المحامي عبدالكريم الكيلاني ما المانع ان يُعجب مسلم بأفكار لمعارضين مسيحيين؟ وبالتاكيد فان وصف المعارضة بالمسيحية، لا يتخذ معنىً دينيا مقابلا للتعبير الشائع عن (المعارضة الاسلامية). لماذا؟ الاجابة هي مادة المقال . بداية الحديث عن المعارضين المسيحيين في الاردن لا يمكن تسييج مضماره الواسع بمقال واحد او سلسلة مقالات.
لذلك اعتذر مسبقا لعدد من القادة السياسيين المسيحيين رغم اهمية اسهاماتهم الوطنية ، لان الغرض الاستشهاد بما يؤدي الفكرة. ابتداءا المعارضة المسيحية، لا تنطلق من اساس ديني، بل
ربما توصف انها (غير دينية) و ليس المقصود بتاتا انها معادية للدين. لكن المراد ان رؤية المعارضة المسيحية لا تنطلق من مشروع ( المسيحية هي الحل ) بل يطرحون تصوراتهم الجريئة جدا وحلولهم لابرز المشكلات ، من منطلق تحليلي، ورؤى جريئة ، حسب منطلقات متعددة ومدارس فكرية مختلفة. وساتناول ابرز ثلاث طروحات: 1/ مصطفى حمارنة: هو صاحب تجربة مهمة ، بدأت بالدراسة ، ثم توسعت بالدراسات ، الى ان انتقلت الى الميدان وطرحت اهم رؤاها السياسة عبر مشروع (مبادرة النيابية) . التقى مع الملك عدة لقاءات، و طرح افكاره في العلن و بعضها في السر. بعض افكاره، غير شعبية، مثل رفع الدعم عن سلع اساسية ، او بعبارة ادق اعادة توجيهه الى الفئات الاكثر فقرا. وقد طبقت في الخبز والكهرباء و الماء و غيرها . والسؤال المشروع، لماذا تضاعفت المديونية العامة ، اضعافا رغم تطبيق الحكومات لهذه الافكار !!!! اما افكاره الشعبية، فهي تجويد الخدمات في المجالات الصحية ، التعليمية ، و النقل ، ضمن خطط تفصيلية عرضها في اكثر من ندوة ومحاضرة. لا يُخْفِي الحمارنة ، مناكفته من رؤساء حكومات ، و لا تَخفى صراعاته مع اجنحة ثقيلة في مؤسسات الدولة، الاخفاق الكبير في مشروعه ، عدم القدرة على تشكيل جماهيرية مؤثرة، وبقاء العشيرة الصخرة الصلبة و الكيان الذي لم يتصدع ، وقفت في وجهه عند كل انتخابات جرت او ربما ستجري في المستقبل. 2/ مروان المعشر: ربما اتيح له ما لم يتح لغيره من آفاق الاطلاع على اوسع الدراسات والتجارب، فقد عمل وما يزال نائبا لرئيس مؤسسة كارنيغي للسلام، كان رئيسا للديوان الملكي، وسفيرا للمملكة لدى الكيان الصهيوني، رغم اعتبار ذلك التعيين اصعب حدث في حياته السياسية. حصيلة تجربته، فشل في تشكيل حزب ليبرالي، ومقالات في الاصلاح ، بعبارات جريئة احيانا وخجولة كثيرا، وحالة بين التفاؤل والتشاؤم. 3/ ناهض حتر: الراحل حتر الاجرأ في طرحه سياسيا و اجتماعيا واقتصاديا ، وكان يمسك بخيوط الفكرة التي يتناولها ، بطريقة مبهرة للمستمع، تتفق معه جزئيا ، وتختلف معه كثيرا ، و لكن لو تم تشذيب اندفاعه، بروية الحمارنة ورزانة المعشر لامكن المعارضة المسيحية في الاردن خلق علامة فارقة في العمل السياسي، تاخذ شكلًا حزبيًا بات ضروريا للمرحلة السياسية المقبلة. كان الراحل حتر يشخص مواطن الخلل بعمق ، و في ندوة نظمها مقهى عمان السياسي ، قال بمنتهى الصراحة، وبعد ان طرح اجرأ الارآء، للاصلاح قال للحضور بمنتهى الصراحة، (لو اردت خوض العمل السياسي عبر المؤسسة البرلمانية، سيكون الجلوس معكم مضيعة للوقت ، لانني حينها ساجلس مع مجتمعي العشائري ، فهو الرافعة الحقيقية للوصول الى قبة البرلمان) فهل كان ما قاله مصيبا، ام مصيبة؟ الاجابة معقدة جدا ، لكن الاهم ان مسيحيين بارزين وصلوا الى القبة في مراحل مختلفة دون وزن يذكر للقاعدة للعشائرية، منهم فخري قعوار، خليل حدادين، يعقوب زيادين، و طارق خوري. بالمحصلة النهائية، هل يمكن ان يتلاقي جمهور من المعارضة الاسلامية، مع جمهور آخر من المعارضة المسيحية، دون ان يكون هذ التلاقي على قاعدة تبادل الاصوات و المصالح الانتخابية الضيقة، بغرض حصد المقاعد النيابية، وانما على قاعدة توافق الافكار وتحقيق الطموحات الوطنية. الاجابة لم لا، مادامت القضايا الاصلاحية واحدة، ولكن ثمة مشارطة سياسية لمثل هذا العقد الاجتماعي الجديد، اسلام ليبرالي، ولاهوت تحرير مسيحي. والرب الواحد اجل واعلم كاتب اردني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
قميص زيلينسكي في لقاء ترامب يثير مقارنة مع ماسك وتشرشل
في لقاء تاريخي بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم يكن الصراع الدائر في أوكرانيا ولا المساعدات العسكرية محور الجدل، بل كان زي زيلينسكي هو ما أشعل التوتر في الاجتماع، وفقا لما نقلته مصادر لموقع "أكسيوس".
وقبل الزيارة، نصح فريق ترامب الرئيس الأوكراني بالتخلي عن زيه العسكري المعتاد وارتداء بدلة رسمية احتراما للبروتوكول الدبلوماسي في البيت الأبيض. لكن زيلينسكي تجاهل هذه النصيحة، مما أثار انزعاج ترامب قبل حتى أن يبدأ الاجتماع.
وعند استقبال ترامب لنظيره الأوكراني عند مدخل الجناح الغربي، لم يستطع إخفاء استيائه قائلا: "لقد ارتدى ملابس رسمية اليوم". ورغم أن التعليق بدا ساخرا، إلا أنه عكس التوتر الذي ساد الاجتماع منذ اللحظة الأولى.
جدل حول لباس زيلينسكي
وقد تصاعد التوتر أكثر خلال المؤتمر الصحفي المشترك، عندما طرح الصحفي الأميركي برايان جلين، سؤالا انتقاديا لزيلينسكي قائلا: "لماذا لا ترتدي بدلة؟ ألا ترى أن ذلك يعكس قلة احترام لأمريكا؟".
ورد الرئيس الأوكراني بطريقة ساخرة: "سأرتدي بدلة عندما تنتهي هذه الحرب... ربما ستكون مثل بدلتك، أو ربما أفضل، أو ربما أرخص". ولفت المراقبون إلى أن استخدام زيلينسكي لكلمة "kostium"، التي تعني "بدلة" في الأوكرانية، قد فهمت بشكل خاطئ على أنها "زي تنكري" بالإنجليزية.
لاحقا، دافع الصحفي جلين عن موقفه قائلا: "زيلينسكي ارتدى الزي العسكري في كل الاجتماعات مع قادة العالم، وكان دائما محترما للمناسبة، لكنه حين دخل إلى أعلى مكتب في أقوى دولة في العالم، لم يكلف نفسه عناء ارتداء ملابس رسمية، مما يعكس عدم احترامه لأمريكا، وللرئيس، وللمواطنين الأميركيين الذين دعموا أوكرانيا ماليا طوال هذه الفترة".
مقارنة بين ماسك وتشرشل
وفي الوقت نفسه، انتقد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ازدواجية المعايير في الانتقادات الموجهة لزيلينسكي، حيث لم يرتد الملياردير إيلون ماسك بدلة خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، بل ظهر بقبعة بيسبول، دون أن يثير ذلك أي ضجة مماثلة.
كما تحدث البعض عن صور الزعيم البريطاني ونستون تشرشل وهو يرتدي "بدلة الإنذار من الغارات"، وهو زي عملي خاص بالغارات الجوية، خلال زيارته للبيت الأبيض أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث سعى لإقناع الرئيس فرانكلين روزفلت بدخول الحرب إلى جانب بريطانيا.
والمفارقة أن تمثالا لتشرشل كان موجودا في الغرفة أثناء اجتماع ترامب وزيلينسكي، الذي انتهى بخروج الرئيس الأوكراني دون التوصل إلى أي اتفاق بشأن الموارد المعدنية، وهو الهدف الأساسي لزيارته التي قطع فيها أكثر من 5000 ميل.
هل كان الأمر يستحق الجدل؟
في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا وسقوط آلاف الضحايا، بدا أن نقاش الملابس تفصيلا مقارنة بالقضايا الجيوسياسية الكبرى، لكنه يعكس كيف يمكن للبروتوكولات الدبلوماسية أن تتحول إلى نقاط خلاف سياسية، خاصة عندما يكون أحد الأطراف شخصية مثيرة للجدل مثل دونالد ترامب.