سودانايل:
2025-04-25@07:49:13 GMT

ثورة ديسمبر عودتها هي ثورة مغايرة “2 – 4”

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن السياسة لا تبنى على أفراضات خيالية أو الرغبات الشخصية أو الحزبية، أنما تحكمها عوامل و تؤسس على حقائق الواقع و الأحداث، و التغيير السياسي في أي مجتمع يتم عبر أربعة عوامل.. العامل الأول هو المشروع الذي من أجله جاءت دعوة عملية التغيير.. العامل الثاني القوى المؤمنة و الداعمة لعملية التغيير.

. العامل الثالث القوى المحافظة التي سوف تعارض عملية التغيير في المجتمع.. و العامل الرابع الأدوات التي يتم من خلال عملية التغيير تظاهرات سلمية، عمل عسكري، استخدام وسائط إعلامية فقط و غيرها.. و كل هذه تقوم بها الأحزاب السياسية التي يقع عليها عبء التغيير.. و لكن في حالات ضعف القوى السياسية تصبح القوى المنظمة في الشارع هي التي تحدد عملية التغيير، و في حالة الثورات تكون هناك اسباب ضاغطة على أكبر قطاع في المجتمع مثل الغلاء أو الظلم من قبل النظام و غيرها تدفع بالثورة، و الثورات الفجائية تأتي نتيجة لأسباب وقتية ضاغطة و مؤثرة سلبا على حياة المواطنين، فيكون هدف المواطنين فقط إقتلاع الجهة التي تسببت في ذلك دون النظر إلي مشروع سياسي بديل.. مثل شعار "تسقط بس" الهدف السقوط هذه الثورات إذا نجحت تضع الأحزاب في امتحان عسير خاصة إذا كانت هذه الأحزاب تعاني الضعف...
حتى لا نسرح بعيدا بالتعريف للثورة و الانتفاضة و مسبباتها، السؤال يطرح نفسه و يجب أن تجاوب عليه الأحزاب السياسية: هل ثورة ديسمبر أجهضت أم ماتزال هناك إمكانية لعودتها؟
العديد من القيادات السياسية تتعمد تزيف الحقائق، بالقول أن الثورة مستمرة و لابد من العودة إليها و إلي شعاراتها كأن الثورة كائن حي يقف و ينتظر و غيره.. هؤلاء لا يريدون أن يخسروا الشارع و الأجيال التي قادت الثورة.. أن ثورة ديسمبر من خلال شعارها " تسقط بس" كان هدفها تغيير نظام الإنقاذ، و بالفعل نجحت الثورة في تغيير النظام، و لكن القيادات السياسية التي أوكلت لها انجاز مهام الفترة الانتقالية و عملية التحول الديمقراطي و تفيكك نظام الحزب الواحد لمصلحة التعددية السياسية هؤلاء هم الذين اجهضوا بقية الشعارات.. و هذا الاجهاض تسبب في أحداث وقائع أخرى تحول دون العودة مرة أخرى للأجواء الثورية.. و أي عمل أخرى لتظاهرات و شعارات أخرى من أجل التغيير أو التصحيح سميه ما شئت سوف تكون ثورة جديدة تأتي بأسم جديد دون ثورة ديسمبر..
أن القوى السياسية في السودان تتعامل بذات المنهجية للنظم الشمولية، الهروب من الأعتراف بالخطأ، و تحاول من خلال التبرير أن ترمي الخطأ في غيرها، حيث تدعي أن الثورة اجهضت من قبل الكيزان، الغريب في الأمر ليست وحدها تضرب على هذا الوتر، بل مجموعات من المثقفين لكرههم الكيزان يحاولون تغيب الحقائق.. لكن الكراهية لا تعالج المشكلة بل الحقائق على الأرض.. هل القوى السياسية و هؤلاء من ينعتوا انفسهم بمثقفين كانوا يعتقدون أن نظام استمر ثلاثة عقود، و هذه الأعوام تمثل ثلاثة إلي أربعة أجيال، إلي جانب العديد من المواطنين الذين ارتبطت مصالحهم بهذا النظام بعد سقوط النظام سوف يستسلموا، و يسلموا أمرهم للقادم الجديد أم سيظلوا يدافعون عن تلك المصالح بشتى الطرق؟
كانت في الشهور الأولى للثورة الجماهير في الشارع تسند ثورتها، و كان الاسناد يمثل تعادلا في ميزان القوى، الذي يشكل كرت ضغط على الأخرين. من الذي تسبب في إضعاف ميزان القوى؟ هل هم الكيزان الذين اصبحوا على كل لسان أم هي قوى من داخل قوى الحرية و التغيير؟ هل الكيزان هم الذين أحدثوا انشقاقا في تجمع المهنيين؟ هل الكيزان هم الذين أحدثوا انشقاقا في قوى الحرية و التغيير؟ هل الكيزان هم الذين رفعوا قيمة الدولار مقابل الجنيه؟ هل الكيزان هم الذين سمحوا للسفارات التدخل في الشأن السياسي؟ أن الصراع الذي كان داخل قوى الحرية و التغيير من أجل المحاصصات و الرغبة في السلطة هو الذي تسبب في عدم انجاز مهام الفترة الانتقالية، و تسبب في إجهاض الثورة، و صراع السلطة هو الذي جعلهم يخفقوا في إدارة الأزمة.. و الخوف من قول الحقيقة هو خوف من الفزاعات التي تستخدمها بعض القوى السياسية لكي تحمي بها نفسها من نقد الآخرين...
أن الحرب الدائرة الآن في البلاد تعد مرحلة فاصلة بين مرحلتين، الفترة الانتقالية التي فشلت فيها قوى الحرية و التغيير في أنجاز مهامها، و مرحلة جديدة سوف تبرز فيها عوامل جديدة مغايرة تماما للسابقة.. الحرية و التغيير المركزي راهنت على العامل الخارجي أن يكون لها رافعة للسلطة و خسرت الشارع تماما، و أصبح الشارع داعما قويا إلي الجيش في حربه ضد الميليشيا، الأمر الذي جعل قيادة الجيش تتحدث بقوة أن الفترة الانتقالية القادمة سوف يشرف عليها الجيش، و تشكل حكومة تكنوقراط لكي تنجز مهام الفترة الانتقالية و تهيئة البيئة للانتخابات، و تذهب الأحزاب لكي تستعد للانتخابات الأمر الذي لا ترغب فيه أغلبية الأحزاب التي تريد أن تحكم بشعارات ثورية و ليس شرعية دستورية.. أن ثورة ديسمبر وقف نجاحها في إسقاط النظام و أي دعوة للثورة تعتبر لثورة جديدة ليس لها أي علاقة بثورة ديسمبر. نواصل المقال القادم: ثورة ديسمبر تراجع اليسار و صعود التقليديين... نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوى الحریة و التغییر الفترة الانتقالیة القوى السیاسیة عملیة التغییر ثورة دیسمبر تسبب فی

إقرأ أيضاً:

ديسمبر المقبل .. انطلاق قمة الهيدروجين الأخضر في عُمان

أعلن اليوم خلال مؤتمر صحفي عُقد في مسقط عن انطلاق أعمال النسخة الرابعة من قمة عُمان للهيدروجين الأخضر (GHSO 2025) التي ستعقد خلال الفترة من 1 إلى 3 ديسمبر 2025م، وتعقد القمة هذا العام تحت شعار «إدارة الهيدروجين: سد الفجوات، ودفع عجلة العمل»، وهي إشارة واضحة إلى انتقال سلطنة عُمان من مرحلة المبادرات إلى التنفيذ، من خلال التركيز على معالجة التحديات التنظيمية، وتحفيز التمويل، وتيسير عمليات الشراء، وتعزيز جاهزية البنية الأساسية عبر حلول واقعية وشراكات فاعلة.

وستركز أعمال القمة على عدد من المحاور الحيوية منها التصنيع المحلي، وتوطين المكونات الاستراتيجية، وتنمية المحتوى المحلي، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، في إطار جهود بناء اقتصاد هيدروجيني شامل ومرن قادر على تحقيق القيمة الاجتماعية والاقتصادية لعُمان على المديين القريب والبعيد.

وأكد الدكتور فراس بن علي العبدواني مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن أن تنظيم القمة يعكس التزام سلطنة عُمان بتحقيق الحياد الكربوني، والدور الحيوي للهيدروجين منخفض الانبعاثات، لا سيما الأخضر.

وأوضح أن عُمان تمتلك مقومات طبيعية وبنية أساسية متقدمة من ضمنها تخصيص 50 ألف كيلومتر مربع لمشروعات الهيدروجين، وموانئ مجهزة، وموقع استراتيجي يربطها بالأسواق العالمية.

وأشار إلى أن المؤتمر يندرج ضمن جهود عُمان لتطوير هذا القطاع محليًا ودوليًا، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص من خلال تفعيل الشراكات وتوطين الصناعات، وإيجاد فرص اقتصادية واعدة، مضيفًا إن سلطنة عُمان تمضي في تنفيذ خارطة طريق لبناء اقتصاد متكامل للهيدروجين الأخضر، ترتكز على خمسة أهداف منها تعزيز أمن الطاقة، وتنويع الاقتصاد، وخفض الانبعاثات، ودعم الابتكار، ورفع كفاءة التكلفة، لافتًا إلى أنها أرست حتى الآن 8 مشروعات للهيدروجين الأخضر في الدقم وظفار.

من جانبه أوضح المهندس عبدالعزيز الشيذاني المدير العام لشركة هايدروم أن قمة عُمان للهيدروجين الأخضر تمثل منصة محورية لدفع نمو القطاع وتعزيز الحوار الدولي حول مستقبل الطاقة.

وأشار إلى أن شراكة هايدروم هذا العام تأتي ضمن رؤية استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى دعم القمة كمصدر للمعرفة، ومحفز للتكامل، ومساهم في تحقيق الأهداف الوطنية.

ومن المتوقع أن تستقطب القمة أكثر من 3000 مشارك من مختلف دول العالم، من صناع القرار، والمطورين، والمستثمرين، والمؤسسات البحثية، ما يعكس مدى الاهتمام العالمي المتزايد بقطاع الهيدروجين، ويعزز من مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي لتصدير الطاقة النظيفة.

وتحظى قمة عُمان للهيدروجين الأخضر 2025 بدعم واسع من الجهات الحكومية والمؤسسات القطاعية، في خطوة تعكس التزام سلطنة عُمان بتحقيق أهدافها التنموية، وتعزيز موقعها الريادي على خارطة الطاقة النظيفة العالمية، وجرى الإعلان عن تفاصيل القمة بمشاركة كل من الدكتور فراس بن علي العبدواني مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن، والمهندس عبدالعزيز الشيذاني المدير العام لشركة هايدروم.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش
  • المسلح “الحكار” الذي شرمل عامل نظافة بفاس يسقط في قبضة الأمن
  • شاهد بالفيديو.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو تتحول لمطربة وتغني داخل أحد “الكافيهات” التي تملكها بالقاهرة
  • ديسمبر المقبل .. انطلاق قمة الهيدروجين الأخضر في عُمان
  • مجلس الوزراء يعلن مد الإعفاء من سداد مقابل الجُعل حتى 31 ديسمبر 2025
  • العراق… 22 عاما بين “جمهورية الخوف” و”دولة المافيا” انتصار الأعراف السياسية للمحاصصة وتقسيم الغنائم
  • “يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
  • شاهد بالصورة والفيديو.. شاعرة وصانعة محتوى سودانية: (الكرشة أو “التنة” التي أمتلكها تعتبر من علامات الجمال وتساعدني على ربط التوب)
  • شاهد بالفيديو.. وسط ذهول واستغراب الجمهور.. عمارة “آراك” الشهيرة بالسوق العربي تحافظ على حالتها الطبيعية رغم احتراق ودمار جميع المباني التي من حولها