د. منجي علي بدر يكتب.. تحديات محلية ودولية
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
يحدثنا التاريخ عن قادة يملكون الحكمة والبصيرة ويؤمنون بقدرة شعوبهم على صناعة مستقبل أفضل، فيخططون للمستقبل ويسابقون الزمن لتحويل أحلام شعوبهم لواقع ملموس.
وفى عالم يتغير نظامه الدولى بوجهه السياسى والاقتصادى، ومع كل منعطف تاريخى تتبدل مقاعد اللاعبين كباراً وصغاراً، تخطط مصر للوصول بحجم صادراتها الكلية إلى 100 مليار دولار سنوياً، وذلك بالاستمرار فى تقديم مزايا ومبادرات للصناعة والزراعة، منها مبادرة تتيح للشركات الحصول على تمويلات بفائدة منخفضة تصل إلى 11% على أن تتحمل الدولة الفرق فى سعر الفائدة، الذى بلغ حوالى 12 مليار جنيه مصرى.
وكذا سرعة صرف المساندة التصديرية للشركات المصدرة فى مدة لا تتجاوز 3 أشهر.
كما طرحت الحكومة خلال السنوات الثلاث الماضية ٦ مبادرات لسداد المبالغ المتأخرة والمخصصة لدعم المصدرين لدى صندوق تنمية الصادرات التابع لوزارة التجارة والصناعة، كان آخرها مبادرة «السداد النقدى الفورى لدعم الحكومة للمصدرين» بخصم تعجيل سداد ١٥٪، وقد تم صرف ٤٢٫٥ مليار جنيه «مساندة تصديرية» لـ٢٥٠٠ شركة لتوفير السيولة النقدية اللازمة وتمكين المصدرين من الوفاء بالتزاماتهم، مع التأكيد على أهمية الاستثمار لتوسيع قاعدة الجهاز الإنتاجى وزيادة مرونته للوفاء باحتياجات الأسواق التصديرية والمحلية.
كما تم تشكيل مجلس أعلى للتصدير برئاسة رئيس الجمهورية لتذليل أى صعوبات ومنح كافة المزايا التى تساعد المصدر على المنافسة عالمياً، وأيضاً تم التوسع فى سياسة بعثات المشترين، وذلك بإقامة معارض متخصصة فى مصر للمنتجات المصرية القابلة للتصدير، ودعوة كبار المستوردين لزيارة المعرض وإقامة ورش ولقاءات عمل مع المستوردين على هامش المعرض، وأيضاً ترتيب زيارة المصانع والتوسع فى سياسة الـLeasing التأجير للغير لزيادة معدلات تشغيل المصانع وزيادة تنافسية المنتج المصرى، خاصة أن مصر عقدت اتفاقات تجارة حرة لتسهيل دخول الصادرات المصرية لأسواق 1٫5 مليار مستهلك.
وقد نجحت الصادرات المصرية السلعية خلال عام 2023 فى تحقيق معدلات نمو ملموسة تجاوزت عام 2022، رغم الأزمات الاقتصادية على الصعيدين الإقليمى والعالمى، حيث سجلت صادرات مصر السلعية (دون البترولية) نحو 35 ملياراً و631 مليون دولار، وعجز الميزان التجارى شهد انخفاضاً كبيراً بنحو 11 ملياراً و158 مليون دولار، حيث سجل 36 ملياراً و908 ملايين دولار، مقابل 48 ملياراً و66 مليون دولار خلال عام 2022. وشهدت الواردات السلعية المصرية تراجعاً بنسبة 14% خلال العام الماضى، حيث بلغت 72 ملياراً و539 مليون دولار مقابل 83 ملياراً و988 مليون دولار خلال عام 2022.
وقد يعود ذلك لصعوبات تدبير العملات الأجنبية وأيضاً توجه الدولة لسياسة تفضيل المنتج المحلى.
وتستمر جهود كافة الجهات الحكومية ومؤسسات الأعمال والقطاع الخاص لتعزيز التعاون التجارى مع السوق الأفريقية، من خلال الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر ودول القارة لا سيما اتفاقية الكوميسا، ونأمل أن تدخل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية AFCFTA حيز النفاذ قريباً، بجانب التوسع فى المشاركة بالمعارض المتخصصة.
إنها جهود لا بد أن تكون مستمرة ومنتظمة، فالمنافسة الخارجية تتطلب التطوير المستمر والدعم للمصدر بكافة أنواعه معلوماتياً ومالياً وأمنياً فى الدول عالية المخاطر مثل أفريقيا، ونذكر دوماً بشعار أن التصدير مسألة مهمة حتى يتم تحقيق حلم 100 مليار دولار صادرات.
ومن ناحية أخرى، فقد حددت «وثيقة التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصرى للفترة الرئاسية الجديدة (2024-2030)»، أولويات التحرك على صعيد السياسات بالنسبة للاقتصاد المصرى حتى عام 2030، سواءً فيما يتعلقُ بتوجهات الاقتصاد الكلى، أو التوجهات على مستوى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الداعمة لنهضة مصر ومنها تنفيذ برنامج لتعزيز المتحصلات من النقد الأجنبى بحصيلة مستهدفة 300 مليار دولار بنهاية عام 2030 بما فيها هدف تحقيق 100 مليار دولار صادرات.
ونرى أن هذا الهدف سيتم تحقيقه بل تخطيه فى ظل توجه مصر للدخول فى شراكات استثمارية كبيرة لتوفير موارد النقد الأجنبى، مثل مشروع تنمية رأس الحكمة، الذى يوفر لمصر 35 مليار دولار أمريكى خلال شهرين، مما سيكون له أثر إيجابى على كافة قطاعات الاقتصاد المصرى، خاصة قطاع التجارة الخارجية ومناخ الاستثمار والمفاوضات مع صندوق النقد الدولى.
الوزير المفوض وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التاريخ الواقع الحقيقة المستقبل ملیون دولار ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: مصر سددت 38.7 مليار دولار ديون مستحقة خلال عام 2024
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليوم، وذلك بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم بحث واستعراض عدد من الموضوعات والملفات المهمة.
واستهل مجلس الوزراء اجتماعه اليوم بتقديم أعضاء الحكومة التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة قرب حلول العام الميلادي الجديد، كما تقدموا لأبناء الشعب المصري العظيم داخل الجمهورية وخارجها بالتهنئة بحلول هذه المناسبة، داعين المولي عز وجل أن يكون عام خير ورخاء واستقرار وسلام على الدولة المصرية والعالم بأسره.
وأشاد رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، بنتائج القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية أعمالها بالعاصمة الإدارية الجديدة منذ أيام، وعقدت تحت عنوان الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة نحو تشكيل اقتصاد الغد، وذلك بحضور قادة الدول الأعضاء بالمنظمة، وعدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.
ولفت رئيس الوزراء إلى ما عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية من لقاءات واجتماعات ثنائية مهمة مع قادة الدول الأعضاء بمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، على هامش انعقاد أعمال القمة الحادية عشرة للمنظمة، وكذا ما تمّ عقده من لقاءات مع عدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في أعمال القمة، وما شملته هذه اللقاءات من بحث لسبل دعم وتعزيز أوجه التعاون والعلاقات الثنائية في العديد من المجالات، فضلا عن التنسيق والتشاور في العديد من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.
ونوه مدبولي إلى أن المبادرات التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته الافتتاحية لأعمال القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، من شأنها أن تسهم في تعزيز ودفع أوجه التعاون بين دول المنظمة في العديد من المجالات، وذلك بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، ويلبي آمال وتطلعات شعوب تلك الدول.
وخلال الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى الانتهاء من المراجعة الرابعة مع مسئولي صندوق النقد الدولي ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد، والذي ستحصل مصر بموجبه على 1.2 مليار دولار، لافتا إلى التصريح الصادر عن إيفانا فلادكوفا هولار، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، والذي أوضحت خلاله أنه تم التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع السلطات المصرية بشأن المراجعة الرابعة ضمن ترتيب تسهيل الصندوق الممدد.
كما أكدت أن السلطات المصرية واصلت تنفيذ سياسات رئيسية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي، وذلك على الرغم من التوترات الإقليمية المستمرة التي تتسبب في انخفاض حاد في عائدات قناة السويس.
وفي سياق متصل، أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية سددت خلال شهري نوفمبر الماضي، وديسمبر الجاري نحو 7 مليارات دولار من الديون المستحقة عليها، وأن إجمالي ما تم سداده خلال عام 2024 وصل إلى 38.7 مليار دولار، لافتا إلى أن ذلك كان يُمثل تحدياً كبيراً للدولة، مؤكداً أن الدولة المصرية ملتزمة بسداد ما عليها من التزامات، وأنها لم تتخلف يوماً عن سداد تلك المستحقات، منوها في هذا الصدد إلى أن المبلغ المستحق خلال العام المقبل سيكون أقل مما تم سداده هذا العام.
وأكد رئيس الوزراء، خلال حديثه، في هذا السياق، استمرار جهود مختلف أجهزة وجهات الدولة المعنية فيما يتعلق بحوكمة وضبط بنود الانفاق الاستثماري، وذلك بما يسهم في اتاحة الفرصة بشكل أكبر أمام مؤسسات القطاع الخاص لزيادة نسب معدلات مشاركته في العديد من الأنشطة الاقتصادية، هذا فضلا عن مساهمة هذه الإجراءات في ضبط الأداء المالي للموازنة العامة للدولة.
وجدد مدبولي، خلال الاجتماع، التأكيد على استمرار جهود مختلف الأجهزة المعنية لتأمين الاحتياطيات المناسبة من مختلف السلع الاستراتيجية والاساسية، التي من شأنها أن تضمن تلبية الاحتياجات الإنتاجية والاستهلاكية من هذه السلع، وإتاحة مخزون آمن منها، ضمانا لاستقرار مستوى أسعارها، وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في هذا الشأن.