عقوبات أمريكا على إيران منذ 1979.. خسائر بالمليارات واقتصاد متهالك
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
منذ بداية القرن العشرين، شهدت السياسة الدولية تحولات كبرى تتمثل في نزاعات وحروب متعددة أثّرت بشكلٍ كبير على العلاقات بين الدول، وبدءاً من الحروب العالمية ومروراً بالحرب الباردة وصولاً إلى الحرب الاقتصادية والعقوبات، أصبحت الأدوات الاقتصادية جزءاً لا يتجزأ من الصراعات الدولية.
في هذا السياق، تبرز العقوبات الاقتصادية كأداة قوية في يد الدول الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة التي طالما استخدمتها لفرض سياساتها وحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية على الساحة العالمية.
وبعد الهجوم الإيراني بأكثر من 200 طائرة مسيّرة وصاروخ على إسرائيل، رداً على استهداف قنصليتها في دمشق، تعود العقوبات الأميركية مجدداً في الأفق.
لكن ما الذي يمنح الولايات المتحدة، خلافاً لدول كبرى مثل روسيا والصين، القدرة ليس فقط على فرض عقوبات اقتصادية بل والتسبب بأضرار جسيمة وكارثية على دول وكيانات معينة؟
ما الذي يجعل الولايات المتحدة قادرة على فرض العقوبات؟
الجواب بكل بساطة يمكن اختصاره بقوة الدولار، وسيطرته على نحو 90 في المئة من معاملات الصرف الأجنبي، واستحواذه على 85 في المئة من المعاملات في الأسواق الفورية والآجلة والمقايضة، هذا عدا عن كونه يشكّل نصف التجارة العالمية وثلاثة أرباع تجارة آسيا والمحيط الهادئ، بالإضافة إلى نحو 59 في المئة من إجمالي احتياطيات البنوك المركزية حول العالم، حسبما تشير بيانات بنك التسويات الدولية.
وإلى جانب ذلك، فإن العقوبات الأميركية تشمل تجميد الأصول الخارجية ومصادرة الممتلكات وكذلك قد تشمل احتياطيات الذهب لدى البنوك المركزية.
بمعنى آخر، فإن فرض عقوبات أميركية على دولة ما، يعني وبلمح البصر، تجميد أصولها ومصادرتها، فضلاً عن تقويض تحركاتها الخارجية وحظرها تجارياً بشكلٍ يعرّض أي متعامل معها لعواقب وخيمة.. وإيران أكبر مثال على هذه العواقب.
العقوبات الأميركية على إيران.. بين ترامب وبايدن
من لحظة احتلال السفارة الأميركية في طهران في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني 1979 على أيدي نحو 500 طالب جامعي، أي بعد نحو عامين على اندلاع الثورة الإيرانية ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي، التي قادها المرشد الأعلى روح الله الخميني، تفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، بدأت في عهد الرئيس التاسع والثلاثين جيمي كارتر.
ومنذ ذلك التاريخ، توالت العقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية وحلفائها، لكنها سجلت رقماً قياسياً بين عامي 2018 و2021، خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ تجاوزت 1500 قرار حسبما تشير بيانات وزارة الخزانة الأميركية، من بينها 5 قرارات في الشهر الأخير قبل تركه البيت الأبيض.
نتيجة ذلك، ووسط خروج ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، انخفض النمو الاقتصادي الإيراني بنسبة 13.6 في المئة، خلال عام واحد فقط، مقارنة بنمو حاد خلال توقيع الاتفاق في 2016 وقدره 12.5 في المئة، وبلغ حجم خسائر إيران نحو 270 مليار دولار، خلال فترة حكم إدارة دونالد ترامب، حسبما ورد في تصريح للمتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني.
لكن الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، ذكر عام 2020 أن العقوبات الأميركية ألحقت بإيران خسائر تتجاوز 150 مليار دولار، خلال فترة حكم ترامب.
أمّا الرئيس الحالي جو بايدن، فقد اتبع مساراً أقل حدة في التعاطي مع إيران، صحيح أنه وجّه أكثر من 66 قراراً بفرض عقوبات على إيران والكيانات المرتبطة بها، إلّا أنه في الوقت نفسه ركز اهتمامه على روسيا بشكلٍ أكبر، خصوصا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وقد يكون أكبر قرار عرّضه للانتقاد في الوسط الأميركية السياسي، هو موافقته في مارس آذار الماضي، على تحرير نحو 10 مليارات دولار من أموال إيران المجمدة في العراق وكوريا الجنوبية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عقوبات أميركا على إيران العقوبات الأميركية على إيران ترامب وبايدن احتياطيات البنوك المركزية آسيا والمحيط الهادئ الاتفاق النووي مع إيران العقوبات الأمیرکیة الولایات المتحدة على إیران فی المئة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يوافق على حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا والتركيز على أسطول الظل
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -اليوم الأربعاء- أن دول الاتحاد الأوروبي توصلت إلى اتفاق جديد لفرض حزمة العقوبات الـ16 ضد روسيا، والتي تتضمن حظرًا على واردات الألمنيوم وتشديد الإجراءات ضد أسطول الظل الروسي، وفقًا لما نقلته وكالة الأناضول.
ويأتي هذا القرار قبل أيام من الذكرى الثالثة للحرب الروسية على أوكرانيا، حيث أكدت الرئاسة البولندية للاتحاد الأوروبي أن سفراء دول التكتل أيدوا الحزمة الجديدة، ومن المتوقع أن يتم اعتمادها رسميًا الاثنين المقبل خلال اجتماع وزراء الخارجية، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
العقوبات الجديدةوتشمل العقوبات الجديدة، التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها بالكامل بعد، عدة إجراءات صارمة، أبرزها:
حظر تدريجي على واردات الألمنيوم الروسي إلى الاتحاد الأوروبي. تشديد القيود على مبيعات النفط الخام الروسي، خاصة فيما يتعلق بالسفن المستخدمة في عمليات التهريب. إدراج 73 ناقلة ضمن قائمة العقوبات، حيث يُعتقد أن هذه السفن تنتمي إلى أسطول الظل الروسي الذي يُستخدم في تصدير النفط الخام بما ينتهك القيود الدولية. عقوبات جديدة تستهدف بعض البنوك الروسية، بالإضافة إلى عدد من الأفراد والشركات المرتبطة بالحكومة الروسية.وأوضحت فون دير لاين -عبر منشور لها على منصة إكس- أن الاتحاد الأوروبي يعمل أيضًا على منع التحايل على العقوبات المفروضة، مؤكدة أن التكتل ملتزم بـ"مواصلة الضغط على الكرملين".
إعلان عقوبات على الأسطول الروسيووفقًا لما نشرته الوكالة الألمانية، تستهدف الإجراءات العقابية الجديدة قائدي ومالكي السفن التابعة لأسطول الظل الروسي، وهي شبكة من السفن ذات الملكية غير الواضحة، وبعضها غير مؤمن عليه، والتي يُعتقد أنها تُستخدم للالتفاف على سقف الأسعار المفروض من الغرب على صادرات النفط الروسية.
وتشير التقارير إلى أن هذه السفن تُستخدم أيضًا في نقل "حبوب أوكرانية مسروقة" بالإضافة إلى مخاوف من إمكانية استخدامها لتخريب كابلات الاتصالات في بحريْ البلطيق والشمال.
ووفقًا لبيان الاتحاد الأوروبي، سيتم منع السفن الخاضعة للعقوبات من دخول موانئ الدول الأعضاء، كما سيتم تجميد أصول مالكيها داخل التكتل.
ردود الفعل أوروبياوعلّقت كايا كالاس الدبلوماسية البارزة بالاتحاد الأوروبي على الحزمة الجديدة من العقوبات -عبر منصة إكس- قائلة "بفرض إجراءات أكثر صرامة على عمليات التحايل، وحظر الاستيراد والتصدير الجديد، والعقوبات على أسطول الظل التابع لبوتين، فإننا نغلق الأبواب الخلفية أمام آلة الحرب الروسية".
وأضافت كالاس أن "الكرملين لن يفت من عزيمتنا" في إشارة إلى استمرار الضغوط الأوروبية ضد روسيا.
ومن جهتها، رحّبت فون دير لاين بالحزمة رقم 16 من العقوبات، مشددة على أن "الاتحاد الأوروبي يفرض إجراءات صارمة أكثر لمنع الالتفاف على العقوبات، عبر استهداف المزيد من السفن التابعة لأسطول الظل الروسي، وفرض قيود إضافية على الواردات والصادرات".
السياق العام للعقوباتومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، فرض الاتحاد الأوروبي 15 حزمة عقوبات ضد موسكو، شملت عدة قطاعات حيوية، منها:
حظر تصدير النفط الخام وبعض المنتجات البترولية إلى الاتحاد الأوروبي. إقصاء بعض البنوك الروسية من نظام "سويفت" للدفع الدولي. تعليق أنشطة العديد من وسائل الإعلام الروسية داخل أوروبا. إدراج أكثر من ألفي فرد ومؤسسة روسية ضمن قائمة العقوبات الأوروبية. إعلانويؤكد الاتحاد الأوروبي أن هذه العقوبات تهدف إلى إضعاف قدرة روسيا على تمويل عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بينما تصر موسكو على أن هذه الإجراءات لن تؤثر على موقفها السياسي والعسكري.
ومن المتوقع أن يشهد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي -الاثنين المقبل- إقرار العقوبات رسميًا، ليتم تنفيذها في الذكرى الثالثة لهذه الحرب، في خطوة تعكس استمرار العزم الأوروبي على الضغط على روسيا سياسيًا واقتصاديًا.