أ. د. جاسم يونس الحريري عرف عن “مملكة البحرين” في شهر عاشوراء من كل عام بأنها تمثل ”كربلاء الصغرى” أذا جاز التعبير ، حيث تنتشر لافتات السواد على جدران ،وواجهات المحال التجارية ،والدور في العديد من المناطق في البحرين، فضلا عن قيام بعض الجماعات والهيئات الشعبية بتشييد وافتتاح الحسينيات لإقامة الشعائر هناك، وأقامة المجالس الحسينية فيها، ويهرول اليها الرواديد الحسينيين وخاصة من العراق لاقامة مجالس النعي أستذكارا لواقعة الطف الاليمة في10محرم سنة61هـ/680م .
وشهر محرم في البحرين فريد من نوعه حيث أنه هو البلد العربي الوحيد في منطقة الخليج العربي الذي لديه أغلبية شيعية مسلمة كبيرة. وتشير التقديرات إلى أن آلاف المواطنين الخليجيين يزورون البحرين خلال عاشوراء للمشاركة في المواكب الدينية. على الرغم من أن الإحصاءات الرسمية في عام 2009 تبين أن 1100 مأتم فقط مسجل رسميا في البلاد ويعتقد أن هناك ما يصل إلى 5000 مأتم بما في ذلك المسجلة وغير المسجلة. ويكفل الدستور البحريني هذه الفعاليات حيث أن “حرية القيام بالحريات الدينية حسب الدستور مكفولة للأديان كلها والمادة 22 من الدستور تنص على أن حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دُور العبادة، وحرية القيام بشعائر الاديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقا للعادات المرعية في البلد”. ناهيك أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في 10ديسمبر1948والعهد الدولي لحقوق الإنسان لسنة1966اللذان أصدرتهما الجمعية العامة للأمم المتحدة، يناديان بالمساواة أمام القانون والحق في الوجدان والمعتقد، وأن اهمال حقوق الإنسان ولاسيما حرية التفكير والمعتقد قد جلبا على البشرية حروباً وآلاماً بالغة، ويؤديان إلى إثارة الكراهية بين الشعوب والأمم. وقد صرح وزير الداخلية البحريني مؤخرا”الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة” بالالتقاء مع رئيس الأوقاف الجعفرية ،وهيئة المواكب الحسينية ،ورؤساء المآتم وذلك بمناسبة يوم عاشوراء، حيث قال إن “البحرين ليست وجهة للسياحة الدينية في عاشوراء وممارسة العزاء هنا للمعزين من البحرين”. بحجة “حرص المنظومة الأمنية ولخصوصية موسم عاشوراء في مملكة البحرين بأن يكون بعيداً كل البعد عن أي تسييس أو تدخلات خارجية”كما أكد ذلك الكاتب البحريني”سعد راشد”. تحليل وأستنتاج:- يبدو أن البحرين لازالت تعيش وفق نظرية “المؤامرة”!!! بحيث بنظرها أن أي شخص يدخل البلاد في شهر محرم الحرام هو مرسل لاثارة الفتنة الداخلية لكن لو نظرت الى العراق والاعداد الغفيرة التي تدخل اليه سواء سيرا على الاقدام من دول الجوار العربية والاجنبية او عبر النقل الجوي فيصل سنويا ملايين الزائرين في شهر محرم الحرام فلماذا لم تحدث فتنة أو تحريك داخلي؟ لماذا هذه النظرة الاحادية للموضوع وهي تدعي رعايتها للفعاليات العاشورائية ومن أعلى المستويات؟ ألا يعني هذا التضييق في دخول الزائرين من الخارج سواء من العراق ، أو من دول الخليج العربي سيخلق بعض الشكوك والتساؤلات عن ذلك من قبل البحرينيين أنفسهم وليس غيرهم؟. أعلنت البحرين في27/1/2021 دخول اتفاقية إعفاء التأشيرات المتبادل مع “إسرائيل” لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، حيز التنفيذ. جاء ذلك وفق بيان أصدرته وزارة الخارجية البحرينية، عقب نحو 3 أشهر على توقيع الاتفاقية بين المنامة وتل أبيب في سبتمبر2020 اتفاقية “أبراهام” للسلام . وقالت الخارجية البحرينية “إن هذه الاتفاقيات تأتي في إطار الرغبة المتبادلة مع حكومات الدول الصديقة على استثمار مجالات التعاون المتاحة، ومن بينها تيسير حركة التنقل، بما يلبي التطلعات المشتركة على كافة الأصعدة”، حسب البيان ذاته. وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقعت البحرين و”إسرائيل” اتفاقية الإعفاء المتبادل للمسافرين بينهما من التأشيرات، واتفاقات أخرى في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطيران. وذكر “خالد آل خليفة” “رئيس مركز الملك حمد بن عيسى الدولي للتعايش في سلام “للسياح الاسرائيليين الذين يرغبون بزيارة البحرين ”لاتخافوا ،ولا تخفوا بلدكم الأصلي، ستلقون ترحيبًا حارًا”. وأخيرا نكرر التساؤل الاتي س:-لماذا تعارض البحرين السياحة الدينية في عاشوراء ولا تعارض زيارة الاسرائيليين اليها؟ أنه مجرد سؤال. الخبير الدولي المعتمد في الشؤون الخليجية للاتصال بالكاتب:-jasimunis@gmail. com
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
عبدالله المري يكرّم 353 فائزاً في مسابقات شرطة دبي الدينية
شهد الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، حفل تكريم الفائزين في المسابقات الرمضانية الدينية في دورتها ال 43، التي نظمتها القيادة العامة لشرطة دبي مُمثلة في الإدارة العامة لإسعاد المجتمع، بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، بهدف تعزيز الوعي الديني ورفع المستوى الثقافي والفكري للمشاركين.
حضر فعاليات الحفل في نادي الضباط بمنطقة الجداف، مساعدو القائد العام ومديرو الإدارات العامة ومراكز الشرطة والضباط والموظفون وطلبة مدارسة حماية.
وبلغ إجمالي عدد المشاركين في المسابقات التي تأتي هذا العام تزامناً مع احتفاء الدولة بعام المجتمع، 1975 مُشاركاً فاز منهم 353 بالجوائز التي تبلغ قيمتها 350 ألف درهم، وذلك ضمن 3 فئات هي «القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والجائزة الثقافية».
واستهدفت المسابقة موظفي شرطة دبي رجالاً ونساء، وأصحاب الهمم، وطلبة مدارس حماية، وأبناء العاملين في شرطة دبي ممن يُواظبون على الحفظ في مسجد شعبية أم الدمن الكبير.
وأكد الفريق عبدالله خليفة المري، أنه منذ انطلاق أولى دورات المسابقات في عام 1983، شهدت تزايداً في عدد المُشاركين فيها من مختلف الفئات في كل سنة.
كما شهد الحفل، تكريم أقدم المُحكمين في المسابقات الرمضانية.
وتضمن الحفل، تكريم أقدم المتسابقين المشاركين في مسابقات شرطة دبي الرمضانية.
شهد الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، حفل تكريم الفائزين في المسابقات الرمضانية الدينية في دورتها ال 43، التي نظمتها القيادة العامة لشرطة دبي مُمثلة في الإدارة العامة لإسعاد المجتمع، بالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، بهدف تعزيز الوعي الديني ورفع المستوى الثقافي والفكري للمشاركين.