انتقام بالنار.. شاب يطلق رصاصتين على عمه لطرده من المنزل في الهرم
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
أطلق شاب الرصاص على عمه انتقاما منه بسبب رغبته في طرده من منزله بمنطقة الهرم بسبب تسببه الدائم في المشاكل بين أفراد الأسرة ما أدى لاصابة العم برصاصتين في الرأس والصدر وتم نقله الى المستشفى في حالة خطرة.
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغا من أحد المواطنين، بوجود مصاب بطلق ناري بشارع مصطفى رشوان بمنطقة الطوابق فيصل، بسبب خلافات داخل منزل إحدى العائلات.
على الفور انتقل إلى مكان البلاغ رجال المباحث، وتبين العثورعلى رجل مسن ملقى وسط بركة من الدماء مصاب برصاصة في الرأس وأخرى في الصدر، أطلقهما نجل شقيقه، عاطل، بعد نشوب مشاجرة بينهما، بسبب قيام الشاب بالاقامة في منزل المجني عليه دون رضاه وإثارة المشاكل وسط الأسرة فقرر طرده، ما دفع المتهم للشروع في قتله ثم لاذ بالفرار.
تم نقل المصاب الى المستشفى واخطرت النيابة العامة للتحقيق وانطلقت عدة مأموريات من مباحث الجيزة لالقاء القبض على المتهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عمه الرصاص النجدة فيصل رجل مسن
إقرأ أيضاً:
فج عطان.. حين اشتعل بالنار، فأضاءت اليمن كرامتها
يمانيون../
في سجل الأوطان هناك جراح لا تُنسى، ليس لأنها عميقة في الجسد، بل لأنها انغرست في قلب الوعي الجمعي، وصارت تشكّل معالم الطريق نحو المستقبل. وفي اليمن، ما من حادثةٍ تُجسّد هذا المعنى كما تفعل جريمة فج عطان. هناك، في قلب العاصمة، في ذلك الحيّ الذي كان يومًا ما مأهولًا بالحياة، دوّى الانفجار، وانفجرت معه معادلة الاستكانة، لتولد مع الدماء معادلة الكرامة.
في الساعة العاشرة من صباح الإثنين، العشرين من إبريل 2015، شُنّت واحدةٌ من أفظع الغارات الجوية في تاريخ العدوان الأمريكي السعودي على اليمن. طائرة حربية أسقطت قنبلة فراغية حرارية محرّمة دوليًا على حيّ سكني يعجّ بالأطفال والنساء والمارة، فأحدثت دمارًا هائلًا تجاوز أحياء فج عطان ليمتد إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات مربعة من نسيج العاصمة، محوّلة الشوارع إلى رماد، والمنازل إلى أكوام من الركام، والأحلام إلى أسماء مكتوبة على الجدران.
عندما يُقصف قلب المدينة.. فترتفع راية الصبر والمقاومة
لم يكن فج عطان مجرد حيّ، بل نبضٌ من نبضات صنعاء، ومكانًا اختزن حياة مئات الأسر، وأصوات الباعة، وضجيج الأطفال، ورائحة الخبز الطازج في الصباح. وحين وقعت القنبلة، لم يُدمَّر المكان فحسب، بل اهتزّت كل خلية في وجدان اليمنيين. أكثر من 120 شهيدًا سقطوا في لحظات، مئات الجرحى غطّت أجسادهم شظايا الغدر، ودماء الأبرياء تلوّنت بها أرصفة المدينة.
وفي تلك اللحظة، انقلبت الطمأنينة إلى فزع، وتحوّلت صنعاء إلى مشفى ميداني كبير، وارتفعت أصوات نداءات الاستغاثة، في وقتٍ شُلّت فيه سيارات الإسعاف عن مواكبة حجم الكارثة. المستشفيات امتلأت بالشهداء والجرحى، فيما وقف الأطباء على حافة العجز، بينما تطوّع المواطنون لحمل المصابين، وللتبرع بالدم، ولملء الفراغات التي خلّفها الحصار وانعدام التجهيزات.
فج عطان.. من جريمة إبادة إلى شرارة وعي ثوري
الجريمة لم تكن مجرد فعل عسكري، بل كانت –كما اتضح لاحقًا– تجربة اختبارٍ لقوة إرادة شعب بأكمله. كانت الرسالة واضحة: “إما أن ترضخوا.. أو نحرق قلوب مدنكم”. لكن الرد كان أفصح من كل بيان، فقد تحوّلت لحظة الفاجعة إلى نقطة انعطاف، ومن تحت الركام، خرجت اليمن بصورة جديدة، أشد صلابة، وأوضح بوصلة، وأكثر يقينًا بأن العدو لا يستهدف المقاتلين فحسب، بل كل ما هو حي في هذا البلد.
لقد أظهرت الجريمة للعالم مدى التوحّش الذي بلغه العدوان، لكن الأهم من ذلك، أنها أظهرت للعالم مدى الصلابة التي يتمتع بها هذا الشعب. لم يطلب اليمنيون شفقة، ولا استجدوا تدخّلًا دوليًا، بل قرروا في تلك اللحظة أنهم لن يعتمدوا إلا على سواعدهم، وعلى خيارهم الأوحد: المقاومة حتى النصر أو الشهادة.
قنبلة النيوترون.. حينما يتواطأ العالم بالصمت
خبراء عسكريون محلّيون ودوليون أكدوا أن القنبلة المستخدمة في فج عطان لم تكن تقليدية، بل قنبلة حرارية فراغية فائقة التدمير، تُستخدم عادة في الحروب النووية التكتيكية. وأحد أبرز هؤلاء الخبراء، الأمريكي غوردون دوف، كشف أن القنبلة التي سقطت على فج عطان تملك خصائص إشعاعية غير تقليدية، مرجّحًا أن تكون قنبلة “نيوترونية تكتيكية”، ألقتها طائرة صهيونية مموّهة بألوان سلاح الجو السعودي.
وبحسب دوف، لم تكن تلك القنبلة الوحيدة، بل واحدة من قنبلتين تم إسقاطهما في صنعاء، الثانية منها سقطت بعد شهر على جبل نقم. لم تنفِ الرياض ذلك، ولم يتحرّك العالم للمحاسبة، بل اكتفى بالفرجة. كانت جريمة بحجم هيروشيما اليمن، لكنها مرّت على أعين العالم كما تمرّ العواصف فوق الخرائط دون أن تُحرك ضميرًا أو تصدر بيانًا.
بعد عشر سنوات: الجرح لا يُنسى، لكنه لا ينزف عبثًا
اليوم، وبعد مرور عقدٍ من الزمن، لا يزال فج عطان محفورًا في ذاكرة اليمنيين، لا كجرحٍ مفتوح، بل كندبةٍ تنبض بالعزّة. لم تكن الغارة نهاية الحكاية، بل بدايتها. ومن بين الركام، تشكّلت معالم اليمن الجديد: يمنٌ لا يُساوم على سيادته، ولا يقبل بأن تُقصف مدنه ويظل صامتًا، ولا يتسوّل أمنه من عواصم القرار، بل يصنعه بيده.
فج عطان لم يكن مجرد حيّ استهدفه العدوان، بل كان “أبواب صنعاء”، وكان استهدافه محاولة لاقتحام الإرادة من الخلف، فكانت النتيجة عكسية. فقد تحوّل الحيّ إلى مدرسة للمقاومة، وإلى رمزية متوهّجة تقول في كل ذكرى: “هنا سقط الأبرياء، لكن هنا أيضًا وُلد القرار.. وهنا بدأ زمن الرد”.
وصية فج عطان: لا تنسوا، لا تغفروا، لا تضعفوا
إنّ جريمة فج عطان، بما تحمله من حجم المجزرة ووحشية السلاح وتواطؤ الصمت الدولي، تُشكّل اليوم وثيقة إدانة، ووصية مفتوحة. وصية تقول للأجيال القادمة: لا تنسوا من دمّر بيوتكم، لا تغفروا لمن بارك القتل، ولا تضعفوا إن خذلكم العالم، فأنتم في درب الحق، والحق لا يحتاج وسطاء.
وهكذا، لم يكن فج عطان مجرد لحظة حزن، بل صار رمزًا دائمًا لليقظة، وشعلة نار تحترق لتضيء الطريق القادم. لقد أرادوا بفج عطان أن يكسروا شعبًا، فأنجبوه أكثر صلابة، أكثر وعيًا، وأكثر اقترابًا من نصره الآتي.