حذرت إيران، اليوم الأحد، إسرائيل والولايات المتحدة من تحرك "أكبر بكثير" في حالة الرد على الهجوم الذي شنته طهران بطائرات مُسيّرة وصواريخ على إسرائيل خلال الليل، بينما قالت إسرائيل إن "الحملة العسكرية لم تنته بعد"، وفقًا لوكالة "رويترز".

ويصب احتمال اندلاع حرب مفتوحة بين الخصمين اللدودين وجرّ الولايات المتحدة إليها المزيد من الزيت على نيران التوترات في الشرق الأوسط، إذ قالت واشنطن إنها لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها لن تتردد في حماية قواتها والزود عن إسرائيل.

وشنّت إيران الهجوم ردًا على ضربة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على قنصليتها في سوريا في الأول من أبريل، أسفرت عن مقتل قادة كبار في الحرس الثوري، وجاءت بعد أشهر من المواجهات بين إسرائيل وحلفاء إيران الإقليميين بسبب الحرب في غزة.

ومع ذلك، فإن الهجوم بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة، والتي تم إطلاق معظمها من داخل إيران، لم يسبب سوى أضرار طفيفة في إسرائيل، نظرًا لأن معظمها تم إسقاطه بمساعدة حلفاء، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا.

نتنياهو يتعهد بالنصر

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر منصة إكس: "اعترضنا وتصدينا.. معًا سننتصر".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن على الرغم من إحباط الهجوم فإن الحملة العسكرية لم تنته و"علينا أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات".

ونقلت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي -لم تذكر اسمه- خلال الليل القول إنه سيكون هناك "رد قوي" على الهجوم.

واجتمع نتنياهو مع مجلس وزراء الحرب في ساعة مبكرة من اليوم الأحد.

وحثّت روسيا والصين ومصر والإمارات وعُمان على ضبط النفس.

وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إن الهجوم يمثل عقابًا على "الجرائم الإسرائيلية"، وأضافت مع ذلك "يمكن اعتبار الأمر منتهيًا".

إيران تحذر من أي رد إسرائيلي

وقال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الميجور جنرال محمد باقري، للتلفزيون الرسمي: "ردنا سيكون أكبر بكثير من العمل العسكري الليلة الماضية إذا ردّت إسرائيل على إيران"، مضيفًا أن طهران حذرت واشنطن من أن أي دعم للرد الإسرائيلي سيؤدي إلى استهداف قواعد أمريكية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تحدث هاتفيًا مع نتنياهو، إنه سيعقد اجتماعًا مع زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى يوم الأحد؛ لتنسيق رد دبلوماسي على ما وصفه بالهجوم الإيراني السافر.

وصرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأن بلاده لا تسعى إلى الدخول في صراع مع إيران، لكنها لن تتردد في التحرك لحماية القوات الأمريكية ودعم الدفاع عن إسرائيل.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الساعة (20:00 بتوقيت جرينتش) اليوم الأحد، بعد أن طلبت إسرائيل منه إدانة الهجوم الإيراني، وتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.


 

تصعيد في مضيق هرمز

وأمس السبت، احتجز الحرس الثوري الإيراني سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل في مضيق هرمز، أحد أهم ممرات شحن الطاقة في العالم، ما يسلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي في حال اندلاع صراع أوسع نطاقًا.

وأدت الحرب في قطاع غزة، التي شنّتها إسرائيل عقب هجوم لحركة حماس في السابع من أكتوبر، إلى تفاقم التوتر في المنطقة وامتدت إلى جبهات في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

وقالت جماعة حزب الله اللبنانية، أقوى حلفاء إيران في المنطقة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، إنها أطلقت صواريخ على قاعدة إسرائيلية. وتتبادل الجماعة إطلاق النار مع إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة.

وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري، في بيان، إن هناك أنباءً أيضًا عن إطلاق حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن طائرات مُسيّرة على إسرائيل.

وهاجمت الحركة مسارات الشحن عبر البحر الأحمر لإظهار التضامن مع حماس.

وسيتخذ نتنياهو قرارات بشأن الرد في ضوء مجموعة من العوامل، منها هجوم حماس في السابع من أكتوبر، الذي قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 253 شخصًا، إلى جانب الاستياء الداخلي من حكومته والضغوط الدولية بسبب الحرب في غزة.

قلق في طهران من رد الفعل الإسرائيلي

وفي إيران، أظهر التلفزيون الحكومي تجمعات صغيرة في عدة مدن تحتفل بالهجوم، لكن بعيدًا عن الأضواء عبر بعض الإيرانيين عن القلق من ردّ فعل إسرائيل.

وقالت شيما، وهي ممرضة عمرها 29 عامًا من طهران: "لقد أعطت إيران نتنياهو فرصة ذهبية لمهاجمة بلادنا.. لكن شعب إيران هو الذي سيتحمل وطأة هذا الصراع"، بحسب وكالة "رويترز".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الیوم الأحد الحرب فی

إقرأ أيضاً:

خطوة نادرة لخامنئي.. كيف تعيش إيران غداة الهجوم على إسرائيل؟

احتفل حشد صغير من الإيرانيين في شوارع طهران بشن بلادهم هجوما صاروخيا واسع النطاق على إسرائيل، في حين شعر آخرون بالقلق إزاء مخاطر التصعيد في الشرق الأوسط.

إثر الإعلان عن إطلاق الصواريخ مساء الثلاثاء، بث التلفزيون الرسمي مشاهد فرح التقطت في أنحاء البلاد حيث لوح أشخاص بأعلام حزب الله اللبناني المدعوم من إيران وصور زعيمه حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل الأسبوع الماضي.

وقالت هدية غولي زاده (29 عاما) لوكالة فرانس برس خلال تجمع في ساحة فلسطين في وسط طهران "نحن مستعدون لقبول أي عواقب مهما كانت، ولا نشعر بالخوف". وأكدت أنها شعرت "بالفخر" بعد إطلاق إيران نحو 200 صاروخ.

ورأى محللون أن إيران شنت الهجوم بعدما اضطرت إلى الرد على سلسلة ضربات موجعة وجهتها لها إسرائيل.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن ألف شخص تجمعوا بعد ظهر الأربعاء في طهران بدعوة من السلطات.

وأطلقت إيران هجومها الثاني خلال نحو ستة أشهر على إسرائيل مساء الثلاثاء، انتقاما لاغتيال زعيم حركة حماس اسماعيل هنية في يوليو في طهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وهما حليفا طهران وينضويان في "محور المقاومة".

وهدّدت إسرائيل بالرد متوعدة طهران بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف، في حين أعلنت الولايات المتّحدة أنها "تدعم بالكامل" إسرائيل. وأثارت هذه التهديدات مخاوف بعض الإيرانيين من احتمال اندلاع حرب شاملة.

وقال منصور فيروز آبادي لوكالة فرانس برس وهو ممرض يبلغ 45 عاما ويسكن في طهران "أنا قلق جدا لأن اتخاذ إسرائيل إجراءات انتقامية، سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب".

وأكد محللون أن القصف الذي استهدف قواعد جوية بحسب طهران، هو رد على الانتكاسات التي ألحقتها إسرائيل بحلفاء إيران الإقليميين.

واعتبر المحلل في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز أن إيران قامت "بمخاطرة محسوبة في أبريل"، خلال هجومها الأول على إسرائيل، ردا على غارة اسرائيلية استهدفت قنصليتها في سوريا.

وقال لفرانس برس إن "هذه الخطوة الأكثر جرأة للنظام (الإيراني) تعكس التحديات المتزايدة التي يواجهها، في حين تم إضعاف أقرب شركائه على جبهات متعددة".

وأضاف فايز أن "عدم الرد كان يمكن أن يؤدي إلى زيادة تراجع مصداقية إيران لدى حلفائها، وإعطاء انطباع أنها لا تتحرك".

خطوة نادرة لخامنئي

ويُتوقع أن يلقي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خطبة خلال صلاة الجمعة في خطوة نادرة قد يحدد خلالها مستوى التحركات الإيرانية المقبلة بعدما أكد أن خسارة نصرالله "ليست بسيطة".

وكانت آخر مرة أمّ فيها خامنئي المصلين قبل نحو خمس سنوات، عندما أطلقت إيران صواريخ بالستية على القواعد الجوية الأميركية في العراق بعد اغتيال الولايات المتحدة في يناير 2020 قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مؤخرا أن إيران "حاولت عدم الرد" على اغتيال هنية خشية أن يؤدي ذلك إلى نسف الجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

لكنه أضاف أن وعود الولايات المتحدة وحلفائها بـ"وقف إطلاق النار مقابل عدم الرد الإيراني... كانت كاذبة تماما".

وتعرضت حكومة بزشكيان لضغوط متزايدة من المحافظين للرد مباشرة على إسرائيل، واشتدت الضغوط بعد اغتيال نصرالله.

وتوعدت إيران "برد ساحق" إذا ردت إسرائيل على هجومها الأخير. وحذرت من أي تدخل عسكري مباشر على أراضيها دعما لإسرائيل.

واعتبر فايز أنه حتى في حال تأكيد طهران أنها أنهت ردها "فإن الأمر في الواقع أبعد ما يكون عن ذلك". وأضاف "الكلمة الأخيرة في هذا الصراع ليست لإيران، بل لإسرائيل والولايات المتحدة".

ورأى الخبير أنه "وفقا لآخر التطورات في غزة ولبنان وفي اليمن حيث المتمردون الحوثيون (حلفاء إيران)، فإن هذه المواجهة لم تنته بعد".

مقالات مشابهة

  • لماذا خفضت إسرائيل سقف أهدافها بلبنان بعد هجوم إيران؟
  • منشآت نفطية وعسكرية ونووية.. ما الأهداف المحتملة لـالرد الإسرائيلي على هجوم‭ ‬إيران؟
  • ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الخيارات الإسرائيلية بشأن الضربات الانتقامية على إيران؟
  • مسؤول أمريكي: إسرائيل لم تحسم كيفية الرد على هجوم إيران
  • إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى
  • ‏إيران في رسالة لواشنطن: أي هجوم إسرائيلي سيقابل برد غير تقليدي
  • إيران تحذر إسرائيل من هجوم كبير ومدمر
  • خطوة نادرة لخامنئي.. كيف تعيش إيران غداة الهجوم على إسرائيل؟
  • سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة تحذر إيران من استهداف بلادها بسبب دعم إسرائيل
  • هجوم إيراني وشيك على إسرائيل