ناشط حقوقي: 77% من السلع المقلدة المتجهة إلى اليمن أدوية مزيفة
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
كشف ناشط حقوقي يمني أن أكثر من ثلاثة أرباع الضبطيات الجمركية في اليمن هي عبارة عن أدوية مزيفة ومقلدة يتم إدخالها إلى اليمن بصورة مستمرة.
وقال الناشط وائل البدري في منشور على حسابه منصة "فيسبوك" الجمعة، إنه "وفق قاعدة بيانات المضبوطات الجمركية العالمية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن معظم السلع المقلدة المتجهة إلى اليمن عبارة عن أدوية مزيفة (77%)، تليها الآلات الكهربائية والإلكترونية (7%)، وقطع الغيار (3%) والمواد الغذائية (3%).
وأشار الى ان الأدوية المزيفة المتوجهة إلى اليمن تشمل أدوية نفسية كمضادات القلق والاكتئاب، وعلاج مرض السكري، وعلاج ضعف الانتصاب، وعلاج أمراض الرئة، وعلاج قرحة المعدة.
واتهم خبراء اقتصاديين قيادات مليشيا الحوثي بوزارة الصناعة والتجارة والجمارك بادخال السلع المغشوشة ومقلدة ومنتهية الصلاحية والتواطئ مع مستوردين حوثيين على نحو خطير إذ أصبحت السلع المغشوشة والمهرّبة تشكل ما بين 60 الى 70% من حجم التجارة في اليمن ومناطق الانقلاب على وجه الخصوص في ظل انعدام الرقابة الحكومية وعدم تفعيل دور جمعية حماية المستهلك وغياب الوعي المجتمعي.
ومنذ انقلاب المليشيات الحوثية العام 2014 غزت السلع المغشوشة والمهربة والمقلدة الأسواق اليمنية بشكل غير مسبوق وبات أكثر من نصف التجارة المحلية في البلد يعتمد على التهريب والتقليد، وسط تحذيرات من انعكاساتها السلبية ومخاطرها الصحية وخسائرها المادية على المستهلكين وعلى الاقتصاد المحلي والذي تسبب بمغادرة رأس المال الوطني.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: إلى الیمن
إقرأ أيضاً:
العالم عبارة عن مزيج من الثقافات الإنسانية
الكثير من المشاكل التي تشعل الحروب والفتن بالعالم تنشأ في الأساس نتيجة لغياب اللغة المشتركة. وحينما نقول اللغة المشتركة فإننا نعني الأساليب التي تناسب بها الأفكار بين الناس هي أساليب تختلف بدرجات متفاوتة نتيجة لاختلاف ثقافات البشر.
لقد شهدت تسعينات القرن الماضي زوال كتلة المعسكر الشرقي وعلى رأسها الإتحاد السوفيتي. وهي كتلة كانت تمثل قوة عظمى شكلت في مقابل المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية نوعاً من التوازن في السياسة الدولية، نتج عنه ما تمتعت به مجموعة من الشعوب والمجموعات والدول الصغيرة أو الضعيفة من قدر نسبي من الاستقلالية فيما يخص توجهاتها العامة واحتفاظها بهوياتها الثقافية والاجتماعية لفترة طويلة.
كانت أبرز ملامح العالم الجديد هو بزوغ المعسكر الغربي الرأسمالي على المستوي العسكري والسياسي أولاً ثم تبعت ذلك التجليات الثقافية والاجتماعية الرامية إلى نقض الأنماط الثقافية والاجتماعية الأخرى المخالفة لتوجهات ذلك المعسكر، والعمل على إشاعة نمط واحد وتصويره على أنه هو النموذج الأفضل للحياة الإنسانية.
ولا نستغرب كثيراً أن بعض المفكرين خصوصاً الذين ينطلقون من فرضية انتصار نمط بعينه التي أشاعها هذا الفهم والتي نجد أبرز أمثلته في الكتابات التي صدرت في تسعينيات القرن الماضي لعدد من المفكرين الغربيين وأبرز تلك الكتابات، أطروحة “نهاية التاريخ” والتي كتباها فرانسيس فوكوياما، وهو مفكر أمريكي وجد في نهاية الحرب الباردة وانتصار النموذج الغربي الليبرالي الأمريكي أنه الشكل الأخير للحياة الإنسانية على كوكب الأرض، ودافع عن فكرته من حيث هذا النمط والنموذج الثقافي، وهو خلاصة التطبيق الإنساني لفلسفة الحرية الفردية التي صارت حرية المجتمع.
ونظراً للحالة التي كان العالم يعيشها في ذاك الوقت، فقد وجدت هذه الأطروحة رواجاً كبيراً وتصدت لنشرها عدد من المنابر والصحف ودور النشر، واهتمت بها الدوائر الثقافية على مستوى العالم وعملت بها بحثاً ودراسة كل حسب زاوية نظره للأمور. لكن أبرز نقد وجه لهذه الأطروحة كان متمثلاً في أن الكاتب لم يستطع أن يبرر حالات الفقر المدقع والحروب المستمرة والنزاعات التي تنتشر وما إذا كانت هذه الصورة هي ما يبشر به النمط الثقافي الجديد المتمثل في ثقافة ذات بعد واحد.
غير بعيد عن هذا الأمر كانت مساهمة أخرى تمثلت في كتاب “صدام الحضارات” للمفكر صمويل هنتنغتون الذي قسم العالم إلى غرب وشرق وساق التباين الثقافي بين الاثنين بما خلص منه إلى حتمية أن يتم صدام شامل بين هاتين الحضارتين.
فالأساس الذي وضعه الكاتب هذه المرة لم يكن أساساً أو نظرية سياسية، وإنما انطلق من مفهوم مبنى عليه فكرة التباين الثقافي التي تقتضي أن ينقسم العالم في النهاية إلى جزئين كبيرين هما الشرق والغرب وأن الصدام بينهما هو نهاية الاستقطاب الثقافي الكبير بينهما.
أيضاً هذه الأطروحة تعاملت مع الشأن الثقافي ككل غير تاريخي وغير قابل للتحول والتنوع، فمفاهيم الثقافة مفاهيم جدلية وليست جامدة، وهي متغيرات في حالة تفاعل مستمر مع معطيات الواقع حولها. فليس هناك شرق محض أو غرب محض. العالم هو مزيج من الثقافات الإنسانية المتداخلة والمتعددة والمتنوعة.
وأختم حديثي عن قصة شهيرة عن النبي إبراهيم “علية السلام”: جاء رجل للنبي وطلب منه أنْ يبيت عنده، أو أنْ يضيفه، فسأله إبراهيم عليه السلام عن دينه فقال: إنه مجوسي، فردَّ الباب في وجهه، فعاتبه ربه في ذلك، وقال له: يا إبراهيم تريده أنْ يغير دينه لضيافة ليلة، وهو طول عمرة عايش تحت رحمتي؟؟ فقام النبي إبراهيم ولحق بالرجل: وقال الرجل فقد أتيت لك ورديتني …
فقال نبينا إبراهيم: لقد عاتبني ربي.
فرد الرجل المجوسي: نعم الرب، رباً يعاتب أحبابه في أعدائه، ثم دخل الإسلام وأمن بالله.