عاشت قعيدة وماتت متفحمة .. سيجارة تكتب الفصل الأخير في حياة مُسنة بالسلام
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
لقيت ربة منزل قعيدة مصرعها ، إثر اشتعال سيجارة بأثاث منزلها ، حيث تصاعدت ألسنة النيران وأدخنة حجب الرؤية داخل شارع جمال عبدالناصر بمدنية السلام في القاهرة،و تعالت صرخات السيدات والأطفال بعد محاصرة النيران لشقة المجني عليها والتى ظلت تنهش جدرانها، وسط محاولات شباب المنطقة إطفاء النيران وإخمادها، ليسفر الحادث عن وفاة السيدة"سهير" بسبب لهب النيران.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة صباح أمس، حيث لاحظ سكان عقار بشارع جمال عبدالناصر بمدينة السلام تصاعد دخان كثيف، تبعته ألسنة اللهب من داخل شقة بالطابق الـ12، تقطنها سيدة ونجلها، فتوجهوا إلى موقع الحريق، فى محاولة لإنقاذ السية ونجلها، وأحدهم أبلغ شرطة النجدة والمطافئ، فحضرت قوات الحماية المدنية بالقاهرة، ودفعت بـ5 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق.
وفي سياق متصل "قال أحد شهود العيان" فوجئنا بتصاعد أدخنة من شقة سهير عيد، 70 عامًا، التى تعيش برفقة نجلها، وحاول الأهالى كسر باب الشقة لإنقاذها، ولكن لم يتمكنوا من كسر الباب كونه حديدًا، وفى غضون دقائق قليلة حضرت قوات الحماية المدنية، وتمكنت من إطفاء الحريق، ولكن عثرت على جثة السيدة العجوز متفحمة من لهب النيران"
بطلة هذه الحكاية هي السيدة "سهير قعيدة، لم تستطع الحركة، وكانت تعتمد على نجلها (عدنان) لقضاء احتياجاتها الضرورية قبل الذهاب إلى عمله، ويوم الحادث تلقى اتصالًا من الجيران يطالبونه بالحضور لعدم قدرتهم على فتح باب الشقة.
وتابع" احد شهود العيان " ؛ قوات الحماية المدنية تمكنت من كسر الباب، وظلوا لدقائق معدودة فى محاولات للسيطرة على الحريق بعد محاصرة مصدر النيران وانخفاض معدل الأدخنة الكثيفة حرصًا على سلامة باقى قاطنى العقار والعقارات المجاورة، وتم نقل جثة السيدة المتوفاة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة".
وكشفت التحريات الأولية أن الحريق نتج عن اشتعال سيجارة بأثاث البيت، ما تسبب فى تآكل جدران الشقة وتفحم المُسِنّة القعيدة، التى باءت محاولات إنقاذها بالفشل، بعدما حاول أهالى المنطقة كسر باب الشقة، وقررت النيابة العامة انتداب الطب الشرعى لإجراء الكشف الظاهرى وبيان سبب الوفاة، وصرحت بالدفن، وكلفت المباحث بسرعة إجراء تحرياتها حول الواقعة وملابساتها، كما طلبت انتداب خبراء المعمل الجنائى لمعاينة الشقة والوقوف على أسباب الحريق.
إصابة 17 طالبا في انقلاب سيارة نصف نقل أعلى محور سمالوط بالمنياكما تعرض 17 طالبا للاصابة ، إثر انقلاب سيارة نصف نقل أعلى محور سمالوط بمحافظة المنيا، وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج، وتوالت النيابة التحقيق .
كانت البداية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا، إخطارا من غرفة العمليات بوقوع حادث مروري ووجود مصابين بالطريق.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مصحوبة بسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، وتبين إصابة 17 طالبا بكدمات وسحجات متفرقة بجميع أنحاء الجسم، وتم نقلهم لمستشفى سمالوط النموذجي لتلقي العلاج.
وتم تحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية، وأخطرت الجهات المختصة لمباشرة التحقيقات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السلام مدنية السلام القاهرة قوات الحماية المدنية المنيا محور سمالوط
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: مسلسل «Adolescence» دراما تحاكم المجتمع
كنت أنوي الكتابة عن المسلسل من زاوية فنية خالصة؛ عن الأرقام القياسية التي حققها في نسب المشاهدة خلال وقت وجيز، عن براعة الكاميرا في تقنية الـ"وان شوت" التي خلقت تواصلًا بصريًا حيًا مع المشاهد، عن الأداء التمثيلي الذي تجاوز حدود النص، وعن الإخراج الذي التقط اللحظة قبل أن تنفلت.
لكن قلبي سبق قلمي،
فوجدت نفسي لا أكتب عن "نجاح عمل" فقط، وإنما عن قيمة أبعد من الأرقام.
لا أتوقف عند "مشهد جميل"، وإنما أتتبع أثرًا تركه في الوجدان ولا يزال حاضرًا.
وجدتني أقرأ المسلسل من منظور تربوي، قبل أن أقرأه بعين ناقدة.
رأيت في المراهقين الذين على الشاشة، وجوهًا حقيقية نراها كل يوم في بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا.
في زمن تتسابق فيه المسلسلات على اقتناص انتباه المشاهد، نجح هذا العمل في الرهان على الحصان الذي غالبًا ما يخشاه صناع الدراما: المراهقة.
ليست كل جريمة نهاية قصة، أحيانًا، تكون الجريمة بداية لأسئلة أكبر بكثير من القاتل والمقتول، هكذا يفتتح مسلسل Adolescence حكايته، بجريمة مروعة يرتكبها فتى في الثالثة عشرة من عمره، لكنها ليست سوى البوابة إلى عوالم داخلية معقدة.
فقد يبدو للوهلة الأولى أن المسلسل يقدم دراما ذات طابع بوليسي، لكن سرعان ما يتضح أن ما يُروى ليس عن الجريمة، وإنما عن السياقات التي سمحت لها أن تحدث.
الثيمة الأعمق هنا هي العزلة الرقمية، وكيف يمكن لطفل أن يضيع أمام أعين الجميع وهو متصل دائمًا، كيف أصبح الإنترنت وطنًا بديلًا للمراهقين حين غابت الأسرة والمدرسة عن احتضانهم.
يعالج المسلسل ببراعة مفهوم "الذكورة السامة"، ليس من خلال الخطاب المباشر أو التلقين، وإنما عبر تتبع التغير التدريجي في شخصية البطل "جيمي".
فتى يعاني من قلق داخلي، يبحث عن صورة لذاته في مرآة معطوبة، ويتلقى وابلًا من الرسائل الرقمية التي تشكل وعيه دون رقابة أو حوار.
جيمي ليس شريرًا، لكنه ضحية لفجوة بين الواقع والواقع الافتراضي؛ حيث تتحول مفاهيم القوة والقبول إلى معايير مشوهة تفرض عبر ضغط الأقران الرقمي.
المسلسل يدين فشل الأسرة والمدرسة في لعب دور الحامي والموجه، فرغم أن جيمي ينشأ في بيت محب، إلا أن الحوار الحقيقي غائب، واليقظة العاطفية مؤجلة.
المدرسة، بدورها، تبدو مشغولة بالإدارة اليومية، غافلة عن مراهقين يتشكل وعيهم في أماكن أخرى لا يراها الكبار.
هذا الإخفاق المؤسسي لا يقدم بتجريم مباشر، وإنما كصورة متكررة لأب يحاول، لكن لا يرى، ومدرسة تحاول، لكن لا تسمع.
وكأن الرسالة تقول إن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي حين تكون أدوات التواصل مفقودة.
يتعمق المسلسل أكثر من خلال اعتماده على أسلوب السرد المتعدد؛ إذ تروى كل حلقة من منظور مختلف: الأسرة، الشرطة، الطبيب النفسي، والأصدقاء، هذا التنوع يقدم رؤية فسيفسائية دقيقة لأثر العزلة الرقمية، حيث تتكامل الأصوات لتشكل صورة شاملة لأزمة جيل بأكمله.
فنحن لا نرى جريمة، وإنما سلسلة من الفراغات، كل واحدة منها تساهم في صنع النتيجة النهائية.
من أبرز ما يميز مسلسل Adolescence هو تسليطه الضوء على التناقض العميق بين الارتباط الرقمي والانفصال الاجتماعي.
فالمراهقون في هذا العمل لا يفتقرون إلى الاتصال؛ على العكس تمامًا، فهم يغرقون فيه، لكنهم يفتقرون إلى الحضور الحقيقي، إلى من يُصغي، لا من يراقب.
"Adolescence" مسلسل يخلخل يقيننا اليومي ويعيد توجيه البوصلة نحو جيل يعيش في عزلة مزدحمة بالضجيج الرقمي.
هو تذكير صارخ بأن الاتصال الدائم لا يعني الحضور، وأن المراقبة لا تعني الرعاية.
في كل مشهد نواجه حقيقة مريرة، هناك مراهقون يتشكل وعيهم في فراغ، تعيد صياغتهم خوارزميات بلا قلب، وتهملهم مؤسسات فقدت قدرتها على الإصغاء.
حتى أدوات الإخراج لم تكن عبثية؛ فـتقنية الـ"وان شوت" تجاوزت حدود الإبهار البصري، ونجحت في إيصال عزلة جيمي إلى المشاهد بصدق مباشر، دون فواصل أو فلاتر.
المسلسل لا يُنهي الحكاية، وإنما يفتح نقاشًا نحتاجه بشدة.
لأن السؤال الأصعب لم يعد: ماذا فعل الطفل؟
بل: أين كنا نحن حين كان يبحث عمن يسمعه؟