سلطت المقابلة الأخيرة التي أجراها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مع قناة سكاي نيوز الضوء على وجهة نظر إسرائيل في أعقاب الهجوم الإيراني، ووصفته بأنه إعلان حرب.

وفي المقابلة، أكد هرتسوغ على خطورة الوضع، وشبهه بحالة الحرب وسلط الضوء على دور إيران باعتبارها "إمبراطورية الشر" ذات الامتداد العالمي من خلال الوكلاء.

وشدد هرتزوغ على حجم الهجوم، مشيرًا إلى أنه إذا كان هجوم مماثل يستهدف المملكة المتحدة، فإنه سيعادل 3500 طائرة بدون طيار وصاروخ. ووصف الطبيعة المتعددة الجوانب للهجوم، حيث استهدف وكلاء من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إسرائيل بالصواريخ والصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.

وعلى الرغم من خطورة الوضع، أكد هرتزوغ التزام إسرائيل بممارسة ضبط النفس، مشددًا على تفضيل إسرائيل للسلام وإحجامها عن الدخول في حرب. وعزا التصعيد إلى تصرفات حركة حماس، الوكيلة لإيران، في إشارة إلى الهجوم ضد مواطنين إسرائيليين في 7 أكتوبر.

وردا على دعوات التهدئة من الحلفاء الغربيين، كرر هرتزوغ موقف إسرائيل كساعي للسلام لكنه أشار إلى التحديات التي يشكلها وكلاء إيران مثل حماس. ودعا المجتمع الدولي إلى فهم تصرفات إسرائيل في سياق التهديدات والهجمات المستمرة.

وفي حين أقر هرتزوغ بأهمية الاستماع إلى الشركاء والنظر في جميع الخيارات، فقد أكد تصميم إسرائيل على حماية شعبها والدفاع عنه، مما يعني استعدادها لاتخاذ إجراءات حاسمة إذا لزم الأمر.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بعد المرحلة الثالثة في غزة.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟

تتزايد يوما بعد يوم احتمالات إعلان إسرائيل الحرب على جنوب لبنان بهدف إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وفق العديد من المؤشرات والتحليلات والتصريحات، والتي كان آخرها على لسان دبلوماسيين تحدثوا لصحيفة "بيلد" الألمانية.

وذكرت الصحيفة، الاثنين، نقلا عن مصادر دبلوماسية أن إسرائيل ستبدأ هجومها على لبنان في النصف الثاني من يوليو الحالي، ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار. ويقول حزب الله إنه لا ينوي وقف هجماته على إسرائيل حتى تنتهي الحرب في غزة.

وفي هذا السياق تطرح تساؤلات عن إمكانية أن تبدأ العمليات الإسرائيلية في لبنان بعد الانتقال للمرحلة الثالثة في غزة، وعن السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

وتستمر الاشتباكات بشكل يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، وسقط مئات القتلى في لبنان أغلبهم من عناصر الحزب، فيما أعلنت إسرائيل عن مقتل وإصابة العشرات نتيجة هجمات حزب الله، فضلا عن تهجير مئات الآلاف من السكان في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

وأعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية للخطوط الجوية، الاثنين، أنها علقت رحلاتها الليلية إلى بيروت حتى نهاية يوليو في أعقاب مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

وقال مسؤولون أميركيون لبوليتيكو الأسبوع الماضي إن مسؤولين في الإدارة أبلغوا حزب الله أن واشنطن قد لا تكون قادرة على منع هجوم إسرائيلي في جنوب لبنان. كما حركت الولايات المتحدة أيضا سفينة الهجوم البرمائية يو إس إس واسب إلى شرق البحر الأبيض المتوسط للمساعدة في إجلاء الأميركيين من المنطقة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

ودعت عدة دول عربية وأجنبية مواطنيها لمغادرة لبنان فورا، ومنها الولايات المتحدة وروسيا وكندا والسعودية والكويت والأردن ودول أوروبية، تخوفا من اشتعال الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

تسريبات إسرائيلية؟

وتعليقا على تقرير الصحيفة الألمانية، رجح المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، احتمالية أن يكون منشورا بناء على تسريبات من مصادر إسرائيلية.

ويقول نيسان في حديثه لموقع "الحرة" إن الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر "بإيحاء من إيران، وإسرائيل لا تستطيع أن يستمر هذا الوضع لمدة طويلة" في إشارة إلى تهجير السكان من بيوتهم ونزوحهم إلى فنادق مستأجرة من قبل الحكومة، وتوقف الأنشطة الاقتصادية والصناعية في المناطق الشمالية.

ويشير إلى أن الدراسة تبدأ في شهر سبتمبر المقبل، وأنه يجب حل المشكلة قبل هذا الموعد، قائلا إن "هناك تحذيرات، والجيش سينهي المرحلة الثانية في غزة خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع".

"لا مفر"

ويضيف أن "القوات الإسرائيلية ستكون مرابطة على محور فيلادلفيا (جنوب) ونتساريم (وسط)، وحزب الله إذا لم يوقف إطلاق الصواريخ والمسيرات (...) لن يكون هناك مفر من القيام بعملية عسكرية شاملة ضد حزب الله، رغم التهديدات الإيرانية".

وقبل أيام قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إنه إذا هاجمت إسرائيل لبنان بعدوان عسكري شامل فسوف يؤدي ذلك إلى حرب مدمرة.

وأكدت أنه على الرغم من أخذ طهران بالاعتبار أن تهديدات تجاه لبنان تقع في إطار "الحرب النفسية"، إلا أنه إذا خاضت إسرائيل حربا في لبنان فإن "كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة" ستكون مطروحة على الطاولة.

وتتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب في المنطقة على خلفية تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وارتفع مستوى التوتر الشهر الماضي بسبب تزايد القصف.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، إن إسرائيل "لا تسعى إلى الحرب" مع حزب الله وإن الحل الدبلوماسي هو الأفضل.

ومع ذلك، أكد غالانت أن إسرائيل تجري الاستعدادات والتخطيط لصراع أوسع نطاقا، وقال إن الكرة في ملعب حزب الله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسابيع أنه تمت المصادقة على خطط لشن هجوم على لبنان، كما صعد حزب الله من تهديداته بالرد "بلا ضوابط ولا سقوف" في حال حدوث اجتياح إسرائيلي.

وتحذر الولايات المتحدة من أن النزاع بين إسرائيل وحزب الله قد يؤدي إلى حرب إقليمية.

ويشير نيسان إلى أن "إسرائيل كانت على اتصال مع الولايات المتحدة وفرنسا بشأن محاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حزب الله، ولكن مصلحة إيران تقتضي بأن تتواصل الحرب، لصرف الأنظار عن تخصيب اليورانيوم (...) وتكون إسرائيل منشغلة بحرب في غزة ومع الحزب".

"أمر معقول"

ولدى سؤاله عن إمكانية اجتياح لبنان بعد الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة، قال نيسان إن ذلك "أمر معقول، لأن معظم القوات الإسرائيلية التي تغادر غزة تتوجه إلى الشمال، والقوات هناك معززة، والخطط تمت الموافقة عليها من قبل رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية، والكل يعلم أن هناك مخططات لاجتياح جنوب لبنان".

وأعلنت إسرائيل عدة مرات عن إجراء جيشها لتدريبات تحاكي عمليات عسكرية في مناطق وعرة وأخرى مأهولة بالسكان كتلك الموجودة في جنوب لبنان، وقد توعدت حزب الله مرارا بطرده إلى شمال الليطاني في حال لم ينسحب من الحدود ويوقف ضرباته.

ولم يرد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ولا وحدة المتحدثين بالجيش، على طلبات موقع "الحرة" للتعليق على تقرير "بيلد".

"المفاجأة في الهجوم"

وفي رأي مغاير لنيسان، يستبعد المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، أن تكون هذه التسريبات من بعض الدبلوماسيين صحيحة.

ويقول شتيرن في حديثه لموقع "الحرة" إن مثل هذه الأمور (الاجتياح) "لا تتم عادة بهذا الشكل، والهجوم على حزب الله لا يحدد بناء على تصريحات لوسائل إعلام، لأن الطرف الذي يهاجم يحرص دائما على عنصر المفاجأة".

وأضاف "أعتقد أن هذه التصريحات قد تكون مجرد تخمينات أوروبية أو من جهات دبلوماسية، والطرف الإسرائيلي عادة ليس معنيا بنشر التوقيت الدقيق لأي هجوم".

وتابع "يجب وضع مثل هذه الأمور بإطارها الطبيعي"، وقال إن "الأمر لا يتعلق فقط بتحديد الموعد للاجتياح، وإنه يجب تحديد الاتجاهات العامة لما قد يحدث في المستقبل".

وختم حديثه قائلا "بالتأكيد سيناريو الهجوم الإسرائيلي على لبنان وارد، وهذا نراه من خلال عدة أمور، مثل الاستعدادات في الداخل الإسرائيلي، والتحذيرات الأوروبية والدولية (...) ولا أستبعد حدوث هجوم ولكن ليس في الموعد المحدد بالصحيفة الألمانية".

ويشار إلى أنه بالإضافة إلى التدريبات العسكرية، تم وضع المستشفيات على أهبة الاستعداد في الشمال وتجهيزها تحسبا لحرب مع حزب الله، وهناك تقارير تتحدث عن ارتفاع مبيعات مولدات الطاقة الكهربائية الصغيرة، خوفا من انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن تجهيز الملاجئ، وغيرها من المؤشرات التي تشمل تسريبات من جهات دبلوماسية واستخباراتية.

مقالات مشابهة

  • صاحب مقابلة القرن مع بوتين يستعد لمقابلة مع زيلينسكي
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82
  • أنت لوحدك.. صحيفة تكشف ما دار بين بايدن ونتانياهو بعد الهجوم الإيراني
  • بعد المرحلة الثالثة في غزة.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟
  • باحث: خلافات بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل تؤجل إعلان الهدنة
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يشدد على إنه لا ينبغي أن يكون هناك أي إعلان عن "انتهاء الحرب" حتى عودة جميع المختطفين
  • الحرس الثوري الإيراني: لدينا القوة لكن أيدينا مكبلة عن الاحتلال
  • ماذا سيحدث في غزة بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي موعد انتهاء الحرب بشكلها الحالي؟
  • بيني غانتس للسفراء الأوروبيين: لبنان سيدفع ثمن تصرفات حزب الله
  • ‏القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمنا باهظا ردا على أي اعتداء