لجريدة عمان:
2024-07-24@04:28:50 GMT

صلبوا المجدليَّة وابن مريم

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

(1)

رحلوا من الفردوس، غدروا بالتّفاحة في طريقهم إلى الكلمات والكائنات، والطِّين، والرُّواة، والأوطان، والأقوام. وفي الكثير من ذلك حاقَ بهم الغبار.

حسن جدا: لا ينبغي أن أنتظر أي أحد.

(2)

الفِيَلَة، والزَّرافات، وألوان الجمر وقوس قزح، وتسريبات الرَّماد في وارد نفينا مرَّة أخرى من البلاد الحمقاء إلى الصِّراط الأبله.

هل أهتمُّ بذلك؟

(3)

يصيبني التَّعب والإرهاق مع كل نقرةٍ على الملكوت (مُنْهَكٌ أنا، ولم أعد أطمح إلى البياض).

(4)

لستُ آثما لمجرد أني لا أستغفركِ. لستُ عاشقًا؛ لأن الغرام أتاح لنا قبلة واحدة، مختَلسة، وسريعة فحسب. ليس لأنك فتحت باب السيارة التي تسير بسرعة مائة وثمانين كيلومترًا في الساعة وطلبتِ مني أن أنزلك ونحن في طريقنا إلى الضَّباب والنَّدم. لستُ صالحًا للتوبة، والنَّدم، والنوم لمجرد أنني أتردد أمام قميصكِ الذي لن يكون في المتحف.

(5)

أطلقوا الكلب البوليسي، انطلق الكلب نحو هضاب عالية في آخر المدينة حيث يوجد مبنى شامخ ومهجور. عاد الكلب حاملا لسانه بين أسنانه.

(6)

أمام شاشة الكمبيوتر، قُدَّام زيجات العائلة، في المساحة التي تتيحها ابتسامات الشَّقيقات، في الخوف من الرِّضوان والعقاب، من استحالة الدَّفن هناك، أعبث بالسماء، وأخاف من خوف السماء.

هذا ما كنتُ أنشده، وهذا كل ما أخشاه.

(7)

لقد مات مرة أخرى (وهذا ينبغي أن يكون خبرًا سيئًا لجميع الذين سيموتون للمرَّة الأولى في هذه الليلة).

(8)

لا أُقصيكِ، ولا أُدنيكِ. لا أكتبكِ، ولا ديمة منك في الوادي الذي من غير زرع ولا فزع. لا أستبعد الحب ولا الموت من فرامل الليلة الضَّبابيَّة.

(9)

انتظرتُ العذراء في غرفة أمِّي، ثم أجهضتني أمِّي في غرفة العذراء (ولا أستطيع أن أكون مؤمنا أو عاشقا في خارج هذا).

(10)

تبقى في الكأس ما يكفي لاستضافة عصفور من جهنَّم، أو غراب من مجز الصُّغرى (أنت لستِ مدعوَّة إلى التَّباريح).

(11)

ليست الكتابة قضيَّة ولا شأنا جليلا. إنها مكابدة المُتاح فحسب (ليس هناك شيء مُتاح غير هذا المفتاح).

(12)

الماضي أكثر المهمَّات عسرا (هذا على الرغم من خشيتي أنك ستموتُ بلا ذكريات).

(13)

الوطن مجَرَّد نُطْفَة، وصَدَقَة، وصُدْفَة (وعليك أن تعبأ أكثر بما هو بعد ذلك).

(14)

هنا، في هذا الحيِّز المتراكم، عند الجدار الرِّطب، تحت النجمة المليئة بالذِّكريات والزُّرقة، قرب البحر الذي يغيِّر ألوانه في الليل، صار لزاما أن يحدث ذلك.

(15)

يتعفَّف عن الجسور، ويعبُر إلى الممشى الوحيد بين الأنقاض.

(16)

شيء فاجع للغاية، أليس كذلك؟: هؤلاء الأحياء يتعاملون مع الأحياء (فقط).

(17)

في هذه الحياة ثمَّة فرق بين الرَّغبة في الحياة وطُرق ممارسة الحياة (واللُّحود لن تبخل على أحد).

(18)

اتخاذكَ القرار الخاطئ لا يعني بالضرورة أنك في حِلٍّ من المَلامة التي ستصدر بطريقةٍ ما فيما لو كنت قد اتَّخذت القرار الصائب.

كُن هكذا، أعمى دوما مثل شيطان لا يقبل أن يعطي نَجْدَا لأحد.

(19)

لا تنظر إلى النجم الذي هوى، ولا تكن الصَّاعقة، ولا الطِّباعة (أنتَ في الدَّاخل دوما).

(20)

كان الجسد من مُصادَرات الثقافة العربيَّة. صار الجسد من مجَّانيَّات الثقافة العربيَّة.

(21)

بغتتني كثيرا تلك المفاجأة. لم أترنح. لم أسقط. لم يتضعضع فؤادي. لم أطلب عونا من يدِ ولا روحِ أي أحد. كل ما حدث هو أني هذيتُ، ثم نسيتُ.

كنت أعرف منذ البداية أنني لستُ بطلا.

(22)

وحدي (لا يتَّسع هذا الفضاء الذي تَرَكتِه لكِ).

(23)

أموت (لا تسمعي هذه الطمأنينة قبل الغسق).

(24)

اللامبالاة من تراجم الخوف (الذي لا يُحْسِنُ لغة أخرى).

(25)

ضاع الضَّرع في الزَّرع (وينتظرون).

(26)

أمضي على الطريق. كلا، سيأخذني الطريق.

(27)

في تلك البلاد لا يزالون ينتظرون الوطن (أنا أراهن على الموت أكثر).

(28)

الحُبُّ يخلِّف كدمات وسحجات زرقاء، وخضراء، ورماديَّة، وتقريبا بنفسجيَّة، على الرُّكبتين، وتحت العينين، وفي الكبد، والكِليتين، والمرفقين، والخاصرة، والنَّجدين، والذِّكريات، وما تبقى من خيول وأعشاب.

الحُبُّ شيءٌ سيئٌ للغاية. الحُبُّ أبيض.

(29)

تتظاهر أعضاؤك بالأعضاء، ويقيم جسدك في حقل عشبٍ جاف، وبعيد.

(30)

وجهكِ صغيرٌ، وحنونٌ، عتابٌ عابرٌ، وابتسامةٌ طفيفةٌ لا تهتَّم بنفسها، مثل نجمة لم يجهضها الميلاد.

(31)

كان على الحب أن يكون أكثر استدارة (تقريبا مثل القمر أو نداء «آخر طلب» من مشروب الـ«تكيلا» في حانة شعبيَّة في مدينة تيوانا المكسيكيَّة في 1989).

كان على الحب...

(32)

أحتاج لكِ (ولستُ جاهزا تماما لما سيحدث بعد ذلك).

(33)

في يدي ثلاث حصوات وسبعة أقمار.

(34)

في تلك البلاد كان يتعيَّن الانضمام إلى مساقات دراسيَّة مكثَّفة، وحضور محاضرات، والاشتراك في ورش عمل تنفيذيَّة، وتقديم امتحانات شفهيَّة ومكتوبة صارمة. وإن اجتزت كل هذا سيعطونك شهادة موثَّقة تثبت أنك قد أصبحت بغلا صالحا في المملكة.

بعد سنوات قليلة من ذلك، وللتعامل مع الانخفاض المستمر في ثروة الحمير الوطنيَّة، وجَّهت السلطات بإجراء فحص الـ DNA لكل مواطن.

وهكذا لم يعد الملك يحكم سوى قصره والإسطبل الذي فيه.

(35)

غزَّة، خلف المُنْتَصَفات، أمام الهيولى تماما، حيث ليس على الخلق أن يبدأ.

(36)

نحن تهوَّرنا، وهم استعجلوا، ولم يعد أي أحد قادرا على الاعتذار عن أي شيء.

لقد حدث ما حدث بتعاطف الملاك والشيطان معا، وصارت الهاوية تتَّسع للجميع.

(37)

صلبوا المجدليَّة وابن مريم

ترنَّح البحر في النجم

قلَّ الناس واكتمل القول

ولم يعد أحد ينتظر القيامة.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مسابقة شاعر الهبوت

 

 

محمد بن سعيد المعشني

تعتبر المسابقات الأدبية من أهم الفعاليات التي تخدم المجتمع بشكل عام والمهتمين بالأدب بشكل خاص. فخدمتها للمجتمع؛ تكمن في تعزيز الجانب الثقافي وشغل الوقت الفارغ الذي تتخلله الكثير من السلبيات الدخيلة.

أما المهتمون بالجانب الأدبي فتعتبر فرصتهم لإبراز قدراتهم الأدبية سواء شعرا أو نثرا أو غيرها من أغراض الأدب.

استبشرنا خيرًا بمجرد الإعلان عن مسابقة شاعر الهبوت التي أقامها مركز ظفار للثقافة والإبداع، خبر جميل تزامن مع حاجة المجتمع لمثل هذه المسابقات التي تخدم الموروث.. بدأت المسابقة وتوالت الجولات بين متأهل وخاسر، إلى أن وصلت معمعة تصويت الجمهور!

لم أكن أودُّ الكتابة في هذا الموضوع غير أن ما صاحب المسابقة من تداعيات؛ دفعني لأدلي برأيي مع من أدلى برأيه وأسأل الله التوفيق في ذلك.

أولاً: أرى أن إشراك الجمهور في مثل هذه المسابقات قرار خاطئ!! لأن الجمهور كان سببًا في كل ما صاحب المسابقة ورأيناه على منصات التواصل الاجتماعي من تأييد وتشجيع ومسيرات ومعارضات وتشكيك؛ فكلما وُضِعت كرة التنافس في ملعب القبيلة، ستصل إلى مستويات عليا من هدر أموال طائلة في غير موضعها المستحق، دون العمل على الهدف الرئيس من المسابقة، وهو المساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي. وحينما تحول المسار إلى إشراك الجمهور؛ صار الهدف هو تفوق المنافس الذي ترغب فيه القبيلة سواء كان يمتلك القدرات والاستحقاق أم لا.

ثانيا: إن أكثر ما يميز مجتمعنا الظفاري هو روح التماسك والروابط الاجتماعية المتينة التي توارثها الأبناء عن الأجداد، وأصبح من العيب على القبيلة أن تتخلى عنها. ولا نزال إلى يومنا هذا نجني ثمارها لا سيما في التكافل الاجتماعي منقطع النظير. ومن الإجحاف تغييب هذا الإرث ونسفه بكل سهولة مع أي حدث بسيط ونعته بما لا يليق.

وأؤكد للجميع أنه لو حدث أثناء ذلك الهيجان والصخب المصاحب للمسابقة المذكورة أمر طارئ خارج عن محور الحدث؛ فستصطف جميع القبائل مع بعضها يدًا بيد، لأن التنافس الحاصل ليس نتاجَ شقاق وتفرقة، بل من أجل الفوز فقط وينتهي بانتهاء المسابقة. فلا وجود لفتنة ولا تعصب ولا حقد، فهذا مجتمع لم تفرقه الأحداث الجسام، فأنّى للمفردات الطائشة أن تفرقه!

وأجزم بأنَّ هذا التكاتف لا يخلو منه أي مجتمع قبلي سواء في السلطنة أو خارجها، وأن التكتلات المصاحبة لأي انتخاب أو تصويت هي لدى أي قبيلة، فقط هناك من يديرها وينجزها بوعي وهدوء وهناك من يدفعه الحماس خارج إطار الوعي والتفكير بالعواقب ويظهر بصورة همجية تلفت أنظار اللوم والانتقاد، كمن أراد أن يكحلها وعماها.

المسألة برأيي تحتاج لوعي أكبر، بمعنى تقليص نسبة الدور الجماهيري خاصة في الأمور الثقافية والأدبية. ولو وقفنا على الحياد ونظرنا إليها نظرة جدية وصادقة، لرأينا أنه لا قبيلة إلا قبيلة الوطن ولا فريق كروي إلا الفريق الذي بمقدرته رفع علم الوطن، ولا أديب إلا صاحب الكلمة والموهبة الحقيقية الذي يستحق الإشادة والتتويج. هذا هو الحس الوطني الذي من الضروري جدًّا بثه ودعمه في أوساط المجتمع وغرسه في نفوس النشء.

ثالثا: لا أرى الجانب الرياضي الذي يُفترض أن يُقابل بروح رياضية يخلو من مثل هذا الفكر والتعصب، فقد رأينا أيضا في هذا الجانب الكثير من المسابقات الرياضية واجهت تحديات قوية بين نادي ظفار ونادي النصر، وهذا يعني أن الرياضة أيضا في مجتمعنا تتأثر بمثل هذه الأفكار، إلا أن نقطة الاختلاف هي عدم إشراك الجمهور في حسم الفوز والخسارة، إنما هو دور اللاعبين وحدهم، والغريب أن لا نسمع أحد يدندن على وتر الفتنة والقبلية أو المناطقية، والسبب الرئيس أن الجمهور ليس بيده حسم النتيجة، إضافة إلى أن الجميع يعلم يقينا بأنها منافسة كروية تنتهي بانتهاء صافرة الحكم؛ فالروح الرياضية سائدة رغم وجود التعصب والحماس ورغم رغبة جمهور كل فريق بفوز النادي الذي يشجعه.

رابعاً: غالباً ما ننتقد تدني مستوى الأحوال المعيشية وتأثير فرض الضرائب وارتفاع أسعار البترول على المستوى المعيشي للفرد والمجتمع، ونعلم يقين المعرفة وجود فئة كبيرة من الأسر المتعففة واليتامى والباحثين عن عمل بيننا، والذين هم أحق بهذه الوقفة والفزعة والنظر إلى أحوالهم.

ومع ذلك، نتناسى فجأة ما نحن فيه من أحوال معيشية بحاجة للنظر إليها، ونتجاهل الفئات الذين هم بحاجة للوقوف بجانبهم، ونهدر الكثير من المال لشركات الاتصالات التي طالما شكونا من سوء الخدمات التي تقدمها، والتي كنا نطالبها بمواكبة التطور في تقديم الخدمات، رمينا بكل ذلك عرض الحائط كي يفوز ناخب أو شاعر!! فقط نحن نريده هو دون غيره بغض النظر عن العودة لمنطق أو لإستحقاق أو نفكر مجرد التفكير بمخافة هدم موهبة مستحقه أو تأخير تقدمها.

أتساءل: لماذا لا يُستغل الحماس القبلي في تعزيز حسابات الفرق الأهلية التي لها تأثيرها في خدمة المصلحة العامة والثواب بإذن الله في الآخرة، برأيي مثل هذا الحماس يجب أن يُستغل بشكل يعود على المجتمع والأفراد بالفائدة وتُقلّص مساحته في الأحوال التي تهدم دون أن تبني.

مقالات مشابهة

  • لا تعبث بأمن وطنك...!
  • مرة أخرى.. من يحرّم نقد المقاومة؟!
  • أدب التأرنب..
  • اين هو الشعب ؟!
  • هل حقًا نتنياهو من يطيل أمد الحرب على غزة؟
  • لكي لا ننسى ونحن ننسى
  • الإمام المعذور
  • عصا سُليمان
  • العنف والدين
  • مسابقة شاعر الهبوت