محمود الجارحي يكتب: حبيبة الشماع وجها لوجه مع سائق أوبر
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
سيدى القاضي.. السادة المستشارون.. الحضور الكرام.. السادة المحامون ممن تطوعوا للدفاع عن حقي.. أو للدفاع عن «المتهم».. السادة المتابعون.. أهلا بحضراتكم جميعا.. أنا حبيبة الشماع 24 سنة.. مهندسة ديكور.. نعم أنا هي الضحية.. أنا فتاة الشروق كماً هو معروف لديكم جميعا.. أكرر مرة أخرى أنا المجني عليها في واقعة سائق أوبر.
سيدى القاضي.. الحضور الحزين.. هل قلوبكم بها متسع لكلماتي.. لن أطيل عليكم.. أعتذر أنني أوجعت قلوبكم.. لم أقصد.. لم أرتكب ذنبا.. والله لا علاقة لي بما حدث.. كنت أسير في هدوء وأمان.. اللي حصل بالظبط.. كان من حوالي 50 يومًا أو أكثر.. حجزت عربية من تطبيق النقل الذكي.. وركبت من مدينتي.. كنت رايحة التجمع الخامس.. ركبت العربية.. واتحركنا وكنا بالتحديد على طريق السويس.. وفجأة لقيت السواق.. قفل إزاز العربية.. وبدأ يرش مادة مخدرة، وبدأ يبص ليا نظرات غريبة.. ويتصرف تصرفات غريبة.. خفت.. فتحت باب العربية ورميت نفسي منها.. تألمت.. يقينا تألمت.. ربما صرخت عندما قفزت.. كنت فقط أحاول تحريك ذراعي.. حاولت الزحف لكني فشلت.. كان الوجع لا يحتمل.. وماحستش بنفسي غير وفي شخص بيقول ليا إيه حصل.. رديت بصوت ضعيف قلت له: «أنا نطيت من العربية علشان أوبر حاول يخطفني».. شفت شكل الدماء وهو نازل من رأسي.. وماحستش بنفسى من بعدها.. وقعدت 21 يومًا.. في غيبوبة تامة.. لحد ما ربنا استرد الأمانة.. نعم أنا الآن بين يدي رب رحيم.
سيدي القاضي.. أعلم أنه نصيبي.. أعلم أنه قدري وعمري.. أعلم جيدا.. أن تلك الرحلة كانت خطواتي الأخيرة.. أنا مؤمنة.. أصلي وأصوم وأعمل الخير واسعى له.. أعلم أني الآن في مكان أفضل.. أنا الآن بين يدي رب رحيم.. بين يدي رب عادل.. بين يدي رب العالمين.
سيدي القاضي.. أعلم أنك أنت «السيد» هنا في هذه القاعة.. هل تسمح لي أن أقف عند قفص الاتهام.. واسمح لي أن أتحاور مع المتهم.. أقول له.. هنا نقف أمام قاضي الأرض.. وغدا سيجمعنا لقاء آخر عند قاضي السماء.. عند رب العالمين.. وحتى يحدث ذلك.. أقول لك: عليك أن تحكي ماذا حدث داخل السيارة.. عليك أن تتحدث وتعترف بما ارتكبته ومحاولتك اختطافي.. عليك أن تعترف وتشرح للجميع.. لماذا قفزت من السيارة؟.. لماذا انتهت حياتي بهذه الطريقة البشعة؟.. أقول لك.. أنت ارتكبت فعلة شنعاء.. أنت خسرت كل شيء.. وأنت الآن تقف أمام قاضي عادل.. سوف يصدر حكمه العادل.
سيدي.. تذكرت وأنا في لحظاتي الأخيرة.. عائلتي فهي الموجوعة أكثر.. هي التي لا تنام.. منذ وقوع الحادث وحتى الآن.. كانت تراقب غرفتي في المستشفى على مدار 21 يومًا.. هي الآن تقف لتشاهد وجهي.. كانت منهارة عندما كانت تلقي نظرة الوداع عليا.. تذكرت أيضًا أصدقائي.. الذين أسرعوا إلي وحضروا إلى المستشفى.. ويقومون بالدعاء منذ وقوع الحادث.. وهم الآن يدعون لي بالرحمة.. أنا أحس بهم جميعا.
تذكرت أمي التي تدعو لي.. لن أصف صرختها.. وحسرتها.. كان صوتا ضعيفا من شدة البكاء.. والدتي دي غاليةً عندي.. عارفة إن هي زعلانة.. لكن أقول لها.. أنا الآن في مكان أفضل.. أنا الآن بين يدي رب عادل رحيم.
سيدي القاضي.. الجميع هنا يمثل أمام حضراتكم.. الجميع في انتظار حكم العادل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حبيبة الشماع فتاة الشروق سائق أوبر أنا الآن
إقرأ أيضاً:
القاضي بركات شكر المعزين بوفاة شقيقته
شكر القاضي منيف بركات وعائلة شقيقته المرحومة إزدهار وديع بركات، في بيان، كل من واساهم بمصابهم الأليم. وخصّوا بالشكر "الرؤساء أصحاب الفخامة والدولة والبطاركة والمفتين والوزراء والنواب الحاليين والسابقين والمطارنة في لبنان ودول الإنتشار وأصحاب السماحة والفضيلة والهيئات الدبلوماسية والقضائية والعسكرية والأمنية والإدارية والتربويّة والحزبية والبلدية والإعلامية ونقباء وأعضاء المهن الحرة والرؤساء العامين والرئيسات العامات وجمهورهم والآباء والمخاتير والصليب الأحمر والدفاع المدني والجمعيات الأهلية، سائلين الله ألّا يفجعهم بعزيز".