بغداد اليوم- بغداد

يرى مراقبون ومستشارون حكوميون، أن زيارة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى واشنطن "ستدشن مرحلة جديدة في العلاقات العراقية الأمريكية".

ويعتقد محللون للشأن العراقي أن السوداني استطاع إقناع واشنطن بقدرته نسبيا على أن يكون "طرفا عراقيا موثوقا به وقابلا للتفاهم معه" حول الملفات الشائكة في العلاقة بين بغداد وواشنطن، مؤكدين أن العراق "يحتاج إلى أن يكون بمنأى عن الصراع الإقليمي الدائر بالمنطقة"، وأن تجنب ذلك يتطلب التزامات متبادلة بين طرفي الزيارة.

وكان السوداني، قال أمس السبت في مؤتمر صحفي قبيل توجهه الى واشنطن التي وصلها بعد منتصف ليلة البارحة ، إن زيارته "تسعى لتفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي المعنية بالإصلاحات الاقتصادية".

اتفاقية الإطار

وأكد السوداني، أن "زيارته تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات الثنائية الأمريكية العراقية، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في فلسطين من "جرائم تجاه الأبرياء"، فضلا عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع.

وتهدف الزيارة، تبعا لتصريح السوداني إلى "الانتقال بالعلاقات مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة تتضمن تفعيل بنود اتفاقية الإطار الإستراتيجي المتماشية مع برنامج حكومتنا الذي يركز على الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وكذلك على الشراكات المنتجة مع مختلف دول العالم".

وأكد، أن "اللقاء بالرئيس بايدن، الذي سيعقد غدا الاثنين، سيتناول البحث في ظروف المنطقة وما تشهده من تصعيد، والدور المشترك في العمل على التهدئة ومنع الصراع من الاتساع بما يؤثر على مجمل الاستقرار في العالم".

كما يستعرض اللقاء عمل اللجنة العسكرية العليا بين العراق والتحالف الدولي، والهادفة للوصول إلى جدول زمني لإنهاء مهمة التحالف والانتقال إلى علاقات ثنائية مع الدول المشاركة فيه.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن "الزيارة ستشهد لقاءات مع وزراء الخارجية والدفاع والخزانة الأمريكيين، فضلا عن مستشار الأمن القومي، وغرفة التجارة الأمريكية وكبار المسؤولين في الشركات النفطية والصناعية".

وجدد الإشارة إلى أن "الزيارة تحمل الرغبة في بناء شراكة إستراتيجية مستدامة، قائمة على الاحترام المتبادل، وحفظ أمن العراق وسيادته ووحدة أراضيه".

ويرافق السوداني في زيارته الرسمية إلى واشنطن وفد حكومي ونيابي يضم عددا من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والمستشارين، بالإضافة إلى رجال أعمال وصناعيين متخصصين في مختلف القطاعات.

وستشهد الزيارة عقد الاجتماع الأول للجنة التنسيقية العليا (إتش سي سي) المشتركة، بهدف المضي في تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي، في محاور الطاقة، والتعاون المصرفي والمالي، والنقل، ومكافحة الفساد، واسترداد الأموال العراقية، وقطاع الأعمال، إضافة إلى التعليم والثقافة.

صفحة جديدة

في هذا السياق، قال المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، إن العراق يرتبط مع الولايات المتحدة بروابط وأسس متماسكة خطّت مبادئها اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة بين البلدين عام ٢٠٠٨ والمصادق عليها من مجلس النواب العراقي.

وذكر صالح، أن "الاهتمام سينصبّ على توفير مناخ من الفرص الواعدة التي تستطيع الشركات الكبرى في الولايات المتحدة بموجبها المساهمة في مشاريع التنمية الإستراتيجية الكبرى في العراق سواء في طريق التنمية أو غيره، ولا سيما في حقلي الطاقة المتجددة والغاز والتكنولوجيا الرقمية ومشاريع اتحادية أساسية في مجالات النقل والاتصالات والزراعة والاستثمار في الموارد الطبيعية ومفاصل مهمة من الصناعة التحويلية".

وهذا حسب المستشار إلى جانب الاستفادة من فرص التعليم العالي والحصول على مقاعد دراسية في الجامعات الأمريكية وقبول المبتعثين في الحقول التي تخدم التنمية والتقدم الاقتصادي في العراق.

وأوضح، أن ما نراه اليوم من "تطورات إيجابية" في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة "ستطوي صفحة الماضي لتفتح صفحة أساسها العلاقات الاقتصادية المباشرة وفرص الاستثمار المنتج وبأولوية أولى تسبق الأولويات الأخرى بما في ذلك التأسيس لعلاقات مصرفية رصينة بين البلدين تساعد على النماء والازدهار، وعلى أن تساهم السياسة الإصلاحية المصرفية القائمة اليوم في بلادنا بإضافة عنصر من عناصر القوة في العلاقات التمويلية بين البلدين الصديقين.

وبهذا، يرى المستشار صالح أن الجانب الاقتصادي (الاستثماري والتنموي والتمويلي) "سيُفعّل للمرة الأولى بهذا الشكل الواسع من اتفاقية الإطار الإستراتيجي لكي ينسجم ومعطيات ومبادئ البرنامج الحكومي بما يخدم مصلحة الاستقرار والازدهار الاقتصادي في العراق".

شراكة جديدة

من ناحيته، قال المحلل الأمني علي البيدر، إن الزيارة مهمة لحكومة العراق والعراقيين خاصة مع وجود مؤشرات من الولايات المتحدة باتجاه رغبة في خلق شراكة حقيقية مع العراق.

وأوضح البيدر، أن "الزيارة من الممكن أن تخلق شراكة جديدة في مجالات أخرى غير الأمن، "ونتحدث عن الثقافة والتعليم والطاقة والاقتصاد، وأن تنتقل العلاقة من الأمنية والعسكرية إلى علاقة تنموية استثمارية خصوصا أن الوفد الذي ذهب إلى واشنطن لا يحمل أية مسؤولية في حكومة السوداني في حين تحضر شخصيات مهمة حضورها يتعلق بالثقافة وبالاقتصاد والطاقة، ويحتاجها العراق، وهذا الأمر مؤشر إلى أن العراق تجاوز عقبة الأمن" على حد تقديره.

وعلى المستوى الداخلي، يرى المحلل أن الزيارة ستخلق بيئة مناسبة للحوار والتفاهم وتوحيد القرار الداخلي وسيجري استثمارها سياسيا من قبل الحكومة.

طرف موثوق به

في المقابل، كشف الأكاديمي والخبير السياسي خالد العرداوي، أن زيارة السوداني إلى واشنطن بعد سنة ونصف على تشكيل حكومته، تدل على أنه استطاع إقناع واشنطن بقدرته نسبيا على أن يكون "طرفا عراقيا موثوقا به".

وأوضح العرداوي، أن السوداني أقنع واشنطن أن بإمكانها "التفاهم معه حول الملفات الشائكة في العلاقة بين بغداد وواشنطن" وفي مقدمتها ملف الوجود الأمريكي في العراق، وملف العقوبات الاقتصادية الناجمة عن العلاقة مع طهران وتهريب العملة وغسيل الأموال، وكذلك الملفان الأمني والسياسي، معتبرا هذه مؤشرات جيدة لحكومة السوداني إذا نجحت في إيجاد تفاهمات حولها، سيعطيها ذلك دعما قويا يمكن أن ينعكس إيجابا على الاستقرار في العراق.

وتأتي الزيارة، حسب العرداوي، في وقت تقف فيه المنطقة وسط احتمالات الانزلاق والمواجهة الشاملة بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وطهران وحلفائها من جهة أخرى.

وبرأي الأكاديمي "في ظل هذه المواجهة المستمرة والمتصاعدة بين الطرفين يحتاج العراق بشدة إلى أن يكون بمنأى عن التورط في هذا الصراع. وتجنب ذلك يتطلب التزامات متبادلة بين بغداد وواشنطن، وإذا فشل أي من الطرفين في الوفاء بالتزاماته فالمحصلة ستكون سلبية على مصالح العراق العليا. وربما تكون الزيارة فرصة ثمينة للوصول إلى تفاهم بهذا الخصوص".


المصدر: الجزيرة نت


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: اتفاقیة الإطار الإستراتیجی الولایات المتحدة إلى واشنطن فی العراق أن یکون على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدبولى يشهد توقيع عقد اتفاقية التحالف الإستراتيجي لتعزيز صناعة الأدوية بمصر

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن صناعة الأدوية المصرية هي مجال حيوي للتجارة والاستثمار الجديد والنمو المتبادل بين الولايات المتحدة ومصر وتحظى باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

جاء ذلك خلال حضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع عقد اتفاقية تحالف استراتيجي بين شركة جيبتو فارما مدينة الدواء المصرية، وشركة دوا فارماسيوتيكالز الأمريكية، لتعزيز صناعة الأدوية في مصر، والحصول على تأهيل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والسفيرة الأمريكية بمصر، هيرو مصطفى غارغ، وسفير قطر بالقاهرة، السيد طارق علي فرج الأنصاري، وعدد من مسئولي الشركتين.

ووقع العقد كل من الدكتور عمرو ممدوح، رئيس مجلس إدارة شركة جيبتو فارما مدينة الدواء المصرية، والدكتور حسام عبد المقصود، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة دوا فارماسيوتيكالز الأمريكية.

وأشار مدبولي إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يواصل دعم وتعزيز استراتيجية الدولة لتوطين الصناعات الحيوية، بما في ذلك صناعة الأدوية، ويسعى لفتح أسواق تصدير جديدة، بما في ذلك الولايات المتحدة.

كما أكد رئيس الوزراء أهمية هذه الشراكة في جلب المعدات والخبرات الأمريكية المتطورة إلى مصر ودعم جهود الحكومة المصرية للحصول على اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مما يعزز مكانة صناعة الأدوية المصرية إقليمياً ودولياً، ويؤكد استعداد مصر للمنافسة في مختلف الأسواق الدولية بجودة عالمية.

وأشاد مدبولي بالاتفاقية المُوقعة بين الشركتين قائلاً: "تستمر الشراكة الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة في النمو"، مضيفًا أن اتفاقية اليوم بين "دوا فارماسيوتيكالز" و"جيبتو فارما" هي مثال آخر على تعاون بلدينا لخلق ازدهار اقتصادي مشترك لكلا البلدين.

من جهتها، أكدت السفيرة هيرو مصطفى غارغ أهمية الاتفاقية، قائلة: "العنصر الحاسم في هذه الاتفاقية التاريخية بين "دوا فارماسيوتيكالز" و"جيبتو فارما" هو توفير المعدات والتكنولوجيا الأمريكية المتطورة إلى جانب المعرفة والخبرة لتوسيع نطاق إنتاج الأدوية المصرية في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط، مضيفًا أن هذه الشراكة تبرز قوة علاقتنا الاقتصادية الثنائية والازدهار المشترك الذي تجلبه لكل من مصر والولايات المتحدة".

وأعرب الدكتور عمرو ممدوح، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "جيبتو فارما" - مدينة الدواء المصرية، عن سعادته بهذه الشراكة، مؤكدًا أنها تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية الشركة في أن تكون مركزًا إقليميًا لصناعة الدواء، بالاعتماد على الجودة والبنية التحتية الإنتاجية المتقدمة التي تمتلكها المدينة، مضيفا أن الفترة الماضية شهدت بالفعل تحقيق المزيد من النجاحات، حيث تمت اقامة شراكات استراتيجية مع (7) شركات عالمية للتصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا، بالإضافة لطرح مجموعة متكاملة من الأدوية الأساسية المتميزة بجودة وأسعار مناسبة.

وأضاف: يهدف هذا التحالف إلى الاستثمار في تطوير القدرات الإنتاجية لجيبتو فارما واضافة خطوط جديدة وأنظمة حديثة وفق متطلبات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والتأهل للتصدير إلى السوق الأمريكية، إحدى أهم وأكبر الأسواق عالميًا.

كما أكد ممدوح، أن هذا التعاون يتكامل مع توجهات الدولة المصرية، ورؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحو تشجيع الاستثمار المباشر، وتوطين الصناعات الحيوية، وتعزيز الصادرات لدعم الاقتصاد الوطني مؤكدًا أن ما نوقعه اليوم ليس مجرد اتفاق، بل هو خطوة نحو تحقيق الرؤية الطموحة للشركة نحو العالمية، واقامة العديد من الشراكات الدولية.

ومن جانبه، أعرب الدكتور حسام عبد المقصود، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة دوا فارماسيوتيكالز الأمريكية، عن فخره بتوقيع هذه الشراكة الإستراتيجية مع جيبتو فارما مدينة الدواء المصرية، مؤكدًا أن هذا التعاون يمثل خطوة محورية نحو دعم جهود الابتكار والتكامل الصناعي في مجال صناعة الأدوية.

وأضاف: إننا نرى في جيبتو فارما شريكًا استراتيجيًا يتمتع بإمكانات صناعية متقدمة، ورؤية واضحة.

وأكد الدكتور حسام عبد المقصود، الالتزام بنقل الخبرات التقنية والمعرفية اللازمة لدعم جيبتو فارما في الحصول على تأهيل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، بما يضمن دخول السوق الأمريكية، وتعزيز قدرات التصنيع المحلي وفق أعلى معايير الجودة العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية تعزز من التجارة والاستثمار الثنائي في الابتكار الصيدلاني وتحسن المنتجات للمستهلكين في الولايات المتحدة ومصر، كما تعزز اتفاقية اليوم إنتاجية وقيمة الصناعات الدوائية البيولوجية في مصر والولايات المتحدة.

اقرأ أيضاًمدبولى: مشروعات جهاز مستقبل مصر توفر منتجات بجودة عالية وأسعار مناسبة

«مدبولي» يستعرض خطة مواجهة ارتفاع الأحمال وزيادة الطلب على الكهرباء في الصيف

«مدبولي» يطالب الاتحاد الأوروبي بسرعة صرف 4 مليارات يورو

مقالات مشابهة

  • اتفاقية تعاون لدعم ابتعاث الأطباء العُمانيين
  • السوداني حزين جداً بانفجار ميناء رجائي الإيراني ويتبرع بما لا يملك لها
  • العراق والسعودية يوقعان اتفاقية لإنشاء اكبر مجمع صناعي لمشاريع السليكا
  • إسرائيل تقترح تعديل اتفاقية التجارة الحرة مع أميركا
  • مدبولى يشهد توقيع عقد اتفاقية التحالف الإستراتيجي لتعزيز صناعة الأدوية بمصر
  • السوداني: أهمية إسهام الشركات الإيطالية في النهضة الشاملة التي يشهدها العراق
  • تفكيك اتفاقية التطبيع السعودية الإسرائيلية
  • الولايات المتحدة: اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا ستتم
  • الولاء والارتباط..السوداني يسخر موارد العراق لمساعدة إيران جراء انفجار ميناء رجائي
  • حكومة السوداني بكاء وعزاء على انفجار ميناء رجائي في إيران