تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران: تصريحات ترامب وتعهدات بايدن
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
أبريل 14, 2024آخر تحديث: أبريل 14, 2024
المستقلة/- في ظل التصاعد الحاد للتوترات بين إسرائيل وإيران، علق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، معبرًا عن دعمه للدولة اليهودية واستنكاره لما اعتبره ضعفًا في الموقف الأمريكي الحالي. وفي سياق متصل، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم دعم “ثابت” لإسرائيل في مواجهة التصعيد الإيراني.
وفي تطورات أخرى، فوض المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الخارجية بيني غانتس باتخاذ قرار الرد على الهجوم الإيراني، مما يشير إلى احتمالية تصعيد المواجهة بين البلدين.
من جهة أخرى، أعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذه عملية بطائرات مسيرة وصواريخ رداً على ما وصفه بـ”جريمة إسرائيل” بقصف القنصلية الإيرانية في سوريا، مما يعكس استمرار التصعيد الإيراني في المنطقة.
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إيران أطلقت صواريخ مجنحة على إسرائيل بعد إطلاق عشرات المسيرات الانتحارية. وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيرة، بينها صواريخ باليستية ومجنحة، مما يجسد التوتر المتزايد في المنطقة والمخاوف من تصعيد عسكري يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيدات والاشتباكات.
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
تصريحات “ترامب”.. إقرار بالهزيمة وتعزيز للفشل الأمريكي
يمانيون../
يبدو أن المجرم ترامب لا يزال يعيش حالة الزهو والغرور معتقداً أن تصريحاته الهوجاء ستؤتي ثمارها – بغض النظر لمن وجهت إليه-، وكأنه لا يدرك أن في اليمن قائد وشعب لا يرون أمريكا سوى قشة، وأكدوا أكثر من مرة أن أحب الأمور إليهم هو الاشتباك المباشر مع العدو الأول للأمة، بعد سنوات من الحروب الطاحنة مع الأدوات.
بكل وقاحة يعلن المجرم ترامب إصدار أوامره للجيش الأمريكي بشن عملية عسكرية وصفها بالـ”حاسمة” ضد من أسماهم الحوثيين الإرهابيين حسب قوله، ولكن وقبل كل قول نعيد تذكير ترامب أن الجيش الذي وجهه بالعدوان على اليمن كان قد وصفه بالجيش الإرهابي مع أحداث اقتحام البيت الأبيض خلال المظاهرات فترة انتهاء ولايته الأولى وقد تكون هذه المرة الأولى التي يصدق فيها ترامب، فها هو جيشه شن عشرات الغارات الجوية على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين الآمنين لتقتل في غضون ساعة ما يزيد عن 45 شهيدا وجريحا في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة.
ترامب ومؤشرات الهزيمة
لقد كشف ترامب ما لم يكشفه مسؤول أمريكي آخر عن حجم الإنجاز اليمني في مواجهة القوات الأمريكية؛ فاتضح جليا الدور المحوري لليمن بعد أن كانت واشنطن تتهرب من الحديث عن تطورات المعركة لإخفاء عجزها وعجز تحالفاتها وللتقليل من أهمية الدور اليمني حتى جاء ترامب ليكشف متى مرت آخر سفينة أمريكية من بحر اليمن والذي صرح بمضي أكثر من عام على مرور آخر سفينة ترفع علم واشنطن وهذا إقرار رسمي بفشل التحالف الأمريكي المسمى” حارس الإزدهار”.
ويمكن القول إن ترامب حاول إظهار القوة بالتهديدات فكشف الضعف وحاول إبراز القدرة بالغارات والاعتداءات فأكد العجز وما بين الأولى والثانية أفصح بالإقرار من حيث يدري وصرح بالاعتراف من حيث لا يدري، ويكفي أن يعرف العالم اليوم متى مرت آخر سفينة تابعة لأقوى دولة بحرية في العالم من البحر الأحمر؟. فمتى سيصل ترامب إلى قناعة أن بايدن لم يفشل في حربه ضد اليمن اختيارا بل مجبرا تحت ضغط الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية.
وإذا حاول الأمريكيون التقليل من التأثير اليمني فقد صرح ترامب بذلك حين قال إن خنق “الحوثيين” حركة الشحن بأحد أهم الممرات المائية في العالم أدى لتوقف قطاعات واسعة من التجارة العالمية، وهنا يتجه السؤال إلى ترامب: أين “حارس الإزدهار” وعشرات القطع البحرية الأمريكية طيلة 15 شهرا عجزت فيه عن إيقاف العمليات البحرية اليمنية أو الحد منها؟ أما المتابعين في مختلف البلدان فيعرفون جيدا فشل التحالف الأمريكي وقد عمّد ذلك تصريحات شركات النفل البحري التي أصدرت عشرات البيانات التي كشفت فيها حجم خسائرها جراء اضطرارها لتحويل طرقها عبر الرجاء الصالح بعد فشل التحالف الأمريكي في إيقاف الجيش اليمني. ناهيك عن الروايات التي حاكها البحارة الأمريكيون عن هول المعركة مع اليمن.
بالعودة إلى حديث ترامب فإن الجنون بعينه يتمثل في قول ترامب بأن “أي قوة إرهابية لن تمنع السفن التجارية والبحرية الأمريكية من الإبحار بحرية في الممرات المائية العالمية” . كيف استطاع ترامب الجزم أن باستطاعته إحداث فارق في المعركة البجرية، وحاملة الطائرات التي أتى بها ترامب لضرب اليمن لم تعد أدراجها كما أتت فقد استهدفها الجيش اليمني بـ 18 صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرةً مسيرةً، في عمليةٍ مشتركةٍ، نفذتها القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ والقواتُ البحرية. وهذه العملية التي أتت مع ذروة القصف الأمريكي تؤكد الفشل الأمريكي حتى في رصد أماكن إطلاق الصواريخ والطائرات، الأمر الذي يفسر سبب تركيز الضربات الأمريكية الجوية على المناطق السكنية.
فشل استخباراتي في اليمن
ما يعزز الفشل الاستخباراتي الأمريكي الإسرائيلي ما نقله موقع “والا “العبري من أن الاستخبارات الإسرائيلية فشلت في بناء بنك أهداف فعال ضد “الحوثيين”. مضيفا أن “الجيش” الإسرائيلي يستعد لاحتمال استهداف “الحوثيين” للمصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر ما يعني عدم الرهان على القطع البحرية الأمريكية.
الموقع أقر بأن البحرية اليمنية تعمل بأسلوب السرب، ما يمنحها تفوقًا تكتيكيًا يجعل من الصعب على الأسطول الأمريكي التعامل معها. كما يشير إلى أن القوة الصاروخية اليمنية لم تتأثر بالضربات، بل على العكس، تم إفراغ المخازن إلى مواقع محصنة تحت الأرض، ما يعني أن بنك الأهداف الأمريكي كان خاطئًا وغير فعال.
وفيما تحاول “تل أبيب” التقليل من شأن التهديد اليمني، يكشف التقرير العبري عن قلق حقيقي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث يؤكد أن الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والمجنحة اليمنية قادرة على تجاوز الدفاعات الجوية متعددة الطبقات، وهو ما حدث في الهجمات السابقة على “إيلات”، حيث تمكنت الصواريخ والمسيرات من اختراق “القبة الحديدية” ومنظومة “مقلاع داوود”، وهو ما يشير إلى فشل ذريع لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية أمام القدرات اليمنية المتطورة.
البيت الأبيض يعترف: البحر الأحمر ليس آمناً
وبالتزامن مع تكهنات ترامب كان البنتاغون يعترف بشكل رسمي بفشل العدوان الأمريكي في كسر إرادة الشعب اليمني، حيث أصدر تقريرا أقرّ فيه بأن الهجمات النوعية للبحرية اليمنية تسببت في شللٍ شبه كامل لحركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وأجبرت السفن الأمريكية والبريطانية على تغيير مساراتها، متكبدة خسائر فادحة في الوقت والتكاليف.
التقرير الأمريكي الصادر في 15 مارس 2025 أكد أن السفن التجارية التي كانت تعبر البحر الأحمر سنويًا وعند بدء العمليات اليمنية عام 2023 انخفضت من 25 ألف سفينة إلى 10 آلاف فقط، مما أدى إلى أزمة خانقة في الإمدادات العالمية. كما اعترف التقرير بأن الولايات المتحدة وحلفائها لم يتمكنوا من حماية سفنهم، ما اضطر 75% منها لتغيير مسارها حول أفريقيا، مما يضيف أكثر من عشرة أيام إلى مدة الرحلات ويرفع تكاليف الشحن بمعدل مليون دولار لكل رحلة.
حجم الهجمات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية طيلة 15 شهرا ضد السفن الأمريكية كشفها تقرير البنتاغون حيث اعترف بتنفيذ اليمن 174 هجومًا ناجحًا على سفن أمريكا الحربية فقط، و145 هجومًا آخر استهدف السفن التجارية، مؤكدًا أن الدفاعات الأمريكية لم تتمكن من منع هذه الضربات المتصاعدة. ومن بين العمليات التي أقر بها التقرير، إصابة سفينة “جبل طارق إيجل” الأمريكية بصاروخ يمني في 15 يناير 2024، وإلحاق أضرار بسفينة الشحن “جينكو بيكاردي” في خليج عدن بواسطة طائرات مسيّرة يمنية في 17 يناير.
البحر الأحمر يمنيا خالصا
إذا كان ترامب لا يعرف أن الشريط الساحلي اليمني الممتد على طول البحر الأحمر والبحر العربي والمقدر 2500 كم خال ولأول مرة من أي تواجد أمريكي فهذه مشكلته وعليه أن يعرف أن انعدام التواجد الأمريكي ليس صحوة ضمير بل عجز كامل عن الاقتراب.
موقع “gCaptain“، وهو منصة إخبارية أمريكية متخصصة في الشؤون البحرية والتجارة العالمية، نشر تقريرا أكد فيه أن “قناة السويس أصبحت فعليًا غير متاحة للسفن التجارية الأمريكية أو تلك المرتبطة بحلفاء إسرائيل، في ظل استمرار الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين في اليمن على سفن الكيان”.
وأوضح التقرير أن هذه الهجمات، التي بدأت قبل أكثر من 15 شهرًا، أدت إلى تغيير جذري في ديناميكيات أحد أهم الممرات البحرية في العالم، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإعلان عن التصعيد.
ونقل التقرير عن ترامب، في منشور له على منصة “تروث سوشيال”، قوله إن “أكثر من عام مر دون أن تتمكن سفينة تجارية أمريكية من العبور بأمان عبر البحر الأحمر أو قناة السويس”، منتقدًا إدارة الرئيس السابق جو بايدن التي وصفها بأنها “ضعيفة” في التعامل مع الوضع.
وأوضح التقرير أن “الحوثيين نجحوا في تعطيل حركة الشحن عبر البحر الأحمر، مما أجبر شركات كبرى مثل “ميرسك” و”إم إس سي” على تغيير مساراتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول وأكثر تكلفة. ورغم أن التقرير أشار إلى أن هذه الهجمات كبدت الاقتصاد العالمي خسائر كبيرة، فإنه لفت إلى أن الولايات المتحدة لم تتمكن من ضمان مرور آمن لسفنها التجارية، وهو ما يعتبر فشل للقوة العظمى في فرض سيطرتها على هذا الممر الحيوي.
وبحسب التقرير، فإن عملية “حارس الرخاء”، التي قادتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة منذ ديسمبر 2023، لم تحقق نجاحًا كبيرًا في وقف الهجمات الحوثية، حيث وصفها بأنها جهود محدودة شبيهة بلعبة “اضرب الخلد”، تقتصر على اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة دون القدرة على تغيير الوضع على الأرض”.
وركز التقرير على تصريحات ترامب التي وعد فيها باستخدام “القوة المميتة الساحقة” لاستعادة الأمن في البحر الأحمر، لكنه تساءل عما إذا كان هذا الوعد كافيًا لتغيير الواقع الحالي، خاصة مع تحفظ شركات الشحن عن العودة إلى المنطقة دون ضمانات طويلة الأمد. وأضاف أن التحديات اللوجستية، مثل محدودية عدد المدمرات الأمريكية المتاحة وصعوبة إعادة تسليحها بسرعة، قد تعيق تنفيذ هذه الخطة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن تصريحات ترامب تمثل تحولًا في الخطاب الأمريكي، حيث تعترف صراحة بفقدان السيطرة على البحر الأحمر، وهو ما قد يمنح البحارة التجاريين الأمريكيين، الذين شعروا بالإهمال خلال السنوات الماضية، بعض الأمل في استعادة الحماية… لكنه أبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن الولايات المتحدة من فرض سلطتها مجددًا على هذا الممر الاستراتيجي، أم أن الوضع قد تجاوز نقطة اللاعودة؟.
ختاما فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك من الخيارات ما يؤهلها لحسم المعركة في اليمن، فالغارات الجوية لم تحسم أي معركة في اليمن سواء خلال طوفان الأقصى والتي تجاوزت ألف غارة أو خلال العدوان الأمريكي السعودي والتي تجاوزت ربع مليون غارة، كما أن البنتاغون أكد أكثر من مرة استحالة دخول الجيش الأمريكي المعركة في اليمن نظرا للكلفة الكبيرة، كما أن الضغط السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة طوال السنوات الماضية لم تجدي نفعا، فما هي الحلول السحرية التي يمتلكها ترامب ليوقف شعب الإيمان والحكمة عن أداء دوره الإيماني والجهادي في الانتصار للشعب الفلسطيني الذي يقتل بالسلاح الأمريكي.
موقع أنصار الله .