طيران الجيش السوداني يجبر الدعم السريع على التراجع من مدينة أم روابة
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
في منتصف سبتمبر الماضي، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة أم روابة الاستراتيجية مما أثر على وصول إمدادت الجيش
أم روبة- كمبالا: التغيير
شن الطيران الحربي للجيش السوداني غارات جوية عنيفة اليوم الأحد على تمركزات لقوات الدعم السريع في مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان وسط السودان.
وقالت مصادر لـ«التغيير»، إن الطيران الحربي، شن غارات جوية على مواقع للدعم السريع في مدينة “أم روابة” بولاية شمال كردفان.
وفي منتصف سبتمبر الماضي، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة أم روابة الاستراتيجية بولاية شمال كردفان مما أثر على وصول إمداد الجيش السوداني من الخرطوم وبورتسودان.
وتقع أم روابة في ولاية شمال كردفان وتبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 301 كيلومترا وهي مركز تجاري مهم وملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وميناء بورتسودان”.
أوضحت المصادر أن الطيران خلف خسائر كبيرة ودمر عددا من العربات القتالية لقوات الدعم السريع وأجبرها على الانسحاب من مدينة أم روابة إلى منطقة” الله كريم ” بين أم روابة ومدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وتشهد ولايات شمال كردفان مناوشات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ انطلاق الحرب في 15 أبريل من العام الماضي”.
ويعاني سكان شمال كردفان من نقص في الإمداد الغذائي بعد سيطرة قوات الدعم السريع على جميع مداخل الولاية وأجبرت عددا من السكان على مغادرة الولاية “.
ويشهد السودان أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ويعاني الملايين من السودانيين من نقص الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، بينما يتعرضون للقتل والاغتصاب والتشريد والانتهاكات الممنهجة من قبل أطراف الصراع.
وقالت الأمم المتحدة إن المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسببت في نزوح 8 ملايين شخص، وفي 21 ديسمبر قدر متحدث باسم الأمم المتحدة أن النزاع يشكل” أكبر أزمة نزوح في العالم”.
تدخل حرب 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عامها الثاني دون أن تضع المبادرات الإقليمية والدولية حدا لمعاناة الشعب السوداني الذي تدفق بالملايين في مخيمات النزوح واللجوء بالداخل والخارج، وسط تحذيرات دولية من مجاعة كارثية تضرب السودان بعد تدمير البنية التحتية بشكل كامل”.
وفشلت الجهود المحلية الإقليمية والدولية في إنهاء الصراع المستمر منذ سنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الوسومأم روابة الدعم السريع طيران الجيش السوداني عام على حرب السودان كردفان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أم روابة الدعم السريع طيران الجيش السوداني عام على حرب السودان كردفان
إقرأ أيضاً:
محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع، ولن يعني ما سيكتب في أوراقها وإعلاناتها أي شيء. سيعتمد الدعم السريع، كما فعل دائمًا، على سلاح مليشياته وأموال الذهب المهرب وأموال المواطنين من الغنائم، وعلى أموال ونفوذ الإمارات، وهي التي ستحدد لحميدتي ووزرائه وللذين اختاروا التحالف معه كل شيء.
ستضاف حكومة الجنجويد إلى مشاريع الإمارات في ليبيا واليمن والصومال، وهي المشاريع الانفصالية والاستقلالية، والتي تسعى عبرها إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية من موارد الشعوب المنهوبة، وإلى توسيع نفوذها في المنطقة واستخدامها كأدوات للمساومة على القضايا والملفات الإقليمية، ليصب كل ذلك في اتجاه تموضع تسعى إليه كلاعب سياسي واقتصادي وأمني رئيسي في المنطقة لا يمكن تخطيه من قبل اللاعبين الأساسيين في العالم. ولا يهمها في سبيل ذلك إن تقسمت الدول أو ماتت شعوبها أو تشردت.
ولكن السودان ليس كغيره، وربما ذلك أمر قد تمت ملاحظته مبكرا منذ بداية الحرب. فلقد خسرت الإمارات بسبب دعمها للجنجويد على مستوى الرأي العام العالمي كما لم يحدث في كل تجاربها السابقة، وستستمر في الخسارة. كما أن الدعم السريع يختلف عن كل المشاريع الأخرى، فهو مليشيا متهمة بأفظع جرائم الحرب، وفي مقدمتها الإبادة الجماعية. جماعة عسكرية أسسها النظام البائد لتحصين نفسه من التمرد والانقلابات وتضخمت تباعا لتصبح شركة أسرية تعمل من أجل المال والسلاح والسلطة بلا أي مشروع. في هذه الحرب ظل الدعم السريع يحاول في كل حين أن يعتنق مشروعًا جديدًا، بدءًا من حرب في سبيل الديمقراطية، إلى حرب ضد ما يسمى بـ “دولة 56” الظالمة، وصولًا إلى حرب ضد قبيلة أو قبيلتين. وكلها محاولات فاشلة لإضفاء شرعية على المشروع الأساسي، وهو دولة عائلة حميدتي المالكة.
لن تسمح الفظائع التي عايشها السودانيين من عنف المليشيا قديمًا، والآن في هذه الحرب التي دخلت كل البيوت بتغيير الرأي العام، الذي انحاز بصورة غير مسبوقة ضد الدعم السريع وفظائعه وانتهاكاته. ولن تؤثر في ذلك محاولات تجميل مصطنعة من مشاريع مستعارة بعضها عظيم كالسودان الجديد للزعيم الراحل جون قرنق، مشاريع قرر قادتها اليوم أن مصالحهم التكتيكية تتقاطع مع بنادق وذهب وأموال الجنجويد والإمارات، ليهزموا أنفسهم لا المشاريع. وستظل دولة المواطنة المتساوية والديمقراطية والسودان الجديد والجيش الواحد القومي البعيد عن الصراع السياسي أهداف نضال الملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني عبر السنين، وأهداف الثورة التي خرجت ضد النظام البائد الذي صنع الجنجويد ومكنهم وأرسلهم ليحاربوا خارج البلاد ومكنهم من صنع علاقاتهم الخارجية المستقلة و امبراطوريتهم الاقتصادية.
لن نستطيع بصورة عملية مقاومة الحرب واستمرارها وسيناريوهات تمزيق السودان بدون الحديث بوضوح عن الدول التي تتدخل في الصراع السوداني ومن قبله لعقود عبر استغلال هشاشة الأوضاع الداخلية، من الإمارات ومصر، إيران، تركيا والسعودية وغيرها من الدول التي تدعم الحرب بالسلاح والمال والنفوذ وتتجه بالحرب في السودان إلى حرب كاملة بالوكالة لا يملك السودانيين من العسكريين والمدنيين القرار في استمرارها أو إيقافها. لتستمر أو تتوقف حينها في سبيل أجندات تلك الدول الخاصة التي تسعى لتحقيقها من خلال دماء وأرواح ومقدرات السودانيين.
أخيرا، تمزيق السودان لن يتم عبر سلطة أو حكومة الجنجويد الموازية، بل يمكن أن يحدث فعليا فقط إذا لم تتوقف آلة الكراهية البغيضة التي أشعلتها الحرب والتي تستثمر فيها العديد من الجهات، هذه الكراهية التي تزيد بسببها الشقة الاجتماعية بين مكونات السودان، تلك التي تنفي مواطنة البعض والتي تصنف الناس على أساس مناطقهم، قبائلهم، إثنياتهم وأديانهم لتمنحهم الحقوق أو تنزعها عنهم، والتي تعتبرهم محاربين أو مسالمين إذا كانوا من هذه القبيلة أو تلك والتي تسترخص دماء بعض السودانيين وتجعلها أقل من دماء سودانيين آخرين. وهي عنصرية وكراهية وتعصب ليست وليدة الحرب، ولكنها أشعلتها وزادتها ضراما وهي بدورها تعود لتزيد من اشتعال وتأجيج الحرب. كراهية يتمزق السودان من خلالها كل يوم وبسلطة وحكومة موازية أو بدونها.
محمد ناجي الأصم
إنضم لقناة النيلين على واتساب