مطالبة بـرد ساحق ودعوات للتهدئة.. ردود متباينة بإسرائيل بعد الهجوم الإيراني
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
تباينت ردود كبار القادة والسياسيين الإسرائيليين، الأحد، في تفاعلهم مع الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على بلادهم، ليلة السبت الأحد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل ستحقق النصر، بعد تصديها لرشقة من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وكتب نتانياهو في منشور موجز على منصة، إكس باللغة العبرية: "اعترضنا وتصدينا، معا سننتصر".
ونفّذت إيران هجوما بمسيّرات وصواريخ ليل السبت الأحد أعلنت إسرائيل "إحباطه"، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنّها طهران ضد إسرائيل، بعد حوالى أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق.
ويأتي الهجوم الذي أكدت واشنطن حليفة إسرائيل مشاركتها في التصدي له، في خضم الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.
تهديد الرد غير المسبوقودعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى "هجوم ساحق" على إيران، في حين قالت رئيسة حزب العمال، ميراف ميخائيلي، إن على إسرائيل استغلال الحدث لعقد صفقة رهائن مع حماس.
كتب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، عضو الكنيست إيتامار بن غفير، على منصة إكس: "دفاع مثير للإعجاب حتى الآن - الآن يجب أن يكون هناك هجوم ساحق".
ويأتي تعليق بن غفير بعد توعد مسؤول إسرائيلي كبير بـ"رد غير مسبوق" على الهجمات الإيرانية على إسرائيل، على ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن "الحدث لم ينته بعد".
הגנה מרשימה עד עתה - עכשיו חייבים התקפה מוחצת
— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) April 14, 2024ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن القناة، أن إسرائيل تعتزم توجيه رد قوي "غير مسبوق" على الهجوم الإيراني، داعيا الإسرائيليين إلى "عدم الذهاب للفراش بسبب ما هو قادم من طهران".
كما قال مسؤول إسرائيلي إن المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" يناقش الآن سياسة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.
"استغلال التعاطف وإبرام اتفاق"لكن في المقابل، طالبت زعيمة حزب العمل المعارض، ميراف ميخائيلي، بأن على إسرائيل أن تستغل التعاطف الذي اكتسبته من الهجوم الإيراني من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس لإعادة 133 شخصا تحتجزهم كرهائن.
وكتبت ميخائيلي على موقع إكس: "المجد هذا الصباح للقدرات الاستخباراتية والدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي، وللمؤسسة الدفاعية، وللأشخاص الذين بنوها وأداروها".
وأضافت "لقد أثبتت الليلة الماضية أيضا مرة أخرى مدى أهمية التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ودول المنطقة لأمن دولة إسرائيل".
وتابعت: "والآن نفس الأشخاص الذين حرضوا ضد الولايات المتحدة، وضد الاتفاقات الإقليمية، وضد المؤسسة الأمنية، يحاولون أن يقولوا لهم إن الوقت قد حان لهجوم حاسم دون أن يدركوا أنه لا يوجد شيء اسمه إسرائيل وحدها في مواجهة هذه التهديدات".
وأدانت دول حول العالم الهجمات الإيرانية على إسرائيل، وحذر الكثيرون من أن الهجوم يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وندد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك في بيان الضربات "المتهورة" التي قال إنها "تخاطر بتأجيج التوترات وزعزعة استقرار المنطقة"، مشيرا إلى أن إيران أثبتت مرة أخرى أنها عازمة على زرع الفوضى في ساحتها الخلفية.
وأدان منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الضربات ووصفها بأنها "تصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي"، في منشور على موقع إكس.
ومع استعداد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة يوم الأحد بشأن الهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "التصعيد الخطير الذي يمثله الهجوم واسع النطاق الذي شنته إيران على إسرائيل".
وأضاف: "إنني أشعر بقلق عميق إزاء الخطر الحقيقي للغاية المتمثل في التصعيد المدمر على مستوى المنطقة"، داعيا الأطراف إلى "تجنب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة في الشرق الأوسط".
وكتبت الزعيم الحزبية الإسرائيلية: "لا تدعوهم يختبئون وراء الكلمات العدوانية لكي يقودونا إلى حرب إقليمية رهيبة لا نهاية لها. مثل هذه الحرب تهدف إلى خدمة نتانياهو، وليس دولة إسرائيل. الآن هو الوقت المناسب للاستفادة من الزخم من أجل التوصل إلى اتفاق إقليمي من شأنه أن يوقف الحرب ويعيد رهائننا إلى وطنهم".
من جهته، كتب الرئيس يتسحاق هرتسوغ: "بارككم أيها الجنود وقادة جيش الدفاع الإسرائيلي والقوات الجوية الإسرائيلية الأعزاء".
وتابع في منشور على منصة إكس، "بارك تحالف الدول بقيادة الولايات المتحدة والرئيس الأميركي، بارك أخواتي وإخوتي، شعب إسرائيل، على عرضهم الاستثنائي للصمود"، مضيفا: "معاً، سوف تتغلب قوى الخير على قوى الشر".
Bless you dear soldiers and commanders of the IDF and IAF.
Bless the coalition of nations led by the US and @POTUS.
Bless my sisters and brothers, the people of Israel, for their exceptional show of resilience.
Together, the forces of good will overcome the forces of evil.
Am…
وتحدث تقرير لشبكة "ان بي سي"، في الساعات التي تلت الهجوم إلى مخاوف لدى كبار المسؤولين الأميركيين من أن إسرائيل قد تتصرف بشكل متهور في أعقاب الهجوم الإيراني دون النظر إلى التداعيات.
ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الإدارة ومسؤول كبير في الدفاع، أن مخاوف البيت الأبيض تنبع من الطريقة التي أدارت بها إسرائيل حربها المستمرة في غزة والهجوم الذي استهدف في الأول من أبريل على الجنرال الإيراني الكبير، محمد رضا زاهدي، في دمشق، والذي جاء الهجوم الأخير ردا عليه.
ونقلت الشبكة عن المسؤول الأميركي قوله: "لا أعتقد أن لديهم استراتيجية.. الإسرائيليون لا يتخذون دائمًا أفضل القرارات الإستراتيجية".
في الوقت نفسه، قال المسؤولون الذين تحدثوا للشبكة الأميركية، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل تسعى إلى حرب شاملة مع إيران، لكن لا يمكن التأكد من ذلك.
وأفاد موقع "أكسيوس"، بأن الرئيس بايدن، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، خلال مكالمة هاتفية، أن الولايات المتحدة لن تدعم أي هجوم مضاد إسرائيلي ضد إيران، حسبما صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض للموقع.
وقال مسؤولون أميركيون، إن بايدن وكبار مستشاريه يشعرون بقلق بالغ من أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني على إسرائيل سيؤدي إلى حرب إقليمية ذات عواقب كارثية.
وأبلغ بايدن نتنياهو أن الجهود الدفاعية المشتركة التي بذلتها إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة أدت إلى فشل الهجوم الإيراني، بحسب مسؤول البيت الأبيض.
وقال بايدن لنتانياهو، بحسب المسؤول: "لقد فزت. خذ الفوز".
وقال المسؤول، إنه عندما أخبر بايدن نتانياهو أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران ولن تدعم مثل هذه العمليات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنه يتفهم ذلك.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الهجوم الإیرانی رئیس الوزراء على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
محللون: تصريحات ترامب بشأن غزة تزيد تعقيدات الوضع بإسرائيل
القدس المحتلة – أبدت مختلف الأوساط السياسية والحزبية بإسرائيل ترحيبها بنتائج القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورأت أن تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع، تتناغم مع إستراتيجيات تل أبيب في كل ما يتعلق بالصراع مع الشعب الفلسطيني.
بدا المشهد الإسرائيلي ضبابيا بشأن كيفية تفسير تصريحات ترامب، التي تحمل في طياتها -بحسب قراءات محللين- رسائل متناقضة، سواء في تهديد وترهيب الفلسطينيين بالتهجير، والقضاء على حكم حماس، والانتهاء من صفقة التبادل، والإبقاء على سيناريو استئناف القتال بالقطاع، مع التوجه نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
رغم الضبابية التي تركتها تصريحات ترامب، فإن قراءات المحللين تتفق على أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن واللقاء بالرئيس الأميركي منحت حكومته شبكة أمان، وأعطته أيضا ضوءا أخضر لمواصلة سياسات إدارة الصراع مع الفلسطينيين في غزة والضفة دون الصدام مع إدارة ترامب.
وحيال ذلك، يرى المحللون أن نوايا حكومة نتنياهو التي رحبت بالتصريحات الصادرة عن البيت الأبيض تجاه غزة والمرحلة الثانية من مباحثات اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، ستتناغم مع توجه ترامب الذي يدفع نحو إعادة جميع المختطفين، وكذلك إلى إبرام اتفاق إستراتيجي مع السعودية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
رغم الترحيب الإسرائيلي، فإن مبعوثة صحيفة "هآرتس" إلى واشنطن ليزا روزوفسكي قللت من جدية تصريحات ترامب، واعتبرتها احتفالية ومجرد دعم لنتنياهو من أجل منح حكومته شبكة أمان، وليس إطلاق "مشروع تاريخي" لحسم الصراع مع الفلسطينيين لصالح إسرائيل.
إعلانومن المرجح أن يكون الإنجاز الكبير الذي حققه لقاء نتنياهو وترامب، بحسب تقديرات روزوفسكي، هو عدم نسف الأجواء الاحتفالية بين الزعيمين، مشيرة إلى أنه بعد الترحيب والبهجة من التصريحات وإسدال الستار على أداء الرئيس الأميركي، فإن الشيء الوحيد الذي سيظهر على الواقع هو صفقة التبادل والمرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
وأمام هذه الواقع، تقول مبعوثة هآرتس إلى واشنطن إن "الرئيس الأميركي تبنى هدف الحرب الذي حدده نتنياهو وهو أن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل، وهو الهدف الذي تبناه ترامب ورفعه نيابة عن إسرائيل إلى مستوى أعلى بكثير، مما سيزيد المشهد ضبابية في ساحات الصراع مع الفلسطينيين سواء بالقطاع أو بالضفة".
وخلصت بالقول "لقد أخطأ أي شخص كان يأمل أن يضغط ترامب على نتنياهو لتنفيذ الاتفاق حتى النهاية ووقف الحرب. لقد تركت نتائج القمة في البيت الأبيض الإسرائيليين عند النقطة نفسها بالضبط، متمسكين بصفقة صعبة وقاسية دون أي ضمانات بأن نتنياهو لن يقوم بتخريبها واستئناف الحرب".
وقت للمناورة
من وجهة نظر المحلل السياسي عكيفا إلدار، فإن المهمة الرئيسية لنتنياهو من اللقاء بالرئيس الأميركي هي كسب الوقت، ومواصلة المرواغة بكل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، وكذلك منع تفكك حكومته إذا مضى قدما في المرحلة الثانية من صفقة التبادل، حيث لا يوجد سبب يمنع ترامب من مساعدته في ذلك حتى إعادة جميع الرهائن.
واستعرض إلدار، للجزيرة نت، واقع الائتلاف الحكومي ومواقف أحزاب المعارضة الإسرائيلية في أعقاب اجتماع ترامب ونتنياهو، وقال إن "نتائج الاجتماع وتصريحات ترامب التي تحظى بإجماع إسرائيلي، تزيد المشهد الداخلي بإسرائيل تعقيدا، وهي تمنح نتنياهو مزيدا من الوقت للمناورة".
ولفت المحلل السياسي إلى أن الهدف الرئيسي لنتنياهو هو كسب المزيد من الوقت في محاولة للمناورة بطريقة ما داخل حركة الكماشة التي تضيق الخناق عليه داخل إسرائيل، وتحديدا في أوساط الائتلاف الحكومي الهش، بحيث إن استئناف القتال في غزة أو إنهاء الحرب سيكون قرارا أميركيا بامتياز.
إعلان
صفقات ترامب
وأوضح إلدار، في السياق ذاته، أن نتنياهو يتعرض إلى ابتزازات من الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي لضمان استقراره، حيث يلجأ إلى التصعيد العسكري وتوسيع المشروع الاستيطاني بالضفة تمهيدا للضم لإرضاء تحالف "الصهيونية الدينية" أو الإمعان في تشريعات من أجل إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.
لكن من ناحية أخرى، يضيف إلدار، "هناك دونالد ترامب وإدارته التي تتجه لصالح استكمال الصفقة مع حماس وإنهاء الحرب في غزة كإجراء أولي لاتفاق إستراتيجي بين أميركا والسعودية، ومن ناحية أخرى، زعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، الذي تجاوز بالفعل الحد الائتماني للمستوطنين بالبقاء في الحكومة على الرغم من اتفاق الاستسلام مع حماس".
سواء كانت هذه رغبته الحقيقية أو كانت موجهة باعتبارات أخرى، يتابع المحلل السياسي "فمن الممكن أن نفترض أن نتنياهو أقرب كثيرا إلى مناخ عقد الصفقات لدى ترامب منها إلى خيالات أرض إسرائيل الكبرى التي يحلم بها سموتريتش وأوريت ستروك. لكن نتنياهو يعي أن الصدام مع اليمين الاستيطاني هو الطريق الأقصر لخسارة السلطة".
الوطن البديلمن جانبه، يرى الباحث في "مركز التقدم العربي للسياسات" والمختص بالشؤون الإسرائيلية أمير مخول أن تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة، والتي ختم بها الاجتماع مع نتنياهو، تتناغم مع طرح اليمين العقائدي الديني الصهيوني الإسرائيلي التي يرى فيها فرصة تاريخية تضاهي "وعد بلفور" من بريطانيا بإقامة "بيت قومي لليهود في فلسطين".
وأوضح مخول للجزيرة نت أن تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع أحدثت تحولا في الخطاب السياسي العام بتل أبيب، مثلما تجلى ذلك في وسائل الإعلام، والذي عكس الرأي العام الإسرائيلي الذي يرى أن الحرب قد انتهت مع عودة النازحين إلى شمالي القطاع، لكن تصريحات ترامب شكلت تحولا للإسرائيليين بشأن إمكانية استئناف القتال مع إعادة جميع المختطفين.
إعلانولفت إلى أن حكومة نتنياهو التي أشادت ورحبت بطرح الرئيس الأميركي، تتجه نحو المرحلة الثانية من الصفقة لضمان إعادة جميع المختطفين، في حين تسعى أحزاب اليمين المتطرف إلى تحويل تصريحات ترامب إلى مشروع سياسي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، ويرى بالتهديد المبطن من الرئيس الأميركي للأردن توسيعا لفكرة "الوطن البديل".
ويعتقد الباحث بالشأن الإسرائيلي أن اليمين المتطرف يعي جيدا أن لقاء نتنياهو وترامب يأتي من أجل تحريك المسار السياسي وتطبيع العلاقات مع السعودية، فهو يطرح خطة تهجير الغزيين والاستيلاء على القطاع، إذ يؤكد اليمين العقائدي أنه "ما دام الحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة، فماذا يمنع تهجيرهم من الضفة الغربية؟".