مع مرور عام على حرب السودان التي اندلعت في منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لم تكن النساء الحلقة الأضعف فقط، بل استخدمن كأداة للإخضاع خلال الحرب، وذلك من خلال انتهاكات عديدة وقعت عليهن.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، تكشف سليمى إسحاق، مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة (هيئة حكومية) عن الانتهاكات والعنف الجنسي الذي تعرضن له، مشددة على أن النساء كانت أكثر تعرضا للنزوح والخروج القسري من منازلهن وفقدن أمنهن ومدخراتهن وأحلامهن.

وشددت إسحاق على أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع يعد أكبر انتهاك تعرضت له النساء خلال العام الماضي، موضحة أن هناك 157 حالة مسجلة، ولكن منذ انهيار شبكة الاتصالات والخدمات الصحية لم يتم تحديث الأرقام، حيث أدى انهيار النظام الصحي في مناطق النزاعات لانقطاع الأخبار.

تدخل حرب السودان عامها الأول، كيف أثرت على أوضاع المرأة وتداعيات ذلك؟

كانت النساء أكثر تعرضا للنزوح والخروج القسري من منازلهن وفقدن أمنهن ومدخراتهن وأحلامهن، توقفت الحياة، وصرن بين لاجئات ونازحات. كما أثرت عليهن الانتهاكات بشكل كبير صحيا وجسديا ونفسيا، فالحرب نفسها تتهيأ فيها كل عوامل الانتهاكات التي تحدث للنساء.

وتأثرت النساء المنتجات العاملات في القطاع غير المنتظم ومساهمتهن في درء الفقر عن أسرهن، مع صعوبة نقل أعمالهن من مكان إلى آخر والإقامة في أماكن غير مهيأة من مدارس وداخليات.

أما المساعدات والتدخلات فهي ليست بحجم الكارثة التي جاءت أكبر من التدخلات الموجودة ووضعت عوامل الأمن والسلامة في مهب الريح.

ما أنواع الانتهاكات التي تعرضت لها نساء السودان أثناء الحرب؟

أكبر انتهاك تعرضت له النساء هو العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وهو عنف ذو أشكال مختلفة، وفق إحصائياتنا هناك 157 حالة اغتصاب مسجلة وردت إلينا عبر الخدمات الصحية، ولكن منذ انهيار شبكة الاتصالات والخدمات الصحية واجهتنا مشكلة في تحديث الأرقام، حيث أدى انهيار النظام الصحي في مناطق النزاعات لانقطاع الأخبار.

هل هناك إحصائية عن عدد النساء اللاتي تعرضن للاسترقاق الجنسي؟

29 امرأة تعرضت للاسترقاق الجنسي من قِبل قوات الدعم السريع في الحادثة التي عُرفت بحادثة فندق الضمان في نيالا، وتم توثيقها من قِبل الوحدة وتقديم المساعدة الطبية.

ما تفاصيل الواقعة؟

نساء من معسكرات تم اختطافهن في فندق الضمان واحتجازهن حوالي 5 أيام واسترقاقهن جنسيا، أصغرهن في الـ12 من عمرها وتم تقديم المساعدات لهن.

وإحدى المشاكل في حوادث الاغتصاب المتابعة، معظم الضحايا يلجأن لمحاولة محو ما حدث عن طريق الابتعاد، وهناك نساء تعرضن للاسترقاق الجنسي بشكل مختلف وكانت حالات فردية.

ما أكثر المناطق التي كانت النساء فيها عرضة للانتهاكات؟

أكثر المناطق التي تعرضت فيها النساء للانتهاكات مناطق الصراع في دارفور والجنينة ونيالا والخرطوم، خاصة مناطق بحري والمناطق تحت سيطرة الدعم السريع.

95% من الاعتداءات كانت من قوات الدعم السريع إبان سيطرتها في الخرطوم وأم درمان وبحري التي وقع بها عدد من الحالات، فهناك 42 حالة في نيالا، و23 في الجنينة وبقية الحالات في الخرطوم، وأكثر حالات العنف الجنسي تمت داخل المنازل.

فلجوء النساء للبقاء في المنازل لحماية أنفسهن من المواجهات والعنف الجنسي لم يحمهن، وقد كان هذا مؤشرا على أن الاغتصاب استخدم كجزء من آليات الحرب لتهجير المواطنين قسرا من منازلهم مع عنف لفظي وبدني يقع على الضحايا.

ماذا عن الانتهاكات في ولاية الجزيرة؟

في ولاية الجزيرة، لا يوجد لدينا سوى إحصاء لحالتين فقط تم توثيقهما في بداية الأحداث ونُقلتا للخدمات الصحية. والآن تتواتر الأخبار عن حالات كثيرة جداً، لكن انهيار النظام الصحي هزمنا هزيمة كبيرة، فقد انقطعت شبكة الاتصالات والإنترنت تماما ولا نستطيع التواصل، وأخشى عندما تعود الاتصالات أن يكون ما سنجده مخيفا جدا.

تفيد تقارير باختطاف النساء والفتيات، هل هناك إحصائية حول المختطفات ومن أي جهة؟

لا توجد إحصائيات عن المُختطفات، لكن كانت هناك حوادث اختطاف وقعت في الحلفايا والمسالمة، بجانب حوادث اختفاء نساء.

تواترت أنباء حول بيع النساء في أسواق.. هل هناك معلومات وإحصائيات؟

الأخبار المتواترة عن وجود أسواق لبيع النساء أدت إلى تعرض بعض شهود العيان للتهديد والقتل بسبب إفاداتهم عن هذه الأسواق، وهي أسواق مُقتصرة على الدعم السريع، وهن فتيات تم اختطافهن من الخرطوم والتوجه بهن إلى الحدود بين الفاشر ونيالا وعلى حدود مدينة الجنينة، وأخريات تم التوجه بهن حتى تشاد وفقاً لروايات الشهود، وهناك جرائم أخرى لا يتم الحديث عنها في دارفور، وذلك لمخاطر تُحيط بالموجودين هناك.

ما حدث للنساء من متاجرة يشبه ما حدث للإيزيديات مع تنظيم الدولة، الاختطاف والاحتجاز لمدة طويلة، وطلب من بعض الأسر فدية، بينما رفضت أسر المختطفات الإفادة حول المبالغ التي دفعتها.

هل وثّقت أعداد المختطفات ومن تم بيعهن في أسواق؟

لا نستطيع الجزم بإحصائية حول الأعداد أو من طُلبت منهم فدية لتحفُّظ الأُسر، ولكن تثبت روايات شهود العيان أنهن كن مقيدات وأسيرات في أماكن مُتفرِّقة.

هل تعرضت فتيات قاصرات لانتهاكات جنسية، وهل ثمة إحصائية؟

16 طفلة تم اغتصابهن وهذه الحالات الموثقة، أما غير الموثق فهو كثير جداً، نحن نتحدث عن 2% فقط من الواقع.

هل وثقت الوحدة حالات موت نتيجة العنف الجنسي، أو حالات انتحار، مع إحصائية أو تقديرات لكل حالة؟

لم نوثق بعد حالات انتحار، هناك أخبار تتواتر نحاول التأكد منها، ولكن لا نستطيع وضع تقديرات حول هذا الجانب، عودة شبكات الاتصالات ستكشف عن أخبار النساء اللاتي قُتلن نتيجة العنف الجنسي أو لإخفاء أدلة العنف الجنسي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الدعم السریع العنف الجنسی

إقرأ أيضاً:

برلمانية تطلب التحقيق العاجل في واقعة ضرب مدير مدرسة ثانوي بالبحيرة طالبتين بالصفع والركل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للتحرك العاجل للتحقيق في واقعة ضرب مدير مدرسة لطالبتين داخل مدرسة ثانوية عامة بالبحيرة مستخدمًا الصفع على الوجه وركلات القدم وسحبهن من ملابسهن.

وتسائلت عضو مجلس النواب، في مستهل الطلب، لماذا أصبحنا متفرجين على ظاهرة ضرب النساء المنتشرة في مجتمعنا وترسخت خلال العقود الماضية حتى نجني ثمارها الفاسد الآن سواء من موت النساء أو إصابتهن بأمراض نفسية منذ طفولتهن.

وقالت سميرة الجزار: "موضوعي هذا أثيره وسوف اثيره عشرات المرات إذا لم تتدخل الحكومة بحملات توعية ضد ضرب النساء ووضع تشريع بشكل عاجل لمحاسبة كل رجل يضرب امرأة سواء كانت زوجته أو ابنته أو شقيقته أو طالبة لديه مسببا لهن إصابات جسدية ونفسية".  

تابعت "الجزار" في طلبها: الفيديو المتداول يكشف كيف وصلت مصر إلى هُنا، وكيف بات الرجال في مجتمعنا يستسهلون سلوك البلطجة بحجة التربية والتقويم، وفي الحقيقة هم مرضى نفسيين يصيبون النساء بأمراضهم حتى بات المجتمع عنيف غير قادر على كبح جماح سلوكه المشين.

وناشدت عضو مجلس النواب، الأزهر الشريف بضرورة الخروج والمشاركة في تلك الحملات التوعوية لإبادة الفكر المتطرف الذي يستخدم آيات من القرآن يتم تحريف تفسيرها وتلقينها للنشء في الكتاتيب والمدارس حتى أصبحوا يمارسونها في الكِبر على مخلوقات ضعيفة مثل النساء والأطفال.

وذكرت فيما يتعلق بإحصائيات العنف ضد النساء في مصر: "يوجد في مصر 31% من النساء يتعرضن للعنف والضرب من الزوج، إذ تتعرض ثلاث من كل عشر نساء سبق لهن الزواج في عمر 15-49 لبعض صور العنف من قبل الزوج".

وأوضحت، أن العنف الجسدي هو أكثر صور العنف الزوجي انتشارًا، حيث تعرضت 26% من النساء المتزوجات أو من سبق لهن الزواج لبعض صور العنف الجسدي مرة واحدة على الأقل. وتتعرض 2% من النساء للخنق وهو أحد أشكال العنف المفرط، ورغم عدم شيوعه فإنه أكثر خطرًا وضررًا.

وتعرضت 22% من المعنفات للصفع، 15% للدفع بقوة أو النهر أو قذفها بأشياء، و13% تم لي أذرعتهن، وتعرضت 8% للكم بقبضة اليد أو بشيء مؤذٍ، كما تعرضت 6% للركل، فيما واجهت 2% عنفًا مفرطًا تضمن الحرق أو الخنق، وتم مهاجمة أو تهديد 1.3% بسكين أو مسدس أو سلاح آخر.

وأكدت، أن هذه النسب لمن أجرى عليهم البحث والاستطلاع من قِبل الفرق المسؤولة بالمنظمات الحقوقية المصرية والمجلس القومي للمرأة، ولكن ما خفي كان أعظم وأعظم. فهناك أرقام أكبر لنساء لم تصل أصواتهن يحتاجون لإنقاذ.

أشارت النائبة سميرة الجزار، إلى  أن إنقاذ النساء في تغيير السلوك التربوي في كل أنحاء مصر في المدن والعاصمة والمحافظات في الصعيد والأرياف وفي سيناء والواحات وكل ربوع الوطن، حتى تتغير ثقافة العنف الذكوري التي تكبر وتترسخ في العقل الباطن لكل رجل وتظهر وقت خلافاته الكبرى مع طرف ضعيف في العلاقة.

ولفتت إلى أن مجتمع شاعت فيه القسوة لم يرتبط ضرب النساء بثقافة الرجل أو مستواه المادي أو التعليمي، بينما الرجل المهذب الذي تربّى على السلوك الحسن واحترام وتقدير النساء وأن ضربهن "عيبة" لم يُقدم أبدا على هذا السلوك المنحرف.

وبناءً عليه، طالبت عضو مجلس النواب، بمعاقبة مدير المدرسة على فعلته التي من الواضح أنه اعتادها هو ومن مثله من الرجال الذين يستخدمون الضرب بحجة التربية وتعديل السلوك وهذا سلوك في منتهى الخطورة. وفصله من العمل على ألا يعاود عمله مرة أخرى لنشر سلوكه المشين.

كما طالبت الحكومة بالتنسيق مع وزارة الثقافة والتربية والتعليم والأزهر الشريف بضرورة تبني حملات ضد ضرب النساء والفتيات، كما أطالب اللجنة التشريعية بمجلس النواب بمناقشة تشريع رادع لكل رجل يضرب امرأة ضرب مسبباً أذى جسدي ونفسي حتى وإن كانت مجرد كدمات.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: سنتابع الإجراءات المتخذة ضد مرتكبي العنف بسوريا
  • مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: سنتابع الإجراءات ضد مرتكبي العنف بسوريا
  • المركز المصري لحقوق المرأة يقدم توصيات لتعزيز حقوق النساء
  • إطلاق رقم أخضر للتبليغ عن حالات العنف ضد المرأة
  • طلب إحاطة أمام البرلمان بسبب ضرب مدير مدرسة طالبات بالبحيرة
  • نائبة تطالب بمحاسبة مدير مدرسة ضرب طالبتين بالبحيرة
  • تجهيز مدينة سودانية لتكون عاصمة الحكومة الموازية
  • برلمانية تطلب التحقيق العاجل في واقعة ضرب مدير مدرسة ثانوي بالبحيرة طالبتين بالصفع والركل
  • خبراء أمميون يتهمون إسرائيل باستخدام "العنف الجنسي والمنهجي" في غزة
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها