(CNN)-- أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيرة دون طيار، مساء السبت، باتجاه إسرائيل، وفقا لمسؤول عسكري إسرائيلي، ردا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، في وقت سابق من هذا الشهر.

وتوالت ردود الفعل الدولية والإقليمية على الهجمات الإيرانية على إسرائيل من زعماء العالم، حيث أدان بعضهم طهران علنا، ودعا آخرون إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحث جميعهم تقريبا على ضبط النفس خلال تلك الفترة من التوتر الشديد في الشرق الأوسط.

-وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن إن الولايات المتحدة "ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل".

وأضاف بايدن أن "التزامنا بأمن إسرائيل ضد التهديدات من إيران ووكلائها التزام صارم".

-ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للأعمال العدائية في الشرق الأوسط. وقال غوتيريش في سلسلة تغريدات على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "أحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة في الشرق الأوسط".

وأضاف أمين عام الأمم المتحدة: "لقد أكدت مرارا وتكرارا أنه لا المنطقة ولا العالم يمكنهما تحمل حرب أخرى".

-بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو إن الهجمات "تظهر مرة أخرى استخفاف النظام الإيراني بالسلام والاستقرار في المنطقة. ونحن نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن شعبها من هذه الهجمات".

-كما أعربت الصين عن "قلقها العميق" إزاء "التصعيد الحالي"، بحسب متحدث باسم وزارة خارجيتها، الأحد، مضيفا أنه "امتدادا للصراع في غزة" يجب تنفيذ وقف إطلاق النار دون تأخير. ودعت بكين "الأطراف المعنية إلى ممارسة الهدوء وضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد".

-وقالت باكستان إن الهجمات كانت "نتيجة لانهيار الدبلوماسية". وجاء في بيان حكومي أن "باكستان شددت منذ أشهر على ضرورة بذل الجهود الدولية لمنع توسيع الأعمال العدائية في المنطقة، ووقف إطلاق النار في غزة".

-وشددت السعودية، المنافس الإقليمي الرئيسي لإيران، على أهمية "منع أي مزيد من تفاقم" الأزمة، محذرة من "عواقب وخيمة" إذا ساء الوضع.

-ووصفت وزارة الخارجية المصرية في بيان، التطورات الأخيرة بأنها "تصعيد خطير". وقالت إن الأعمال العدائية الأخيرة "ليست سوى نتيجة مباشرة لما حذرت منه مصر مرارا بشأن مخاطر توسيع الصراع في المنطقة نتيجة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التي تمارسها في المنطقة".

-وبدورها، أعربت قطر، التي تلعب دورا مهما في العديد من النزاعات في الشرق الأوسط وتتمتع بعلاقات اقتصادية وثيقة مع إيران، عن "قلقها العميق"، ودعت جميع الأطراف إلى "وقف التصعيد وتهدئة التوترات وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

-وفي بيان على منصة "إكس"، تويتر سابقا، قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك إن المملكة المتحدة "ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل وأمن جميع شركائها الإقليميين، بما في ذلك الأردن والعراق".

وأضاف سوناك أن "إيران أظهرت مرة أخرى عزمها على زرع الفوضى في فنائها الخلفي".

وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك تصريحات لقادة دول أوروبية مثل ألمانيا والدنمارك وفرنسا والنرويج والنمسا.

-وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "الهجوم الذي شنته إيران الليلة على الأراضي الإسرائيلية غير مبرر وغير مسؤول إلى حد كبير. وإيران تخاطر بمزيد من التصعيد في المنطقة، وإن ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل وسنناقش الوضع مع حلفائنا".

-كما أدان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بشدة "الهجوم غير المسبوق" الذي شنته إيران باتجاه إسرائيل ليلا، محذرا من أنه "يهدد بزعزعة استقرار المنطقة".

وقال ماكرون في منشور عبر منصة "إكس": "أدين بأشد العبارات الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران على إسرائيل والذي يهدد بزعزعة استقرار المنطقة". وأضاف: "أعرب عن تضامني مع شعب إسرائيل، والتزام فرنسا بأمن إسرائيل وشركائنا وبالاستقرار الإقليمي".

-ومن جانبها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين الهجمات بأنها "صارخة وغير مبررة". وقالت فون دير لاين: "يجب على جميع الفاعلين الآن، الامتناع عن المزيد من التصعيد والعمل على استعادة الاستقرار في المنطقة".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي الجيش الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني الخارجية المصرية الشرق الأوسط جو بايدن غزة فی الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها

آخر تحديث: 1 يوليوز 2024 - 9:42 صبقلم:فاروق يوسف غالبا ما تجري تفاهمات غير مبرمة وغير ملزمة في الوقت نفسه بين قوى ترى أن الحرب بين بعضها والبعض الآخر ضرورية ولكن يمكن التنفيس عنها بأسلوب غير مباشر. وهو أسلوب الصدام غير المباشر. وهو ما تقوم عليه قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران، بالرغم من أن الطرفين قد يخططان لمشروع صداقة بعيدة المدى لولا أن أحدهما لا يثق بالطرف الآخر.إسرائيل من جهتها تستبعد من أجندتها شبح جيرة يسعى الإيرانيون إلى فرضها عليها من خلال فرض الأمر الواقع في لبنان من خلال حزب الله وفي سوريا بسبب ضعف النظام وشيء من ذلك القبيل من خلال ميليشياتها (الحشد الشعبي) في العراق وقبلهم جميعا من خلال حركة حماس في غزة التي لن يتضح بعد مصيرها المرتبط بنتائج الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على أهل غزة. وهي حرب يدعمها الغرب بكل أدواته ووسائله. أما الإيرانيون فإن صبرهم الطويل يؤهلهم للاستمرار في تلك الحرب البديلة التي لم تؤثر على مشروعهم في الهيمنة على المنطقة، بل العكس هو ما حدث. لقد هدتهم فكرة الحرب غير المباشرة إلى اختراع وسائل لإنعاش تمددهم وانتشارهم في المنطقة. تتمثل تلك الوسائل في الميليشيات التي زرعوها في محيط العالم العربي بدءا من لبنان وانتهاء باليمن مرورا بالعراق ليكتمل القوس بحماس التي كانت آخر المنضمين إلى حربها.وإذا ما كان الظرف السياسي المحبط والمرير الذي مرّ به العالم العربي منذ احتلال الكويت عام 1990 وانتهاء العراق دولة مؤثرة في المنطقة بعد حربين مدمرتين (بين عامي1991 و2003) قد ساعد إيران على توسيع نطاق حربها وتنويع وسائلها، فإن إسرائيل لم تكن محرومة من مكرمات ذلك الظرف الذي أطلق يدها في الانفراد بالفلسطينيين كونهم قد فقدوا الجدار العربي الذي كانوا يستندون عليه، كما أنهم عرضوا أنفسهم بعد اتفاقية أوسلو باعتبارهم ضحية لا غطاء لها. ولم يكن الإيرانيون في كل السنوات التي مرت قبل حرب غزة قد دخلت إلى الساحة الفلسطينية طرفا بديلا عن الطرف العربي الذي استبعده الفلسطينيون غفلة. هل كان لديهم خيار آخر في ذلك الجو المشحون كراهية للعرب؟ ذلك السؤال يمكن تأجيل النظر فيه طالما أن هناك حربا في غزة، لم تعلن إيران عن مسؤوليتها عنها غير أن حركة حماس وهي التي أشعلتها لا ترى في الإعلان عن تلك المسؤولية ضرورة وهي التي قطعت بنفسها علاقة غزة بالقضية الفلسطينية وفي الوقت نفسه لم تكفّ عن النظر إلى الأطراف العربية المعنية بتلك القضية بطريقة عدوانية. لم تذهب حركة حماس أبعد مما ذهب إليه حزب الله في إعلان قطيعته مع العرب، لكنها كررت الخطأ الذي ارتكبه الحزب في حرب 2006، في ظل شعور بأن إسرائيل ستتأمل منافع تلك القطيعة التي ستزيد من منافعها. مشكلة وكلاء إيران في المنطقة تكمن في أنهم فقدوا المسافة التي تفصل بين مصالحهم والمصلحة الإيرانية فصاروا مجرد خدم لتنفيذ فقرات المشروع التوسعي الإيراني بعد أن فقدوا المعيار الوطني الذي يستندون إليه في تنفيذ شعاراتهم التي تنطوي على الكثير من الخداع والتضليل. فإيران باعتبارها دولة دينية لا يهمها النضال الوطني الفلسطيني في شيء كما أنها لا تنظر بقدر من الاحترام إلى ما يسمّيه الفلسطينيون بالوصاية العربية على القضية الفلسطينية. لقد حرصت حركة حماس على أن تصدم العالم العربي بوصاية إيرانية تتخطى القضية الفلسطينية إلى أهداف، ليس من بينها أن يكون العرب حاضرين في أيّ مفاوضات مستقبلية مع إسرائيل. في ظل الحرب غير المباشرة القائمة هناك تخادم بين الطرفين لا يعني بالضرورة أنهما ملتزمان بشكل كلي بقواعد الاشتباك في انتظار اللحظة التي يشعران فيها أنهما قد اقتربا من الوقت المناسب لإعلان قدرتهما المشتركة على إعادة رسم خريطة المنطقة. لقد خرقت إسرائيل تلك القواعد غير مرة. يوم قصفت محيط السفارة الإيرانية وقتلت واحدا من أهم جنرالات إيران مثلا. في المقابل فإن وكلاء إيران في اليمن يشكلون خطرا على الأمن العالمي من خلال استمرارهم في استهداف السفن التي تمر بالبحر الأحمر.ولكن الحرب بالوكالة قد لا تكون دائما مصدر شعور بأن الأمور ستظل تحت السيطرة. ذلك لأنها حرب ميليشيات من الجبهة الإيرانية. وهي بالنسبة إلى الجبهة الإسرائيلية لا تزال حربا استخبارية. وليس من المستبعد أن تشهد المنطقة حربا مدمرة لن تكن إيران في منأى عنها كما تحلم.

مقالات مشابهة

  • إيران: لا نريد حربًا إقليمية لكن ندعم حزب الله في حال التصعيد
  • كندا ودول أوروبية تدين عملية الهدم الإسرائيلية في الخليل
  • الحرس الثوري الإيراني: نتمنى فرصة لعملية الوعد الصادق 2 ضد إسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: تعزيز التعاون مع مصر وقطر لتحقيق الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية
  • تراشق بالاتهامات بيبن قادة إسرائيل بسبب حرب غزة والإفراج عن مدير مستشفى الشفاء
  • إيران تشكر السعودية على السماح لحجاجها بالتصويت في الانتخابات الرئاسية
  • ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها
  • قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال سابقاً: لا تستخفوا بالتهديدات الإيرانية
  • تشافي يحسم موقفه من عروض السعودية وقطر
  • وول ستريت جورنال: كيف تحدت إيران الولايات المتحدة لتصبح قوة دولية؟