د. جمال سالمي: الجزائر: اقتصاد الحرائق.. حرائق الاقتصاد
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
د. جمال سالمي *** تطور الكيد الغربي الشيطاني ضد الاقتصاد الجزائري الواعد.. إذ توسع مؤخرا نحو سياسة أرض محروقة أشد فتكا وقتلا من تلك التي اتبعها الاحتلال الفرنسي عندما أيقن انه راحل لا محالة عن الجزائر.. *** الخسائر الاقتصادية لحرائق الغابات لا تقل فداحة عن نظيراتها البشرية.. ضربات الامبريالية العالمية ضد محاولات نهوض الاقتصاد الجزائري تستغل بمكر شديد كل فرصة لتكبيده المزيد من الأعباء.
. منعا لأي نجاح اقتصادي محتمل قد يعصف بمسلسل النهب والسلب الذي تباشره الرأسمالية الأوروأمريكية منذ 300 سنة كاملة.. *** الغريب في حرائق 2023 أنها كانت منتظرة.. *** فالمواطنون، خلافا للماضي، لم يتفاجؤوا.. *** أصبح تكرار هذا السيناريو سنة غير حميدة كل صيف.. *** تضيف لمشاكل الجزائريين معاناة أخرى مميتة ومكلفة.. *** أعداء الداخل والخارج مصرون على تنفيذ أجندة التدمير الممنهج لكل ما هو جميل في الجزائر.. *** إذ لم تنفع اليقظة الغابية في كبح جماح هؤلاء المجرمين المخربين.. *** أضرموا نيران حقدهم فأحرقوا مواطنين جزائريين عزل في القرى والمداشر النائية الفقيرة.. *** سلسلة حرائق غابات مدمرة خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.. *** لا بد من البحث عن حلول فعالة لمواجهة الوضع الذي بدأ يتكرر سنويا.. *** حتى كاد يتحول إلى سنة سنوية غير حميدة.. *** الخسائر الاقتصادية لم تفتصر فقط على إتلاف أكثر من 2600 هكتار من الغابات والأحراش.. *** للجفاف الشديد دور لا يستهان به في بعض الحرائق.. *** أيادي العبث بالوطن بادية لكل ذي عينين.. *** شمال الجزائر يشهد تغيرا مناخيا خطيرا.. أثر على مردود القطاع الزراعي بشكل كبير جدا.. النتيجة كانت ارتفاعا غير عادي للأسعار.. *** نجاح الجزائر في إدارة هذه الكوارث وآثارها الاقتصادية مرتبط بوضع استراتيجية حكومية لمواجهة تلك الحرائق، خاصة في المناطق الغابية.. *** هناك حلول واقتراحات قيمة جدا قدمها خبراء جزائريون وأجانب، يتقدمهم الخبير الاقتصادي الجزائري المعروف فارس مسدور: أولا استعمال طائرات مسيرة صغيرة.. ثانيا شراء طائرات إطفاء كبيرة متخصصة.. يجب الاعتراف أولا أن الحكومة الجزائرية قامت باقتناء طائرات كبيرة لمكافحة الحرائق.. لكن ذلك لا يكفي.. لا بد من اقتناء المزيد منها.. ثالثا توفير شاحنات رش كافية.. رابعا فتح الطرق الجديدة والمسارات التي توصل إلى أعماق الغابات.. حتى يتم إطفاء الحرائق في وقتها بشكل سريع.. خامسا التحول إلى استراتيجية السدود الصغيرة.. يمكن الاستعانة بها عند وقوع الحرائق.. كما يمكن أيضا استغلالها إيجابيا في القطاع الزراعي.. سادسا توسيع محطات تحلية المياه.. سابعا تبني اقتصاد المياه.. ثامنا نقل تجارب دول أخرى ناجحة في هذا المجال.. *** التكنولوجيا الصينية خطت خطوات متقدمة جدا في هذا المجال.. *** الصين لديها استقرار كبير جدا في مجال مكافحة الحرائق واقتصاد المياه.. *** تجربتها في المناطق التي تعاني شحا كبيرا في المياه مع وجود مناطق فيها وفرة كبيرة.. *** لقد توصل الصينيون بعد جهد جهيد إلى الموازنة بين المناطق الوافرة والمناطق الفقيرة في مجال المياه.. يمكن للجزائر، بل يجب عليها أن تستنسخه منهم.. تاسعا استقدام التكنولوجيا الجديدة التي تتيح التنبؤ بالحرائق بشكل أفضل من ذي قبل.. بل ويمكنها أيضا مراقبتها.. عـاشرا التكيف الذكي مع زيادة درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار.. 5 أرقام تتكلم.. أولا الغابات والأشجار تغطي أقل من 1% من مساحة أراضي الجزائر.. ثانيا حرائق الغابات تشكل واحداً من أكبر ثلاثة مخاطر على الأرواح والممتلكات والنشاط الاقتصادي في البلاد.. ثالثا سجلت الجزائر ما بين عامي 2010 و2019 قرابة 3 آلاف حريق التهمت مساحة تعادل نحو 30 ألف ملعب لكرة القدم سنوياً.. رابعا بلغت الخسائر السنوية في الأصول 1.5 مليار دينار جزائري.. أي ما يعادل 11 مليون دولار.. خامسا بلغت التعويضات المدفوعة لضحايا الكوارث 600 مليون دينار جزائري.. أي ما يعادل 4.4 ملايين دولار في عام 2020.. 5 مقالات في 5 فقرات أولا أيمن بن عبد الرحمان (الوزير الأول الجزائري) الكلفة الاقتصادية للزلازل تقارب 10 مليارات دولار..
معدل النفقات العمومية الموجهة للتصدي للكوارث في الجزائر، لا سيما الفيضانات والزلازل
وحرائق الغابات، تجاوز 225 مليون دولار سنويا خلال السنوات الـ 15 الماضية..
نحو 70% من هذا المبلغ يوجه لإصلاح مخلفات الفيضانات التي تعد على رأس قائمة الكوارث التي وقعت بالجزائر منذ سنة 1950
لا بد من تعزيز التعاون العربي-الإفريقي والدولي متعدد الأطراف، بإنشاء آليات عملياتية دائمة ومؤطرة، والعمل بالتنسيق الدائم مع مكتب الأمم المتحدة، للحد من الكوارث ضمن إطار شامل ومتناسق مع الآليات الأخرى المعنية، من أجل التنمية المستدامة وتغير المناخ.. كما يجب تحديد وسائل التنفيذ بصفة واضحة وشفافة..الجزائر بادرت أخيرا على الصعيد القاري بإنشاء آلية إفريقية للوقاية من أخطار الكوارث، من أجل إحداث قوة مدنية قارية للتأهب للكوارث
الطبيعية والاستجابة لها..
قصد ضمان تكفل فعلي وآني وتقديم الدعم الضروري للبلدان الأفريقية المتضررة..
يجري حاليا العمل على تفعيل المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى، المتواجد مقره بالجزائر، والتابع لجامعة
الدول العربية، بما يرفع إسهامه في مجالات البحث العلمي المطبق في الكوارث الطبيعية.
ثانيا الدكتور فارس مسدور (أستاذ الاقتصاد بجامعة البليدة) الجزائر شهدت في السنوات القليلة الماضية اضطرابا في الطقس أدى إلى جفاف وحرائق وتراجع في الإنتاج الزراعي.. حرائق الغابات في الجزائر مرتبطة بعدة عناصر: أولها الجفاف الذي عرفته الجزائر ثانيا العمليات الإجرامية التي تعرضت لها البلاد وما زالت تتعرض لها خلال العامين الماضيين والتي زادت وتيرتها وزاد حجمها بشكل غير عادي.. ثالثا أوغلاون مراد (المنسق الرئيسي للوكالة الوطنية الجزائرية للسدود والتحويلات) نسبة امتلاء السدود على المستوى الوطني بلغت 44% فقط قبل حلول فصل الصيف.. رابعا إيمانويل كوفيليير (الممثل المقيم للبنك الدولي في الجزائر) كانت سلسلة ندواتنا الإلكترونية فرصة لتبادل الممارسات الجيدة، ومناقشة الأدوات التحليلية لمساندة جهود الجزائر الرامية إلى إيجاد السبل المناسبة لإدماج مخاطر الحرائق في الإدارة المستدامة للغابات.. أندريا كوتر وساندرين جوفريه وكريمة بن بيه (خبراء البنك العالمي متخصصين في حرائق الغابات) لا بد للجزائر من تسيير مستدام لغاباتها.. كما فعلت تركيا والهند..المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
زكي نسيبة: الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في تطوير أنظمة تخزين المياه وإدارة الكوارث
أكد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، أن دولة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في الاستثمار بالبنية التحتية وتطوير أنظمة مبتكرة لتخزين المياه وإدارة الكوارث.
جاء ذلك في كلمته خلال المنتدى الدولي الثامن حول "الفيضانات في أنظمة الوديان - ISFF8"، الذي استضافه المركز الوطني للمياه والطاقة في المبنى الهلالي بالحرم الجامعي واختتمت فعالياته أمس واستمر 3 أيام، وذلك بحضور أصيلة المعلا، مدير هيئة الفجيرة للبيئة، والدكتورة سعاد المرزوقي، النائب المشارك لشؤون الطلبة، وعدد من القيادات الأكاديمية، ونخبة من الباحثين والخبراء الدوليين، وممثلين عن المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، لتبادل الخبرات والمعارف وأحدث الأبحاث في مجال الفيضانات المفاجئة.
وأشار معاليه إلى أهمية تنظيم هذا المنتدى في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي أدت إلى زيادة حدة وتواتر الكوارث الطبيعية، خاصة الفيضانات المفاجئة، لافتا إلى أن العمل الاستباقي القائم على البيانات يعد أساسياً لتعزيز مرونة المجتمعات وتطوير استراتيجيات إدارة مستدامة لمخاطر الكوارث.
وقال: "في جامعة الإمارات، نرى أن مواجهة التحديات العالمية مثل الفيضانات المفاجئة تتطلب تعاوناً مشتركاً، حيث نسعى من خلال هذا المنتدى إلى تبادل الرؤى والأفكار حول إدارة مخاطر المياه على مستوى عالمي".
من جانبها قالت أصيلة المعلا، في كلمتها، إن المنتدى يناقش أحد الموضوعات الحيوية التي تؤثر على مستقبل الأجيال المقبلة وهو ما يحمله التغير المناخي من آثار وتحديات متزايدة على الظواهر الطبيعية التي نشهدها الآن مثل الفيضانات التي تؤثر بشكل ملحوظ على بيئتنا وصحة مواردنا الطبيعية.
أخبار ذات صلة أقل درجة حرارة سجلت على الدولة محمد بن زايد: نتطلع لمواصلة تعزيز شراكتنا مع أميركا لمصلحة بلدينا وشعبيناوأضافت أنه في الآونة الأخيرة باتت الفيضانات تشكل تحديًا غير مسبوق مما دفعنا إلى ضرورة تبني إجراءات استباقية لحماية المجتمع وممتلكاته وضمان استدامة البيئة، وتبني نظام إنذار مبكر يعتمد على البيانات والمعلومات الدقيقة، حيث تعد التقنيات الحديثة في مراقبة أحوال الطقس والتنبؤ بالمخاطر المحتملة للفيضانات أحد الأدوات الأساسية التي ينبغي لنا الاستثمار فيها لتقليل الأضرار والحفاظ على البيئة والبنية التحتية.
من جهته قدم البروفيسور تي سي يويا سومي ، نائب رئيس اللجنة الدولية للسدود الكبرى "ICOLD"، رئيس معهد أبحاث الوقاية من الكوارث بجامعة كيوتو في اليابان، عرضا توضيحيا شاملا عن " أنظمة الفيضانات المفاجئة في الأودية"، مستعرضا جهود الندوة الدولية على مدى الأعوام السابقة والمؤتمرات التي عقدت وأبرز المخرجات العلمية والبحثية.
من ناحيته قدم الدكتور محسن شريف، مدير البحث العلمي في جامعة الإمارات، ورقة علمية بعنوان "جريان المياه السطحية والفيضانات المفاجئة وإعادة تغذية المياه الجوفية في دولة الإمارات العربية المتحدة"، فيما استعرض البروفيسور سامح كنتوش، من جامعة كيوتو في اليابان، في عرضه التعريفي ورقة بعنوان "الإدارة المتكاملة للفيضانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: عشر سنوات من أنشطة الندوة الدولية للفيضانات المفاجئة ”ISFF".
يذكر أن المنتدى يهدف إلى تعزيز الجهود العالمية لمواجهة تحدي الفيضانات المفاجئة وحماية المجتمعات والبنية التحتية من آثاره المدمرة، من خلال تبادل الخبرات وبناء الشراكات، وتطوير حلول مبتكرة ومستدامة لهذه التحديات.
وتضمنت أعمال المنتدى جلسات متنوعة تناولت مواضيع حيوية مثل مناقشة أحدث التطورات في مجال دراسة الفيضانات المفاجئة، وأنظمة الإنذار المبكر، وتصميم البنية التحتية المرنة، وإدارة المياه الجوفية، كما شهد ورش عمل تطبيقية حول إدارة مخاطر الفيضانات.