جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-06@12:48:23 GMT

خوفا من انحساره

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

خوفا من انحساره

 

أحمد بن موسى البلوشي

 

يشهد العالم تحولات جذرية في العادات والتقاليد نتيجة للتطور التكنولوجي، وانتشارًا لأدواته بصورة سريعة، وتأثيرات هذه التكنولوجيا تتراوح بين الإيجابية والسلبية، وتطرح تحديات جديدة أمام المُجتمعات البشرية.

على الجانب الإيجابي، تتيح التكنولوجيا فرصًا جديدة للابتكار والتطوير في مختلف المجالات، بما في ذلك الفنون والترفيه والتعليم، ويمكن استخدام التكنولوجيا للحفاظ على التراث الثقافي، وتوثيق التقاليد بطرق جديدة ومبتكرة.

أما على الجانب الآخر، فمع انتشار وسائل وأدوات التطور التكنولوجي، والتي تعد أشياءً رئيسية في حياة الكثيرين، يظهر تراجع في التفاعل الاجتماعي الواقعي والتفاهم العميق بين الأفراد، ويصبح الانعزال الرقمي ظاهرة شائعة، مما يؤثر على العلاقات الإنسانية الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر التكنولوجيا على الثقافات والتقاليد المحلية، حيث قد تتم مواجهة التقاليد القديمة بالتقنيات الجديدة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تدهور الهوية الثقافية وفقدان بعض القيم الاجتماعية وانحسارها.

ويُمثِّل تعليم الأخلاق والقيم الأصيلة والعادات والتقاليد المتوارثة جزءًا مهمًا من تربية الأبناء في الثقافة العمانية التقليدية، ويمثل السمت والأخلاق العمانية التقليدية مرجعًا أصيلاً في تربية الأبناء وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، وهو ما يعكس التراث الثقافي الغني والتعاليم الإنسانية التي تميز الشعب العماني منذ القدم، وقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على أهمية تربية الأبناء وترسيخ الهوية الوطنية والقيم الأصيلة والاهتمام العميق ببناء مجتمع متماسك ومتحضر. وهذا التركيز على القيم والتربية التقليدية يعكس الاستمرارية الثقافية والتاريخية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعب العماني، وقد جاء في النطق السامي "إنَّنا إذ نرصد التحدِّيات الَّتي يتعرض لها المُجتمع ومدى تأثيراتها غير المقبولة في منظومته الأخلاقيَّة والثقافية؛ لنؤكِّد على ضرورة التصدِّي لها، ودراستها ومتابعتها، لتعزيز قدرة المُجتمع على مواجهتها وترسيخ الهُوِيَّة الوطنيَّة، والقِيَم والمبادئ الأصيلة، إلى جانب الاهتمام بالأُسرة؛ لكونها الحصن الواقي لأبنائنا وبناتنا من الاتِّجاهات الفكريَّة السلبيَّة، الَّتي تُخالف مبادئ دِيننا الحنيف وقِيَمنا الأصيلة، وتتعارض مع السَّمت العُماني الَّذي ينهل من تاريخنا وثقافتنا الوطنيَّة".

ومن خلال هذا النهج، يسعى جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى حماية الشباب من التأثيرات السلبية وتعزيز الوعي بالقيم والمبادئ التي تميز الثقافة العمانية وتسهم في بناء مستقبل واعد ومزدهر للبلاد.Bottom of Form

وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم بشكل عام هذه التحولات الاجتماعية والثقافية نتيجة لتأثيرات التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة، فإن عُمان ليست في منأى عن هذا التحول، ويُلاحظ في بعض الأحيان انحسار بعض القيم التقليدية والأخلاقيات القديمة بين الشباب، مما يُؤثر على السمت العماني والتراث الثقافي، فافتقار بعض الشباب لبعض الأساسيات في الثقافة العمانية مثل لبس المصر العماني، وصب القهوة، وبعض العادات والتقاليد في مجالس الرجال، وغيرها من مكونات الثقافة العمانية لدليل واضح على تأثر السمت العماني بالتطور التكنولوجي.

الوالِدان هما المصدر الرئيسي لتعلم الأطفال للقيم والعادات والتقاليد، ويعد البيت بيئة رئيسية لنقل القيم وتعليم الأخلاق، ولذلك فإنِّه يجب على الوالدين أن يكون لهم دور حاسم في توجيه الأبناء وتربيتهم وتعليمهم القيم والأخلاق الصحيحة؛ بما في ذلك السمت والتقاليد العمانية القديمة، وأن يستشعرا حجم المسؤولية الوطنية، والتاريخية، حول ضرورة تنشئتهم عليها، وتوعيتهم بأهمية المحافظة على هذا السمت المتوارث من عادات، وآداب، وتقاليد، وسلوكيات، فإذا كانت الأسرة تحتفظ بالتقاليد العمانية وتحافظ على القيم الثقافية، فإنها ستكون بيئة مثالية لتعلم الأبناء لهذه القيم والتقاليد. ومن خلال ممارسة هذه القيم في حياتهم اليومية وتقديم الدعم والتوجيه لهم، يمكن للوالدين أن يكونا نموذجًا إيجابيًا يساعد في نقل السمت العماني والتقاليد العائلية إلى الأجيال القادمة.

في الختام.. يتطلب تأثير التكنولوجيا على العادات والتقاليد توازنًا حكيمًا بين استخدام التكنولوجيا لتحقيق التقدم والتطور، وحفظ القيم الثقافية والاجتماعية التقليدية. يجب على المجتمعات أن تتبنى استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول، وأن تعمل على تعزيز الوعي بين أفرادها حول التأثيرات الإيجابية والسلبية للتكنولوجيا على حياتهم اليومية وتقاليدهم. بالتالي، يتطلب الحفاظ على السمت العُماني والقيم الثقافية الأصيلة جهودًا مشتركة من المجتمع بأسره، بما في ذلك الأسرة، والمدارس، والمؤسسات الثقافية والحكومية، لتعزيز الوعي بأهمية هذا التراث وتشجيع استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وإيجابي لنقل القيم والأخلاق العمانية إلى الأجيال القادمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لجنة البادل تناقش تحديات المرأة في اللعبة.. وتبحث عن مقترحات للتطوير

ناقشت اللجنة العمانية لرياضة البادل أهم التحديات التي تواجه المرأة في لعبة البادل مع طرح مقترحات لتطوير وتوسيع انتشار البادل على مستوى المحافظات واستقطاب عدد أكبر من لاعبات البادل وإعداد مدربات وطنيات في اللعبة وتنظيم المزيد من البطولات والمسابقات المحلية، كما تم عرض أهداف المنتخب النسائي للبادل خلال المرحلة المقبلة والكشف عن أبرز المشاركات الخارجية القادمة للمنتخب النسائي، جاء ذلك في اجتماع اللجنة العمانية للبادل بلاعبات المنتخب وممارسات لعبة البادل في سلطنة عمان والذي أقيم في مركز الشباب بجراند مول، كما شهد الاجتماع تكريم لاعبات المنتخب الوطني للبادل اللاتي حققن المراكز الأولى في 3 بطولات خليجية، حضر الاجتماع النعمان بن سلطان النعماني رئيس اللجنة العمانية لرياضة البادل.

تحسين بيئة رياضة البادل

وخلال الاجتماع أكد النعمان بن سلطان النعماني رئيس اللجنة العمانية لرياضة البادل أن اللجنة حريصة على وضع الخطط المستدامة لتحسين بيئة رياضة البادل للمرأة، وتحقيق أقصى معايير الخصوصية للاعبات في أماكن التدريب وأيضا في الملاعب، ووضع خيارات متنوعة أمام اللاعبات لاختيار المكان الأفضل لهن في التدريب، وتطمح اللجنة إلى زيادة عدد لاعبات البادل، وإعداد وتأهيل مدربات وطنيات في لعبة البادل، وذلك لأن واحدة من أبرز الإشكاليات التي طرحت في الاجتماع عدم وجود مدربات في اللعبة لتدريب اللاعبات، وطالبت اللاعبات بوجود كوادر تدريبية نسائية خلال المرحلة المقبلة لضمان استمرار اللاعبات في رياضة البادل، بالإضافة إلى أن اللجنة حاليا في صدد إعداد حكام وحكمات وطنيات في اللعبة، كما ستعقد اللجنة العمانية لرياضة البادل اجتماعا مع رؤساء الأندية الرياضية لتشكيل فرق نسائية في لعبة البادل لتنظيم بطولات ومسابقات نسائية في الملاعب المغلقة، كما ستجتمع اللجنة بالاتحاد العماني للرياضة المدرسية لتضمين لعبة البادل في برامج وأنشطة الاتحاد واكتشاف المواهب والعناصر المجيدة في اللعبة منذ المراحل السنية الصغيرة التي ستشكل مستقبل المنتخبات الوطنية للبادل للذكور والإناث، مشيرا إلى أن جميع المقترحات التي طرحت في اجتماع اللجنة باللاعبات ستؤخذ بعين الاعتبار وستخضع للتقييم ودراسة إمكانية تنفيذها، وخلال الاجتماع حفزت اللاعبات على تأكيد مشاركتهن في البطولات الخارجية، حيث يعد المنتخب الوطني النسائي للبادل من الركائز الأساسية في تشكيل اللجنة العمانية لرياضة البادل، وفوز المنتخب النسائي في 3 بطولات خليجية ساهم في إشهار اللجنة خلال زمن قياسي.

مشاركات المنتخب القادمة

من جانبها قالت فاطمة بنت طالب النبهانية لاعبة في المنتخب الوطني النسائي للبادل وعضو اللجنة العمانية لرياضة البادل ورئيسة لجنة المنتخبات: تتطلع اللجنة العمانية للبادل إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المتعلقة بالمنتخب النسائي، وأبرزها الحفاظ على لقب البطولة الخليجية، حيث حقق المنتخب النسائي المركز الأول في 3 بطولات خليجية على التوالي، وآخر بطولة خليجية شارك فيها المنتخب كانت قبل عامين، لذلك من المتوقع أن نواجه عددا من التحديات في المشاركة الخليجية القادمة، حيث إن المنتخبات الخليجية النسائية شهدت تطورا كبيرا في مستوياتها الفنية وكل منتخب سينافس بأفضل إمكانياته لتحقيق اللقب، كما سيشارك المنتخب في تصفيات كأس العالم للبادل وهذا الحدث الأهم بالنسبة للجنة لأن المنتخب سيشارك للمرة الأولى على المستوى الدولي، ونأمل أن يتأهل المنتخب والصعود إلى المنافسات النهائية في بطولة كأس العالم ومواجهة المحترفات الدوليات في لعبة البادل والاحتكاك بهن وخوض تجربة مثرية جديدة، كما تطمح اللجنة إلى زيادة عدد اللاعبات العمانيات المصنفات دوليا وتوفير فرص أكبر للمشاركات الدولية، بالإضافة إلى أن المنتخب النسائي سيشارك في البطولة العربية للبادل التي تقام للمرة الأول على مستوى الدول العربية، ونتوقع بأن المنتخب المصري سيكون من أقوى المنافسين في البطولة حيث يتمتع المنتخب المصري بخبرة كبيرة في اللعبة وجميع لاعبات المنتخب المصري مصنفات دوليا ولديهن مشاركات دولية واسعة، كما سيشارك المنتخب في البطولة الآسيوية وسنعمل على إعداد المنتخب وتجهزيه لتحقيق أفضل النتائج في جميع المشاركات، والخروج من البطولات بمركز متقدم، ووضعت لجنة المنتخبات تصورا واضحا لتشكيل قاعدة أساسية للذكور والإناث في لعبة البادل والتركيز على فئة المراحل السنية وتشكيل المنتخبات فيها.

التحديات

بينما قالت لاعبة المنتخب النسائي للبادل إيثار بنت طالب البلوشية: انضممت إلى المنتخب الوطني النسائي للبادل منذ 3 أعوام، وشاركت في 3 بطولات مع المنتخب وحققنا فيها المركز الأول، وأعتبر ضمن لاعبات أول منتخب نسائي للبادل والأول من نوعه في تاريخ اللعبة في سلطنة عمان، وسنسعى لتحقيق المراكز المتقدمة في المشاركات القادمة للمنتخب، وفي الاجتماع ناقشنا التحديات التي تواجهها المرأة العمانية في ممارسة لعبة البادل، حيث أصبح من الصعب العثور على لاعبات يمارسن لعبة البادل لسببين رئيسيين، الأول ملاعب البادل مفتوحة وعامة ولا تراعي خصوصية اللاعبات، والسبب الثاني أن لعبة البادل تتطلب استثمارا ماليا لتستطيع اللاعبات الاستمرار في ممارستها وتطوير مستوياتهن فيها، وسابقا كان من الصعب توفر ملاعب بادل للتدريب ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية بدأت ملاعب البادل تنتشر بصورة أكبر في مختلف محافظات سلطنة عمان ولكن أغلبها مفتوحة ولا تحقق معايير الخصوصية، لذلك لضمان استمرار لاعبات البادل لا بد من وجود ملاعب مغلقة.

مقالات مشابهة

  • الدينار والدرهم والريال العماني بكام؟.. أسعار العملات اليوم السبت 6 يوليو 2024
  • الطيور الغازية دخيلة على البيئة العمانية
  • أسرار “الكنز السعودي” قبالة السواحل العمانية!
  • جماهير يهاجمون هند البلوشي: كوني أنتي قدوة قبل أن تقدمي النصيحة
  • ندوة توعوية لرفع وعي المجتمع بطرق التعامل مع المسن
  • صندوق الوطن يطلق «فرسان القيم» لطلاب خمس جامعات
  • ملاذات السياحة العمانية
  • رواد أعمال يشقون طريق النجاح ويسعون للتطوير والتوسع
  • مؤشر بورصة مسقط يرتفع إلى مستوى 4685 نقطة
  • لجنة البادل تناقش تحديات المرأة في اللعبة.. وتبحث عن مقترحات للتطوير