صحيفة الاتحاد:
2025-04-26@03:58:16 GMT

البطائح.. «خير الكلام ما قلّ ودلّ»!

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

سلطان آل علي (دبي)


يشهد «دورينا» في كل موسم ظهور أحد الأندية بصورة تجعله «المفاجأة» أو «المجتهد» الذي تفوق على نفسه، وفي الموسم الحالي، لا يبدو أن هناك فريقاً يستحق هذا المسمى إلا البطائح حتى الآن، ويستطيع «الراقي» الذي يحتل المركز السابع «25 نقطة» الوصول إلى «السادس» مع «المؤجلة».
ويعد البطائح أحد النجاحات التي لا بد من تسليط الضوء عليها في الموسم، حيث تعرّض الفريق لـ«مطبات» مختلفة، ولكنه ظل مستمراً بالنهج نفسه والثبات والنتائج الإيجابية.

خصوصاً بعدما قرر المدرب رادوي فسخ العقد والرحيل عن الفريق فجأة، ومن دون مقدمات أو سابق إنذار في منتصف الموسم.
ويتّبع البطائح مقولة «خير الكلام ما قلّ ودلّ»، حيث يستخدم الراقي الأسلوب الدفاعي المتحفظ، من أجل حصد النتائج الإيجابية، بعيداً عن المبالغة في الهجوم، أو فتح اللعب الذي لا يعتبر منطقياً للفرق التي لا تملك الإمكانيات المؤهلة لذلك.
وتشير الأرقام إلى أنّ البطائح سجل 26 هدفاً فقط في الدوري، وهو خامس أضعف هجوم، ولكن في المقابل، هو سادس أقوى دفاع في المسابقة بـ26 هدفاً في مرماه فقط.
ويعد البطائح أقل فرق «دوري أدنوك للمحترفين» من ناحية التسديد على المرمى بـ53 تسديدة فقط، ومعدل 3.1 تسديدة كل مباراة، ولكنه صاحب ثاني أعلى نسبة استغلال لهذه التسديدات بـ15.7%، ولا يتفوق عليه إلا الوصل الذي يستغل بنسبة 17.1%.
ويتميز «الراقي» بالنجاعة العالية أمام المرمى، حيث إن البطائح هو أعلى فريق في «دورينا» استغلالاً للفرص الكبيرة المحققة للتسجيل بـ63%.
وسجل البطائح 15 فرصة كبيرة من 24، ولم يهدر إلا 9 فرص، وهو الرقم الأقل بين كل الأندية، ومن ناحية لمس الكرة في منطقة جزاء المنافسين، لا يوجد فريق أقل من البطائح بـ257 لمسة، فهو يحتاج 10 لمسات فقط لتسجيل هدف.
ويتصدر البطائح قائمة الأندية الأكثر تمريراً للكرات الطويلة، بمعدل 30.6 تمريرة طويلة صحيحة كل مباراة، كما أنه يعتبر ثاني أكثر فريق في قطع تمريرات المنافسين، بمعدل 8.4 تمريرة كل مباراة.
ويعد البطائح ثاني أكثر فريق نجاحاً في التدخلات بنسبة 71.3% من الإجمالي، وهو ثالث أعلى فريق في تشتيت الكرات، بمعدل 21.2 تشتيت كل مباراة.
ومن الأرقام المتميزة أن البطائح هو أقل فريق في «دورينا» ارتكاباً لركلات الجزاء بواقع ركلتين فقط، متساوياً مع الجزيرة.
ولم يتأثر البطائح برحيل رادوي، بل استمر في النهج نفسه والأرقام والأسلوب، وتفوق على نفسه، حيث انتزع 3 انتصارات في آخر 4 مباريات، على حساب كلباء والجزيرة وخورفكان.
وما زالت هناك «مؤجلة» ومباريات يستطيع البطائح فيها حصد المزيد من النقاط، مما يعني أن «الراقي» أمام موسم قد يكون تاريخياً واستثنائياً بكل المقاييس.

أخبار ذات صلة جريجوري.. «أستاذ الطوارئ»! شباب الأهلي يغازل «السوبر الإماراتي القطري» أمام الدحيل

 
 
 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دوري أدنوك للمحترفين البطائح ميريل رادوي الجزيرة الوصل کل مباراة فریق فی

إقرأ أيضاً:

يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟

يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة.

لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته.

نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية.

جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد.

لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا.

إعلان

إننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم.

أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة.

هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب.

وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية.

جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة.

هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.

وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟

في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي.

إعلان

ولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية.

في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني.

الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني.

ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟

نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية.

المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الوالي مهيدية : الجمهور المغربي مطالب بتسويق صورة حضارية عن بلدنا بالتشجيع الراقي في أفق إستضافة التظاهرات العاملية
  • رجل يحاول الانتحار بإلقاء نفسه من فوق الجامع الأزهر (شاهد)
  • العثور على جثة شخص داخل شقته في الحي الراقي.. والنيابة تحقق
  • ناقد رياضي: فريق صن داونز مرعب ولا يستهان به
  • أفضل فريق.. أحمد الطيب يتغزل في بيراميدز قبل مباراة أورلاندو
  • النور حمد (نموذجاً): عندما يتحدث النخبوي عن نفسه بصفة (نحن عملاء)
  • شباب الأهلي يتصدر دوري السلة بـ «العلامة الكاملة»
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
  • %86 من المدربين يرحلون «أول عام» في «دورينا»!