أحدث وصول كميات من مادة القات الأثيوبي المعروف باسم "الهرري" إلى أسواق بالعاصمة عدن، ضجة واسعة بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق عملية بيع لكميات من القات "الهرري" في أحد أكبر أسواق بيع القات في عدن يوم عيد الفطر الذي صادف الأربعاء.

وتظهر مقاطع الفيديو إقبالاً كبيراً من مقبل متعاطي القات على هذا الوافد الجديد نظراً لانخفاض سعره بشكل كبير تصل إلى 70% مع متوسط سعر القات المباع في المناطق المحررة والذي يأتي أغلبه من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.

ورغم أن الحادثة جاءت كمبادرة فردية من قبل أحد موردي القات المحليين والطريقة غير الرسمية التي دخلت بها هذه الكميات ما يُرجح أن يتم منعها من السلطات، إلا أن الأمر أخذ بعداً سياسياً واقتصادياً مختلفا.

فالحادثة جاءت في ظل المعركة الاقتصادية الشرسة المستعرة منذ أسابيع بين الحكومة الشرعية وبين مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، عبر الخطوات والقرارات التي اتخذها البنك المركزي في عدن وكان آخرها نقل مقرات البنوك التجارية من صنعاء إلى عدن خلال 60 يوماً، رداً على قيام المليشيا بسك عملة معدنية والتهديد بطباعة عملات ورقية.

وترى قيادة البنك المركزي ومن خلفها الحكومة الشرعية في هذه الخطوات حلاً ضرورياً لفرض سلطاتها الشرعية على القطاع المالي والمصرفي في اليمن ووقف العبث الذي تمارسه مليشيات الحوثي في هذا القطاع منذ قيامها أواخر 2019م بمنع تداول العملة المحلية المطبوعة من قبل الشرعية.

ويؤكد الخبراء والمحللون الاقتصاديون أن نجاح الشرعية في ذلك يعد شرطاً أساسياً لوقف عملية انهيار العملة المحلية أمام العملات الصعبة بالمناطق المحررة، ومنع عمليات الاستنزاف التي تتعرض لها العملات الصعبة في مناطق الشرعية من قبل مليشيات الحوثي، للحفاظ على الاستقرار الوهمي الذي تفرضه على أسعار الصرف في مناطق سيطرتها.

مشيرين إلى أن عملية الاستنزاف التي تتعرض لها العملات الصعبة بالمناطق المحررة تأتي جراء اعتمادها على بعض المنتجات القادمة من مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، والتي يتم تحويل قيمتها لاحقاً بالعملة الصعبة نتيجة "الانفصال" النقدي الحاصل في اليمن بعد منع المليشيا للعملة المحلية المطبوعة من قبل الشرعية.

ومن أهم هذه المنتجات تأتي مادة القات وبعض أنواع الخضروات والفواكه التي لا تزرع في المناطق المحررة، إلا أن مادة القات تحتل الصدارة، حيث تُشير تقديرات إلى أن نحو 80% من كميات القات المُباع في أسواق المناطق المحررة يأتي من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.

مصادر مصرفية في عدن قدرت في حديث لها لـ "نيوزيمن"، بأن متوسط ما يتم تحويله يومياً إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي كقيمة للقات المُباع في أسواق عدن، لا يقل عن مليون ريال سعودي (270 ألف دولار)، مؤكدة بأن ذلك من أكبر مصادر استنزاف العملة الصعبة.

وكان لافتاً أن وصول كميات من القات الأثيوبي إلى عدن سبقه بأيام مطالبات من قبل نشطاء جنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي بالبحث عن خيارات أخرى بديلة وبسعر أرخص للمنتجات القادمة من مناطق سيطرة المليشيا وعلى رأسها مادة القات.

مذكرين بالخطوة التي أقدمت عليها مليشيات الحوثي منتصف العام الماضي ضمن حربها الاقتصادية ضد المناطق المحررة، بمنع دخول مادة الغاز المنزلي المنتج في مأرب إلى مناطق سيطرتها وقيامها باستيراد الغاز من الخارج، وسط اتهامات حكومية بأنها تستورده من إيران.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المناطق المحررة ملیشیات الحوثی من مناطق سیطرة مادة القات من قبل

إقرأ أيضاً:

اعتراف إسرائيلي بالفشل أمام عمليات الحوثي.. 200 صاروخ منذ بدء الحرب

اعترفت وسائل إعلامية إسرائيلية بالفشل استخباريا وفنيا في مواجهة الهجمات التي تنطلق من اليمن، منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، السبت، إن "إسرائيل فشلت منذ بداية الحرب على غزة في التصدي لتهديدات الحوثيين الذين أطلقوا على أراضيها أكثر من 200 صاروخ باليستي و170 مسيّرة".

جاء ذلك في تقرير للصحيفة عقب إصابة 20 إسرائيليا جراء سقوط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على تل أبيب وسط دولة الاحتلال. دون أن يتمكن "الجيش" من اعتراضه.

وقالت "معاريف": "يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال أن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق".

وأضافت: "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم. ومنذ أكثر من عام، ألحق الحوثيون أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإقليمي بشكل عام، وبالاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص".


وتابعت: "أطلق الحوثيون 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، وتم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الأمريكيين والقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية".

وحسب الصحيفة، "لم تكن إسرائيل مستعدة استخباراتيا وسياسيا لمواجهة تهديد الحوثيين من اليمن. ولم تشكل تحالفا إقليميا لمواجهة التهديد الذي يضر اقتصاديا بمصر والأردن وأوروبا".

صحوة متأخرة
وقالت الصحيفة: "استيقظ الجيش الإسرائيلي والاستخبارات بعد فوات الأوان في مواجهة التهديد ويحاولون الآن فقط في الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان) البحث عن مصادر هنا وهناك لتكوين صورة استخباراتية عن الحوثيين".

وأوضحت "معاريف" أن "هجمات القوات الجوية الإسرائيلية الثلاث على الحوثيين كانت مجرد جولات من العلاقات العامة والقليل من النيران، وأقل بكثير من نشاط حقيقي يسبب أضرارًا عسكرية فعلية تخلق توازن الرعب أو نوعًا من الردع في مواجهة الحوثيين".

واعتبرت الصحيفة أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي يتم إطلاقها من اليمن من "صنع إيران التي تقوم بتحسين مسارات طيران المسيرات، ما يجعل من الصعب على القوات الجوية الإسرائيلية رصدها".
وقالت إن التحسينات في الصواريخ الباليستية أيضا تمكنت من التغلب على صواريخ "السهم" التي تنتجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.


فشل متكرر
وأقرت الصحيفة بأن "المشروع الرئيسي للدفاع الجوي (منظومة "حيتس"/السهم)، فشل لأربع مرات متتالية في محاولته اعتراض الصواريخ الباليستية؛ ثلاثة من اليمن وواحد من لبنان".

وقالت: "المحزن في الأمر برمته أن إسرائيل لا تبلور خطة حقيقية ضد التهديد القادم من الشرق".

وأشارت إلى أنه "مع كل صاروخ يتم إطلاقه من اليمن تجاه منطقة تل أبيب الكبرى، يهرب مليوني مواطن، إلى الملاجئ والمناطق المحمية".

وانتقدت الصحيفة ضعف الرد العسكري الإسرائيلي على الحوثيين، وقالت: "تمتلك إسرائيل أسطولا من سفن الصواريخ والغواصات التي لا تُستخدم فعليا لسبب ما ضد الحوثيين في اليمن".

واعتبرت الصحيفة أن "قصف خزان وقود أو بعض زوارق القطْر القديمة في ميناء صغير في اليمن يشبه تماماً قصف الكثبان الرملية في غزة، أو موقع من الورق المقوى لحماس أمام ناحال عوز (مستوطنة)".

وقالت إنه "يتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارا حقيقيا للتصرف بشكل حاسم ليس فقط في اليمن، بل أيضاً ضد القائمين على أنشطة الحوثيين والمبادرين إليها، والذين على حد علم المخابرات الإسرائيلية، لا يتمركزون في صنعاء بل في طهران".

مقالات مشابهة

  • من التضخم إلى البيتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • من التضخم إلى البتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
  • إحباط تهريب 19 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر بجازان
  • الشميري: إيران تراهن على الحوثي لتحقيق أهدافها الاستراتيجية رغم المخاطر
  • محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
  • عادل حمودة: مشهد انتهاء حكم بشار الأسد في سوريا متناقض مع بدايته
  • اعتراف إسرائيلي بالفشل أمام عمليات الحوثي.. 200 صاروخ منذ بدء الحرب
  • إيران تحضر لهجوم جديد على غرار 7 من أكتوبر.. من هذه الجبهات
  • هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)