سهير فهد جرادات انتبهت، وأنا منهمك بكتابة موضوع الإنشاء والتعبير، إلى أن رئيس الوزراء “فوق رأسي” ويقرأ ما أكتب باهتمام !!.. لم أكترث واستمريت في الكتابة عن؛ “عطلة العائلة الأردنية الصيفية”، التي بدأنا كعائلة الإعداد لها “بلهفة” على أن تبدأ فور انتهاء “حالة الطوارئ” التي عشناها كسائر بيوت الأردنيين ممن لديهم طلبة “توجيعي” أقصد توجيهي، والتخلص من رفع شعار المرحلة على مدار عام كامل “في بيتنا توجيهي، ممنوع الاقتراب او التصوير” .
. تُعد هذه العطلة استراحة “بين الشوطين” بعد التوجيهي وقبل إعلان النتائج لتحديد “المصير الجامعي”، وبدء البحث عن مصدر لدعم الأقساط الجامعية باتباع نظام “ شد الأحزمة على البطون” او عن بعثة او واسطة للحصول على منحة لتمويل مشروع التعليم الذي للأسف في اغلب الأحيان لا يرد رأس المال المدفوع !! هذا في حال ان الله عافاك من الموازي، والعودة لرحلة إعادة تقديم بعض المواد لرفع المعدل .. لنعود الى العطلة العائلية السنوية، وكوني من الجنوب، بالتأكيد سنذهب لزيارة بيت جدي واعمامي وعماتي، والدخول في نوبة “الشكوى لغير الله مذلة”، وان الأوضاع “ مكانك سر “، وان عمان غالية نار و”بتشوي“، وان راتبي امي وابي لا يكفيان حاجاتنا، وان قلة زيارتنا لهم سببها ضيق ذات اليد، وبعد حالة الانكسار التي نعيشها امام أبناء العمومة والعمات، نذهب الى النقيض نحو بيت جدي لامي لزيارتهم في الشمال، لحضور عرس ابن خالتي، وتبدا الوصايا من والدتي “اصحكوا يمى“، لا حدا يعرف عنا اشي “بستوطوا حيط ابوكم”، احنا بخير وعايشين عال العال،” لا تشمّتوا نسوان اخوالك فينا “، ديروا بالكم من خالتكم خاصة تلك “ المغتربة “!! .. لتبدأ أمي بمفاوضة والدي على مقدار “ النقوط “ الذي سيقدمه “ لابن عديله”،لا تفضحني قدام اهلي “احنا مش أقل منهم “، بيض وجهي، ويأتي يوم العرس، ونحرص ونحن نتناول “قطعة الكيكس” وشرب المشروبات الغازية الخالية من الغاز كونها مفتوحة قبل العرس بساعتين على أن لا تتسخ ملابسنا الجديد التي اشترتها أمي من قرض حصلت عليه، حتى لا تظهر اقل من خالتي !!..وفي نهاية العرس وقبل أن ينزل العروسان عن “صمدة اللوج “، وهي عبارة عن “ طاولة السفرة “ عليها كرسين، ويستخدم للصعود “طربيزة”، يتم توزيع “مطبقنية”؛ وهي عبارة عن لوز مغطى بالسكر وشوكولاته ملفوفة بقطعة قماش ملونة أو بورق محارم مربوطة بمطاطة.. كما هو معروف “هو العرس لاثنين والعجقة لألفين “، وما ان ينتهي العرس، وفي طريق العودة الى عمان، يبدأ والدي “ بموشح “ المعاتبة لامي؛ “طول عمرك بتحكي عن أهلك وتنتقديهم، اليوم صاروا حبايبك ؟!! كل حياتك تمثيل بتمثيل لا همه بحبونا ولا احنا بنحبهم “!!.. وتكون مهمتنا نحن من نجلس في “المقاعد الخلفية “ أن نستمع الى ”المهاترات” التي تجري لمن يجلسان في “المقاعد الأمامية”، ونحن من داخلنا نقول ؛ ما خرب حياتنا الا انتم يا من تجلسون في
المقاعد الامامية، أيها البارعون في التمثيل، المنافقون الكذابون، يا من تهتمون بالمظاهر، لا يهمكم مصير من يجلس في المقاعد الخلفية، الذين لا يملكون حق القيادة، ولا حتى حق ابداء الرأي وحرية التعبير، وكل دورنا أن نكون “كومبارس “ نؤدي ما تريدون لنا من أدوار .. وفي النهاية اذا احتدم النقاش فيما بينكم، وفقدتم السيطرة، نحن من نجلس في المقاعد الخلفية سندفع الثمن، واذا استمر الامر كما هو، سيبقى الحال على ما هو؛ تتحكمون بمصيرنا، ونحن مستمعون جيدون، الى أن نكبر ونجلس في المقاعد الامامية، ونتبادل الأدوار .. لكن، ولأني “طالب توجيهي” راسب في مادة الإنشاء والتعبير، ومن باب الصراحة، ونظرا لغياب “ديمقراطية الحوار“ أقسمت أن لا أدخل حزبا، وقررت أن لا أبقى في البلد، بعد أن فقدت الثقة في “الا.. لاح“، قصدي “الإصلاح“.. عفوا “سقطنا في حفرة “كانت قد صادفتنا في طريقنا “طريق العودة”. كاتبة وصحافية من الأردن Jaradat63@yahoo.com
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
فی المقاعد
إقرأ أيضاً:
نائب الدبيبة: انتخاب تكالة تمّ في أجواء ديمقراطية ونحن سعداء
استقبل محمد تكالة، نائب الدبيبة، رمضان بوجناح ، والذي وصل لتقديم التهاني بمناسبة فوز “تكالة” برئاسة مجلس الدولة في أجواء وصفها بـ “الديمقراطية”.
وذكر بيان مجلس الدولة، على فيسبوك، أن ” بوجناح عبر عن سعادته بانتهاء عملية انتخاب مكتب رئاسة المجلس في أجواء ديمقراطية وبحضور وسائل الإعلام المختلفة والتي نقلت الحدث على الهواء مباشرة، مبديا ثقته في قدرة المجلس على النهوض بمسؤولياته الكاملة لخدمة مصلحة البلاد”.
من جهته أعرب تكالة عن شكره وتقديره لنائب الدبيبة، على تهانيه مجددا تأكيده على قيادة المجلس الأعلى للدولة للقيام بدوره خلال المرحلة القادمة.
الوسومنائب الدبيبة