أحس بأنني في سن اليأس.. في الأربعين ولا مستقبل لي
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
السلام عليكم ورحمة الله،سيدتي حياك الله وبياك وجعلك على الدوام ذخرا وفخرا لهذا المنبر. وؤأكد لك من أنني في قمة البهجة لأنك قبلت بنشر مشكلتي عبر هذه الصفحة الغراء. لا أخفيك سيدتي أنه لا عنوان لحياتي سوى القنوط، وأنا أصارحك اليوم أنني أشعر باليأس. فأنا شاب على عتبة الأربعين من العمر وليس لدي أي مستقبل.
قصتي سيدتي بدأت منذ الصغر، حيث أنني لم أكن من النوع الذي يهتمّ بالدراسة. فوضعنا المادي بعد وفاة والدي جعلني ألهث وراء شيء واحد وهو توفير لقمة العيش لأمي. إلا أنهاو بعد بضع سنوات تزوجت وهنا انقلبت حياتي و تبدد استقراري، فزوج أمي لم يكن يعاملني بطريقة جيدة. وحتى والدتي تغيرت معاملتها لي كثيرا بعد أن أنجبت أولادا أصبحت تفضلهم عليّ.
وبعد أن كبرت وصرت شابا بحثت عن تحقيق الإستقرار وقمت ببناء سكن فوضوي لأستقل بحياتي. كما وأنني دخلت في مشروع تجاري لكن سرعان ما خسرت كل شيء، وما زاد الطين بلة أنني وكلما أطرق أبواب العمل إلا وتحدث معي مشاكل. وبقيت على نفس الحال إلى أن وجدت نفسي في هذا السن دون زوجة ولا عائلة، ولا مأوى، ولا عمل، ماعدا أني أساعد أحدهم في محله وأجني من ذلك مصروفي اليومي. صدقيني سيدتي راودتني أفكار سلبية كثيرة،وأنا أشعر باليأس، فقليل الصبر الذي لدي بدأ ينفذ، أريد جرعة أمل فكيف أتصرف..؟
أخوكم ن.مروان من منطقة القبائل.
الرد:مرحبا بك أخي في منبر قلوب حائرة وأسأل الله تعالى أن يفتح أمامك أبواب الرزق والستر.
دعني ابدأ من نقطة النهاية التي أتتمت بها تساؤلك،ولتدرك أنّ فشلك في أي مشروع ينبغي أن يكون محفزا لك، ولتحاول الكرة بمعلومات وخبرة أكبر، فالعثرات والعقبات هي التي تقود إلى طريق النجاح،و ليصل الواحد منا إلى بر الأمان عليه أن يمر بعديد العقبات حتى يبلغ محطات تحقيق الأهداف، فلا تعتقد أن الذين وصلوا ونجحوا في حياتهم لم يتعرضوا لمواقف صعبة كان يمكن أن يتوقفوا عندها، لكنهم تجاوزوها بسرعة واستفادوا من أخطائهم، والخطأ في الأول والأخير يبقى مصدرا من مصادر التعلُّم.
أمَّا بالنسبة للوالدة أرجو أن تبقى بارا بها، فلا يوجد أم لا تحب فلذة كبدها، وتأكد أنها تعاني في صمت لأجلك، وما تفضيلها لإخوتك إلا مجرد اهتمام بهم لأنهم قصر ويصغرونك سنا، وهي ترى أنهم بحاجتها وحاجة رعايتها، اصبر عليها، وأعطها حقا من الاهتمام، واستمر في زيارتها، وضع نصب عينيك أن بر أمك عبادة مقرونة برضا الله، وينبغي أن تبرها وتقصد بذلك وجه الله تبارك وتعالى.
وكنصيحة يجب أن تعمل بها، عليك أن تتوقف فورا عن اجترار الأفكار السلبية، وتتعوذ من الشيطان الرجيم، وتتمسك بحبل الله المتين، ولتحاول دون توقف البحث عن ميادين وأفاق أخرى تنجح فيها، ميادين يكون لك دراية أكبر بها، فما على الإنسان إلا السعي والباقي بيد الله الكريم، وإن اضطررت غيّر البيئة، ولتبحث عن صحبة صالحة جديدة، اتخذ الخطوات الصحيحة، فلو فشلت في الأولى والثانية لعلّ الثالثة تكون عين الصواب وتنفرج بعدها الكرب، لما لا تحاول أن تبحث عن زوجة طيبة صبورة تشدّ من أزرك، تكون بجانبك وتقوي عزيمتك ولو بالكلمة الطيبة، وما أكثرهن بنات الأصول.
أخي الكريم، أعرض عن الأفكار الضارة وعن طريق الضلال، وقوي صلته بالله، وكن متفائلا دوما، حسن علاقتك بالوالدة، وأطلب منها أن تدعو لك الله، وتأكد من نقطة في غاية الأهمية ان العمر مجرد رقم، ومن يريد ويجتهد حتما سيصل بإذن الله.
وفقك الله وأصلح حالك.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي في الإمارات.. محرك التحوّل نحو مستقبل ذكي
تتبنّى دولة الإمارات استراتيجيات متقدّمة في توظيف الذكاء الاصطناعي ضمن قطاعات متعددة، أبرزها الخدمات الحكومية، والرعاية الصحية، والتعليم، والنقل، والأمن، والاقتصاد الرقمي، بهدف تعزيز الكفاءة وتحسين جودة الحياة، ما جعلها نموذجاً عالمياً رائداً في توظيف التكنولوجيا لبناء مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.
في هذا السياق، أكّد المهندس علي سعيد بوزنجال، مدير إدارة التحوّل الرقمي في مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، عبر 24، أن القطاع الحكومي في الإمارات كان من أوائل القطاعات التي تبنّت الذكاء الاصطناعي، مما مكّن المواطنين والمقيمين من إنجاز العديد من المعاملات إلكترونياً دون الحاجة إلى زيارة المراكز الحكومية، بفضل التطبيقات الذكية. كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، ما يسهم في دعم اتخاذ القرار داخل المؤسسات الحكومية.
وقال: "في القطاع الصحي، يُسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الرعاية الطبية من خلال تشخيص أدق للأمراض، وتحليل صور الأشعة، وتقديم تنبؤات طبية تدعم الأطباء في اتخاذ قرارات أفضل. كما تُستخدم الروبوتات الطبية في العمليات الجراحية الدقيقة لرفع مستوى الدقة والسلامة".
وأضاف: "في المجال الأمني، تعتمد الجهات المختصة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة المراقبة، والتعرف على الوجوه، وتحليل السلوك، مما يساعد على منع الجرائم قبل وقوعها، وتحسين سرعة الاستجابة للحوادث. كما يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز الأمن السيبراني وحماية البيانات".
وفي قطاع التعليم، أوضح بوزنجال أن الذكاء الاصطناعي يتيح تخصيص المحتوى الدراسي بما يتناسب مع قدرات كل طالب، ويُسهم في تطوير أدوات التقييم الآلي والمساعدات التفاعلية، ما يُحسّن تجربة التعلّم ويُعزّز كفاءة التعليم. كما يُوظّف في القطاع المالي للكشف عن الاحتيال، وتحليل البيانات لدعم القرارات الاستثمارية، إلى جانب تقديم استشارات مالية ذكية.
تعزيز الكفاءةمن جهته، أشار علاء دلغان، المدير التنفيذي لشركة "كوجنيت دي إكس" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي، إلى أن دولة الإمارات تركّز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاستراتيجية لتحسين الكفاءة وجودة الخدمات.
وأوضح أن قطاع الطاقة يستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد بكفاءة، وتعزيز الاستدامة عبر مبادرات ذكية مثل "ديوا". أما في التعليم، فيُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب وتخصيص المناهج التعليمية. وفي القطاع المصرفي، تلجأ البنوك إلى الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الاحتيال وتقديم خدمات مالية مخصصة، كما تُستخدم الأنظمة الذكية في الجهات الحكومية لتقديم خدمات سريعة وفعّالة، ما يُحسّن تجربة المتعامل ويزيد من كفاءة الأداء الحكومي.
حجر الأساسمن جانبه، أكد حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، أن الذكاء الاصطناعي بات يشكّل حجر الأساس في العديد من القطاعات الحيوية في الدولة، مشيراً إلى أن الإمارات تسخّر إمكاناتها لدعم الابتكار في هذا المجال.
وبين أن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي تظهر في قطاع الرعاية الصحية، من خلال التشخيص المبكر للأمراض وتحليل البيانات الطبية بدقة فائقة. كما يلعب دوراً رئيسياً في قطاع النقل والتنقل الذكي، من خلال تطوير المركبات ذاتية القيادة، وإدارة حركة المرور عبر أنظمة تحليل البيانات اللحظية.
وأشار المحمودي إلى أن الحكومة الإماراتية تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المتعاملين، من خلال الأتمتة والتفاعل الذكي، ما ينعكس في تقديم خدمات أكثر دقة وكفاءة. مضيفاً أن الإمارات تشهد تطوراً ملحوظاً في مجال الأمن السيبراني، من خلال رصد التهديدات الرقمية والاستجابة لها بشكل فوري.
وتابع: تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعي الطاقة والاستدامة، في تحسين كفاءة إدارة الموارد، من خلال مراقبة استهلاك الطاقة في المدن الذكية، وتطوير حلول متقدمة لرصد الانبعاثات البيئية. مؤكداً أن هذه التوجهات تجسد التزام الإمارات بتبنّي أحدث الابتكارات التقنية، وجعل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لمستقبلها الاقتصادي والتنموي.