عمّان- خليط من المعاناة والمآسي يبدأ بأبسط الأمور ولا ينتهي بأصعبها، هذا ما وصف به استشاري جراحة التجميل والحروق، رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، الدكتور رياض مشارقة، الوضع في قطاع غزة الذي زاره ضمن وفد من التجمع يضمّ أطباء وممرضين من مختلف التخصصات.

وأضاف -خلال مقابلة مع "الجزيرة نت" عبر الإنترنت- أن المعاناة في غزة تتضمن كافة الجوانب الصحية والشرائح المجتمعية، سواء على صعيد المرضى ومتابعتهم، أو توفر الأجهزة الطبية والمستلزمات، أو قدرة المرضى والمصابين على الوصول إلى المراكز الصحية، فضلا عن اضطرار الأطباء في أحيان كثيرة للمفاضلة بين الحالات بناء على شدّة الاحتياج، وهذا بحد ذاته وضع غير إنساني.

وفد التجمع إلى غزة ضم 17 طبيبا و5 ممرضين من مختلف التخصصات (تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا) التدمير ممنهج

وروى الدكتور مشارقة بعض مشاهدات الأطباء أثناء زياراتهم التطوعية لعلاج المصابين والمرضى في المستشفى الأوروبي جنوب القطاع، التي وصفها بالمؤلمة والقاسية، وبأنها تؤكد إرادة التدمير الممنهج لكل مناحي الحياة في القطاع.

وبيّن أنه على مدى أسبوعي الزيارة، أجرى الوفد عددا كبيرا من العمليات الجراحية في كل التخصصات، بالإضافة لاستقبال حالات الطوارئ والعناية المركزة على مدار الساعة، حيث كان عدد مرضى العظام حوالي 250 مريضا ينتظرون العمليات يوميا، إضافة إلى ما يقارب 70 مريضا ينتظرون عمليات التجميل، فضلا عن بقية التخصصات.

وأوضح أن المستشفى الأوروبي يعمل بأضعاف طاقته المفترضة، وذلك لكثرة الحالات التي تنتظر دورها للعمليات، كما أن الحالات الطارئة التي تأتي إليه جراء القصف الذي لا يتوقف، تزيد الضغط عليه بشكل كبير، وتسبب إرباكا شديدا على جميع المناحي، فحالات الترميم والغيارات وتثبيت العظام جميعها تتوقف للتعامل مع الحالات الطارئة، كإصابات الشظايا أو الناتجة عن القصف وإطلاق العيارات النارية.

أما بخصوص فاقدي الأطراف في غزة، فشدد على أن أعدادهم -بحسب ما رأى- كبيرة جدا، وأغلبهم إما فاقدي طرف واحد أو اثنين أو 3 أطراف، مؤكدا أن الأعداد مرشحة للزيادة القصوى، بسبب حدوث التهابات في بعض إصابات الجرحى، وهو ما قد يؤدي إلى البتر، كما أن هناك عددا كبيرا من المصابين لم تصلهم الخدمة الصحية، بالإضافة إلى الذين يعانون من القدم السكرية أو قلة التروية.

وروى الدكتور مشارقة أيضا معاناة أصحاب الأمراض المزمنة، كمرضى القلب والجهاز التنفسي والكلى والغدد والسرطان وغيرها، كاشفا عن أنهم لم يتلقَّوا أي عناية أو متابعة منذ 6 أشهر، فلا يوجد من يتابع حالتهم أو يعدل أدويتهم، أو يجري فحوصا دورية لهم، مطالبا أن تضمَّ الوفود الطبية للمؤسسات الإغاثية القادمة إلى غزة، أطباء متخصصين في الأقسام الباطنية.

الدكتور رياض مشارقة أكد أن جميع التخصصات الطبية مطلوبة في غزة (تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا) قسوة لا يمكن وصفها

واعتبر أن فئات كثيرة ظلمت خلال هذه الحرب، خصوصا التي لا تستطيع الوصول إلى المستشفى، أو التي توجد في شمال القطاع ووسطه، فالكثير منهم لم يحصلوا على أدوية منذ شهور عديدة، مشيرا إلى وصول مناشدات متكررة للوفد، رفعها مرضى العيون الذين يحتاجون لقطرات خاصة، أو مرضى السمع الذين يحتاجون لبطاريات لأجهزة سمعهم، وغيرهم.

وفيما يتعلق بطبيعة الإصابات التي كانت تصل إلى المستشفى، لفت إلى أن أكثر من 85% منها كانت من النساء والأطفال وكبار السن، وأغلبها حالات قاسية لا يمكن وصفها لفظاعتها، كالحروق المضاعفة وقطع أجزاء من الجسم بطريقة إجرامية، حتى من يُكتَب له النجاة منهم فإنه سيعاني معاناة كبيرة.

وركز على أن جميع التخصصات الطبية مطلوبة في غزة، وأهمها جراحة العظام والتجميل، لوجود نقص كبير فيهما هناك، داعيا الوفود القادمة للتركيز على هذين التخصصين، ثم التخصصات الأخرى كجراحة الصدر والأوعية الدموية وغيرها.

وقال الدكتور مشارقة إن "الأطباء فوجئوا بفشل أغلب العمليات الجراحية، وحتى أسهلها، وإصابتها بالالتهابات، وعدم التئام الجروح، بسبب اختلاط المرضى مع الأسر النازحة للمستشفى، فالغرفة الواحدة يوجد فيها ما يفوق 50 شخصا، إلى جانب المرضى أنفسهم، مما يعرضهم لانتقال العدوى إليهم وازدياد حالتهم سوءا، فضلا عن سوء التغذية الذي يعانون منه، وعدم قدرتهم على الحصول على الغذاء بسهولة".

وكان الوفد الرابع لتجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا زار قطاع غزة خلال الفترة بين 18 مارس/آذار الماضي والأول من أبريل/نيسان الحالي، بالتعاون مع مؤسسة رحمة حول العالم، وضم 17 طبيبا من مختلف الجراحات، بالإضافة إلى 5 ممرضين متخصصين في العناية المركزة والطوارئ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی غزة

إقرأ أيضاً:

تسجيل وفاة ثالثة بالحمى النزفية في كركوك

23 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: افاد مصدر أمني، اليوم الأربعاء، بوفاة رجل خمسيني بسبب اصابته بالحمى النزفية بمحافظة كركوك.

وقال المصدر إنه “رجل يبلغ من العمر 53 عاما توفي اليوم بسبب اصابته بالحمى النزفية في كركوك”، مشيرا الى ان “هذه الوفاة هي الثالثة خلال الأسبوعين الأخيرين”.
وأشار الى ان “الرجل يعمل قصاب ويعتقد اصابته نتيجة التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة بدون علمه”.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة، تسجيل 14 إصابة وحالتي وفاة بمرض الحمى النزفية منذ بداية عام 2025.

وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر لـ السومرية نيوز، ان “عدد الإصابات المؤكدة بمرض الحمى النزفية منذ بداية العام الحالي هو 14 إصابة وحالتي وفاة”، مبينا “سجلنا صباح اليوم حالة وفاة ثانية في كركوك وهو أحد منتسبي وزارة الصحة”.
وأضاف ان “الإصابات توزعت بواقع: ذي قار 6 إصابات، كركوك 4 إصابات منها حالتي وفاة، المثنى ونينوى والبصرة وبغداد الرصافة إصابة واحدة دون حالة وفاة”.

وتابع ان “الحمى النزفية هو مرض متوطن منذ أواخر سبعينات القرن الماضي وتم تسجيل إصابات في اغلب بلدان العالم”، مشيرا الى ان “اعداد الإصابات والوفيات خلال العام الماضي كانت قياسية وتمكنا من احتوائها من خلال التوعية الصحية”.

وشدد على “ضرورة تكثيف الجهود في المرحلة الحالية والتمكن من احتواء هذه الإصابات على هذا المرض”، موضحا ان “المرض هو فايروسي خطير ينتقل من خلال التماس المباشر مع الحيوانات المصابة او التماس مع لحومها وانسجتها او سوائلها وينتقل من خلال حشرة القراد”.

وأوصى البدر “بخزن اللحوم بدرجة تبريد عالية جدا وتطهى بدرجة عالية جدا إضافة الى ارتداء ملابس خاصة وخاصة الكفوف عند التعامل مع الحيوانات”، مشيرا الى ان “المرض يصيب الابقار والاغنام والمعاز والخيول والجمال أيضا، حيث ان أكثر الإصابات المسجلة هي لمربي الماشية والعاملين معهم”.

وبين ان “اعراض المرض هي ارتفاع في درجات الحرارة وآلام في مناطق مختلفة من الجسد والشعور بالإعياء، حيث عند تشخيص المرض في هذه المرحلة فاحتمالية الشفاء منه عالية جدا، الا ان تطور المرض والدخول في المرحلة الثانية يكون عبر ظهور حالات نزف من فتحتات الجسم تتبعها مضاعفات وفشل في انحاء الجسم والتي تكون احتمالية الشفاء في هذه المرحلة قليلة جدا”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • استشهاد 13 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال في غارات إسرائيلية على غزة
  • تسجيل وفاة ثالثة بالحمى النزفية في كركوك
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • حمى الضنك تفتك بأبناء المحافظات المحتلة
  • بعد تصريحاته المسيئة لمهنة التمريض.. نقابة الأطباء تحيل طبيب للتحقيق
  • استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف وحشي منذ الفجر.. وغزة بلا دواء
  • يشوه سمعة المهنة ويستخدم علاجات غير معتمدة.. «الأسبوع» تنتصر على طبيب «سم النحل»
  • حمى الضنك تفتك بالمناطق المحتلة
  • أسعار البيض تحلّق في أوروبا... من هي الدولة التي تدفع أكثر من غيرها؟
  • ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك وسط تحذيرات من تفشي المرض