى أصدره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والذى أمر الوزارة بإيقاف منح المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا فى انتظار مراجعة من جانب روبيو. ولم يتضح من أمر ترامب ما إذا كان هذا القرار سيؤثر على الأموال المخصصة بالفعل أو المساعدات المقدمة لأوكرانيا.
وتعنى التوجيهات الجديدة أنه لن يتم اتخاذ أى إجراءات أخرى لتوزيع تمويل المساعدات على البرامج التى وافقت عليها الحكومة الأمريكية بالفعل وقد أثار الأمر صدمة بعض مسئولى الوزارة بسبب نطاقه الشامل. وقال مسئول آخر فى وزارة الخارجية: «لقد أصبحت الدولة متشددة تماما فى التعامل مع المساعدات الخارجية، بحسب ما نقلت بولتيكو 
وقال مسئول حالى فى وزارة الخارجية، بالإضافة إلى مسئولين سابقين فى إدارة بايدن، إن التوقف يبدو أنه يوقف المساعدات لحلفاء رئيسيين مثل أوكرانيا والأردن وتايوان. وشددوا على أن التوجيهات قد تفتح الباب أمام المسئولية المدنية للحكومة الأمريكية، حيث يمكن رفع دعاوى قضائية بشأن العقود غير المنجزة إذا اعتُبر أن الشروط قد تم انتهاكها، على الرغم من أنها تقول فى بعض النقاط إن القرارات يجب أن تكون «متوافقة مع شروط الجائزة ذات الصلة».
وتنص الإرشادات على أن «القرارات المتعلقة بمواصلة البرامج أو تعديلها أو إنهائها سيتم اتخاذها بعد المراجعة». 
ويعد إغفال أوكرانيا أمرا مثيرا للقلق بشكل خاص بالنسبة للمسئولين الأمريكيين الذين يريدون مساعدتها فى هزيمة روسيا. حيث ركز ترامب والجمهوريون لسنوات على ما وصفوه بالإنفاق الباهظ على المساعدات الخارجية فى عهد إدارة أوباما وبايدن. ولكن فى الأيام الأخيرة، صعد ترامب من خطابه تجاه روسيا، وهدد موسكو بالعقوبات إذا لم تنه غزوها المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات لأوكرانيا، وأعلن أن بوتن يتحمل مسئولية إنهاء الحرب.
ولم ترد الحكومة الأوكرانية على هذه الخطوة حتى الآن. ولكن أنصار كييف أعربوا عن أملهم فى ألا يؤدى توقف القتال إلى عرقلة جهود الحرب الأوكرانية.
وفى السياق أكد ميكولا مورسكيج من منظمة رازوم، وهى منظمة مقرها الولايات المتحدة تدافع عن أوكرانيا العمل على فهم ما يعنيه هذا بالنسبة لأوكرانيا. قائلا: ونحن على ثقة من أن الإدارة لن تدع أمريكا تنخدع بتكتيكات بوتن التخويفية».
ويشعر العاملون فى مجال الصحة العالمية بالقلق إزاء تأثير الأمر على برامج مثل خطة ترامب الطارئة للإغاثة من الإيدز، التى تمول الاختبارات والعلاج للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وخاصة فى أفريقيا. وقد تلقى البرنامج حوالى 5 مليارات دولار من التمويل سنويا، فى السنوات الأخيرة.
وقال مصدر مطلع على المناقشات فى الكونجرس بشأن هذه الخطوة إن قرار ترامب غير قانوني. ولفت إلى إن تجميد هذه الاستثمارات الدولية سيدفع شركائنا الدوليين إلى البحث عن شركاء تمويل آخرين - من المحتمل أن يكونوا من المنافسين والمعارضين للولايات المتحدة – لسد هذه الفجوة وإزاحة نفوذ الولايات المتحدة كلما استمر هذا الاحتجاز غير القانوني». بحسب «رويترز»
وقالت آسيا راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة Health GAP، وهى منظمة غير ربحية تدافع عن حق الحصول على العلاج للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية: «إن أمر وقف العمل هذا قاسٍ ومميت».
وتمت الموافقة على التوجيهات من قبل مجموعة من كبار موظفى وزارة الخارجية، بما فى ذلك مستشار وزارة الخارجية مايكل نيدهام ومدير تخطيط السياسات مايكل أنطون.
ومن المتوقع أن تقوم وزارة الخارجية بإعداد تقرير فى غضون 85 يوما من إصدار التوجيهات، والذى سوف يصاحب بعد ذلك توصية من روبيو إلى ترامب بشأن برامج المساعدات الخارجية التى يجب الاستمرار فيها والتى يجب إيقافها.
وقال ديف هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى الشرق الأوسط إن هذه الخطوة «مهمة للغاية»، مضيفا أنها قد تؤدى إلى تعليق البرامج الإنسانية والتنموية التى تمولها الولايات المتحدة فى جميع أنحاء العالم على الفور، بينما يتم إجراء المراجعة. كما تؤثر على مجموعة واسعة من مشاريع التنمية الحيوية بما فى ذلك المياه والصرف الصحى والمأوى.
وذكرت وكالة فرانس برس للأنباء أن تجميد التمويل قد يؤثر أيضا على أوكرانيا، التى تلقت أسلحة بمليارات الدولارات فى عهد جو بايدن، سلف ترامب.

مقالات مشابهة

  • رياح "ترمب" تهب على أوكرانيا
  • عندها اكتئاب.. كواليس قفز فتاة من بلكونة الثالث بأبو النمرس
  • د.حماد عبدالله يكتب: سمة هذا الوطن "الحــــــب"!!
  • طائرات عسكرية أميركية ترحل مهاجرين بينما والبنتاغون يستعد لإرسال المزيد من القوات إلى الحدود
  • «حوارات صحفية» جديد الزميل صابر رمضان بمعرض الكتاب
  • "التريند" يشعل حوادث القتل
  • عيد الشرطة.. عيد مصر كلها
  • الإعمار الفلسطينى!
  • «الشُّرطة الْمصِرِّيَّة».. رِجَالٌ لحِمَايَةُ الوَطَنُ وَالأُمَّةُ
  • دوامة الغباء