لماذا صمتت إيران على اغتيال إسرائيل لعلمائها في السابق؟.. المصلحة تحكم
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
قبل عملية الاغتيال الأخيرة التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي لعدد من كبار قادة إيران في هجوم على قنصليتها بسوريا، كان هناك العديد من عمليات الاغتيال بحق علماء إيران وقادتها والتي لم ترد طهران عليها لفترات طويلة حتى شنت الدولة الإيرانية هجوما باستخدام العشرات من الطائرات المُسيرة وصواريخ كروز وصواريخ أرض أرض أمس، بحسب البيانات الرسمية المنشورة على قناة «القاهرة الإخبارية».
وأثار رد «طهران» الأخير جدلا واسعا خاصة وأنها لم تقم بأي موقف في السابق مماثل؛ ليقول الدكتور أحمد لاشين أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، خلال حديثه مع «الوطن»، إنه منذ بداية الحرب في غزة والعدوان الإسرائيلي مع أحداث السابع من أكتوبر كان هناك ما يقرب من 25 عمليات اغتيال من جانب إسرائيل ضد عناصر إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني أو المقاومة في العراق، كما تجاوز عدد الضحايا ما يقرب من 120 شخصا، ولم يكن هناك رد على ذلك.
ورجح «لاشين»، أن السبب الذي جعل إيران ترد على آخر عملية وقعت في دمشق وتسببت في مقتل 7 من عناصرها على رأسهم العميد محمد رضا زاهدى، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى فى سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي، هو وجود أزمة في الداخل الإيراني خاصة في الانتخابات الأخيرة للبرلمان ومجلس الخبراء حيث أن نسبة المشاركة لا تتعدى 40% ما سبب حرجا شديدا بجانب الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار بشكل مبالغ، مما جعل دولة إيران تحاول أن تخرج بأزمتها للخارج وتعطي انطباع للشعب الإيراني على قدرته في حل الأزمات مع إثارة تعاطف كبير وتكوين جبهة داخلية.
وفي سياق متصل، أكد أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، استفادة دولة الاحتلال من هجوم إيران، موضحا أن إسرائيل خلال الشهر الماضي تعرضت لانتقادات دولية نتيجة الأزمة الإنسانية في غزة وحصارهم للمواطنين بجانب قتل عناصر أممية وعمال من الإغاثة مما أثار انتقادات واسعة مع فقد التعاطف الدولي على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى «لاشين»، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول طوال الوقت ومع كل مرحلة كسب التعاطف حيث يظهر بأن إيران الدولة الشريرة التي تحاول القضاء عليه، وبجانب ذلك يحاول بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاستفادة من الأزمة خاصة بعد الأزمات الداخلية والمظاهرات التي كانت تندد برحيله ووقف الحرب في غزة وحل أزمة المحتحزين الإسرائليين، فحاليا سيضمن تعاطف شعبي ووقف الحرب ضده.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إيران هجوم إيران طهران إسرائيل
إقرأ أيضاً:
ما دلالات تأخر السفير الإيراني في تلبية استدعائه من قبل لبنان دبلوماسيًا وسياسيًا؟
استدعت وزارة الخارجية والمغتربين السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني حول ما كتبه على منصة إكس حول السلاح. وتضمن أن “نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول” وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعي خطورة هذه المؤامرة وخطرها على أمن شعوب المنطقة، لكن السفير الإيراني أرجأ حضوره لموعد آخر، إذ أنه لم يلبِ الاستدعاء فورًا ، إلا انه حضر امس الخميس الى وزارة الخارجية ملبياً الاستدعاء.
وتقول مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن عدم تلبية الاستدعاء بالمطلق يخالف أصول العلاقات الديبلوماسية بين الدول والقانون الدولي. ولا يمكن للسفير المُستدعى إلا أن يحضر إلى وزارة الخارجية في الدولة التي استدعته. وفي الوقت نفسه فإن عدم الحضور وطلب موعد آخر ممكن أن يحصل وهذا لا يخالف الأصول. والسفير تبلّغ التقيد بالاصول الديبلوماسية الموجودة في اتفاقية ڤيينا للعلاقات الديبلوماسية.
إنما في المعنى السياسي للخطوة التي قام بها السفير بإرجاء حضوره، هناك رسالة إيرانية في حد ذاتها ولو أنها غُلفت بحجة ما أو سبب ما مقبول لناحية الأصول. وهذه الرسالة تأتي في سياق ما تشهده العلاقات الثنائية اللبنانية-الإيرانية غداة البدء بتنفيذ وقف إطلاق النار بعد الحرب الإسرائيلية على “حزب الله”، والتزام لبنان بالاتفاق وتنفيذ القرار ١٧٠١ والقرارات ذات الصل، ولا تنفصل عنها.
إذ أن هذه العلاقات تشهد توترًا لا يمكن إخفاؤه بسبب عدم قدرة إيران حتى الآن من استيعاب ما حصل ل”حزب الله” نتيجة الحرب. وهي تحاول محاسبة السلطة اللبنانية على سعيها لبسط سلطتها وشرعيتها على كامل الأراضي اللبنانية.
في حين أن دولاً أخرى، كما تقول المصادر، لكانت بدلاً من الاستدعاء نتيجة التدخل في الشأن الداخلي والتشجيع على الاستمرار في حمل السلاح غير الشرعي، لكانت اعتبرت السفير وفق ما تنص عليه معاهدة ڤيينا للعلاقات الدولية “شخصاً غير مرغوب به” أيpersona non grata” “، لا سيما وأن السلاح خارج سلطة الدولة يهدد السلم الأهلي، والسلام بين الدولة وجيرانها من الدول. وفي حالة لبنان يعرض البلد لخطر عدوان إسرائيلي جديد بالكاد استطاعت الجهود الدولية مجتمعة أن توقف الحرب الإسرائيلية على “حزب الله” . وهذه الحرب اليوم، يتم التهديد بعودتها في حال أُطلق أي صاروخ أو عمل عسكري من الأراضي اللبنانية. وهذا ما أعاد التأكيد عليه قبل أيام قليلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل حازم.
لبنان لا يريد أي توتر في علاقاته مع إيران أو مع أية دولة. لكن في الوقت نفسه يريد من إيران وكل الدول احترام سيادته واستقراره وأمنه والسلم الأهلي فيه. الا ان السفير الايراني وبعد استدعائه، عاد ليؤكد على احترام بلاده للسلم والاستقرار ولسيادة لبنان
- صوت بيروت