ما بعد الرد الايراني.. تصعيد أم تهدئة؟
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
في الايام الاخيرة، سرّب اكثر من مطلع على السياسات الايرانية، ان طهران مستعدة للتفاوض على عدم الرد على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت قنصليتها في دمشق، في حال كان الثمن وقف اطلاق النار في قطاع غزة بشكل نهائي، وهذا الثمن من الواضح ان تل ابيب كانت غير جاهزة لدفعه، اولا لان الحكومة الاسرائيلية لا تريد وقف اطلاق النار وفق التوازنات الحالية وثانياً لانها لن تعطي هذا الانتصار الكبير لايران لتظهر بعده كأنها المنقذ للفلسطينيين امام العالمين العربي والاسلامي.
لكن، بالتوازي مع الرد الايراني الذي لا يبدو انه كان شكلياً، بدأت السيناريوات العسكرية تطرح على الطاولة لاسباب استخبارية وامنية او في اطار استشراف المرحلة المقبلة، من هنا يمكن طرح السؤال الاساسي، هل سيكون الرد الايراني آخر مراحل التصعيد في المنطقة لتعود بعده الامور الى التهدئة ام ان التدحرج العسكري لا مفر منه، ما يعني احتمال الذهاب الى حرب شاملة قد تعرف بداياتها ولكن لن يعرف كيف ستنتهي؟
من الاكيد ان ايران كانت بحاجة لتوجيه ضربة رادعة لاسرائيل تمنعها من تكرار تجاوزاتها الامنية ضدها في سوريا اولاً وفي ايران ثانيا، لان عدم رد ايران او ردها شكلياً كان سيؤدي إلى تجاوز تل ابيب كل الخطوط الحمر وتوجيهها ضربة قاسية داخل الاراضي الايرانية، وعليه فإن الاستهداف لاسرائيل اصابها بشكل مؤلم من دون ان يكون كاسرا للتوازن، لنصبح اليوم امام تحدي الرد الاسرائيلي، في ظل قراءة سياسية تقول بأن واشنطن ستسعى لاحتواء اي رد اسرائيلي لانها في الاصل لم تكن موافقة على استهداف القنصلية.
وعليه فإن الرد الاسرائيلي على الرد سيحدد مسار وضع المنطقة، فإذا كان الرد الاسرائيلي محدوداً ويستهدف قوات او مواقع عسكرية ايرانية في سوريا مثلاً، وهو عمل عسكري ادنى من العمل العسكري الايراني، فإن طهران سترد بضربة اقل من الرد الاسرائيلي في اربيل على سبيل المثال لينتهي الحدث ويبدأ الحديث عمليا عن وقف الحرب في غزة لانها باتت تصيب بشكل واضح الامن الاقليمي وقد تؤدي في أي لحظة الى حرب اقليمية شاملة لا يمكن ضبطها.
اما الخيار الثاني فهو قيام تل ابيب برد فوري ضد الاراضي الايرانية، وهذا الامر بات مرجحا وعندها سيكون على ايران الارتقاء بمستوى ردها وهكذا تتدحرج الامور الى حرب شاملة بين البلدين من غير المستبعد ان تدخل فيها ساحات اخرى مثل لبنان والعراق ولاحقا سوريا، ما قد يجر الولايات المتحدة الاميركية الى الاشتباك، وهذا الاحتمال مستبعد لكنه وارد، اذ ان واشنطن لا تريد الذهاب ابدا الى اشتباك كبير في الشرق الاوسط بل على العكس من ذلك، فهي تسعى الى تهدئة الجبهات المفتوحة لاسباب انتخابية واستراتيجية.
اذا، لا تزال الاحتمالات مفتوحة، لكن مسار الحرب الشاملة يبقى مستبعداً في ظل قناعة مطلقة لدى الايرانيين اولا ولدى الاميركيين ثانياً بأن لا مصلحة لهم بالذهاب نحو اشتباك كبير ومدمر فقط، لان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد توريط الفريقين في حرب لانقاذ نفسه سياسياً، وعليه فإن تلقي تل ابيب لصفعة ايرانية لن يزعج واشنطن في حال قرأت هذه الصفعة بأنها ضمن المحسوب ولا تفرض بالضرورة حربا كبرى او ردا عنيفا من قبل اسرائيل.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرد الاسرائیلی تل ابیب
إقرأ أيضاً:
حركتا حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بعملية الطعن في “تل ابيب”
الثورة نت/..
اشادت حركتا حماس والجهاد الاسلامي، بعملية الطعن البطولية التي وقعت مساء امس الثلاثاء، في تل ابيب، وسط كيان العدو وادّت الى اصابة أربعة صهاينة، بينهم اثنان اصابتهما خطيرة، واستشهاد المنفّذ.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان حركة حماس باركت في بيان لها عملية الطعن البطولية في تل أبيب”، والتي تثبت مجدداً أن مد المقاومة مستمر ومتصاعد، ما دام الاحتلال وما دامت جرائمه وعدوانه، ونعت الحركة الشهيد المغربي البطل “عبد القاضي عزيز” منفذ العملية.
و اعتبرت حركة حماس، انّ العملية تأتي كرد طبيعي، بعد ساعات من ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى خلال عدوان الاحتلال على جنين، في رسالة بليغة أن الدم بالدم، وأن يد المقاومة ستضرب بكل قوة في عمق هذا الكيان الغاصب.
واكّد حركة حماس، أنّ كل محاولات الاحتلال لكسب إنجاز ميداني في الضفة الغربية المحتلة، هي محاولات يائسة لن تمحو العار عن جبينه، ولن تجلب له ولا لمستوطنيه الأمن، بل ستكون كابوساً يلاحقه ويزلزل أركانه.
ودعت حركة حماس أبناء الشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية، للنفير وتكثيف العمل المقاوم ضد قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين، و إسناد جنين وكل المحافظات التي تتعرض لعدوان الاحتلال بكل وسائل المقاومة الممكنة.
بدورها، حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين العملية البطولية التي نفذها شاب مغربي، في قلب تل أبيب، موقعاً عدداً من الإصابات في صفوف المستوطنين الغاصبين.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، هذه العملية البطولية هي تأكيد على تضامن الشعوب العربية والمسلمة حول قضيتهم المركزية في فلسطين، وأن الأحرار في شعوب أمتنا لن يتركوا جرائم الاحتلال تمرّ بلا عقاب، وسيلاحقونه من حيث لا يحتسب.
و قالت حركة جهاد الإسلامي ” إننا إذ نسأل الله أن يتغمد المنفذ البطل بواسع رحمته، فإننا نؤكد أن دماءه الطاهرة ستتحول إلى لعنة تطارد الاحتلال، وتقض مضاجع المجرمين على امتداد أرضنا المحتلة”.
وذكرت وسائل اعلام عبرية، عن ارتفاع عدد المصابين في عملية الطعن في تل أبيب إلى أربعة، بينهم شخصان أصيبا بجروح خطيرة، وفق ما أعلنت هيئة البث الاسرائيلية.
وذكرت وسائل اعلام عبرية، أنّ منفذ عملية الطعن في “تل أبيب” هو قاضي عبدالعزيز، سائح أمريكي من أصول مغربية، و وصل قبل عدة أيام الى الكيان، مشيرة الى أنّه “يشبته بوجود شخص إضافي ساعد منفذ عملية الطعن في تل أبيب”.
ولفتت وسائل الإعلام إلى أن “مواطنة إسرائيلية” قامت بقتل منفذ عملية الطعن بمسدسها الشخصي.
وفي 18 يناير الجاري، أصيب مستوطن إسرائيلي بجروح بالغة، من جراء تعرضه لطعن في “تل أبيب”، بحسب مصادر طبية، فيما أصيب المنفذ بعيارات نارية، وأعلن لاحقاً عن استشهاده. ووقع ذلك الهجوم عشية سريان وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي.