عربي21:
2025-04-28@19:42:06 GMT

استهداف الأبناء والتفاوض على أشلاء الأطفال

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

في عام 1972 سأل صحفي يتحدث الإنجليزية الكاتب والسياسي الراحل غسان كنفاني لماذا لا توقفون القتال ضد إسرائيل؟ أجابه نوقفه من أجل ماذا ونحن من يتعرض للاعتداء والانتهاك؟ فرد الصحفي على الأقل توقفون ماكينة القتل. رد كنفاني: "هذا بالنسبة لك، أما بالنسبة لنا فإن الكرامة والاحترام والحقوق الإنسانية لها قيمة الحياة نفسها".

وهو منطق ظل سائدا لدى العرب والمسلمين لعقود طويلة.

فأسوأ ما فعلته الحياة المعاصرة أنه استبعدت المصطلحات الأخلاقية من السياسة ومن ثم من سياق تقييم الأحداث. ولهذا لن نجد مرادفات في التحليل السياسي أو نشرات الأخبار مثل النذالة والخسة وانعدام الأدب والتربية. ويأتي كل هذا تحت مظلة واهية وقاعدة يراد فرضها على الجميع وهي أنه لا أخلاق في السياسة. وقد انتقلت هذه القاعدة من مجرد توصيف للنظرة الغربية للسياسة والحروب إلى ممارسة شخصية وقبول في الوعي العام العربي والمسلم بل وانتقلت للتعاملات الشخصية والتجارية لدى البعض. وفي هذا الإطار يأتي اغتيال إسرائيل لأبناء وأحفاد إسماعيل هنية قبل أيام وتقييمه والتعامل معه.

إن ما حدث للقيادي إسماعيل هنية يتشابه إلى حد بعيد ما حصل للزميل البطل وائل الدحدوح من استهداف أبنائه وحفيده. الخسة ذاتها والغدر نفسه بعيدا عن مسألة حماية الصحفيين.كان التقييم الغربي للحدث يدور في فلك الخطأ الاستراتيجي وتأثير المصالح والمكاسب والخسائر. أما التقييم العربي والإسلامي فكان لا يزال محتفظا ببقية باقية من القيم الأخلاقية، وإن بقيت في إطار المكسب الشخصي الغيبي لهنية في رزق الشهادة ورباطة الجأش والاحتساب عند الله تعالى. ولم تتسع دائرة النقد والرفض لما حدث باعتباره خسة ونذالة وانعدام مرؤة. والحديث هنا ليس عن فعل القتل في حد ذاته وخاصة استهداف الأطفال الذي تفننت فيه إسرائيل بكل وضاعة؛ ولكن الحديث عن مسألة تتجاوز هذا الجرم إلى مستوى آخر وهو السير في مسار تفاوضي بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في إطار الحرب، وعند التعثر البحث عن جثة أبناء وأطفال للطرف الآخر في قيادة المقاومة لقلب المعادلة. والأمر هنا يتعدى أية مكاسب أو خسائر استراتيجية تلحق بهذا الطرف أو ذاك ويبقى في إطار الفعل المنتقَد أو العار بغض النظر عن موازيين القوة ومن كسب ومن خسر من الحادث.

إن ما حدث للقيادي إسماعيل هنية يتشابه إلى حد بعيد ما حصل للزميل البطل وائل الدحدوح من استهداف أبنائه وحفيده. الخسة ذاتها والغدر نفسه بعيدا عن مسألة حماية الصحفيين. فأن تنشأ الحروب بين البشر هذا أمر متكرر منذ بدء الخليقة وتمترس كل فريق حول حججه وذرائعه هو ديدن هذه الحروب، أما الخسة والنذالة والغدر فأمر مختلف سواء تم في سياق حرب أو سلم. وهذا ميراث عربي أصيل حافظ عليه الإسلام وتممه في إطار إتمام مكارم الأخلاق. وهو ميراث حضاري نفيس لا ينبغي التفريط فيه مهما كانت الضغوط.

لقد حلت معايير المصالح الاستراتيجية محل المعايير الأخلاقية في السياسة والحروب الحديثة. وأصبح الهدف القريب والضربة الحاسمة والمنفعة المادية الواضحة هي معيار الصواب والخطأ والحق والباطل. وكان أستاذنا الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله ينتقد بشدة هذه المعيارية الحديثة التي ترى في قبول الهزيمة والمنفعية نظرة واقعية من دون أية مرجعية إنسانية أو أخلاقية من أجل حجة التكيف مع الواقع.

إن أهم مكتسبات القضية الفلسطينية رغم الخسائر في الأنفس والممتلكات أنها ضربت وتضرب هذه المبادئ التي يراد لها أن تنتشر بين العرب والمسلمين. ومنها أن يقرر المرء في لحظة مفاصلة أن يخسر استراتيجيا ويكسب أخلاقيا، أو يخسر الناس ويكسب نفسه ومبادئه. وكما قال عنترة بن شداد: لا تسقني ما الحياة بذلة...بل فاسقني بالعز كأس الحنظل.

https://twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية احتلال فلسطين اغتيالات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی إطار

إقرأ أيضاً:

عقوق الآباء للأبناء.. دينا أبو الخير تحذر من هذه المعاملات

علقت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، على مشكلة عقوق الآباء للأبناء والذي تعاني منه إحدى الفتيات واضطرت إلى ارسال سؤالها لمناقشة الجفاء ضد الفتيات في المعاملة وحرمانهن من الميراث الشرعي.

هل يجوز للمرأة التصدق من مال زوجها؟.. دينا أبو الخير تجيبما هو حداد الأرملة في الإسلام ومدته الشرعية؟.. دينا أبو الخير تجيبعقوق الآباء للأبناء

وقالت دينا أبو الخير، في برنامج "وللنساء نصيب" على قناة "صدى البلد"، إن حنان الأب والأم على الأبناء هي طبيعة إنسانية في البشر، والقلة من يقعون في مشكلة عقوق الأبناء.

واستشهدت دينا أبو الخير، في معرض حديثها عن عقوق الآباء للأبناء بقصة الرجل الذي جاء إلى سيدنا عمر، يشتكي من عقوق ابنه له، فأتى سيدنا عمر بالابن وسأله عن سبب عقوق والده، فوجد أن الأب لم يختار أما جيدة لابنه ولم يسمه باسم طيب ولم يعلمه آية من كتاب رب العالمين، فقال له سيدنا عمر (عققت ابنك قبل أن يعقك).

ممارسات تؤدي إلى عقوق الأبناء

وقال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن هناك بعض الممارسات تتسبب في عقوق الآباء للأبناء، ومنها: التمييز بينهم دون مبرر، أو حرمانهم من حقوقهم المشروعة كالميراث، أو الإهمال في تربيتهم وتوجيههم.

وأشار إلى أن العادات والتقاليد الخاطئة لعبت دورًا خطيرًا في تفكيك الروابط الأسرية، إذ قد تؤدي إلى حرمان البنت من الميراث أو التفضيل بين الأبناء دون سبب شرعي؛ مما يولِّد الغلظة والقسوة في النفوس، ويخلق بيئة غير مستقرة داخل الأسرة.

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين رفض الشهادة على تفضيل أحد الآباء لابن من أبنائه دون وجه حق، قائلًا: 'اذهب فأشهد على هذا غيري، فإني لا أشهد على جور'، وهو دليل واضح على رفض الشريعة للظلم والتمييز غير المبرر داخل الأسرة.

طباعة شارك عقوق الآباء للأبناء عقوق الآباء عقوق الأبناء ممارسات تؤدي إلى عقوق الأبناء دينا أبو الخير الدكتورة دينا أبو الخير

مقالات مشابهة

  • هرتسوغ يدعو لدراسة صفقة مع نتنياهو تخرجه من السياسة
  • ممثل فلسطين أمام العدل الدولية: إسرائيل تنفذ حملة إبادة جماعية ضد الأطفال
  • عقوق الآباء للأبناء.. دينا أبو الخير تحذر من هذه المعاملات
  • مديناً استهداف الضاحية.. الرئيس عون: على الولايات المتحدة وفرنسا ان يجبرا إسرائيل على التوقف عن اعتداءاتها
  • يد السياسة تمتد إلى كرة القدم في إقليم كوردستان.. فرصة رائدة لإظهار القوة الناعمة
  • تناثر أشلاء الأطفال فوق أسطح البنايات في غزة
  • مسار عملياتي متصاعد للقوات اليمنية ضد الأمريكيين و”إسرائيل”
  • أشلاء الأطفال!
  • مركز حقوقي بغزة: “إسرائيل” تتعمد قتل الصحفيين لترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة
  • جامعة المنيا تطلق قافلة متكاملة إلى ادمو فحصت 695 مواطناََ