حرب المسيرات لماذا والى أين؟ 

 

أ.د. فضل مراد

 

التعامل مع من يحمل مشروعا محددا

يكون من خلال ذلك المشروع لأن أهدافه لم توضع إلا في ذلك الاطار فقط.

المشروع الشيعي هدفه أن يكون بديلا عن المشروع الحضاري السني ولا يمكن ذلك إلا بانهاء المشروع السني والقيام بديلا عنه وإضعافه وتفتيته حتى يصبح بلا حول ولا قوة.

 

وهذا موثق على المستوى المرجعي الديني في مصادرهم الدينية وعلى المستوى التاريخي السياسي والعسكري 

يستوي في هذا كل الفرق الشيعية 

 تاريخيا في كل البلاد التي حكموها 

لم يكن لهم أي دور في نشر الدين وقتال أعدائه من الكافرين، بل حصرا تقوم نظريتهم أن المشروع الحضاري السني هو العدو وهو الهدف. 

حين امتد التشيع عبر التاريخ لم يتمدد في أي جغرافيا دولية من دول الكفر، بل تمدد حيث العمق السني 

 فوصل الى مصر قديما والى اليمن والى العراق والشام والجزيرة العربية 

وهو يعيد الكرة حديثا.

وهذا التمدد يقوم على تحقيق هذا الهدف وهو إنهاء المشروع الحضاري السني في العالم. 

هذه هي الأرضية المعرفية التي يجب أن تنطلق منها معرفتنا وتصوراتنا للصراع والحرب. 

ومن يظن غير هذا فهو واهم كبير 

وللأسف الكثير من الساسة والمحللين وقادة الاحزاب والعاطفيين من الجمهور في الجغرافيا السنية ليس لهم هذه البوصلة الثابتة.

 

اما الساسة والاحزاب فيتعاملون مع المد الشيعي وفق السياسة والمرجعية السياسية وقد وصلوا لباب موصد امامهم كليا 

لقد فشل السياسون من ذوي الخلفية غير الشيعية فضلا عن السنية في العراق واليمن والشام في إحداث أي تقارب او تفاهم سياسي مع الفكر السياسي الشيعي. 

 

وهكذا حمل العلماء السنة مشروع التقريب ليكتشفوا بعد خمسين عاما وعلى رأسهم شيخنا القرضاوي، أنه مشروع الوهم والسراب.

هذا هو المشروع الشيعي، لم تنحرف بوصلته ولن تنحرف، فتفسير التصرفات في هذا السياق هو الذي يعطيك الحقيقة.

 

الجغرافيا السنية اليوم تعيش بلا مشروع، هذه حقيقة، فلا هم لهم سوى هم القضاء على بعضهم والكيد له، والمسارعة من المرضى في العدو الصهيوني.

لقد سبب هذا الوضع وامتداده لأجيال صدمات كبيرة في نفوس العديد من جمهور وشعوب السنة .

خذلان.. تفرق.. انصياع للاستعلاء الامريكي والغربي... خذلان غزة وفلسطين.... محاربة المصلحين. 

إن هذا الاضطراب في المشروع السني، ينطلق من خلاله اي مشروع آخر، فضلا عن المشروع الشيعي  

إن المفزوع والمظلوم والمكدود إذا وجد من يعاقب عدوه ومن ظلمه في جزئية ما جعله املا وتفاعل معه، وهذا تفسير لتفاعل الكثير من مواقف السنة مع ضربات الشيعة للدول السنية، لأنهم فقط فقدوا الأمل بدول السنة. 

وتجد هذه المواقف ممن كان من أكبر المناضلين والمادحين لهذه الدول ومن اكثر الاعداء للمشروع الشيعي. 

لهذا يستغل من يحمل المشروع الموحد والواحد، من ليس له من يحمل مشروعه، إن من أهم ما يهيج العاطفة للجمهور السني، الاضطراب في الموقف السني، وصل إلى الموقف العدمي، أو المضاد لقضايا الأمة المحورية كالقضية الفلسطينية. 

وطبيعي امام هذا الفراغ يأتي حملة المشاريع المختلفة لملئ الفراغ

وكان للمشروع الشيعي حضورا لا لعيون المشروع السني.

بل إن موقفه نابع فقط وحصرا فيما يخدم هدفه الوجودي والديني والتاريخي الكبير والوحيد هو

أن يكون بذيلا عن المشروع الحضاري السني. 

ولا يمكن إلا بإنهاء المشروع السني أو إضاعفه وتفتيته على الأقل 

وتدخله في غزة لن يخالف هذه البوصلة 

لذلك كان تدخله بالأساس خادما للمشروع الشيعي العالمي قبل كل شيء

وإن قدم للآخرين ودعمهم ففي هذا الاطار 

فبعد انتهاء حرب غزة 

يكون المشروع السني على مستوى الدول قد حقق خسائر فادحة أمام الله والتاريخ والشعوب وأمام المعادلة الدولية التي تتشكل 

وتكون المقاومة في فلسطين 

قد رأت بأم عينيها خذلان تلك الدول لها 

وهذا ينعكس على أي قرارات قادمة تتخذها المقاومة في فلسطين 

لقد علمت المقاومة علم اليقين أنها خذلت من المحيط السني السياسي 

ومن هنا لا بديل إلا من يدعمها بأي دعم 

فيجدون المشروع الايراني حاضرا 

ولو بمستوى لا يصل للمامول 

لكنه شيء أمام لا شيء على الاقل فضلا عن مواقف عدائية صريحة 

ويكون المشروع الشيعي بعد غزة في موقف القيادة والحاضر في الجغرافيا جوا وبرا وبحرا 

سيخرج وقد استثمر الفرصة بكل أبعادها الشعبية والعسكرية بل والدولية 

 مستثمرا الخلاف الدولي لتمده روسيا ومحورها بالسلاح النوعي و الدي يحدث توازنا في العالم بين المعسكرين.

والدعم السياسي الدولي امام العالم ومجلس الأمن 

إن الرد على الكيان الصهيوني ليس الا دفاعا عن النفس بما يبيض وجه إيران سياسيا. 

وليس من العقل أن تدخل إيران في حرب مفتوحة ضد إسرائيل  

ونقصد بالعقل هنا العقل الشيعي 

لأن هذا ليس من صالح مشروعها

لأنه حينئذ سيخدم المشروع الحضاري السني

ولأنه ليس من أصول شريعتها

ولا سياساتها.

ولا يخدم السياسة الدولية

إن تعاملها في الرد نابع من السياسة كأي دولة يعتدى عليها. 

وهذا ما لا يوجد اليوم في دول الجغرافيا السنية على الأقل فحتى لو اعتدي عليها لن ترد 

و تجد من يسمي ذلك مسرحية. 

وحتى لو كانت فهي مسرحية ناجحة أمام الجمود والسلبية والانبطاح فقوموا بمثلها 

لأن المسرحيات هي في الأخير فعل في ارضية مسرح معين

و انتم إذا وبلا شك ارض المسرح التي تدوسكم فعالياتها المختلفة والدائمة

أنتم خشبة المسرح الجغرافي لهذه المسرحية الدولية إن كانت هناك مسرحية كما يحلو لكم تسميتها .  

إن الرد الإيجابي والشرعي المطلوب أن تجتمع الكلمة لإحياء المشروع السني من كل اطيافه وفئاته وعلمائه ودوله 

وهذا هو الذي يمثل إحياء لمشروع الاسلام الحضاري 

ولا حل غير هذا 

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تؤكد ضرورة إسراع إسرائيل في إنهاء احتلالها بسوريا

نيويورك – أكد جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، إنه كلما انتهى الوجود العسكري لإسرائيل في الأراضي التي تحتلها بسوريا بشكل أسرع، كان ذلك أفضل.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها الجمعة للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بعد عودته من زيارة أجراها للشرق الأوسط استغرقت 5 أيام.

وأشار لاكروا إلى أن الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة، والذي يتعارض مع اتفاقية عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، لا يزال يشكل صعوبة لموظفي بعثة الأمم المتحدة.

وذكر أنه خلال لقائه مسؤولين، أكد أن بقاء القوات الإسرائيلية في المنطقة يمثل انتهاكا واضحا.

وأوضح أن إسرائيل تقول إن هذا الوضع مؤقت، مضيفا: “بالطبع، كلما انتهى هذا الوجود العسكري بشكل أسرع، كان ذلك أفضل”.

وردًا على سؤال لأحد الصحفيين عن الخطوات الملموسة التي تتخذها الأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على الانسحاب من المنطقة، قال لاكروا: “ما يمكننا فعله حاليًا هو مواصلة تذكير المسؤولين الإسرائيليين بأن وجودهم في المنطقة العازلة يمثل انتهاكًا، وأننا نتطلع بفارغ الصبر إلى إنهاء هذا الانتهاك”.

وأضاف لاكروا أنه خلال زيارته للمنطقة، ناقش مع المسؤولين السوريين مهمة الأمم المتحدة في المنطقة، مشيرًا إلى أنهم تلقوا ردًا إيجابيًا من الجانب السوري.

وأعرب عن قلقه بشأن الوجود العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن الوضع في المنطقة “متقلب ولكنه هادئ حاليًا”.

وأكد أنهم شددوا على ضرورة احترام إسرائيل لسلامة المدنيين وممتلكاتهم.

وتزامناً مع انهيار نظام البعث يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد حكم البلاد 61 عاماً، كثّف الجيش الإسرائيلي هجماته في سوريا.

وبدأ الجيش الإسرائيلي تدمير البنية التحتية والمواقع العسكرية التابعة للنظام المنهار، كما وسّع نطاق احتلاله في هضبة الجولان المحتلة.

ومع تقدمه في المنطقة العازلة المحيطة بالجولان، عمّق الجيش الإسرائيلي احتلاله ليصل إلى مسافة 25 كيلومترا من العاصمة دمشق.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • هل تنازل الثنائي الشيعي حكوميا؟
  • 9 اهداف وصراع الوصافة يشتعل بشمال الصعيد بالجولة 18
  • كرامي: نحن أمام تعدّ على الطائفة السنية في تشكيل الحكومة
  • ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب الطائفية والمحاصصة
  • الاستاذ عقيل العجالين يكتب .. متى يكون القضاء تعسفيا.؟
  • الأمم المتحدة تؤكد ضرورة إسراع إسرائيل في إنهاء احتلالها بسوريا
  • البروفيسور جنوحات يكشف أخطر أنواع الإنفلونزا الموسمية 
  • تشاد تُنهي الوجود العسكري الفرنسي بأراضيها
  • العفو العام: فرصة انتخابية ذهبية للأحزاب السنية في العراق
  • 95 % نسبة إنجاز تطوير شارع شمال الناصرة بالقطيف.. وهذا موعد اكتماله