الخدمات الرقمية وحراس البوابة.. قانونان جديدان لترويض عمالقة التكنولوجيا
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
دخل قانونان رئيسيان لتنظيم أنشطة المنصات الرقمية حيز التنفيذ مؤخرا في الاتحاد الأوروبي: قانون الأسواق الرقمية، وهو يركز على المنافسة بين الشركات الرقمية العملاقة، وقانون الخدمات الرقمية، والذي يتناول المحتوى الذي تقدمه المنصات الكبرى، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وبدأت المفوضية الأوروبية مباشرة في ملاحقة المشتبه بهم في انتهاك القواعد الجديدة.
وجاء الإجراء الأحدث في هذا الإطار نهاية شهر مارس/آذار الماضي، عندما فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقات مع شركات آبل وألفابت (الشركة الأم لغوغل) وميتا على خلفية الاشتباه في عدم امتثالها لقواعد المنافسة الخاصة التي ينص عليها قانون الأسواق الرقمية.
وجرى الإعلان عن إجراء التحقيقات بعد أسبوعين فقط من دخول قانون الأسواق الرقمية حيز التنفيذ في السابع من مارس/آذار الماضي، وهو ما أظهر بوضوح أن "الامتثال لقانون الأسواق الرقمية أمر نأخذه على محمل الجد"، بحسب ما ذكرته مفوضة شؤون المنافسة بالاتحاد الأوروبي مارجريت فيستاجر.
ولكن كان لصُناع التكنولوجيا نظرة مختلفة، حيث يرى دانييل فريدليندر، رئيس رابطة صناعة الحاسوب والاتصالات في أوروبا "سي سي آي إيه" أن "توقيت الإعلان عن التحقيقات، في خضم ورش الامتثال لقانون الأسواق الرقمية المنعقدة حاليا، جعل الأمر يبدو وكأن المفوضية الأوروبية تسبق الأحداث".
يشار إلى أن آبل وغوغل وميتا ضمن أعضاء الرابطة.
وقد تم صياغة قانون الأسواق الرقمية بهدف تنظيم الممارسات التنافسية للمنصات الكبرى والتي تعدها المفوضية الأوروبية "حراس البوابة" في مجال الاقتصاد الرقمي.
و"حارس البوابة" هو تعبير يطلق على الشركة التي تتمتع بوضع قوي وراسخ في مجال الاقتصاد الرقمي بالاتحاد الأوروبي، وهي تعمل كوسيط بين كثير من المستخدمين وبين الشركات.
أما قانون الخدمات الرقمية، والذي يعد التشريع الشقيق لقانون الأسواق الرقمية، فهو قانون لمراقبة المحتوى يجبر المنصات الرقمية على بذل المزيد لمواجهة المحتوى الضار وغير القانوني.
وبدأ في أغسطس/آب 2023 تطبيق المرحلة الأولى من قواعد قانون الخدمات الرقمية على "المنصات الكبيرة جدا" وعلى "محركات البحث الكبيرة جدا" عبر الإنترنت التي تخدم أكثر من 45 مليون مستخدم شهريا في الاتحاد الأوروبي.
المفوضية الأوروبية بدأت مباشرة في ملاحقة المشتبه بهم في انتهاك القواعد الجديدة (رويترز)ودخلت قواعد المنصات الأصغر حجما حيز التنفيذ في فبراير/شباط 2024
وبمقتضى قانون الأسواق الرقمية، حددت المفوضية الأوروبية 6 شركات من "حراس البوابة"، وهي ألفابت، وأمازون، وآبل، وتيك توك المملوكة لبايت دانس، وميتا، ومايكروسوفت، ضمن المستهدفين بالقانون.
كما حددت المفوضية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، في هذا الإطار 22 خدمة رقمية متميزة منصات ومحركات بحث كبيرة جدا، بموجب قانون الخدمات الرقمية.
ويشمل هذا الرقم جميع "حراس البوابة" بحسب قانون الأسواق الرقمية، وهي 5 محركات بحث تعود لشركة غوغل (بحث غوغل وغوغل بلاي، وخرائط غوغل وغوغل للتسوق ويوتيوب)، ومنصتا فيسبوك وإنستغرام (من ميتا)، وبينج من مايكروسوفت، ولينكدإن (مملوكة أيضا لمايكروسوفت)، وتيك توك، ومتجر أمازون للتجارة الإلكترونية، وآبل آب ستور (متجر آبل للتطبيقات).
كما يصنف قانون الخدمات الرقمية منصة إكس (تويتر سابقا) على أنها منصة كبيرة جدا على الإنترنت، وهي تخضع للتحقيق بالفعل بسبب انتهاكات مشتبه بها للقواعد.
ولم يتم بعد تحديد إكس على أنها "حارس بوابة" بمقتضى قانون الأسواق الرقمية، رغم أن الشركة أخطرت المفوضية الأوروبية بأنها مستوفية للمعايير في هذا الشأن.
وفي موضوع إخضاع شركات التكنولوجيا الكبرى للتدقيق على خلفية مخاوف بشأن المنافسة وفي سياق التحقيقات الجديدة بمقتضى قانون الأسواق الأوروبية، تشتبه المفوضية الأوروبية في أن شركتي غوغل وآبل لم تتخذا إجراءات فعالة تسمح لمطوري تطبيقات الهاتف المحمول بإبلاغ المستخدمين بعروضهم خارج متاجر التطبيقات الخاصة بـ"حارسي البوابة"، والتي تقتطع جزءا من جميع المعاملات.
كما تشتبه المفوضية في أن شركة غوغل تعطي أفضلية لخدماتها الخاصة فيما يتعلق بنتائج البحث الخاصة بها، على سبيل المثال: إعطاء "جوجل للتسوق" أولوية على حساب الخدمات المنافسة.
غوغل وآبل لم تتخذا إجراءات فعالة تسمح لمطوري تطبيقات الهاتف المحمول بنشر عروضهم خارج متاجر التطبيقات الخاصة بـهما (شترستوك)علاوة على ذلك، تجري المفوضية تحقيقا مع "ميتا" بشأن سياسة الشركة التي طبقتها مؤخرا، والتي تطلب من المستخدمين بمقتضاها الاختيار بين الدفع مقابل الوصول وبين الموافقة على مشاركة البيانات الشخصية الخاصة بهم مع خدمات الشركة، مثل فيسبوك، وإنستغرام من أجل استخدامها في الإعلانات المستهدفة.
وتسعى المفوضية كذلك إلى "توضيح" ما إذا كانت شركة أمازون تعطي أفضلية للمنتجات التي تحمل علامتها التجارية الخاصة، وما إذا كان هيكل الرسوم الجديد لمتجر تطبيقات شركة آبل يتوافق مع قانون الأسواق الرقمية.
وتعتزم المفوضية الانتهاء من تحقيقاتها خلال 12 شهرا، ومن الممكن أن تتعرض الشركات التي يتبين أنها خرفت قانون الأسواق الرقمية لغرامات تصل قيمتها لنحو 10% من إيرادتها السنوية، أو 20% حال تكررت الانتهاكات.
المفوضية الأوروبية تستهدف التزييف العميق قبل الانتخابات واستخدمت المفوضية الأوروبية الشهر الماضي صلاحياتها التي يخولها لها قانون الخدمات الرقمية، لمطالبة تيك توك وفيسبوك وإنستغرام، وإكس وغوغل سيرش، ويوتيوب، وسناب شات، وبينج بتوضيح التدابير التي تتخذها كل منها لإدارة المخاطر الناشئة عن المحتوى الناجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل التزييف العميق.
وتأتي مطالبة هذه الشركات باتخاذ إجراءات ضد المخاطر التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي في إطار مجموعة من الإرشادات المنشورة بموجب قواعد تخفيف المخاطر الخاصة بالمنصات الكبيرة، ضمن قانون الخدمات الرقمية.
وتخاطر الشركات التي يثبت أنها انتهكت قواعد تخفيف المخاطر بالتعرض لغرامة تصل إلى 6% من إيراداتها السنوية على مستوى العالم.
وثمة مخاوف خاصة لدى بروكسل، إزاء تداعيات التلاعب والمعلومات المضللة من قبل روسيا على انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في الفترة من 6 إلى 9 يونيو/حزيران المقبل.
وكان أمام الشركات التي يشملها طلب المفوضية للحصول على معلومات مهلة حتى 5 أبريل/نيسان للإجابة على الأسئلة المتعلقة بحماية الانتخابات، وحتى 26 أبريل/نيسان للباقي.
وكما هو الحال مع جميع لوائح الاتحاد الأوروبي، كان لا بد من تحويل قانون الخدمات الرقمية إلى قانون وطني، أي يطبق في كل دولة عضو.
وأثار ذلك جدلا في بعض الأوساط، بما يشمل اتهامات بأن القانون من شأنه أن يؤدي إلى رقابة مفرطة وإلى قمع المحتوى غير القانوني من الناحية الفنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قانون الخدمات الرقمیة قانون الأسواق الرقمیة المفوضیة الأوروبیة
إقرأ أيضاً:
الأسهم الأوروبية ترتفع مع التركيز على الانتخابات الأميركية
برلين (الاتحاد)
أخبار ذات صلة قرية أميركية.. 3 هاريس 3 ترامب مسار معقد لإعلان نتائج الانتخابات الأميركية انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملةحقق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مكاسب طفيفة أمس بقيادة الشركات الصناعية في الوقت يراقب فيه المستثمرون عن كثب التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأغلق المؤشر مرتفعاً 0.1 بالمئة، مع إغلاق معظم الأسواق المحلية على ارتفاع باستثناء المؤشر فوتسي إم.آي.بي الإيطالي.
وتركزت الأنظار على المنافسة المحمومة بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب مع بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية.
وقال بن ريتشي، رئيس أسهم الأسواق المتقدمة في شركة أبردين «إن الفوز الساحق لترامب ربما يكون خبراً جيداً للأسهم الأميركية، وخبراً سيئاً للأسهم الأوروبية».
وأضاف أنه «إذا فازت هاريس، فمن المحتمل أن يكون رد فعل السوق خافتاً إلى حد ما، على الرغم من احتمال ملاحظة شعور بالارتياح في الأسهم الأوروبية والدولية».