لتجنب "نيران الصراع" بالمنطقة.. دول أغلقت المجال الجوي وعلقت الرحلات
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
ليلة عصيبة عاشتها مطارات المنطقة العربية والشرق الأوسط بسبب تداعيات الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال في تطور للصراع بالمنطقة. وأعلنت عدة دول إغلاق مجالها الجوي وتعليق عمل المطارات، وتغيير مسار العديد من الرحلات الجوية.
سماء المملكة آمنة
أخبار متعلقة الصين: ما يحدث الآن هو أحدث امتداد للصراع في غزةالصين تنصح رعاياها في إيران بتعزيز الاحتياطات الأمنيةوعلقت الخطوط السعودية رحلاتها إلى المطارات الداخلية التي تقع في شمال السعودية، بالقرب من منطقة التوترات الحالية، بينما مثّل المجل الجوي السعودي ملاذاً آمناً للطائرات التي تجنبت مسارات الصراع.
الكويت والعراق
وأعلنت كل من العراق والكويت إغلاق مجالهما الجوي وتوقف الحركة الجوية.
وأصدرت الخطوط الكويتية جدول رحلاتها بعد التعديل مؤكدة أنه مستمر إلى جميع الوجهات عدا الدول التي أغلقت أجواءها كالعراق وإيران والأردن ولبنان.#عاجل | #المملكة تدعو الأطراف كافة للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب #اليوم | @KSAMOFA
للمزيد: https://t.co/lduzi3Dfye pic.twitter.com/mWqhCp4k7z— صحيفة اليوم (@alyaum) April 14, 2024
تعليق الرحلات في مصر
أعلنت شركة مصر للطيران، الأحد، تعليق الرحلات الجوية بين مصر والأردن والعراق ولبنان حتى إشعار آخر.الأجواء الأردنية الاكثر تضررًا
وقررت هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن، مساء السبت، إغلاق أجوائها أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء مؤقتا، وذلك "في ضوء تصاعد المخاطر المحيطة في المنطقة.
وأغلقت لبنان أجواءها أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء اللبنانية، وذلك بشكل مؤقت واحترازي، اعتبارًا من الساعة الواحدة من فجر اليوم الأحد وحتى الساعة السابعة من صباح هذا اليوم.
تعليق رحلات دول أجنبية
في هولندا قررت شركة الطيران "كيه إل إم"، وقف تحليق طائراتها في المجالين الجويين لدولة الاحتلال وإيران.
في سيدني قالت قالت شركة طيران "كانتاس"، السبت، إنها غيرت مسار رحلاتها مؤقتاً بين بيرث ولندن بسبب مخاوف متعلقة بالشرق الأوسط، مع ازدياد التوقعات بشن هجوم إيراني على إسرائيل.
أعلنت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" وفرعها النمساوي "أوستريان إيرلاينز"، الجمعة، أنهما ستعلقان رحلاتهما من طهران وإليها حتى الخميس 18 أبريل، وأنهما لن تستخدما المجال الجوي الإيراني، بسبب التوترات في الشرق الأوسط.
نهاية الأزمة الجوية
وأعلن العراق ولبنان والأردن وإسرائيل إعادة فتح مجالاتها الجوية بعد ساعات من الإغلاق على خلفية الضربة الإيرانية لدولة الاحتلال.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام إسرائيل إيران الهجوم الإيراني الصواريخ الإيرانية
إقرأ أيضاً:
قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
بدر بن علي الهادي
الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.
لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.
منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.
تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:
1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.
2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.
3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.
4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.
وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.
ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.
وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.
الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.
لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.
الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!