حجازي: الاعتداءات الإسرائيلية محاولة لاستدراج الإقليم لمزيد من العنف
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
قال السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق : إن الاعتداءات الإسرائيلية ضد مواقع داخل سوريا ولبنان ولا سيما على القنصلية الإيرانية في دمشق كانت محاولة من حكومة تل أبيب لاستدراج المشهد الإقليمي لمزيد من المواجهة والعنف ؛ للبقاء في السلطة حتى لو عرضت مصالح وأمن بلادها والمنطقة للخطر خاصة وأنها تعلم تداعيات المواجهة مع طهران إقليمياً ودولياً.
ورأى السفير حجازي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأحد/ ، أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى إلى البقاء في السلطة عبر جر منطقة الشرق الأوسط إلى مواجهات لا سيما عقب تصدي مصر والقوة الإقليمية والولايات المتحدة لخطة تنفيذ هجوم عسكري على مدينة رفح الفلسطينية علاوة على عدم تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق الأهداف التي حددها منذ بداية الحرب وهي القضاء على حماس واستعادة الرهائن بجانب إدراك إسرائيل أن الإفراج عن الأسرى يستلزم وقفا لإطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف : أن حكومة تل أبيب ورئيس وزرائها اعتبرا أن توسيع نطاق العنف واستمرار الحرب لأشهر قادمة وصولاً لمرحلة الانتخابات الأمريكية سيمكنها من البقاء في الحكم وتفويت معادلة إنهاء الحرب في غزة ومواجهة ومحاسبة الحكومة داخلياً ، وكذا ما قد تفرضة إدارة جو بايدن من مسار قد يقودها لتنازلات باتجاة حل الدولتين ؛ مما استدعى توسيع نطاق النزاع من خلال عملية ممنهجة ومدروسة بقصف للقنصلية الإيرانية بدمشق وبالتالي دفع إيران إلى ضرورة الرد حفاظاً على سمعتها الإقليمية ومواجهة الرأي العام الداخلي.
واعتبر السفير حجازي أن إيران لا تسعى إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة التي تدرك أن عملية استدراج طهران لمواجهة إقليمية هو خطر يهدد مصالحها وسيقود إلى صراع شامل واسع النطاق في الشرق الأوسط..مرجحا أن تقوم الولايات المتحدة بكبح جماح أي رد فعل إسرائيلي بعد الضربة الإيرانية خاصة عقب إعلان طهران أنها توقفت بالفعل عند هذا الحد ومنع توسيع نطاق المواجهة الإقليمية ليس فقط لمخاطرها على دول وشعوب المنطقة ولكن أيضا على الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم.
وقال : "إن إيران تعد أحد مصادر الطاقة الكبرى بالعالم ، والمواجهة معها ستؤدي حتماً لاضطراب الأسواق العالمية في الوقت الذي لاتزال تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تؤثر على إمدادات الطاقة في العالم وتسبب اضطرابات بالأسواق العالمية"..مؤكدا أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة والدول الكبرى والأوروبيين.
وحذر السفير حجازي من أن المشهد الحالي بات دليلاً واضحاً على مخاطر استمرار الحرب في قطاع غزة على السلم والأمن الدوليين وخطر التطرف اليميني لحكومة نتنياهو سواء في غزة أو الضفة الغربية.
وقال :"إن تلك التطورات الإقليمية الخطيرة جاءت في الوقت الذي كنا على مشارف جولة مفاوضات جديدة بالقاهرة، لن تقبل إسرائيل بمآلاتها، إذ ترفض منذ البداية المطالب المحددة لحركة حماس من وقف إطلاق النار المستدام، والإفراج عن الأسرى ، وإدخال المساعدات الإنسانية وبدء عملية إعادة الإعمار وانسحاب القوات الإسرائيلية من داخل القطاع والسماح بعودة النازحين إلى شمال غزة".
ونبه السفير حجازي إلى أن تل أبيب تعمل من خلال توسيع نطاق المواجهة الإقليمية على إبعاد الأنظار عن الحرب في قطاع غزة وذلك عقب محاصرة موقفها وانحسار دعم شركائها وإدانتها بارتكاب جرائم ترقى للإبادة الجماعية ، بل ووصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث ما فعلته في غزة بأنه "خيانة للإنسانية".
كما حذر من أن إسرائيل تحاول تشتيت الانتباه بعيداً عن التحركات الدبلوماسية المهمة في الأمم المتحدة لصالح فلسطين، حيث يعتزم مجلس الأمن بحث قرار منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة ، مذكراً بأن نتنياهو وحكومة اليمين الاستيطاني يرغبان في إدارة الصراع في نطاق العنف العسكري وتحقيق من خلاله أهداف ووأد أي محاولات لمواجهة سياسية أو استدراجه لحلول دبلوماسية تقضي على نفوذ اليمين المتطرف.
وشدد السفير حجازي على أن مخاطر اليمين المتطرف وجرائمه باتت تستلزم العقاب وازاحته عن سدة الحكم وإفساح المجال لحل سياسي يبدأ بوقف العنف وينتهي بالانتصار للعدالة الدولية ومعاقبة المتطرفين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كمدخل وحيد لاستعادة أمن واستقرار الشرق الأوسط بل والعالم.
ورأى أنه ومن الآن وحتى تصويت مجلس الأمن على الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة فيتعين الضغط على واشنطن لإفساح المجال لبداية طريق الحل ووقف انحيازها لإسرائيل حتى لا تظل القضية الفلسطينية مصدراً لعدم الاستقرار الإقليمي والدولي الدائم.
وأكد السفير حجازي ، في الختام ، أن الولايات المتحدة الامريكية باتت مدركة لمخاطر التصعيد الإسرائيلي وردود أفعال تل أبيب المندفعة رداً على إيران دون التشاور مع واشنطن ومراعاة مصالحها .. مثمناً في الوقت ذاته موقف مصر ودعوتها إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منحى خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
يونيسف: حرب السودان حرمت أكثر من 17 مليون طفل من التعليم
قال شيلدون ييت، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 في السودان، أجبرت أطفالا على النزوح مع أسرهم 3 مرات بسبب التوسع المستمر في رقعة القتال، وحرمت أكثر من 17 مليون طفل من الالتحاق بالمدارس، ونبه ييت إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأطفال في السودان، مؤكدا أن واحدا من كل ثلاثة أطفال يعاني من سوء التغذية.
وتأتي تصريحات ييت وسط قلق متزايد من الانتهاكات الكبيرة المرتكبة في حق أطفال السودان الذين يواجهون خطر الموت جوعا أو بنيران القصف الجوي والأرضي، أو من خلال الزج بهم في العمليات القتالية.
وفي حين حذرت اليونيسف من أن أكثر من 3.7 ملايين طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن واحدا من كل 6 أشخاص تلقوا علاجا في إحدى مستشفياتها بالعاصمة الخرطوم من إصابات بنيران القتال، كانوا من الأطفال.
وفي ظل إغلاق المدارس في أكثر من ثلثي مناطق البلاد المتأثرة بالحرب وفقدان الملايين حق الحصول على التعليم، يحذر متابعون من عمليات تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك المحتدمة.
مخاطر حقيقية
يتزايد عدد الأطفال الذين يموتون بسبب الحرب بشكل كبير في ظل القصف الجوي والأرضي المستمر الذي يستهدف المناطق السكنية، إضافة إلى القتل المباشر في ساحات المعارك.
وتعرض الحرب ملايين الأطفال لخطر فقدان حقوقهم في الحياة والبقاء والحماية والتعليم والصحة والتنمية.
وكشف تقريران حديثان صادران عن منظمة الصحة العالمية ولجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة عن انتهاكات عديدة ترتكب في حق الأطفال بينها الاغتصاب والحرمان من ضروريات الحياة.
في أحدث تقرير لها عن أوضاع الأطفال، قالت الأمم المتحدة إن الصراع في السودان أدى إلى زيادة مروعة في العنف ضد الأطفال، مما يؤكد الحاجة إلى تدابير حماية عاجلة وملموسة.
في يونيو الماضي، وثقت الأمم المتحدة، 2168 انتهاكا خطيرا ضد 1913 طفلا. وشملت الانتهاكات الأكثر انتشارا القتل والتشويه بمعدل 1525 حالة، وتجنيد الأطفال واستخدامهم في القتال بنحو 277 حالة خلال عام واحد.
ووفقا لفرجينيا جامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، فإن العنف الممارس ضد الأطفال في السودان وصل إلى مستويات مرعبة.
وأوضحت: "أنا مرعوبة من مستوى العنف الذي يؤثر على الأطفال، والتدمير الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمرافق الطبية، والافتقار إلى الجهود الفعالة من جانب أطراف الصراع لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المعانين، بما في ذلك الأطفال".
انعكاسات خطيرة
ظل نحو 17 مليونا خارج المدارس، بينهم عالقون في مناطق القتال أو في مناطق توقفت فيها العملية التعليمية، وآخرون اضطروا للفرار داخليا أو خارجيا مع أسرهم. ولم يتمكن سوى نحو 750 ألف منهم من الالتحاق بالمدارس.
ومع تطاول أمد الحرب، تتزايد المخاوف من الانعكاسات النفسية والاجتماعية الخطيرة للحرب على الأطفال.
ويحذر أحمد الأبوابي استشاري الطب النفسي والأستاذ المساعد بجامعة الباحة بالمملكة العربية السعودية، من الآثار العميقة وطويلة الأمد على الأطفال.
ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "تشمل التأثيرات عدة جوانب من الصحة النفسية والسلوكية إلى التطور الاجتماعي للأطفال المتضررين بالحرب".
ويضيف: "غالبًا ما يعاني الأطفال المشردون من اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة التعرض لمشاهد عنف، وفقدان الأحبة، والاضطرار للفرار من منازلهم. كما يجد الأطفال المشردون أنفسهم في بيئات جديدة وغريبة قد تفتقر إلى الأمان، ما يؤدي إلى زيادة الشعور بالقلق والخوف والاكتئاب".
ويلخص الأبوابي الآثار الاجتماعية وتلك الناجمة عن الانقطاع عن التعليم في الميل نحو العدوانية وضعف التفاعل الاجتماعي، مشيرا إلى أن عدم الالتحاق بالمدارس يعني فقدان فرصة التعلم في مراحل عمرية حاسمة، مما يؤدي إلى تأخر معرفي وتأثيرات سلبية على المهارات الأساسية، ويزيد من صعوبة إعادة الاندماج في التعليم لاحقا.
أرقام مرعبة
عبر أكثر من 1.5 مليون طفل دون سن الـ18 عاما الحدود مع أسرهم إلى بلدان مجاورة، فيما نزح 5.8 مليونا داخليا بحسب بيانات أعلنتها منظمة "إنقاذ الطفولة" مؤخرا.
يعيش نحو 45 في المئة من الأطفال النازحين داخليا إما في مراكز إيواء مكتظة أو في مخيمات تنعدم فيها أساسيات الحياة ولا تتوفر فيها مدارس أو مراكز رعاية صحية.
تتعرض أكثر من 3.2 مليون طفلة دون سن 18 عاما لخطر العنف الجنسي أو الاغتصاب أو الزواج المبكر أو القسري، بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية المصاحبة للحرب.
سكاي نيوز عربية - أبوظبي