بوابة الوفد:
2024-07-06@06:57:08 GMT

اكتئاب ما بعد رمضان!

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

لا أدرى هل هذه التسمية صحيحة من الناحية العلمية أم لا لكنى أستطيع أن أصف الحالة النفسية التى تصيبنى بعد انتهاء شهر رمضان المعظم بأنها متلازمة اكتئاب ما بعد رمضان. 

تعود جذور هذه الحالة إلى مرحلتى الطفولة ثم الصباعندما تتحول كل مظاهر الفرحة بقدوم رمضان وحتى قبل قدومه بأيام طويلة مع الأغانى الشهيرة المحفورة فى وجداننا لعبدالمطلب وعبدالعزيز محمود وثلاثى النغم وغيرهم إلى حالة من الحزن الشديد ليس فقط عند انتهائه بل حتى قبيل نهايته بأيام عندما تبدأ إذاعة اغنية شريفة فاضل والله لسه بدرى يا شهر الصيام.

انتقلت هذه الحالة معى منذ تلك الأيام البعيدة إلى مرحلتى الشباب والشيخوخة. كنا ونحن صغار نتابع بفرحة شديدة بدء بناء أفران الكنافة فى شوارعنا والتجهيزات التى تسبقها ونشارك فيها ونسهر حتى الصباح ونحن نشاهدها تكبر أمام أعيننا بعد أن تكون الشوارع اكتست بزينة رمضان وأنواره التى تملأ قلوبنا بالفرحة والسعادة. ونظل طيلة ليالى الشهر الكريم نلعب حول الفرن ونساعد بين الحين والآخر فى تلقيمها حتى تظل مشتعلة بينما الشباب الأكبر منا سنًا كانوا يقومون برش الكنافة بأنفسهم. كنا نلعب حتى موعد السحور ثم نذهب لنصلى الفجر فى المسجد ونعود لنستسلم لنوم عميق يمتد فى كثير من الأحيان لما قبل المغرب بلحظات. كانت متعة بلا مسئولية. فإذا أعلنت دار الإفتاء يوم 29 رمضان أنه المتمم لشهر رمضان بما يعنى أن تلك الليلة هى آخر ليالى الفرحة والسهر والسعادة تمتد الأيادى لتهدم فرن الكنافة بينما كانت الهدم فى الحقيقة يمتد إلى تلك القلوب البريئة التى وجدت فى الفرن ضالتها المنشودة التى تسمح لها بالسهر بدون حساب ولا تعليمات من الآباء والأمهات بالعودة للبيت مبكرًا.

لم تفلح فرحة استقبال العيد فى يوم ما رغم الملابس الجديدة والعيدية المنتظرة فى أن تنزع من قلبى ذلك الحزن الذى ينتابنى لمفارقة أيام رمضان ولياليه وكانت صلاة العيد رغم التجمع الكبير وملاقاة الأهل والأصدقاء فى مداواة الجرح النازف على انتهاء ليالى الرحمة والمودة والحب والتسامح الذى يغمر القلوب. كان اصعب جملة اسمعها من امى إذا أردت السهر فى الشارع بعد رمضان لوقت متأخر هى جملة: لا ياحبيبى رمضان خلص خلاص مينفعش تسهر بره زى ما كنت بتسهر فى رمضان. فى تلك اللحظة أفيق على الحقيقة المرة فمنذ تلك اللحظة لم يعد مسموحا بزيارة عمتى فى أى وقت بينما كان ذلك مسموحا به فى رمضان ولم يعد مسموحا بلعب الكرة فى الشارع ولا الإستغماية حتى قبيل الفجر فالسهر واللعب خارج المنزل عاد ليكون عيبًا ولا يصح وهو الذى كان منذ أيام مباحًا دون أى تحفظ أو قيود.

وعندما كبرت انتقلت معى تلك الأحاسيس فطيلة الشهر الكريم وقلبى مطمئن هادئ لا يعكر صفوه شيء لا قلق على رزق ولا خوف من مستقبل ولا حزن يخترق القلب الفرح السعيد ولا مردة وشياطين يفسدون عليه متعته بايام رمضان ولياليه حتى شيطان النفس يخجل ويتوارى فى الشهر الكريم. لكن ما أن ينتهى رمضان إلا ويعود القلق والترقب والخوف والحزن كيف لا والأيام الجميلة ولت  كيف لا ولا أضمن أن أشهد رمضان قادم أم لا فكثير ممن كانوا معنا فى العام الماضى هم الآن تحت التراب. فاللهم لا تجعله رمضان الماضى آخر عهدنا بأيام شهرك الفضيل ولياليه واكتب لنا أن نشهده مرات عديدة وأزمنة مديدة ولا تحرمنا فرحته وسعادته والعتق من نيرانك ولا تقبضنا إلا وانت راض عنا ،آمين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هشام مبارك طلة الحالة النفسية رمضان الحزن الشديد

إقرأ أيضاً:

تركيا.. مقتل شاب سوري طعناً في أنطاليا

أعلنت وسائل اعلام تركية، اليوم الأربعاء، ان شاب سوري، تعرض للطعن حتى الموت في مدينة أنطاليا التركية بعد أن أوقفه ثلاثة أشخاص نزلوا من على دراجتين ناريتين وقتلوه دون سبب معروف وفروا من المكان. وقالت الوسائل إنه "بينما استمرت الهجمات ضد السوريين، جاءت أنباء القتل من أنطاليا، حيث تعرض عامل سوري لاجئ يبلغ من العمر 17 عاما يدعى أحمد النايف، والذي كان يسير في أحد شوارع منطقة سيريك، للطعن حتى الموت".

وأفادت بأنه "بينما النايف يسير في أحد شوارع منطقة كوكيز، أوقفه ثلاثة أشخاص نزلوا من دراجتين ناريتين، وقاموا بطعنه حتى الموت".

وتم إلقاء القبض على مشتبه به واحد، بينما فر اثنان على متن دراجتين ناريتين.

يذكر أن أعمال عنف كانت قد اندلعت مساء الأحد الماضي، بعد انتشار شائعة تحرش واعتقال سوري للاشتباه في تحرشه بقاصر.

واستهدفت مجموعة أشخاص متاجر وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري الواقعة وسط تركيا، وامتدت الاعتداءات إلى المدن الأخرى المجاورة بينها إسطنبول، حيث عززت الشرطة الإجراءات الأمنية حول القنصلية السورية.

هذا وعلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الهجمات التي نفذها أتراك على منازل وممتلكات تعود لسوريين، في مدينة قيصري، مشدداً على أن هذا أمر غير مقبول.

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يطرح أغنية «بمزاجي»
  • محمد رمضان يروج لأحدث أغانيه "بمزاجي"
  • "بحبك أوي".. وصلة غزل بين أحمد العوضي وأم جاسر
  • سعر الذهب في اليمن اليوم الجمعة 5 يوليو 2024
  • طفل شجاع ينقذ شقيقته من أنياب كلب مفترس
  • ما هو اكتئاب الصيف وأعراضه؟
  • مقتل شاب سوري طعناً في تركيا
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الأربعاء 3 يوليو 2024
  • تركيا.. مقتل شاب سوري طعناً في أنطاليا
  • الزعيم والقائد لا يخاف ولا يضطرب عند الأزمات