“حكايات تحت شجرة الغاف” تُبحر بالجمهور إلى التراث والفنون
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
اختتمت بنجاح فعالية “حكايات تحت شجرة الغاف” التي نظمتها مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، احتفاءً بشهر رمضان الفضيل، في مركز ربع قرن للمسرح وفنون العرض في سيتي سنتر الزاهية بالشارقة، ضمن برامجها الثقافية التطويرية المستحدثة في المسرح وفنون العرض، في إطار حرصها على إبراز دور المسرح في ترسيخ القيم والسلوكيات الرفيعة، وأهميته في نشر الوعي ودعم المشهد الثقافي وتعميق التفاعل الإنساني وتحفيز الإبداع الفني.
وعبر العمل الفني الجاد، ارتحلت الفعالية بما يزيد على 1300 زائر ومشارك من الجمهور، إلى حكايات من عمق التراث والتاريخ والفنون، بهدف تعريفهم بأشكال المسرح وفنون العرض المتنوعة، إضافة إلى تنمية معارفهم وإثراء معلوماتهم التراثية والتاريخية والفنية، وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع على اختلاف مراحلهم العمرية.
تميّزت الفعالية بمجموعة متنوعة من الأنشطة المسرحية والفنية التي استمتع بها الجمهور على مدار شهر رمضان الكريم، والتي شكّلت مزيجاً بين جمال الفنون وسحر القصص وأقيمت في أجواء رمضانية مفعمة بالحيوية والإبداع، حيث شملت جلسات الحكواتي التي أثرت في الحضور من خلال السرد القصصي للحكايات الشعبية والتاريخية برسائلها الإيجابية ومعانيها العميقة، كما تضمنت الفعالية ورش عمل فنية وكتابية لتنمية مهارات المشاركين وصقل مواهبهم في الكتابة الإبداعية في ورشة من الورق إلى خشبة المسرح.
كما ضمت الفعالية ورش تفاعلية في صناعة الفوانيس الرمضانية الورقية، والدمى وديكورات الحائط والقصص الملونة، إضافة إلى الأهازيج الرمضانية وأساسيات القراءة وتلخيص القصة وفن الإلقاء، إلى جانب البرامج المعرفية والورش التعريفية التي شهدت إقبالا لافتا من الأطفال والشباب.
وكان للمبدعين من منتسبي ربع قرن للمسرح وفنون العرض حضوراً قوياً، ودوراً بارزاً أثرى الفعالية وساهم في نجاحها، بداية بالمشاركة في تنظيم الورش المنفذة طوال أيام شهر رمضان الكريم، هذا بالإضافة إلى ما قدموه من ورش إبداعية تفاعلية عرضوا من خلالها خلاصة تجاربهم الذاتية في المسرح وفنون العرض، إلى جانب ورش الدمى التي تحمل الطابع المسرحي وفقاً لما يتناسب مع أجواء الشهر الفضيل، علاوة على حكاياتهم عن التراث والموروث الشعبي، وقصصهم القصيرة الإبداعية التي تميزت بالأسلوب الجاذب والأداء المعبر، والتي قدموها للزوار من الأطفال والشباب عن الأمثال الشعبية بهدف ترسيخ هذه الأمثال في أذهانهم.
كما أبهر منتسبي ربع قرن للمسرح وفنون العرض، الجمهور الذي استمتع بأدائهم الرائع ومهاراتهم الفنية العالية في مجموعة من العروض المسرحية المميزة التي كان لها مشاركات خارجية والتي تنوعت عناوينها لتضم مسرحية طائر الحكايات ومسرحية فوق الأرض تحت السماء ومسرحية وجوه ومسرحية محطة انتظار والتي حازت بجائزة أفضل ممثل رئيسي ثانِ في مهرجان الدن الدولي في سلطنة عمان.
وحظيت الفعالية بتعاون العديد من الجهات المعنية بالتراث والفنون وهي معهد الشارقة للتراث، والمدرسة الدولية للحكاية، ومركز مرايا للفنون وسكريبل بوكس، إلى جانب تعاونية الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة.
كما شهدت الفعالية مسابقات يومية وأسبوعية ممتعة شملت تلخيص القصص والنقاشات الثقافية التي صاحبت الجلسات النقاشية مع أولياء الأمور لتبادل الخبرات والتطرق إلى تأثير المسرح في تطوير مهارات وقدرات الأطفال والشباب.، مما أضفى جواً من التنافس والترفيه على الحضور.
وعبّر العديد من أولياء الأمور عن سعادتهم بما شاهدوا من فعاليات في ورش عمل متنوعة ومناسِبة لأعمار أبنائهم، كان لها دوراً ملموساً في إثراء خبراتهم وتنمية مهاراتهم وإكسابهم مهارات جديدة، ومساعدتهم على التواصل البنّاء في بيئة اجتماعية تفاعلية تركت أثراً طيباً في نفوسهم، وحفزتهم على تكرار زياراتهم للفعالية، وأشاد بعض الزائرين بالفعاليات الهادفة والمنظمة بطريقة رائعة فاقت مستوى التوقعات، وعبروا عن رغبتهم في تكرار مثل هذه الفعاليات للاستفادة من المشاركة فيها.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: وفنون العرض ربع قرن
إقرأ أيضاً:
سلطان يبشّر بالبدء في مشروع الموسوعة العربية للعلوم والآداب والفنون
الشارقة: «الخليج»
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح الأربعاء، فعاليات الدورة ال 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار «هكذا نبدأ»، في الفترة من 6-17 نوفمبر الجاري، بمركز إكسبو الشارقة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله، سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، والشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، وعدد من كبار المسؤولين والمثقفين والأدباء.
وألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كلمة بمناسبة افتتاح المعرض، تناول خلالها جهود نشر اللغة العربية وآدابها وعلومها وتاريخها، وأهمية المعجم التاريخي للغة العربية في هذا الاتجاه، مشيراً إلى العزم الأكيد على مواصلة مسيرة العلم ونشر الثقافة والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها.
كما رحب سموه بالحضور الدولي الكبير في افتتاح المعرض، قائلاً سموه: «نرحب بكم في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والأربعين، نشكر الضيوف من العلماء والمثقفين والأدباء وأصحاب دور النشر والإعلام على هذا الحضور المتميز الذي يدل على أن هذه الأمة ستظل بخير ما دامت الثقافة بخير».
وأعرب سموه عن سعادته بهذه المناسبة الكبيرة التي تحتفي بالكتاب على أعلى المستويات، وبأرقى ما يمكن ترجمته وانتاجه من فعاليات متنوعة، وإنتاج نوعي غير مسبوق تمثل في المعجم التاريخي للغة العربية، تعزيزاً لحب الكتاب وارتباط الإمارة الباسمة به والحرص على تحقيق أهدافه، وقال سموه: «نجتمع اليوم في مناسبة كريمة على قلوبنا جميعاً وفيها فرحتان، الفرحة الأولى: هي معرض الشارقة الدولي للكتاب، فالكتاب هو سر نجاح الأمم وسر نهضتها وتطورها، ونحن في الشارقة نعز الكتاب ونجله ونقدر أهله، ونعلم أنه صانع الأجيال والأمم، ونعلم أنه خير صاحب وخير رفيق، وهو كما قال المتنبي: أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الحياة كتاب. أما فرحتنا الثانية فهي اكتمال إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، هذا الإنجاز العلمي الكبير الذي حققه الله تعالى على أيدي فريق كبير من علماء الأمة يفوق عددهم 700 بين كاتب ومحرر وخبير مراجع وإداري وعاملين في الإخراج والطباعة، أقول لجميع الذين شاركوا في انجاز هذا المشروع الثقافي الكبير: شكراً لكم».
واستعرض صاحب السمو حاكم الشارقة، فكرة المعجم التاريخي للغة العربية التي كانت حلماً تحقق للأمة العربية جمعاء، وقيادة سموه لهذا المشروع الكبير في سنوات من الجهد والعلم والاجتهاد، مشيراً سموه إلى ما يتضمنه من تراث لغوي وعلمي زاخر، وما يعقبه من مشروعات ثقافية أخرى تعطي اللغة العربية حقها كلغة عظيمة باقية، قائلاً سموه: «إن المعجم التاريخي للغة العربية كان حلماً يراودني منذ زمن بعيد فأنا أعلم أن حفظ اللغة هو حفظ لأبنائها وحفظ لتاريخها المجيد وحفظ لآدابها وأصالتها وهويتها. لقد بذل آباؤنا، وأبناء العربية الكثير، عملوا في هذا المشروع على مدى سبع سنين متواصلة من التخطيط والترتيب والتنفيذ، جمعوا لنا اللغة العربية، وحفظوا لنا أشعار السابقين ودونوا قواعدها وكتبوا أخبارها، فجزاهم الله عنا خيراً، حتى اكتمل المعجم التاريخي اليوم في مائة وسبعة وعشرين مجلداً».
وأضاف سموه متناولاً شمولية المعجم وتكامله ودقة ما تضمنه، وعزم الشارقة على المضي قدماً في مشروعات الثقافة والمعرفة ونشرهما، قائلاً: «المعجم التاريخي للغة العربية هو الجمع الثاني للغة العربية، اجتهد القائمون على إنشائه على جمع اللغة، ألفاظها وأشعارها وشواهدها، من تراثنا العربي الواسع، ابتداءً من الشعر العربي الفصيح، مروراً بلغة القرآن الكريم والحديث الشريف، وصولاً إلى لغة الإعلام والصحافة والتواصل الاجتماعي. ولسنا نقول هذا الكلام لنتوقف أو نتراخى، بل إننا عازمون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة مسيرة العلم ونشر الثقافة العربية والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها».
وبارك صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته صدور المعجم ومبشراً بمشروع الموسوعة العربية التي بدأ العمل فيها لتضاف إلى مشروعات الشارقة الثقافية الكبرى في اللغة العربية وتاريخ الأمة وتراثها، قائلاً سموه: «أبشر الأمة العربية بمعجمها التاريخي، وأبشرها بأننا بدأنا في مشروع علمي عظيم، لا يقل أهمية عن المعجم التاريخي للغة العربية وهو الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والإعلام. هذا المشروع الثقافي الكبير الذي سيعود بالأمة أيضاً إلى علومها وفنونها وآدابها، وإلى دراسة سير وتراجم كبار إعلامها من العلماء والفقهاء والمفسرين والفلاسفة والأدباء والشعراء وغيرهم الكثير، وهذا هو الربط الحقيقي بين حاضر الأمة وماضيها المجيد».
واختتم سموه كلمته مخاطباً أهل الثقافة والعلم والمعرفة بتواصل المشروعات العلمية وبالمستقبل الزاهر للغة العربية، قائلاً: «أقول لأبنائي: المستقبل حافل بالمشاريع العلمية الكبرى، وإني تواق بأن مستقبل العربية واعد ومبارك وميمون بإذن الله، والعربية باقية ما بقيت الحياة، ومحفوظة بحفظ القرآن الكريم».
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، كما كرم سموه، رؤساء المجامع اللغوية العربية الذين أسهموا في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، ومنشورات القاسمي التي عملت على تنفيذ وطباعة وإخراج المجلدات كاملةً، وذلك تقديراً لدورهم الجليل في هذا المشروع اللغوي العلمي الكبير، والتقط سموه معهم الصور التذكارية بهذه المناسبة.
كما تفضل سموه، بتوقيع النسخة الأخيرة وهي المجلد رقم 127 من أجزاء المعجم التاريخي للغة العربية، معلناً سموه بذلك اكتمال هذا المشروع العربي الكبير الذي يؤرخ لألفاظ اللغة العربية وتاريخ استخدامها وتطور دلالاتها عبر العصور، في إنجاز حضاري وثقافي يهدف إلى توثيق ذاكرة الأمة اللغوية. وكتب سموه على النسخة: «تم بحمد الله الانتهاء من مشروع المعجم التاريخي للغة العربية».
وكان حفل افتتاح الدورة 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب قد انطلق بعرض مرئي أبرز شعار المعرض «هكذا نبدأ» تناول أهمية القراءة واستراتيجية إمارة الشارقة في الثقافة ونشر المعرفة، وتطور المشروعات الثقافية والعملية فيها لتكون الإمارة علامةً فارقة بين المدن الثقافية العالمية، كما تناول العرض أهمية الكتاب وأهدافه في التقريب بين ثقافات الشعوب وفتح قنوات التحاور وتشكيل الأفكار وتحريكها وصياغة المستقبل.
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور عرضاً مرئياً حول مشروع «المعجم التاريخي للغة العربية»، والذي تناول رحلة انجاز المعجم عبر التاريخ والفكرة والجهود التي بذلها صاحب السمو حاكم الشارقة، في تحقيق هذا الإنجاز الثقافي، مبرزاً القيمة الثقافية واللغوية الكبيرة التي يمثلها المشروع للغة العربية والتراث الثقافي للأمة العربية، وأهميته الكبيرة كأداة للحفاظ على التراث وتوثيقه للأجيال القادمة.
الصورة
الصورة