خوف وانهيار الردع.. الإعلام الإسرائيلي يهاجم الولايات المتحدة بشدة بعد هجوم إيران
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
قال الضابط السابق بجهاز "الشاباك" الإسرائيلي، مايكل كوبي، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، اليوم الأحد، إن الهجوم الإيراني على إسرائيل ليس فقط إعلان حرب على إسرائيل وتغيير لقواعد اللعبة والمعادلة التي كانت قائمة طوال سنوات الحملة بين الحروب، بل إن الهجوم هو أيضا بيان متحدٍ ووقح تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: في الواقع، يتعلق الأمر بانهيار الردع الأمريكي في المنطقة بشكل عام وفي مواجهة إيران بشكل خاص، أحدث تصريحات الرئيس بايدن لم تثر إعجاب الإيرانيين تماما، الذين اختاروا إطلاق عدد كبير بشكل خاص من الصواريخ والطائرات بدون طيار من الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل".
وأوضح: لقد أوفت الولايات المتحدة بوعودها وتصريحاتها فيما يتعلق بالوقوف إلى جانب إسرائيل في دفاعها. وكان مستوى التنسيق بين الحكومتين، وخاصة بين الجيش الإسرائيلي والقيادة المركزية الأمريكية، مثيرا للإعجاب للغاية، لكن هذا في نهاية المطاف رد دفاعي على التحدي الإيراني الذي لا يفعل شيئا لترسيخ أو مهاجمة الردع الأمريكي في المنطقة عموما وضد إيران خصوصا".
وتابع: الحقيقة أن إيران تجرأت على إطلاق الصواريخ من أراضيها باتجاه إسرائيل، بل وتحذير الأمريكيين، وتهديدهم بأنهم إذا ردوا فإن إيران سترد عليهم، التحفظات الأمريكية الصريحة على الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ و إن إعلان الحرب على إيران والنية لكبح جماح إسرائيل وإجبارها على احتواء الحادث، هو مظهر خطير من مظاهر الضعف الأمريكي".
واستطرد: الأسوأ من ذلك أنها جرعة تشجيع لإيران وكل محور المقاومة الذي تقوده، بما في ذلك حماس في قطاع غزة، وكذلك للإسلام الراديكالي في حربه ضد العالم الحر، عندما تكون إسرائيل هي الواجهة والحصن الأخير ضد غزو الهمجية القاتلة في شوارع مدن العالم الحر".
وأكد: إن عدم الرد على الهجوم الإيراني المتحدي سيزيد من تآكل الردع الأمريكي، وسيؤدي إلى تآكل كبير في المكانة الإقليمية والدولية للولايات المتحدة، بالنظر إلى تأثير الحرب الإقليمية على القضايا العالمية والنظام العالمي، وسيضع إسرائيل في موقف حرج ومأزق استراتيجي أمام محور المقاومة الإيراني".
واختتم: إذا أدرك قط المستنقع الإيراني أن النمر المخيف هو نمر من ورق، فلن يستمر في التذمر فحسب، بل ستبقى مخالبه مشدودة، وأسنانه مكشوفة، وسيواصل الهجوم بلا خوف، وقططه تتبعه".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جهاز الشاباك الإسرائيلي الهجوم الإيراني على إسرائيل إسرائيل الولايات المتحدة الامريكية الردع الأميركي الحرب على إيران
إقرأ أيضاً:
أكاديمي إسرائيلي يهاجم حكومة نتنياهو بشدة.. أدخلتنا عصر جمهورية الموز
في الوقت الذي يزعم فيه الاحتلال أنه يقاتل أعداءه على سبع جبهات حربية عسكرية، فإن هناك جبهة ثامنة لا تقل شراسة عن تلك الجبهات، وتتمثل بالجبهة الداخلية، حيث تتمثل استراتيجية الحكومة في "قصفها" من خلال وضع العديد من القضايا الإشكالية على أجندة الجمهور، وبالتالي إرهاقه، وتعزيز الأغراض التي لا يمكن الترويج لها في سياق الشؤون العادية، وبعضها قد تكون مجرد كلام فارغ.
البروفيسور يديديا شتيرن، رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI) وأستاذ القانون بجامعة "بار إيلان"، أكد أن "آخر عمليات القصف التي تقوم بها الحكومة على جبهتها الداخلية تمثلت بقرارها حجب الثقة عن المستشارة القانونية، وهذه خطوة دعائية لن تؤدي لنتائج عملية، إذ تقف في طريقها عقبات قانونية لا يمكن التغلب عليها، وفي حالات أخرى، يكون الهدف تغيير الواقع، مثل مشروع قانون تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، الذي يوشك أن يدخل القانون الأساسي، دون أي احتجاج شعبي تقريباً، رغم خطورته الهائلة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "قرارات الحكومة تشعل بكل قوتها الجبهة الداخلية الثامنة: "إسرائيل ضد إسرائيل"، فالحكومة ووزراؤها يدفعون الإسرائيليين إلى حافة خلاف عميق حول القضايا الأكثر محورية في حياتهم، وكأنها "تقطع اللحم الحي أثناء الحرب"، وعشية التعبئة الواسعة النطاق لجيش الاحتياط، وتثير عواقبها قلقاً هائلاً وإحساساً واضحاً بالطوارئ بين غالبية الجمهور، بما في ذلك أنصارها".
وأشار إلى أن "كل واحدة من هذه القضايا هي قضية رئيسية بحد ذاتها، في حين أن قضايا أخرى أكثر خطورة لا تستحوذ على اهتمام الحكومة، لاسيما معضلة إعادة المختطفين في مواجهة الحرب المتجددة في غزة، مما يثير أسئلة مهمة ذات طبيعة وجودية، وأخلاقية، وأمنية، صحيح أن اختيار القتال هو قرار الحكومة، لكن الاحتجاج ضده خشية ان يؤثر على عودة المختطفين، لا يجب أن يكون مرتبطا بالاحتجاجات الأخرى ضد تحركات الحكومة الأخرى ذات الطابع الإشكالي".
وأوضح أنه "كان ينبغي أن تنتهي محاكمة رئيس الوزراء منذ زمن طويل، وقد تم اقتراح أفكار بشأن صفقة إقراره بالذنب، والوساطة الجنائية، وأكثر من ذلك، وعرضت الدوائر القانونية كثيرا من المقترحات لحلّ هذه الإشكالية، لاسيما من قبل أهارون باراك الرئيس الأسبق للمحكمة العليا، المسمى "قائد الدولة العميقة"، وأفيخاي ماندلبليت المستشار القانوني الأسبق للحكومة، الذي قدم لائحة الاتهام ضد نتنياهو".
وأضاف أن "الجهات القانونية الحالية في الدولة تتجاهل هذه الصيغ الوسط لحل معضلة محاكمة نتنياهو، وهي في ذلك لا تتخذ القرارات الشجاعة التي ترى الصورة الكبيرة، وبالتالي تتحمل المسؤولية عن مستقبل الدولة، ومقدمة لـ"هدم المعبد على رؤوس الإسرائيليين جميعاً" وفق صيغة علي وعلى أعدائي، وهذا منهج لا ينبغي لنا أن نسير على خطاه، مما يجعل من خطوة إنشاء لجنة تحقيق حكومية في كل أخطاء الحكومة وإخفاقاتها أمرٌ بالغ الأهمية لتعزيز بقاء الدولة".
ولفت إلى أنه "سيتم الاتفاق مسبقًا على أن يقتصر تفويض اللجنة على التحقيق في العمليات والمؤسسات، وليس بالضرورة العثور على الجناة، الأمر الذي يتمثل بعدم توجيه إصبع الاتهام إلى فرد بعينه، بل التحقيق في إخفاقات البنية التحتية في عمليات التفكير والتشغيل للنظام المسؤول عن أمن الدولة، وأن يكون هدف اللجنة هو تصحيح مسارها، وهنا يُمكن إجراؤه بكفاءة أكبر، دون تحذيرات أو محامين، وبصورة علنية، ودون أن تُصبح نتائجه موضع جدل، وبالتالي يتم تقويضها من قبل صناع القرار في الدولة".
وأكد أن "العديد من إخفاقات حكومة الاحتلال بحاجة لتوضيح كامل، بمهنية، وسرعة، لأن تقويض النظام السياسي للدولة هو الخطر الأكبر على مستقبلها، وهذا ممكن بعد أن نجحت التحركات الحكومية في خلق حالة من عدم الثقة لدى الكثيرين تجاه الأفراد والمؤسسات المسؤولة عن سيادة القانون، ويجب أن نعترف بصراحة أن قرارات وسلوك أجزاء من النظام القضائي ساهمت أيضًا في هذه النتيجة الكارثية، مع أن جزءً أساسياً منها قد يكون استوحاه بنيامين نتنياهو من أفكار الرئيس دونالد ترامب".
وحذر من أن "القلق الكبير والفوري أن تحكم المحكمة العليا بأن إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار غير قانونية، لكونها إجراءً غير سليم، ولأن المعايير القانونية المنصوص عليها في القانون الإداري، وتشكل شرطاً لشرعية الإقالة، لم يتم استيفاؤها".
وختم بالقول إنه "في هذه الحالة سيجادل رئيس الوزراء بأن المحكمة تجاوزت سلطتها، ولا ينبغي الامتثال لحكمها، وفي هذه الحالة قد يُرسّخ رئيس الشاباك نفسه في منصبه، وهنا سيسأل الجميع: من سيقرر، أم ستصبح دولة الاحتلال "جمهورية موز"، وتدخل في مواجهة مباشرة ومصيرية بين مراكز قواتها".