الأسبوع:
2025-03-03@20:21:08 GMT

الكاسب والخاسر في الهجوم الإيراني على «إسرائيل»

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

الكاسب والخاسر في الهجوم الإيراني على «إسرائيل»

انشغل العالم خلال الأيام القليلة الماضية بالرد الإيراني المزلزل ضد إسرائيل، ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل الحالي، وأدّى إلى مصرع عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني في مقدمتهم الجنرال محمد رضا زاهدي.

وفي ضوء ذلك بدأت إسرائيل الاستعدادات، وأعلنت واشنطن تضامنها لردع العدوان الإيراني المتوقع وأرسلت بالمزيد من الأسلحة والمعدات، وانتفض الغرب وتناسى جرائم حرب الإبادة التي مازالت إسرائيل ترتكبها ضد الفلسطينيين في غزة والضفة وبات يعلن عن تضامنه مجددًا مع إسرائيل «الضحية»!!

وقد عزز من ذلك التوقع التصريحات الإيرانية الصادرة عن كبار المسئولين في طهران، خاصة المرشد «محمد علي خامئني» الذي قال «سيتم معاقبة النظام الشرير في إسرائيل» مما صعّد من حجم التوقعات وشراسة الضربة التي قد تغير المعادلة في الشرق الأوسط.

. ومع إطلاق المسيرات والصواريخ المحددة الوقت والمعلنة للرأي العام، حبس العالم أنفاسه، وانتظر الضربة المدوية، وظل يتابع حركة المسيرات والصواريخ، إلا أن النتيجة النهائية لم تكن بمستوى الأهداف المعلنة، بل إنها دفعت العديد من القوى، أمريكا وبريطانيا وفرنسا والعديد من الدول الأخرى لتشارك في المواجهة، حتى أن إسرائيل أعلنت أن سبعة صواريخ فقط من بين 110 صواريخ هي التي اخترقت الحاجز الدفاعي الإسرائيلي، ناهيك عن إسقاط غالبية المسيرات الإيرانية قبل أن تصل إلى العمق الإسرائيلي، ما استدعى وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الإعلان عن «أن احتواء الهجوم كان مثيرًا للإعجاب والأضرار كانت طفيفة»، وهو أمر يرى بعض المحللين أن هذا الهجوم جاء بمثابة مكسب لحكومة نتنياهو بعد استثماره في الحصول على دعم داخلي وإقليمي ودولي لم يحدث منذ تصاعد عدوانها على غزة خلال الفترة الماضية، حيث رأى العديد من المسئولين الإسرائيليين أن الهجوم الإيراني نقل الموقف ضد إسرائيل كي يتحول إلى إجماع غربي ضد إيران ولصالح دعم إسرائيل باعتبارها هي «المعتَدى» عليها وليست هي صانعة الإرهاب، وهو أمر دفع إسرائيل إلى البحث مجددًا في سبل الرد على إيران واستثمار الفرصة السانحة.

لقد انشغلت دوائر صنع القرار في العديد من العواصم المعنية، خلال الأيام القليلة الماضية بطبيعة حجم الرد الإيراني المتوقع، حيث تم توقع سيناريوهات مختلفة، تنذر بتوسعة الحرب في المنطقة وتهديد أمن إسرائيل والقواعد الأمريكية والغربية.

وداخل إسرائيل تم الحديث عن العديد من السيناريوهات وسبل مواجهتها وكيفية استغلال أي ضربة إيرانية متوقعة لإعادة التضامن الدولي حول إسرائيل مجددًا.

وفي مقال للكاتب الإسرائيلي «آلون بينكاسي» في صحيفة هاآرتس اعتبر أن ما قامت به إسرائيل من ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق هو الصحيح والحتمي، إلا أن الكاتب حدد وقتها 4 سيناريوهات محتملة للانتقام الإيراني وهي:

أولًا: أن تلتزم إيران بسياستها القديمة المتمثلة في عدم الرد الفوري، بل الانتظار بصبر للانتقام في زمان ومكان وهدف يتم اختياره بعناية ويتناسب مع الضرر الرمزي والحقيقي الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي.

غير أن الكاتب رأى أن أهمية الأهداف التي ضربتها إسرائيل ورمزيتها والاحتجاج السياسي في طهران الذي يطالب بالانتقام لاستعادة الشرف والردع وكذلك سمعة إيران بين وكلائها، يجعل هذا خيارًا صعبًا ولكنه لا يزال ممكنًا وفق رؤية الكاتب.

ثانيًا: أن إيران لم يعد لديها خيار سوى الرد بسرعة وبشكل متناسب، وبالتالي يتوقع أن تستهدف السفن والسفارات والأفراد الإسرائيليين في الخارج، ويعتمد هذا على المعلومات الاستخباراتية والفرصة السانحة، وهما عنصران من المرجح أن تمتلكهما إيران، غير أن المشكلة في هذا الخيار هي أنه يطلق العنان لعملية من الخطوات التصعيدية المتبادلة.

ثالثًا: هو خيار التوجه نحو تصعيد كامل من خلال حزب الله في لبنان وإشراك إسرائيل في جبهة ثانية أكثر فتكا وتكلفة بكثير مما كانت عليه في غزة وهذا الخيار يدفع الكاتب إلى طرح سؤال مهم يتعلق بمستوى السيطرة والنفوذ الإيراني على حزب الله، أي هل تستطيع القيادة الإيرانية إجبار الحزب على الانخراط في حرب من شأنها أن تتسبب في انفجار الأوضاع على الساحة اللبنانية.

رابعًا: هو سيناريو «يوم القيامة»، حيث تقوم إيران الغاضبة والتي تشعر بالإهانة بهجمات عنيفة لا تقتصر على أهداف إسرائيلية مهمة، بل تشمل أيضًا أهدافًا أمريكية في الخليج العربي، غير أن الكاتب استبعد هذا الخيار بوصفه «غير معقول وغير عقلاني»، إلا أنه قال: إن للتصعيد عادة خصوصياته، وما قد يكون غير مقصود في البداية، يمكن أن يتحول بسرعة إلى صراع أوسع نطاقًا، على حد وصفه!!

تلك كانت أهم السيناريوهات التي يدور حولها البحث في أوساط المراقبين الإسرائيليين، وكانت التوقعات تميل داخل الأوساط الحكومية الإسرائيلية والأمريكية على السواء أن إيران قد توجه ضرباتها إلى داخل العمق الإسرائيلي مباشرة، خاصة أن الرأي العام داخل إيران نفسها كان غاضبًا وثائرًا ويحض على الانتقام باعتبار أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية وقتلت عددًا من قادة الحرس الثوري بداخلها، يعتبر اعتداء مباشرًا على السيادة الإيرانية يتوجب التعامل معه بشكل حاسم ومباشر، على عكس كافة حلقات الصراع السابقة، التي تولت فيها أذرع إيران في المنطقة الرد بشكل غير مباشر، دون التورط الإيراني المباشر في الصراع، حتى لا يجري توسيع الصراع الراهن في المنطقة، بما يؤدي إلى مواجهة مباشرة من إسرائيل وحلفائها، ولذلك جاء الرد الإيراني في هذه المرة مباشرًا وبشكل محسوب وغير مفاجئ، وبما لا يؤدي إلى قيام إسرائيل بالرد داخل العمق الإيراني، وبالتالي توسيع نطاق الصراع ودخول قوى دولية وإقليمية في ساحته.

إن المتابع لسيناريو الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الساعات الماضية، يدرك بالفعل أن العملية العسكرية التي أطلقتها إيران مساء السبت الماضي 13 أبريل 2024، كانت محدودة ومحددة، بغض النظر عن إعداد الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والتي أسقط معظمها في الطريق من إيران إلى الكيان الصهيوني، وبعض من مناطق في العراق واليمن.

وقد لوحظ أن اتفاقًا قد جرى بين إيران وحزب الله على ضرورة عدم تدخل الحزب إلى جانب إيران في هذا الرد، خوفًا من الرد الإسرائيلي الساحق على لبنان أولًا، وحتى لا تتوسع الحرب التي تريدها إيران محدودة ومحددة، وهذا أحد الأسباب التي كانت وراء تأجيل الرد الإيراني على ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق لأكثر من 12 يومًا.

إن المتابع لمجرى السياسة الإيرانية وتعاملاتها مع الأحداث الراهنة في المنطقة وتحديدًا منذ عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر من العام الماضي يدرك أولًا: أن طهران لن تجازف وتخوض حربًا قوية قد تقودها إلى سيناريوهات أخطر قد تدفع بها إلى الصدام مع حلفاء إسرائيل وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا، بل والعديد من الدول الغربية الأخرى، ناهيك عن أطراف أخرى سوف تجدها فرصة للمشاركة في حلف قوى قد ينشأ سريعًا ضد إيران.

ثانيًا: تعرف إيران جيدًا، أن تورطها في أي حرب واسعة من شأنه أن يمنح الفرصة سانحة للقوى المعادية في جبهتها الداخلية لتفجير الأوضاع واستدعاء القوى المناوئة والتي لها مطالبها السياسية والاقتصادية والعرقية والمذهبية بالداخل الإيراني وهو أمر قد يؤدي إلى تطورات خطيرة يمكن أن تتسبب في تفكيك الجبهة الداخلية الإيرانية نتيجة انشغال الجيش والحرس الثوري والقوى الأمنية في مواجهة الصراع الإقليمي والدولي.

لقد أدركت القيادة الإيرانية منذ البداية سيناريو الأحداث المتوقعة حال إقدامها على توجيه ضربة انتقامية قوية داخل العمق الإسرائيلي ولذلك كان الحديث منذ بداية الأحداث على أن الرد المناسب سيأتي «في الوقت والمكان المناسبين»، ومن هنا كانت الرؤية المحددة سلفًا قد سبقت كافة التحليلات والأطروحات التي اكتظت بها وسائل التواصل الاجتماعي منذ الحديث عن الرد الإيراني المتوقع.

إن القارئ لسيناريو الأحداث السابقة يتوقف أمام عدد من الملاحظات الهامة في إطار المواجهة الإيرانية الإسرائيلية.

أولًا: هي دائمًا تجري بشكل محدود وغير مباشر وقصير في إطار من التفاهم غير المعلن حتى وإن لم يجر الاتفاق عليه بشكل مباشر، إلا أن كلا الطرفين الإيراني والإسرائيلي يتفهمان ضروراته وعدم الخروج عن سياقاته التي ترسخت في إطار المفهوم المتبادل.

ثانيًا: إنه ومنذ اندلاع الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخميني في نهاية السبعينيات أعلنت إيران عداءها المباشر لإسرائيل، إلا أنه رغم مرور القضية الفلسطينية بأحداث جسام طيلة العقود الماضية لم تتورط إيران بشكل مباشر في القتال إلى جانب الفلسطينيين، وإنما انحصر دورها في الدفع ببعض أذرعها في المنطقة إلى الدخول في مواجهة مباشرة ومحدودة ومنضبطة دون أن تتحمل إيران المسئولية عن ذلك، بل في ظل العدوان على غزة كانت هناك تفاهمات إيرانية- أمريكية وتم الإفراج عن نحو 9 مليارات دولار تم تسليمها لإيران، وقد كانت مجمدة لدى الولايات المتحدة منذ عدة عقود من الزمن.

هل ترد إسرائيل؟

بعد العملية الإيرانية الأخيرة التي وقعت أحداثها مساء السبت الماضي، بات السؤال: هل ترد إسرائيل، برغم محدودية العملية وإسقاط غالبية المسيرات والصواريخ الإيرانية؟ من الواضح حتى الآن أن إسرائيل لا ترغب هي الأخرى في التصعيد مع إيران، خاصة بعد أن أدركت أن الرد الإيراني اقتصر على هذه الضربة المحدودة، وعزز من ذلك إلغاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاجتماع حكومة «الحرب» الذي كان مطروحًا على جدول أعماله بحث سبل الرد على الهجمة الإيرانية، وفي نفس الوقت قرار الإدارة الأمريكية الذي أبلغة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» إلى نتنياهو بأن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي ضد إيران، حيث جاء الموقف الأمريكي في إطار سياسة «التفاهم» بحصر الصراع الإسرائيلي في غزة ودون دفع المنطقة إلى حرب إقليمية وأن الرد الإيراني الذي لم يحقق أهدافه قد توقف عند هذا الحد، وهو ما عبر عنه مندوب إيران في الأمم المتحدة بقوله: «إن ردنا جاء دفاعًا عن النفس وهو ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة»، بينما قال التليفزيون الرسمي الإيراني: «إن طهران حذرت واشنطن عبر دولة ثالثة هي سويسرا من استهداف قواعدها، إذا دعمت أي رد إسرائيلي عليها بأي شكل».

من الكاسب ومن الخاسر؟

لاشك أن الهجمات الإيرانية على إسرائيل، شكلت منعطفًا جديدًا في مجرى الصراع مع إسرائيل، وهي هجمات احتفى بها الشارع العربي وأحدثت حالة من الارتياح لدى هذا الشارع الغاضب جراء ما يجري من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، إلا أن هناك عددا من الملاحظات يمكن رصدها في هذا الإطار:

أولًا:جاءت عملية الهجوم بعيدًا عن عنصر المفاجأة وباتت التصريحات السياسية الأمريكية والإسرائيلية تتحدث عن الموعد المحدد، حتى أن الرئيس الأمريكي بايدن قطع زيارته وعقد اجتماعا مع وزيري الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي ورئيس «السي. آي. ايه» قبيل الهجمة الإيرانية بساعات قليلة، وصدرت تصريحات تؤكد أن الهجوم سيقع مساء اليوم، وهو ما حدث بالضبط، وهو أمر يبدو وكأنه إنذار مسبق لإسرائيل التي استعدت لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة، حيث جرى إسقاط غالبية هذه الطائرات والصواريخ المسيرة قبل وصولها إلى العمق الإسرائيلي.

ثانيًا:إن هذا الهجوم وفقًا لمعلومات نشرتها «سكاي نيوز» جاء في أعقاب مفاوضات جرت في الأيام الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران لتحديد سقف الهجوم، بحيث لا يوقع أضرارًا كبيرة على الجانب الإسرائيلي مما يستدعى ردًا يوسع من دائرة الصراع، وكانت تقارير صحفية قد نقلت عن مسئولين إسرائيليين بأن تل أبيب ستتسامح مع هجوم «لا يوقع خسائر مادية».

ثالثًا: يرى الكثير من المراقبين أن الضربة الإيرانية التي جرى التحضير لها لعدة أيام، ما هي إلا محاولة لحفظ ماء الوجه، خاصة أن القيادة الإيرانية لا تريد أن تظهر بمظهر الضعيف خاصة أمام حلفائها في المنطقة وأمام الرأي العام الإيراني بالداخل، حيث جاء تصريح رئيس هيئة الأركان الإيرانية كاشفًا عندما قال: هجومنا انتهى ولا نرغب في مواصلته.

رابعًا: إن الهجمة الإيرانية جاءت لأسباب انتقامية وردًا على الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية في دمشق، ولا علاقة لها بالعدوان الحاصل على قطاع غزة.

خامسًا:إن الهجمة الإيرانية تسببت في حشد القوى الغربية مجددًا إلى جانب إسرائيل، فباتت وكأنها ضحية لعدوان إيراني مباشر، وهو ما استدعى صدور العديد من البيانات التي أعلنت عن تضامنها مع إسرائيل وإدانتها لإيران كما أن ذلك كان سببًا في تحريك المزيد من المعدات والأسلحة الأمريكية للدفاع عن إسرائيل في مواجهة ما أسموه بالخطر الإيراني، وهو أمر تسبب في تراجع قضية استمرار العدوان على غزة وتصدر المشهد الإيراني باعتباره الخطر الأكبر على إسرائيل التي تتعرض لحروب من الداخل ومن الخارج.

ولكن يبقي في النهاية أن هذه الضربة كانت رسالة لإسرائيل ولكل من يعنيه الأمر بأن اليد الإيرانية قادرة ان تمتد إلى العمق الإسرائيلي أيا كانت التحديات.

اقرأ أيضاًبدء اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي لبحث سبل الرد على الهجوم الإيراني

برلماني: الهجوم الإيراني على إسرائيل يؤكد صواب رؤية مصر وتحذيراتها بشأن غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة مصطفى بكري إيران الأسلحة الأمريكية الهجوم الإيراني القنصلیة الإیرانیة الإیرانیة فی دمشق الولایات المتحدة العمق الإسرائیلی الهجوم الإیرانی الرد الإیرانی الإیرانی على فی المنطقة العدید من وهو أمر فی إطار إلا أن وهو ما مجدد ا ثانی ا

إقرأ أيضاً:

إيران على خُطى إسرائيل لامتلاك النووي

قال موقع "زمن يسرائيل" الإسرائيلي، إنه في الوقت الذي يراقب العالم البرنامج النووي الإيراني، هناك وثائق رُفعت عنها السرية أخيراً تُلقي الضوء على الكيفية التي طورت بها إسرائيل قدراتها النووية في ستينيات القرن العشرين، تحت أنوف المفتشين، والمفارقة أن طهران ربما تكون الآن بصدد تقليد استراتيجية إسرائيل مع اقترابها من نقطة اللاعودة.

وأضاف "زمن يسرائيل"، في تحليل بعنوان "مشروع ديمونا والسر المخفي عن الاستخبارات الأمريكية"، أن الأنشطة النووية الإيرانية تتصدر عناوين الأخبار منذ سنوات، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى اقتراب طهران من إنتاج القنبلة.

إيران تهدد إسرائيل بـ "الوعد الصادق 3"https://t.co/kznhnL6KOH

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025
تضليل إسرائيلي

ويقول الموقع الإسرائيلي، إنه في ستينيات القرن العشرين، طورت إسرائيل القنبلة مع الحفاظ على السرية التامة تقريباً، بل وحتى ضللت الحكومة الأمريكية بشأن أفعالها وأهدافها. وكان أول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، هو الذي بادر إلى إطلاق المشروع النووي الإسرائيلي في النصف الثاني من خمسينيات القرن العشرين، وأنشأ المجمع النووي في ديمونا في وقت كانت فيه ثلاث دول فقط في العالم تمتلك الأسلحة النووية. وبعد مرور عقد من الزمان تقريباً، وعشية حرب عام 1967، قامت إسرائيل بتجميع أجهزتها النووية الأولى سراً.
ووفقاً للموقع، في مواجهة المعارضة الأمريكية القوية بقيادة الرئيس جون كينيدي، كان القادة الإسرائيليون عازمين على تحقيق هذا الهدف، ولقد نظروا إلى المشروع النووي باعتباره التزاماً بتأمين مستقبل إسرائيل، وكانت الجرأة والمكائد والخداع من الجوانب الأساسية في رحلة إسرائيل النووية التي لا هوادة فيها.


 أسرار "ديمونا"

وأشار "زمن يسرائيل" إلى أنه في يناير (كانون الثاني)، نشر أرشيف الأمن القومي في جامعة جورج واشنطن مجلداً إلكترونياً جديداً يتضمن 20 وثيقة عن المشروع النووي الإسرائيلي، وتسلط هذه الوثائق الضوء على مدى معرفة الحكومة الأمريكية بالأسرار في ديمونا، والطرق التي أخفتها بها إسرائيل.
منذ البداية، نظر قادة إسرائيل إلى "مشروع ديمونا" باعتباره "سراً داخل سر"، وكان السر الأول هو الاتفاق النووي الإسرائيلي الفرنسي عام 1957، والذي أدى إلى إنشاء المجمع النووي، وقد تفاوضت الدولتان على الاتفاق بسرية تامة، إدراكا منهما لحساسية الموضوع. وكان هناك سر أعمق أيضاً، يتمثل في منشأة معالجة الوقود النووي تحت الأرض المكونة من ستة طوابق، أو كما كان يطلق عليها في كثير من الأحيان، منشأة فصل المواد الكيميائية، والتي سمحت بإنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة في سرية تامة، ولم يكن يعلم بوجود السر الثاني سوى عدد قليل من الجانبين، الإسرائيلي والفرنسي.
حتى الآن، تشير الأدلة إلى أن الولايات المتحدة عندما اكتشفت وجود "مشروع ديمونا" في الأشهر الأخيرة من عام 1960، لم تكن على علم بالسر الأعمق، وقد ركزت المناقشات الداخلية في الولايات المتحدة على محاولة تقييم طبيعة وأهداف المشروع، سواء كان إنتاج الأسلحة، أو توليد الكهرباء، أو الأبحاث.
ويقول الموقع، إنه على الرغم من أن البعض في واشنطن اشتبهوا في البداية بأن المشروع كان يهدف إلى إنتاج الأسلحة، فإنهم لم يتمكنوا من إثبات ذلك، فلم يكن هناك "دليل دامغ"، وبشكل عام، لم تكن الحكومة الأمريكية على علم بتفاصيل الاتفاق السري بين إسرائيل وفرنسا.
ويتضح هذا الغموض في أول تقييم استخباراتي خاص بشأن ديمونا أصدرته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 1960، حيث جاء في الوثيقة أن "إسرائيل منخرطة في بناء مجمع مفاعلات نووية في النقب، بالقرب من بئر سبع". وتوضح: "يمكن تفسير غرض المجمع بعدة طرق، بما في ذلك البحث، أو إنتاج البلوتونيوم، أو توليد الكهرباء، أو مزيج من هذه الأغراض".
وتقول الوثيقة أيضاً: "بناءً على جميع الأدلة المتاحة، فإن إنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة هو على الأقل أحد الأهداف الأساسية لهذا الجهد".


تقرير سري

وبحسب الموقع، فقد تم إعداد تقرير سري آخر، تم الكشف عنه مؤخرا تحت عنوان "إنتاج البلوتونيوم الإسرائيلي"، في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1960، من قبل لجنة الاستخبارات المشتركة للطاقة الذرية. وتشير الوثيقة إلى أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يعرفون المزيد، ولكن لم تشرح الوثيقة كيف توصلت اللجنة إلى هذا الاستنتاج، لكن مجرد ذكر  "منشأة فصل" يشير إلى أن الغرض من المفاعل في ديمونا لم يكن البحث النووي بل إنتاج الأسلحة، وربما تكون هذه الوثيقة هي التقرير الاستخباراتي الأمريكي الأول أو الوحيد، الذي ينص صراحة على أن المشروع الفرنسي الإسرائيلي شمل منذ البداية المكونين التكنولوجيين الأساسيين لبرنامج الأسلحة النووية، مفاعل إنتاج ومنشأة لفصل البلوتونيوم.
وتشير كافة التقييمات الاستخباراتية الأمريكية بشأن ديمونا، بين 1961 و 1967 على الأقل، إلى قضية "منشأة الفصل" باعتبارها مسألة تعتمد على قرار مستقبلي قد تتخذه إسرائيل، وفي واقع الأمر، ففي النصف الأول من ستينيات القرن العشرين، وحتى بعد ذلك، تبنت وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية صراحة موقفاً مفاده أن ديمونا لا تمتلك مثل هذه المنشأة.


تصريح بن غوريون

وفي تصريحه أمام الكنيست في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1960، ورداً على الضغوط الأمريكية، وافق بن غوريون على بناء المفاعل في ديمونا، لكنه أصر على أنه "مفاعل بحثي" يخدم احتياجات الصناعة والزراعة والطب والعلوم. وقال الموقع الإسرائيلي، إن تصريح بن غوريون أصبح بمثابة الأساس لقصة غطاء استخدمتها إسرائيل لسنوات في كل زيارة قام بها المفتشون الأمريكيون إلى ديمونا.
وبين عامي 1961 و1969، أجرى الأمريكيون عمليات تفتيش في ديمونا، سبع منها جرت بعد أن أجبر كينيدي إسرائيل على الموافقة على عمليات تفتيش منتظمة في عام 1963. وبالنسبة لكينيدي، كانت الزيارات تخدم غرضين، نقل الرسائل السياسية والوصول إلى المعلومات التكنولوجية، وواصل خليفته ليندون جونسون بذل هذه الجهود.
وأشار الموقع إلى أن الإصدار الجديد للأرشيف يتضمن التقارير الكاملة التي رفعت السرية عنها مؤخرا، بشأن زيارات عامي 1965 و1966، بالإضافة إلى تقرير أولي عن زيارة عام 1967، موضحاً أنه خلال هذه الفترة، حققت إسرائيل إنجازات كبيرة في المجال النووي.


السلاح النووي

في عام 1965، أكملت إسرائيل بناء منشأة الفصل السرية تحت الأرض؛ وفي عام 1966، بدأت في إنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة، وفي عشية حرب عام 1967، قامت بتجميع أجهزتها النووية الأولى، ورغم ذلك، فإن كافة التقارير الصادرة عن الزيارات الأمريكية خلال هذه الفترة أكدت عدم العثور على أي دليل مباشر أو غير مباشر على وجود نشاط مرتبط بالأسلحة النووية، وفي جميع هذه الزيارات الثلاث، كانت الفرق الأمريكية واثقة من استنتاجاتها.
وذكر الموقع، أن هناك العديد من الأسئلة المفتوحة حول هذا الأمر، فكيف يمكن تضليل العلماء الأمريكيين المحترفين والمهرة لسنوات عديدة؟، متى وكيف اكتشفت الولايات المتحدة الحقيقة بالضبط؟، وأخيراً، هل خُدعت كل عناصر الحكومة الأمريكية بالكامل، أم هناك من شعر بالحقيقة لكنه تجاهلها؟.

تقرير: تسليح الصين لإيران ينذر بنهاية سيئةhttps://t.co/7aHSiZJQKY

— 24.ae (@20fourMedia) February 26, 2025
على خُطى إسرائيل

ويقول الموقع، إنه من عجيب المفارقات أن إيران ربما تكون الآن تحاكي استراتيجية الستينيات التي انتهجها خصمها اللدود، فتقترب من القدرة على إنتاج الأسلحة النووية دون إجراء اختبارات، مضيفاً أنه ربما يكون حال طهران اليوم مماثلاً لوضع إسرائيل في عام 1967، أي على بعد أسابيع قليلة من امتلاك النووي.

مقالات مشابهة

  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • 3 منهم في حالة خطرة.. إصابة 4 أشخاص في عملية طعن شمال كيان الاحتلال الإسرائيلي
  • إسرائيل تعتقل مواطنا بتهمة التواصل مع المخابرات الإيرانية
  • إسرائيل تعتقل مواطنا بتهمة التجسس لصالح إيران
  • إسرائيل تعتقل شخصًا من بئر السبع بتهمة التواصل مع المخابرات الإيرانية
  • مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف: تلقينا تحذير من هجوم حماس ليلة 7 أكتوبر لكن نتنياهو ظل نائما
  • خبير عسكري: إسرائيل تبنت عقيدة أمنية جديدة بعد فشلها الكبير في 7 أكتوبر
  • إذا قصفت إسرائيل إيران... هكذا سيكون ردّ حزب الله
  • إيران:العراق سيحصل على إعفاء وقتي لإستيراد الغاز الإيراني!
  • إيران على خُطى إسرائيل لامتلاك النووي