كتيبة البراء بن مالك ليست أنشودة إسلامية فقط ولا هى المصباح طلحة، وإنما طليعة فدائية من صلب هذا الشعب المُسلم، كثير منهم زاهد في الأضواء، زجرته نفسه فهب للقتال، تنادوا للذود عن وطنهم الغالي، فوجدوا في سيرة الصحابي ابن النضير الأنصاري عبرة، وهو الذي سبق في الصحبة الكريمة، وكان مُجاب الدعوة كما بشره الرسول، شهد أحد وبايع تحت الشجرة مع المؤمنين الذين رضي الله عنهم، وبلغ بعد ذلك حرب مسيلمة الكذاب، وما أكثر شيعة مسيلمة هذه الأيام، فتقدم البراء الصفوف بفدائية ومن فوق أسنة الرماح فتح باب الحصن، وتداعى رأس الكفر، وكان البراء يطلب الشهادة مُقبلاً غير مُدبر، كما يفعل هؤلاء الشباب اليوم، نُصب عينه الحُسنة وزيادة، وقد نالها في معركة تستر ضد الفرس، وأشهر كلماته حين كان يحرض المؤمنين على القتال ” يا أهل المدينة.

. لا مدينة لكم اليوم.. إنما هو الله والجنة “. تلك سيرة وبطولة ملهمة وجديرة بالاقتداء، وهو ما حدا بشباب هذه الكتيبة تقدم الصفوف والدفاع عن الأرض والعرض، جاءوا من كل مكان، أطباء ومهندسين وتجار ومعلمين ومغتربين وأهل صنع وحفظة، خلعوا البدل والقمصان وهجروا الرجز وصالات الرقص وقدموا مئات الشهداء والجراحى، وحق للشعب أن يفاخر بهم، تجدهم في سلاح المدرعات وفي أم درمان ودارفور والأن في الجزيرة تحت قيادة الجيش، بأجساد نحيفة ووجوه بشوشة وقلوب ذاكرة، لكن ساعة الكتال حارين، قدوة حسنة لأجيال قادمة بإذن الله، تلهج الألسنة بشجاعتهم، شعارهم ذلك الطريق، براؤون يا رسول الله.

عزمي عبد الرازق

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لو السودان سقط في الحرب، لا قدّر الله، ح تسقط وراه كلّ الدول العربيّة، الأفريقيّة، والمسلمة

ما بين تكريم فارس النور كنموذج لرائد العمل الخيري؛
وتكريم “حفيد السلطان على دينار” كـ”أفضل رجل أعمال في الشرق الأوسط”؛
عايشنا فصول من المسرحيّات السمجة لصناعة الأبطال ومحاولات تلتيق سرديّات تاريخيّة تخدم الأجندة المرسومة؛
– تلميع احمد الضي في عصيان نوفمبر، واختراع شخصيّات وهميّة زي ام كبس؛
– فلم “الثورة” المهندسة، الذي اصطدم باندلاع ثورة حقيقيّة، خرجت تماماً عن السيناريو المرسوم؛
– سكيتشات دسّيسمان وحلمي؛
– فلم المؤسّس، وبطله الذي يفتقر لأبسط مقوّمات القيادة؛
– محاولة اغتيال حمدوك، ولجنة تحقيق FBI؛
وانت ماش لحدّي الحركة الدراميّة الليلة بتاعة توقيف عرمان بالانتربول؛
الما لقوا ليها مكان غير كينيا!!
وقصاصات كثيرة بين ذلك؛
توقيف خالد سلك في مطار الخرطوم حين عودته بعد الثورة؛
قميص مدني المشروط في الاعتصام؛
مليارات محمّد عصمت الفي ماليزيا؛
الخ؛
ما كلّ القصص دي بالضرورة مختلقة؛
لكن حتّى الحصل تلقائياً منّها جرى توظيفه ضمن السيناريو المخطّط؛
يعني أيّ زول بيظهر مع الأحداث، بيحاولوا يشتروه، ولو ما نفع، بيحاولوا يطفوه ويشيطنوه ويكوزنوه؛
الهدف واضح ومكشوف؛
وهو محاولة صنع دولة وهميّة جديدة في النموذج المرسوم للقارّة الأفريقيّة؛
على غرار رواندا وإثيوبيا؛
يتم أسطرة قائدها؛
ومنحه جائزة نوبل للسلام؛
وتلميعه في الميديا؛
وتتدفّق الاستثمارات؛
وتتدافع المنح؛
بينما يتمّ تدجين شعبها ومحو إرادته!
الحاجة الفشّلت التمثيليّات دي كلّها إنّها بتتمثّل في المسرح الغلط؛
ما قدروا السودان حقّ قدره؛
الشعب السوداني شعب حُر وإرادته قويّة؛
عنده تاريخ بفخر بيه وثقافة بعتز بيها، ما ببدّلها بي شويّة عمارات مجلّدة بالألمنيوم؛
وعنده تركيبة ديموقراطيّة طبيعيّة، ما منتظر يركّبوا فيه ديموقراطيّة دولة ملكيّة ومجتمع طبقي زي بريطانيا؛
وعنده رموزه في الفن البتعرفهم افريقيا السوداء، وبيجهلهم الرجل الأبيض؛
وعنده متطوّعينّه الما راجين جزاء ولا شكورا، ما راجي زول يعلّمه العمل الطوعي؛
وعنده روّاده، ما راجي الدمى بتاعة مسرح العرايس ديل؛
#السودان_للسودانيين!!
الحمد لله، كلّ المسرحيّات السمجة دي انتهت؛
والمسرح نفسه الحمد لله اتنقل خارج الحدود، وبقى يبث عروضه من نيروبي حاليّا، لحدّي ما نحرّر أرضنا ونحرّر كينيا وكل دول أفريقيا من التبعيّة؛
الحرب دي اتفرضت علينا كواحد من سيناريوهات إخضاعنا وتدجينّا؛
وكلمة بقولها والله يشهد عليها والتاريخ يسألني منّها:
لو السودان سقط في الحرب دي، لا قدّر الله، ح تسقط وراه كلّ الدول العربيّة، الأفريقيّة، والمسلمة؛
ف الحرب الحاليّة في السودان دي مصيريّة لكل أفريقيا، كلّ العرب، وكلّ المسلمين؛
وح ننتصر بإذن المولى عزّ وجلّ؛
بمجهودنا وعزيمتنا؛
وبمساعدة اخوانّا من الشعوب القريبة الشقيقة؛
وكلّ شعوب العالم الحرّة؛
﴿أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَدًا رابِيًا وَمِمّا يوقِدونَ عَلَيهِ فِى النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتٰعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كَذٰلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالبٰطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِى الأَرضِ كَذٰلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الأَمثالَ﴾ [الرعد ١٧]


عبد الله جعفر
٦ مارس ٢٠٢٥

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • غربال الثورة الناعم
  • صحابيات في عهد الرسول.. تعرف على أم المؤمنين المصطلقية الخزاعية القوامة
  • استعراض مستجدات مشروع تطوير قرية وكان
  • لماذا لا يُقرّ حزب الله بالهزيمة؟
  • بقيادة د. جبريل إبراهيم وبتشريف والي ولاية البحرالاحمر : بورتسودان ودعت الفوج الرابع من مبادرة “راجعين” إلى الإقليم الأوسط
  • مشاهد يوم القيامة في سورة الأعراف.. مصير المؤمنين والكافرين| فيديو
  • الذكرى تنفع المؤمنين.. هذا هو شهر رمضان
  • سيرة الفلسفة الوضعية (11)
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • لو السودان سقط في الحرب، لا قدّر الله، ح تسقط وراه كلّ الدول العربيّة، الأفريقيّة، والمسلمة