بوابة الوفد:
2025-03-16@20:05:43 GMT

اكتئاب ما بعد رمضان!

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

لا أدرى هل هذه التسمية صحيحة من الناحية العلمية أم لا لكنى أستطيع أن أصف الحالة النفسية التى تصيبنى بعد انتهاء شهر رمضان المعظم بأنها متلازمة اكتئاب ما بعد رمضان. 

تعود جذور هذه الحالة إلى مرحلتى الطفولة ثم الصباعندما تتحول كل مظاهر الفرحة بقدوم رمضان وحتى قبل قدومه بأيام طويلة مع الأغانى الشهيرة المحفورة فى وجداننا لعبدالمطلب وعبدالعزيز محمود وثلاثى النغم وغيرهم إلى حالة من الحزن الشديد ليس فقط عند انتهائه بل حتى قبيل نهايته بأيام عندما تبدأ إذاعة اغنية شريفة فاضل والله لسه بدرى يا شهر الصيام.

انتقلت هذه الحالة معى منذ تلك الأيام البعيدة إلى مرحلتى الشباب والشيخوخة. كنا ونحن صغار نتابع بفرحة شديدة بدء بناء أفران الكنافة فى شوارعنا والتجهيزات التى تسبقها ونشارك فيها ونسهر حتى الصباح ونحن نشاهدها تكبر أمام أعيننا بعد أن تكون الشوارع اكتست بزينة رمضان وأنواره التى تملأ قلوبنا بالفرحة والسعادة. ونظل طيلة ليالى الشهر الكريم نلعب حول الفرن ونساعد بين الحين والآخر فى تلقيمها حتى تظل مشتعلة بينما الشباب الأكبر منا سنًا كانوا يقومون برش الكنافة بأنفسهم. كنا نلعب حتى موعد السحور ثم نذهب لنصلى الفجر فى المسجد ونعود لنستسلم لنوم عميق يمتد فى كثير من الأحيان لما قبل المغرب بلحظات. كانت متعة بلا مسئولية. فإذا أعلنت دار الإفتاء يوم 29 رمضان أنه المتمم لشهر رمضان بما يعنى أن تلك الليلة هى آخر ليالى الفرحة والسهر والسعادة تمتد الأيادى لتهدم فرن الكنافة بينما كانت الهدم فى الحقيقة يمتد إلى تلك القلوب البريئة التى وجدت فى الفرن ضالتها المنشودة التى تسمح لها بالسهر بدون حساب ولا تعليمات من الآباء والأمهات بالعودة للبيت مبكرًا.

لم تفلح فرحة استقبال العيد فى يوم ما رغم الملابس الجديدة والعيدية المنتظرة فى أن تنزع من قلبى ذلك الحزن الذى ينتابنى لمفارقة أيام رمضان ولياليه وكانت صلاة العيد رغم التجمع الكبير وملاقاة الأهل والأصدقاء فى مداواة الجرح النازف على انتهاء ليالى الرحمة والمودة والحب والتسامح الذى يغمر القلوب. كان اصعب جملة اسمعها من امى إذا أردت السهر فى الشارع بعد رمضان لوقت متأخر هى جملة: لا ياحبيبى رمضان خلص خلاص مينفعش تسهر بره زى ما كنت بتسهر فى رمضان. فى تلك اللحظة أفيق على الحقيقة المرة فمنذ تلك اللحظة لم يعد مسموحا بزيارة عمتى فى أى وقت بينما كان ذلك مسموحا به فى رمضان ولم يعد مسموحا بلعب الكرة فى الشارع ولا الإستغماية حتى قبيل الفجر فالسهر واللعب خارج المنزل عاد ليكون عيبًا ولا يصح وهو الذى كان منذ أيام مباحًا دون أى تحفظ أو قيود.

وعندما كبرت انتقلت معى تلك الأحاسيس فطيلة الشهر الكريم وقلبى مطمئن هادئ لا يعكر صفوه شيء لا قلق على رزق ولا خوف من مستقبل ولا حزن يخترق القلب الفرح السعيد ولا مردة وشياطين يفسدون عليه متعته بايام رمضان ولياليه حتى شيطان النفس يخجل ويتوارى فى الشهر الكريم. لكن ما أن ينتهى رمضان إلا ويعود القلق والترقب والخوف والحزن كيف لا والأيام الجميلة ولت  كيف لا ولا أضمن أن أشهد رمضان قادم أم لا فكثير ممن كانوا معنا فى العام الماضى هم الآن تحت التراب. فاللهم لا تجعله رمضان الماضى آخر عهدنا بأيام شهرك الفضيل ولياليه واكتب لنا أن نشهده مرات عديدة وأزمنة مديدة ولا تحرمنا فرحته وسعادته والعتق من نيرانك ولا تقبضنا إلا وانت راض عنا ،آمين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة الحالة النفسية رمضان الحزن الشديد

إقرأ أيضاً:

خلى بالك.. ما هى الموافقة الخطية التى اشترطها القانون لسفر الأبناء؟

تشتعل الخلافات بين الأزواج والزوجات بسبب النفقات ورعاية الأطفال، لتمتنع بعض الحاضنات من تمكين الأزواج من الرؤية، فيرد الأباء بالمنع من السفر حال شعورهمم بالخطورة من فقدان حقهم في رعاية الصغار على سبيل الاحتياط حتى يحافظ على حقوقه، ويصدر القرار للأب أو الأم، وكما أنه هناك -الموافقة الخطية- التي اشتراطها القانون لسفر الأبناء لعدم الإخلال بحق الأب والأم في رعاية أبنائهم.

وخلال سلسلة (خلي بالك) نرصد أبرز الأخطاء التي إذا ارتكبها شريكي الحياة تهدد بفقدان حقوقهم الشرعية ويدخل العناد بينهما للانتقام وتعذيب كلا منهما للأخر، ونرصد الإجراءات القانونية الصحيحة اللازم اتخاذها لاسترداد الحقوق المهدرة لطرفي النزاع القضائي حال تخلف أي من الطرفين عن سدادها.

- لا يجوز للحاضن السفر بالمحضون خارج الدولة إلا بموافقة ولى النفس خطياً وفقا لقانون الأحوال الشخصية .

-إذا امتنع الأب عن السماح للأطفال بالسفر وأثبت الأم تعسفه وإلحاقه الضرر بالصغار يرفع الأمر إلى القاضي، وتكون له مطلق السلطة التقديرية للحفاظ على مصلحة المحضون وفقا لما يراه من صحيح الوقائع والمستندات.

- تتمثل شكاوي الأمهات الحاضنات بعدم قدرتهن على اصطحاب أطفالهن للخارج سواء للسياحة أو العلاج أو الدراسة، وتعنت الأب في إعطاء الموافقة على سفر المحضون مع أمه أو منحها جواز سفره، وتلجأ الحاضنة تتقدم بطلب إلى المحكمة بسبب مماطلة الآباء.

- تنص المادة 20 مستبدلة بالقانون رقم 100 لسنة 1985 والمستبدلة بالفقرة الأولي بالقانون رقم 4 لسنة 2005، أن سفر الصغير قد يحول بين الأب وتنفيذ حكم الرؤية، لذلك يصدر الحكم بمنع الصغير من السفر.

- لا يحق للأب استخدام بنود القانون لإجبار الأم على التنازل عن بعض أو كل حقوقها ولا يحق له استغلال منع الصغير من السفر لإلحاق الضرر بمستقبل الصغار.

- أكد القانون ألا يكون القصد من- الانتقال – بالطفل لمجرد مضارة الأب أو الطرف غير الحاضن بإبعاد الطفل عنه.

- القانون نص على تقديم مصلحة المحضون على مصلحته الأبوين الشخصية بشرط أى ألا يكون فى السفر إخلال بتربيته، أو تعطيل لدراسته.

-للزوجة ايضا الحق فى استصدار أمر بالمنع من السفر على الزوج أو طليقها لعدم سداده أى دين من ديون النفقة المقضى بها بعد حصولها على حكم حبس بمتجمد نفقة.

- لا يتطلب تقديم طلب تسوية ويكتفى فقط بالطلب الذى يقدم مرفق معه مستندات عبارة عن حكم الحبس بمتجمد النفقة الذى لم يسدده المدعى عليه.

- يكتفى القاضى بما قدم وإذا لم يحضر الطرف الآخر أصدر أمره فى غيبته.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • الصعيد.. و"ناسه"
  • الديموقراطية نبراس الحقيقة
  • كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» بـذور التطـرف ( 2)
  • إعلامي مصري يهاجم الحوثيين: لم يستهدفوا سفينة إسرائيلية واحدة بينما خسرنا المليارات
  • تكريم 3 آلاف طفل من حفظة القرآن الكريم في البحيرة.. صور
  • أطعمة تعالج نزلات البرد والإنفلونزا .. اكتشفها
  • خلى بالك.. ما هى الموافقة الخطية التى اشترطها القانون لسفر الأبناء؟
  • محافظ أسوان يجري التحاليل الطبية ضمن مبادرة رمضان بصحة لكل العيلة
  • الغرابلي: كيف تحذر الدول مواطنيها من زيارة ليبيا بينما تدعو لتوطين الأفارقة بها؟
  • جحيم وسط البلد.. سر نشوب حريق معامل الصحة.. ومن أين بدأ؟