قال وزير المياه والبيئة اليمني، توفيق الشرجبي، إن بلاده تواصل جهودها لتفادي حدوث كارثة جراء غرق السفينة "إم في روبيمار" قبالة سواحل مدينة المخا غربي اليمن.

وأكد الشرجبي في حديث خاص لـ"عربي21" أن اللجنة الحكومية المشكلة تراقب وضع السفينة الغارقة قبالة مدينة المخا وفق برنامج يشمل "متابعة الحالة البيئية للموقع والمحليات المجاورة للتعامل مع مستويات مرتفعة من النترات/ الفوسفات وعلى مدى 7 كلم من محيط السفينة بطول 100 كلم على طول الشاطئ".



وتعرضت السفينة البريطانية "روبيمار" في شباط/ فبراير الماضي لهجوم نفذه الحوثيون قرب مدينة المخا جنوب البحر الأحمر، ما تسبب في إصابتها بأضرار جسيمة، وسط تحذيرات من وقوع كارثة بيئية نظرا للشحنة التي تحملها السفينة البالغة 41 ألف طن من الأسمدة.

ومطلع آذار/ مارس الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية، "غرق السفينة البريطانية "روبيمار" في البحر الأحمر، بعد 12 يوما من تعرضها لقصف صاروخي من قبل الحوثيين.


وأشار وزير المياه اليمني إلى أنه تم تنفيذ تقييم شامل للآثار البيئية ووضع التوصيات الضرورية للتعامل مع هذه الآثار بواسطة الفرق الفنية المختصة والاستعانة بفريق الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية حيث تم عمل محاكاة لسلوك الشحنة في حال تسربها إلى البحر وكذلك تحديد طبيعة التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لذوبان الأسمدة في المياه المالحة".

وقال إن هناك غرفة عمليات للإنذار البحري تم تفعيلها لتنسيق الجهود في حالات الطوارئ البحرية مثل حادثة غرق السفينة إم في روبيمار. 

وذكر الشرجبي أن خطة الاستجابة لحادثة غرق السفينة إم في روبيمار تتضمن إجراءات عدة تهدف إلى التعامل مع الوضع بفعالية وحماية البيئة البحرية من اللجان الميدانية المشكلة.

وقال إن السفينة روبيمار تخضع لرقابة ورصد منتظم ونقوم بـ"أخذ عينات من المياه وتحليلها بانتظام، بالإضافة إلى التصوير الجوي واستخدام الأقمار الصناعية لمتابعة منطقة الحادث وتحليل البيانات"، كاشفا أن حكومته تسعى لـ"استقدام غواصة صغيرة تعمل عن بعد لإجراء تقييم من داخل السفينة لحالة الشحنة ومخازنها". 

وأوضح أن هناك إجراءات تأهب في الجزر البحرية الحساسة بيئيا تشمل "تجهيز المعدات اللازمة لمعالجة النفط سواء في البحر أو على البر" إضافة إلى "وضع خطط لعمليات تنظيف الشواطئ وتوفير الخدمات اللوجستية اللازمة ومعدات الحماية الشخصية للفرق العاملة". 

وحسب وزير المياه اليمني فإن حكومته قامت بتدريب كوادر ميدانية على "كيفية التعامل مع حالات التسرب النفطي واستخدام المعدات البحرية اللازمة للحماية والتنظيف".

كما لفت إلى أنه يجري الآن، متابعة دول شقيقة وأخرى صديقة "لتوفير الغواصة الإلكترونية لاستكشاف مكامن الخطورة وتقييم وضع جسم السفينة وحالة الشحنة لتحديد المعالجات الممكنة".

وقال المسؤول اليمني إن الحكومة تتابع الإجراءات القانونية الهادفة إلى "إلزام مالك السفينة وشركات التأمين تقديم الدعم المالي اللازم لتغطية تكاليف عمليات الإنقاذ والتنظيف وتعويض الأضرار البيئية التي قد تحدث نتيجة للحادث".

ووفقا للشرجبي فإن خلية إدارة الأزمة الحكومية مستمرة في التواصل مع جميع الأطراف المعنية بشكل دائم لضمان تبادل المعلومات وتنسيق الجهود في حالة وقوع حوادث بيئية وضمان استجابة سريعة وفعالة.


وقال إنه لم يتم رصد أي تلوث حتى الآن من الأسمدة المحملة بها السفينة التي لاتزال في موقعها الذي غرقت فيه على بعد 18 ميل غرب ميناء المخاء، مضيفا أن السفينة روبيمار قد غرقت راسيا على مؤخرتها ولازال جزء بسيط منها ظاهرا.

وأفاد وزير المياه والبيئة اليمني أن إمكانية التدخل البشري بواسطة غواصين "لتقييم وضع الشحنة والسفينة حاليا غير ممكنا نظرا لخطورته بسبب وضع السفينة المائل"، مشيرا إلى أن إمكانية نزول بدن السفينة بشكل كامل إلى القاع يعتمد على حركة التيارات المائية وحركة الرياح.

وقال إن "الأعماق في هذه المنطقة حيث السفينة الغارقة تتراوح ما بين  160 - 170 متر تقريبا".

وأكد المسؤول اليمني أن من السيناريوهات التي وضعتها خلية إدارة الأزمة الحكومية بالتعاون مع خبراء الأمم المتحدة لطبيعة سلوك الشحنة في الفترة القادمة "تسرب الشحنة ببطء من مخازن السفينة وبالتالي ذوبانها في المياه بكميات بسيطة" موضحا أنه في هذه الحالة لن تؤدي إلى تأثيرات بيئية كبيرة.

وأسوء السيناريوهات يقول الشرجبي إنه يكمن في "تسرب شحنة الأسمدة من السفينة بشكل كبير إلى المياه"، لافتا إلى أنه وضع خطة في هذا السياق للتعامل مع هذا السيناريو وجاري حشد الدعم والتمويل لتوفير المواد والمعدات اللازمة لمجابهة الوضع الأسوأ في حال حدوثه.

وفي آذار/ مارس الماضي، وصل فريق أممي اليمن لتقييم تداعيات الكارثة البيئية الناجمة عن غرق السفينة البريطانية "روبيمار" في البحر الأحمر، بعد إطلاق السلطات الحكومية نداءات لمساعدتها في ذلك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات اليمني روبيمار كارثة بيئية اليمن كارثة بيئية هجوم الحوثي روبيمار المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزیر المیاه غرق السفینة وقال إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

السفينة شباب عُمان الثانية تتوجه إلى القارة الأوروبية في رحلتها الدولية الـ7

العُمانية: غادرت البلاد اليوم سفينة البحرية السلطانية العُمانية "شباب عُمان الثانية" انطلاقًا من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية متوجهة إلى القارة الأوروبية في رحلتها الدولية السابعة "أمجاد البحار" حاملة معها عبق التاريخ البحري العُماني العريق وإنجازات الحاضر المشرق، ومجسدة نهج سلطنة عُمان الخالد بمد جسور المحبة والسلام وإدامة رسالة الإخاء والوئام بين مختلف شعوب العالم.

وبهذه المناسبة أقيم بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية حفل توديع رسمي للسفينة تحت رعاية معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة.

وتضمن الحفل عرض مادة مرئية جسدت التاريخ البحري العريق لسلطنة عُمان عبر مر العصور والأزمان وما سطره العُمانيون من أمجاد وإرث تاريخي بحري تليد، وما قدموه من علوم ومعارف وريادة بحرية عُمانية أسهمت في توثيق العلاقات والصلات بين سلطنة عُمان والحضارات الأخرى، ثم قدمت موسيقى البحرية السلطانية العُمانية استعراضًا وعزفت مقطوعات موسيقية متنوعة.

بعدها تجول معالي الشيخ راعي المناسبة وأصحاب المعالي والقادة العسكريون وكبار المدعوين في السفينة "شباب عُمان الثانية" واستمعوا إلى إيجاز عن السفينة ومسار رحلتها والأهداف الوطنية المتوخاة من هذه الرحلة، تلا ذلك تقديم عرض مرئي يحاكي مسيرة السفينة "شباب عُمان الثانية" وإنجازاتها عبر رحلاتها الإقليمية والدولية، وإسهاماتها في نشر الثقافة العُمانية الأصيلة بين مختلف الشعوب.

كما اطلع معاليه والحضور على مرافق السفينة وأقسامها وما زُودت به من تجهيزات ومعدات بحرية تمكنها من أداء مهمتها الموكلة إليها بكل كفاءة واقتدار، كما قدمت فرقة فنون البحر استعراضًا لبعض الفنون الشعبية البحرية المتوارثة.

وقال معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة في تصريح له إن رحلة "أمجاد البحار" وما سبقها من رحلات دَولية سابقة تبعث في الأذهان مسيرة تاريخ بحري عُماني، أحيا فيها أبناء هذا الوطن أمجادًا بحرية عُرفوا بها منذ الأزل، وتاريخًا سيظل حاضرًا أينما ذكرت سلطنة عُمان.

وأشاد معاليه بالدور الكبير الذي تقوم به سفينة "شباب عُمان الثانية" في نشر رسالة سلطنة عُمان للصداقة والسلام وإبراز دورها الحضاري والثقافي والمقومات السياحية التي تتمتع بها تحت ظل الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه -.

حضر المناسبة عددٌ من أصحاب المعالي الوزراء، وعددٌ من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعددٌ من المكرمين وأصحاب السعادة، وعددٌ من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى سلطنة عُمان، وعددٌ من كبار الضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعددٌ من كبار الضباط المتقاعدين، وعددٌ من الملحقين العسكريين من الدول الشقيقة والصديقة، وجمع من المدعوين.

وستزور السفينة "شباب عُمان الثانية" خلال رحلتها الدولية السابعة "أمجاد البحار" 30 محطة، وترسو في 24 ميناءً بحريًّا في 15 دولة، كما ستشارك في مهرجان إبحار بريمر هافن، ومهرجان إبحار أمستردام، ومهرجان سباقات السفن الشراعية الطويلة، إلى جانب مشاركتها في عدد من المهرجانات والاحتفالات البحرية في رحلة دولية ستقطع خلالها السفينة أكثر من 18 ألف ميل بحري ذهابًا وعودة في ستة أشهر.

ويُبحر في السفينة إلى جانب طاقمها (84) متدربًا من منتسبي قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، والمديرية العامة للكشافة والمرشدات بوزارة التربية والتعليم، يخضع المتدربون خلال الرحلة لبرنامج تدريبي يحوي تجارب ومغامرات وتدريبات ومهارات الفنون البحرية والإبحار الشراعي، والعلوم الملاحية البحرية والفلكية، إلى جانب مهارات أخرى تسهم في صقل قدراتهم وتعزيز كفاءاتهم العملية والميدانية، بالإضافة إلى إسهامهم في حمل رسالة سلطنة عُمان المتمثلة في نشر الصداقة والمحبة والوئام بين شعوب العالم.

وتسعى سفينة "شباب عُمان الثانية" إلى إيصال رسالتها المتمثلة في مد أواصر الصداقة والإخاء بين سلطنة عُمان ومختلف دول العالم من خلال التعريف بالثقافة العُمانية الأصيلة في مختلف محطاتها الدولية، معرّفة بتاريخ سلطنة عُمان البحري الماجد والموروثات العُمانية العريقة، وما تنعم به سلطنة عُمان من تقدم وازدهار.

يشار إلى أن برنامج سفينة البحرية السلطانية العُمانية "شباب عُمان" للسلام والحوار الثقافي المستدام قد أُدرج في قائمة أفضل الممارسات لصون التراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبما يمثل إنجازًا دوليًّا جاء حصيلة جهود مخلصة وأدوار وطنية رائدة قدمتها السفينة "شباب عُمان" عبر رسالتها الوطنية السامية في مد جسور التواصل الحضاري والثقافي بين الأمم.

مقالات مشابهة

  • السفينة شباب عُمان الثانية تتوجه إلى القارة الأوروبية في رحلتها الدولية الـ7
  • وزير الخارجية المصري: ما يتعرض له السودان «كارثة إنسانية».. ومصر لن تتخلى عن الأشقاء
  • الهروب الكبير.. صور “أقمار صناعية” تظهر “ترومان” لحظة “الهجوم اليمني” 
  • هكذا تداول الإعلام الأمريكي والدولي خبر إسقاط طائرة “إف 18” في اشتباك مع الجيش اليمني
  • وزير الخارجية: فشل محادثات أميركا وإيران سيكون كارثة للمنطقة
  • وزير الخارجية العراقي يحذر من كارثة في حال فشل المحادثات بين أمريكا وإيران
  • سقوط مقاتلة أمريكية في البحر الأحمر خلال مناورات لتفادي هجوم حوثي​
  • امريكا تعترف باسقاط طائرة اف18 عقب اشتباك يمني مع ترومان
  • المواجهة مستمرة : الحوثيون يعلنون مهاجمة حاملة طائرات أمريكية وهدفا إسرائيليا
  • وزير الري يؤكد أهمية التعاون والتنسيق مع النواب لتحسين منظومة المياه