أطياف - صباح محمد الحسن
طيف أول:
الدليل علي ذروة الشعور بالغل السياسي هي مظاهر الحقد التي تدفعك للكراهية وهي أشبه بأن تصدر أمرا بالقبض علي الذين قالوا (لا للحرب) وتترك الذين يخوضون الحرب ضدك أولئك الذين اغتصبوا المدن ويتحرشون الآن بغيرها!!
وعلى الرغم من أن الوطن يرفع كفيه لكل حزن، وفمه يلهج بألف مأساة تجد علي قارعة البؤس (الفلول الضالة) جائعة تحتاج وجبة سريعة من التشفي السياسي لتسد بها رمق جوعها الناتج عن خيباتها السياسية المتكررة، فتمد لها النيابة العامة (منيو) إتهامات القوى السياسية المدنية لإختيار (الطبق الشهي) الذي يسيل لعابها عليه وتحسب أنه يعوضها عن خساراتها التي ركنتها الآن على حافة الضياع، لتبدأ عملية العد التنازلي لفقد حاضرها ومستقبلها مثلما خسرت ماضيها تماما
وتخسر حتى أواصر الصلات التي تربطها مع القوات المسلحة ميدانيا فأرض المعارك تغلي بالخلاف المدفون الذي بدأت براكينه تطفو على السطح وعلاقة الجيش علي الأرض بجهاز الأمن ليست كما يتمناها كرتي والبرهان
والسبب أن بعض قيادات الجيش لا تعجبها عنجهية المصباح، وهيئة العمليات لا تعجبها كتائب البراء، والبراء غير معجب إلا بنفسه المملوءة بالغرور الذي جعله يمارس استعراضه الوهمي بعطبرة إلى أن باغتته مسيرة قريبة وليست بغريبة عنه، ضربة جعلته يختار الآن له مكانا قصيا من فرط الصدمة يراوده السؤال من مع من، ومن ضده!!
والدعم السريع الباطش المعتدي يستغل هذه الأجواء ويمارس جشع الإنتهاكات ويطمع في إتساع رقعة سيطرته العسكرية
لكن الفلول لا يهمها إن سقطت مدينة جديدة، ما يهمها أن تسقط الثورة ويسقط مشروع (تقدم) المتقدم عليها سياسيا ويسقط إعلامها الذي ينادي بوقف الحرب،
ومهما بلغت الحرب من سوء فالحصيلة أن الفلول فشلت في خطتها ومشروعها فهذا يعني أنهم ما زالوا في متاهة مظلمة لأصوت فيها يتخلل مسام الخيبة سوى صوت الانحرافي الذي ظل يصرخ منذ بداية الحرب فكانت النتائج وأكبر الانتصارات الباهرة بعد عام في عهده هي أنه تم نقل صوت الانصرافي من منصة اللايف إلى شاشة التلفزيون القومي!! (إنجاز)
وبمناسبة مرور عام خرجت النيابة بقائمة (مرقعة) ضمت قادة تقدم مع عدد من الزملاء الصحفيين بالإضافة إلى أسماء حملت السلاح صراحة لتحارب في صفوف الدعم السريع ليأتي القصد واضحا في خلط الحابل بالنابل، والشعب السوداني يعلم أنها لعبة سياسية ساذجة
ولكنه الغباء الذي ظلت تعاني منه الفلول منذ أن سقطت إمبراطوريتها وأصبح يفكر لها أصحاب العقول المريضة التي لا تجيد ألسنتهم إلا لغة التشفي والانتقام من الخصوم
الأمر الذي يجعلك تدرك جليا أن الكلمات احيانا اقوي من الطلقات والنيابة او (العصابة العامة) في دولة اللاقانون التي تضم مجموعة وحوش كتبت قائمتها في وقت ينتظر فيه المواطن حسم المعركة ليستر عرضه ويعود لبيته فعجبا أن تحاول الفلول ان تستغفله بسياسة الإلهاء فكلما إستغاث المواطن من تعدي قوات الدعم السريع اخرجوا له قائمة باسماء المدنيين
ولم أتفاجأ بلصق اسمي علي القائمة التي أعلنت عنها النيابة لطالما أن كتائب البراء مارست أساليبها مسبقا ضد (أطياف) وتسببت في غياب هذه الزاوية عن القارئ لما يقارب الشهر ففلول النظام وكتائب البراء كانت لها رغبة ملحة لكي لا ترى هذه الحروف النور أبدا لذلك قامت بزج الاسم على القائمة حتى يكون دمغنا بهذه الاتهامات سببا مباشرا في كسر شوكة هذا القلم وقتله معنويا والغريب في الأمر أن لجنة التحقيق لم تجر تحقيقا واحدا معنا على الرغم من وجودنا داخل السودان فكيف لك أن توجه اتهاما لشخص قبل أن تحقق معه!!
هذا إن قبلنا بالقرار المشوه خلقيا المليء بالثقوب والثغرات القانونية التي سبقني بالحديث عنها أساتذة في مجال القانون
ولو تريد النيابة أن تظهر للشعب عن الذين عاونوا الدعم السريع وناصروه حقا فالتصدر قائمة بأسماء الضباط والجنود في الجيش الذين يقاتلون الآن في صفوف الدعم السريع، والذين رفضوا العودة بعد انتدابهم
ولتعلن عن أفراد وضباط جهاز الأمن الذين يقاتلون الآن معه ولتكشف عن عدد الطابور الخامس في صفوف الجيش الذين تسببوا في خسارته في عدد من المعارك لتعلن النيابة عن الخائن فعلا الذي أصدر الأوامر لتسليم ولاية الجزيرة للدعم السريع الذي يتحمل وزر كل ما جرى وما يجري للمواطن الآن هناك من قتل ونهب واغتصاب أن كيف لك أن تفتح باب بيتك لتسمح بدخول منتهك ومن ثم تصرخ في أهل البيت لماذا لم تحموا أنفسكم منه!!
وجيش ونيابة وأمن وفلول وبراء تركض خلف كلمة لتسكت صوتها وتترك مدن كامله وقصر وقيادة ومطارات!!
تزعجها الكلمات التي تقع علي رأسها كاللكمات ولايزعجها تمدد الدعم السريع وهجومه المتزايد علي المدن
نقطة سطر جديد:
اقترح أن يفسح المجال للبرهان للخروج في لايف عله يحظى بأكبر عدد من المتابعين وأن يفسح المجال للانصرافي ليقود الجيش لمدة أسبوع عله يحقق انتصارا ساحقا علي قوات الدعم السريع
طيف أخير:
#لا_للحرب
كل سنة أنتم والوطن بخير.
عاشت ثورة ديسمبر المجيدة
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء
تحصد آلة القتل الفتاكة لمليشيا الدعم السريع أرواح الأبرياء من المدنيين والأهالي البسطاء في قرى ولاية النيل الأبيض بوسط السودان وتُسيل دماءَهم بالرصاص والقذائف المضادة للدروع التي يطلقها عليهم بصورة عشوائية جنودُ مليشيا الدعم السريع بلا رحمة وبلا تفريق بين كبار السنّ والنساء والأطفال والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويقول بيانٌ صادرٌ من وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء 18 فبراير/ شباط، إن 433 مدنيًا، بينهم أطفال رضّع لقوا مصرعهم في هجمات لمليشيا الدعم السريع على قرى بولاية النيل الأبيض، فيما وصفته (بأسلوب المليشيا المعتاد في الانتقام من المدنيين العزّل في القرى والبلدات الصغيرة).
بينما تحدث هذه المشاهد المأساوية الموغلة في القتامة والبشاعة والفظاعة والفظاظة والغلظة والقسوة، يبدو مشهد سوداني آخر نقيضًا لذاك المشهد المأساوي، تدور أحداثه على خشبة مسرح آخر خارج حدود الدولة السودانية المثخنة بجراح حرب ضروس، أوقعت عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المصابين والمفقودين، وملايين النازحين داخل السودان، ومثلهم من اللاجئين خارج السودان.
المشهد الآخر الذي تتزامن أحداثه مع تلك الأحداث الدرامية الدامية في ولاية النيل الأبيض، هو مشهد ثُلة من السياسيين وزعماء أحزاب سودانية في منافيهم الاختيارية خارج البلاد من الموالين لمليشيا الدعم السريع والمناصرين لها سياسيًا بزعامة (حمدوك)، وهم يرقصون داخل إحدى قاعات المؤتمرات الأنيقة في كينيا، وهم مبتهجون ويهتفون فرحين بشعارات وأهازيج تمجد قائد مليشيا الدعم السريع المعروف بحميدتي الذي ارتكبت قواته تلك المجازر البشعة، وتسببت في أسوأ حرب شهدها السودان في تاريخه الحديث، من أجل الوصول إلى السلطة.
إعلانيرقص هؤلاء ويتمايلون على أنغام وألحان وأغانٍ تنبعث من بين أركان القاعة الأنيقة فرحًا واحتفاءً بما يرونه إنجازًا تحقق تتويجًا لثلاثة وعشرين شهرًا من القتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية، التي ارتكبت بحق مواطنيهم وأهليهم بيد حليفهم العسكري؛ الدعم السريع.
إنه (الميثاق السياسي) المحتفى به والإنجاز الذي كان مهرُه عشراتِ آلاف الجماجم والأشلاء وأنهارًا من الدم المسفوح ظلمًا بغير حق، وأحزانًا متراكبة بعضها فوق بعض تئن بها صدور ذوي الضحايا من الثكالى والأرامل واليتامى والحرائر اللاتي فقدن أغلى ما يملكن على أيدي وحوش وذئاب في ثياب بشر أتوا كما قالوا كذبًا وزورًا من أجل جلب الديمقراطية والحكم المدني بزعمهم.
الميثاق السياسي المحتفى به والذي تأجلت مراسم التوقيع عليه، سيصبح أساسًا ومرجعية لتشكيل حكومة موازية للحكومة القائمة التي عجزوا عن إزاحتها ونزع الشرعية عنها بقوة السلاح طوال أشهر الحرب، وهذا هو مبعث فرحهم وابتهاجه.
فبعد أن كان الهدف حكم السودان كله من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، انكمش هذا الهدف وتقلص ليصير مجرد حكومة افتراضية كل وزرائها خارج حدود السودان، حكومة (جوالة) بلا أرض وبلا جماهير، حكومة وزراؤها بلا أعباء حقيقية، أيديهم ملطخة بدماء الضحايا، ولا تستطيع أقدامهم أن تطأ أرض السودان خوفًا وخشية ورهبة من مصير معلوم.
حكومة موازية بلا مقاعد في المحافل الإقليمية والدولية ولا تحمل هوية ولا تاريخًا ولا ثقافة، حكومة مصنوعة وسياساتها معلّبة تخدم مصالح صانعيها ولا شأن لها بمصالح السودان وشعب السودان.
إنها متلازمة حبّ السلطة حتى وإن أتت على الجماجم والأشلاء وأنين الضحايا، لا يهم ما دامت أنها تأتي، حتى وإن جاءت محمولة على أكف أيادٍ أجنبية مردت وتمرّست على نشر الخراب والدمار والموت حيثما حلّت، فأصبح ذاك شغلها الشاغل ومهنتها التي تدفع في سبيل مزاولتها أموالًا طائلة كان يمكن أن توجّه نحو الإعمار والتنمية والبناء والازدهار، فتقوى بها صلات القربى وتوثّق عُرى الأخوّة وروابط حسن الجوار .
إعلانإن أكثر الأسئلة إلحاحًا وإلحافًا والتي تدور في أذهان السودانيين الذين تلاحقت عليهم الأرزاء، وتكالبت عليهم المصائب والمحن جراء هذه الحرب المصنوعة القادمة من وراء الحدود، ولا يجدون لها جوابًا، هي: لماذا كل ذلك؟ .. ولا جواب.
ما هي الجناية التي اقترفتها أيديهم في حق أولئك الذين يصدرون لهم الموت والدمار والخراب؟
هل من المعقول أن يكون كل ذلك من أجل التسلية؟
هل من المعقول أن يكون كل ذلك من أجل (لا شيء)؟!
ولا جواب..
ولربما الفاعل نفسه لا يعرف الجواب.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline