سودانيون على قارعة طرقات مصر يتسولون بسبب العوز والحاجة!
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
السوداني:
في الوقت الذي كانت تمتلئ وتكتظ فيه الأسواق بالرجال والنساء والأطفال لشراء مستلزمات العيد من حلوى وملابس ولُعب للأطفال، كان على الطرف الآخر من سوق “العتبة” بالعاصمة المصرية القاهرة، كانت تجلس على طرف الرصيف السيدة السودانية (نور)، في العقد الخامس من العمر برفقة أطفالها الأربعة، وهي تحمل بين يديها “مناديل ورق” للبيع، وسط تلك الزحمة تارة ما تقع منها على الأرض وتارة أخرى تعتريها حالة من التعب والانهيار، لفتني الموقف ووصلت ناحيتها ومن الوهلة الأولى وهي تنظر نحوي بدهشة قالت (سودانية مُش؟)، ثم أردفت: (شوفي الزمن يا بتي عمل فينا شنو؟ أنا كنت مديرة مدرسة، وزوجي المات في الخرطوم بـ”دانة” كان موظفاً في شركة، بيتنا اتسرق قبل ما ينهدم وأسرتي، أمي وأختي، مصابتان في مستشفى النو بأم درمان، جينا هنا بالتهريب وسكنا مع أسرة برضو تعبانة بقيت أبيع المناديل والدنيا قبايل عيد…)، هنا لم تتمالك السيدة نفسها وانخرطت في موجة بكاء حارة بعد أن التف صغارها من حولها كأنما يبحثون عن الأمان بعد أن جار عليهم الزمان بسبب الحرب التي أكملت عامها الأول ولا حل يلوح في الأفق.
تبدل الأحوال
(ارحموا عزيز قوم ذل)، ينطبق هذا المثل الآن فعلياً مع عدد كبير من السودانيين الذين لجأوا إلى مصر بسبب الحرب ودخلوها بـ(خُفي حنين) بعد أن فقدوا كل ما يملكون، بعد أن كانوا أعزاء أصحاب شأن في بلدهم.
تبدل الحال من حال لآخر أكثر قسوة ووحشية، جعل أكثرهم يبحثون عن مسكن يأويهم أو لقمة عيش يسكتون بها جوع بطونهم أو جرعة دواء يُسكِّنون بها آلامهم وأوجاعهم أو قطعة ملابس يسترون بها عوراتهم.
قبيل عيد الفطر بأيامٍ، رصدت (السوداني) بمنطقة 6 أكتوبر شارع الحُصري الإستوب المؤدي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالقاهرة، عشرات السيدات يجلسن برفقة أطفالهن في حال يُرثى له وثياب بالية وممزقة وهن يمددن أياديهن للغاشي والماشي بإصرار وإلحاح شديد لمساعدتهن قبل أن يكشفن عن وضعهن لكل من يسألوهن ما قبل المجئ لمصر بسبب الحرب اللعينة كأنهن يردن قول (نحن حالنا أصلاً ما كان كده) كنوع من عزة النفس، وإن الحوجة فرضتها الظروف.
تحدثت معي إحداهن وهي مُلثمة وجهها بطرف ثوبها قائلةً: (يا بتي الدنيا قبايل عيد وما عندي حق الملابس ولا حق كيس الحلاوة، أول مرة في حياتنا يحصل معانا كده، في السودان وقبل الحرب كنا ساكنين في الديم، زوجي متوفي، لكن كنت شغّالة معلمة في رياض أطفال وبتي الكبيرة كانت شغّالة كاشير في مول الواحة، قبل أيام من العيد كنا زي الوقت ده بنكون اشترينا الملابس والملايات وخبزنا، جينا مصر تهريب بملابسنا فقط ساكنين في غرفة غفير ببئر السلم مع أولادي التلاتة ما حاسين بالعيد غير إحساسنا بالوجع والذل بعد أن تبدل حالنا وبقينا نشحد حق الأكل والشراب).
عَبرة ودموع في شوارع الغربة
عدد من الموسيقيين الذين أتوا الى مصر بالتهريب بسبب الحرب أكدوا لـ(السوداني) أنهم ولأول مرة منذ وجودهم في هذه الحياة يأتي العيد ويجدهم وأسرهم بلا مال ولا جديد من ملابس وحلوى، بالإضافة لعدم وجود عمل يقتاتون منه – حسب وصفهم – في الوقت الذي سدت فيه العَبرة حلق عدد منهم، مُعبرين عن حالهم بالدموع.
شوارع أحياء فيصل والمهندسين والدقي والعجوزة ومدينة نصر، أصبحت تمتلئ بالمتسولين من الرجال والنساء والشابات، كل يحكي ظرفه الحالي الذي أجبره على التسول، بعضهن يشحدن أجرة إيجار الشقة، وآخرون يمدون أياديهم من أجل إطعام أطفالهم الجوعى، والبعض الآخر يسأل حق الدواء والفحوصات الطبية، والبعض تقطّعت بهم السبل وصار الشارع مسكنهم بعد عدم تمكنهم من سداد الإيجار.
ما رصدناه من معاناة السودانيين الفارين من جحيم الحرب في السودان هو جزء من واقع ووجع كبير جداً أكبر من الشرح والسرد، كانت الدموع هي سيدة الموقف، والحوجة هي السمة الأبرز، والعطاء هو الكنز المفقود، بعد أن تعددت الحالات وتمددت في شوارع الغربة تكتسيها الوحشة والحوجة والدموع.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: بسبب الحرب بعد أن
إقرأ أيضاً:
نصيحة لوجه الله للجنرال البرهان وكل عاقل في صفوف الجيش السوداني من غير عضوية الحركة الاسلامية
محمد فضل علي .. كندا
الجنرال عبد الفتاح البرهان بين امرين لاثالث لهما
قبل فوات الاوان وانهيار السقف والمتبقي من الدولة السودانية واحتمال التدخلات الامريكية والغربية المباشرة لفرض نظام عنصري معادي لهوية الدولة السودانية واقامة المشانق العلنية له ولنفس الهاربين من العدالة الذين يتحركون بحرية داخل وخارج البلاد في حماية البرهان والجيش واجهزة الامن وميليشيات الحركة الاخوانية .
التوقف الفوري عن الاستهبال واللف والدوران والمعالجات الجزئية وتعديل الوثيقة الدستورية واشياء من هذا القبيل تنفيذا لمطالب غرفة عمليات الحرب وقيادة الحركة الاسلامية المحظورة وفلول النظام السابق الامنية والسياسية التي تشارك اليوم في الحكم وادارة البلاد من وراء الكواليس واخراج هذه المسرحيات المتكررة وعلي الجنرال البرهان عدم الاستمرار في اللعب بالنار وكسب الزمن والسعي الفوري للتصالح مع الاغلبية الشعبية في الشارع السوداني صاحبة الحق والشرعية بتنفيذ مطالب الامة السودانية والثورة السودانية باعتقال الرئيس المعزول الهارب عمر البشير وبقية المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية وتحديد اقامة المطلوبين للعدالة الوطنية من قيادات الميليشيات الاخوانية الارهابية واعوان النظام السابق والمحرضين علي الحرب في الميديا الاجتماعية والتصالح مع التكنوقراط الوطني والحزبي الاقرب الي الاستقلالية من اصحاب الخبرات والقدرات الحقيقية وليس الالقاب الاستعراضية المزيفة من اصحاب السير الذاتية والمهنية الناصعة واقامة مؤسسات ونيابات للعدالة الانتقالية والبحث عن صيغة عقلانية وواقعية لعودة الجيش السوداني الي الحياة السياسية من الابواب بعد التطهير الفوري للمؤسسة العسكرية السودانية من عضوية الاخوان المسلمين والحركة الاسلامية وحظر تربية اللحي لمنسوبي الجيش والقوات النظامية وسن قوانين تحرم ارتداء ازياء ورتب والقاب القوات المسلحة للمدنيين في الميليشيات الاخوانية والجماعات القبلية والجهوية وتكريم شهداء الجيش القومي السابق للبلاد واخر قيادة شرعية للجيش السوداني والاعتذار عن محاولة كسب الوقت وتهدئة الشارع وقوي الثورة السودانية عبر المسرحية الهزيلة للكشف عن مقابر شهداء حركة الخلاص الوطني وحركة رمضان المجيدة والسماح لاسرهم والشعب السوداني والجيش السوداني بتكريمهم وتشيعهم في جنازة عسكرية بعد الانتهاء من التحقيق في ملابسات اغتيالهم وتصفيتهم جسديا بفتوي من مجلس شوري الحركة الاسلامية والتحقيق ومحاكمة المدنيين الذين شاركوا في عملية الاحتلال المسلح للبلاد ووحدات وقيادة الجيش السوداني ليلة الثلاثين من يونيو 1989 كبداية لعودة الجيش القومي السابق للبلاد ثم الاعلان عن الوقف الفوري للحرب والعمليات العسكرية ومطالبة المجتمع الدولي بحماية وتبني هذا القرار ومطالبة الشعب السوداني بالخروج الي الشارع لحماية قرار وقف الحرب واعادة بناء مرافق الدولة السودانية وتعويض ومواساة ضحايا الحرب والتحقيق القانوني في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها اطراف الحرب السودانية وتشكيل قيادة بديلة ومؤقتة للجيش السوداني بقيادة الجنرال البرهان اذا التزم بالتصالح مع الشعب والامة السودان بفرض قرار وقف الحرب السودانية.
رابط له علاقة بالموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=4F_8wg0Tjj4