وائل الأمين: مبعوث إيطالي إلى دمشق…. أيُّ تغير في السياسات الإيطالية نحو سورية
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
وائل الأمين بعد أيام قليلة من المؤتمر الدولي لمكافحة الهجرة غير الشرعية في روما، تستقبل دمشق اليوم مبعوثاً إيطالياً، هل بدأت روما بالتغريد خارج سرب الاتحاد الأوروبي؟ أي دلالات على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مرحلة السفارات؟ تبدو روما منفتحة وبشدة على دمشق، فدعم جوليا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية إلى التحالف بين دمشق وموسكو وطهران علناً وزيارات وفود برلمانية حزبية إلى دمشق منذ عام 2017 وحتى عام 2019 قام بها باولو روماني من حزب يمين الوسط نتج عنها رفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال لم تكن عبثاً، روما التي دائماً تتغنى بالشرخ الكبير بينها وبين محركي سياسة الاتحاد الأوروبي (نتحدث عن فرنسا) في كل مناسبة يبدو أنها بدأت اليوم تبحث عن علاقات طيبة مع دمشق ، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات أهمها، هل تخالف إيطاليا الاتحاد الأوروبي في العلاقة مع سوريا؟ منذ شهر تقريباً قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بورل أن الاتحاد الأوروبي يرفض إقامة علاقات مع سورية ولا إعادة إعمار، ولا حتى عودة للاجئين، تأتي اليوم إيطاليا لتبني جسور التواصل مع سوريا بخلاف ما يشتهي الغرب، ويمكن الخوض هنا في اتجاهين من دلالات المبعوث الإيطالي إلى دمشق.
الأول : قد تلعب إيطاليا دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر بين سورية والغرب وخصوصاً في موضوع العقوبات بعد سنوات من القطيعة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على سورية، وبذلك يمكن القول أن الغرب أدرك إيجابية وجود علاقات جيدة مع سورية التي تمتلك موقعاً جيو سياسي مهم على الساحة الإقليمية، وقد تتساعد إيطاليا واليونان وهنغاريا على بناء هذه الجسور الإيجابية بين دمشق وبروكسل، وهذا يأخذنا إلى مرحلة مقبلة جيدة على المستوى الاقتصادي والسياسي في سورية بعد أن بات الشعب السوري يعاني من الفقر المدقع في ظل العقوبات التي فرضها الغرب على السوريين لأنهم فقط اختاروا عدم القبول بالإملاءات الأمريكية. الثاني : أدركت إيطاليا أن الهجرة غير الشرعية تضعفها واتجهت نحو التعاون مع دول المتوسط للحد من هذه الهجرة التي كان المسبب الرئيسي فيها هو هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على مقدرات الشعوب في إفريقيا والتي قالت فيها جوليا ميلون رئيسة الحكومة الإيطالية أنه( لولا يورانيوم النيجر لما استطاعت فرنسا أن تضيئ شارع الإليزيه وبرج إيفل) و كذلك محاربة الشعوب في سوريا والعراق واليمن، سبب هذه المحاربة سيدي القارئ هو رفض هذه الشعوب للإملاءات الخارجية التي لاتتناسب مع ثقافة ومصالح الشعوب، وهنا تريد إيطاليا كبح جماح هذه الهجرة في ظل عالم يعاني من تدهور اقتصادي بسبب عدة عوامل أهمها العملية العسكرية الروسية في كييف. لم تكن هذه الخطوة من إيطاليا من بوابة الصدفة، فقد كانت روما منذ عام 2017 تحاول الانفتاح على دمشق، وكذلك أرسلت مساعدات إنسانية إلى المتضررين من الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا في شباط الماضي، ذلك يعني أنه تم التخطيط مسبقاً إلى إرسال المبعوث ستيفانو رافاغان إلى دمشق، حيث التقى ممثل الصليب الأحمر وزار المشفى الإيطالي في دمشق. هذا الموقف الذي اتخذته روما بعيداً عن الاتحاد الأوروبي يعكس الهيمنة الأمريكية على الغرب، وأكاد أجزم أنه لو أُتيح للغرب الاستقلالية في اتخاذ القرار لكانوا أتوا إلى دمشق في أول طائرة من مطار هيثرو في لندن، ولكن السياسة الأمريكية تمنع الغرب من اتخاذ قراره وذلك تجلى في إجبارهم على دعم كييف ووضعهم في فم الدب الروسي. لم تنفع دعوات جوزيف بورل إلى الاستمرار في مقاطعة دمشق ولم تنفع الضغوط الأمريكية على سورية، فكما تصدى الشعب السوري إلى هذه الهجمة الشرسة، تتحدى اليوم روما القرارات الأمريكية، بل إرسالها إلى المبعوث الخاص لدمشق يعني أن جوليا ميلوني ضربت بالقرارات الغربية عرض الحائط. ربما يستفيق الغرب من سباته الموقوت على ساعة البيت الأبيض، و ينتفض في وجه العنجهية الأمريكية التي تستغلهم في بيع الغاز بخمسة أضعاف سعره عن السعر الروسي، وتصلح دوائر صنع القرار في القارة الأوروبية ما أفسدته السياسة الأمريكية، ولكن هل تسمح واشنطن باستيقاظ الغرب؟؟ أم أن للمصالح رأي آخر؟؟ يتساءل مراقبون؟ كاتب وإعلامي سوري
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
صدمة العدد الحقيقي للقوات الأمريكية بسوريا.. مراسل الشؤون الأمنية بـCNN يعلق
(CNN)—عقّب مراسل CNN لشؤون الأمن القومي، أليكس ماركوارت، على المفاجأة بإعلان العدد الحقيقي للقوات الأمريكية على الأرض في سوريا ووجود نحو 2000 عنصر بعد ما كان معلومات بالسابق أنها تبلغ نحو 900 عنصر، ملقيا في الوقت ذاته الضوء على أسباب إلغاء مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة السورية، دمشق، للوفد الأمريكي وزعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني".
وقال ماركوارت: "هناك أسئلة حقيقية حول إن هناك شفافية للإدارة (وزارة الدفاع الأمريكية) أم لا في هذه الحالة، أعتقد أن هذا يعكس مخاوفهم بشأن ما يحدث في سوريا، لقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في الإجراءات الأمريكية ضد داعش في سوريا، لكن منذ سنوات، كنا نقول إن هناك 900 جندي أمريكي في سوريا، لنكتشف بالأمس أن العدد أكثر من الضعف".
وتابع: "ما نفهمه هو أن 900 هو في الواقع جوهر مهمة الولايات المتحدة، والهدف من زيادة القوات للتعامل مع هذه الأوقات المضطربة، ويبقى أن نرى كم من الوقت سيبقون هناك".
وعن إلغاء المؤتمر الصحفي في دمشق، قال ماركوت: "ليس من الواضح سبب إلغاء هذا المؤتمر الصحفي، شوارع دمشق مزدحمة جداً، أعتقد أنه ربما كان هناك الكثير من التوتر حول هذا الوفد (الأمريكي) رفيع المستوى، لكنه أمر لافت للنظر للغاية، لأن الولايات المتحدة وسوريا لم تقيما علاقات دبلوماسية منذ أكثر من 12 عاما.. أتوقع أن الشرع والوفد الأمريكي تحدثوا عن إزالة التصنيفات عن جماعته، هيئة تحرير الشام، وهو نفسه إرهابي".
وكانت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، الجمعة، أن الولايات المتحدة ستلغي مكافأة العشرة ملايين دولار المرصودة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الذي أصبح الآن "الحاكم الفعلي" لسوريا.
وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف إنه خلال الاجتماع بين الوفد الأمريكي مع أحمد الشرع، المعروف سابقا باسم أبو محمد الجولاني، ناقش الجانبان "الحاجة الملحة لضمان عدم قيام الجماعات الإرهابية بتشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها، بما في ذلك للولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة".
وأضافت باربرا ليف أن الشرع "ملتزم بهذا"، وبالتالي بناء على مناقشتنا، أخبرته "أننا لن نسعى لمتابعة عرض المكافأة من أجل العدالة الخاص به، والذي كان ساري المفعول منذ سنوات".
وقالت باربرا ليف، الجمعة، إن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع "بدا شخصا براغماتيا"، ووصفت اجتماعهما في دمشق بأنه "جيد جدا ومثمر للغاية ومفصل".
وأضافت باربرا ليف خلال زيارة إلى دمشق حيث جلست مع الشرع، الزعيم الفعلي لسوريا، والذي كان جهاديا من قبل: "كان أول لقاء جيدا".