«مفيش حاجة بتترمي»، شعار رفعه أصحاب مصانع إنتاج «الكحك والبسكويت والبيتي فور والغُريّبة»، فبعد انتهاء موسم عيد الفطر المبارك، يبدأ أصحاب هذه المصانع في حصر المتبقي من المنتجات التي أُعدت خصيصاً للعيد، لإعادة استغلالها مرة أخرى.

ما بين البيع بنصف الثمن، والتوزيع المجاني على الأسر الأولى بالرعاية والأيتام، والبيع لأصحاب المزارع لاستخدامها كأعلاف للحيوانات والطيور، يتم الاستفادة من الكحك والبسكويت المتبقي من العيد في المصانع ومخابز الحلوى.

«دية»: بنوقف شغل يوم الوقفة عشان الشغل مايتراكمش

«مفيش حاجة بتترمي من الكحك أو البسكويت أو البيتي فور أو الغُريّبة، لأننا تقريباً بنعمل الكمية زى ما الزبون عايز، وعادةً إحنا بنوقف شغل يوم الوقفة عشان الشغل مايتراكمش، لأن الزبون بيحب الحاجة الصابحة، وفي نفس الوقت إحنا مش بنكون عايزين نخسر»، بهذه الكلمات بدأ إبراهيم دية، أحد أصحاب مخابز الحلوى، حديثه لـ«الوطن».

يحرص أصحاب المصانع ومخابز الحلوى على استغلال حلوى العيد المتبقية وعدم إهدارها، من خلال البيع بنصف الثمن أو توزيعها مجاناً على الأسر الأولى بالرعاية والأيتام وفقاً لـ«دية»: «الكحك أو البسكويت أو البيتي فور أو الغُريّبة المتبقية بنطرحها بسعر أقل، بيكون أحسن من الخسارة، وفيه جانب لله، يعني أنا يوم الوقفة طلعت 100 كيلو كحك مجاني عشان يتوزع على المحتاجين، واللي مش بينفع للأكل بيتباع بالطن كعلف للحيوانات والطيور».

«الدميري»: بعد عيد الفطر بنستعد لموسم الأفراح

عقب انتهاء موسم عيد الفطر المبارك يبدأ أصحاب المصانع ومخابز الحلوى في الاستعداد لموسم الأفراح، بحسب ما ذكره وحيد الدميري، أحد أصحاب مصانع الحلوى: «بعد عيد الفطر بنبدأ نستعد لموسم الأفراح، ومفيش فيه أي خسارة، فيه ناس بتعمل شيكارة كحك وشيكارة بسكويت وبيتى فور وغُربّية، وفيه ناس بتعمل أكثر أو أقل، وصاحب المصنع أو المخبز بيتحاسب عادي على شغله».

يحرص الكثير من أصحاب مزارع تربية الحيوانات والطيور على شراء كميات الكحك والبسكويت والبيتي فور والغُريّبة المتبقية من العيد، واستخدامها كنوع من الأعلاف غير التقليدية، كما أكد عبدالعزيز الدريني، أحد أصحاب مزارع تربية الحيوانات: «بيكون سعرها رخيص وكمان صحية ومفيدة جداً للحيوانات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكحك البسكويت عيد الفطر المبارك أعلاف عید الفطر

إقرأ أيضاً:

الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!

الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن! لحظة صراحة قاسية مع النفس والي البطولة المزعومة

في أرضٍ تُقاس فيها الفحولة بعدد الطلقات، والنضال بعدد اللايكات، يتكرر المشهد نفسه: رجال يتحدثون عن "تحرير الوطن"، بينما النساء يحررن الحياة من ركام الخراب. في السودان، البطولة ليست مجرد شجاعة، بل استعراض ذكوري تتراقص فيه البنادق، بينما تواصل النساء رقصة البقاء على الهامش، حاملاتٍ ما تبقى من البلاد فوق أكتافهن المتعبة.

"الشهيد… صورة فوتوشوب ثورية!"
لا شك أننا جميعًا تأثرنا بصور الشهداء التي تنتشر كالنار في الهشيم: وجوه مضاءة، ابتسامات خجولة، وكأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم ليتحولوا إلى أيقونات رقمية! لكن، هل تساءل أحد عن الأمهات اللواتي حملنَ هؤلاء الأبطال؟ عن النساء اللواتي دفعنَ الثمن قبل الرصاص وبعده؟ لا أحد يكتب عنهن، فالتاريخ – كما العادة – يهوى الأبطال، لكنه يتجاهل من صنعوهم!
"النساء… مقاومة خلف الكواليس"
بينما يعتلي الرجال المنصات الثورية، ويخطبون عن التضحية والنضال، تعمل النساء بصمت يُشبه المعجزة: يطهون طعامًا من لا شيء، يهربن الأطفال من الموت، ويحملن الوطن على ظهورهن دون أن ينتظرن تصفيقًا. لكن لا بأس، فالنضال كما يخبرنا "المنظرون"، هو فقط لمن يحملون السلاح، أما من يحملون الحياة… فهم مجرد تفاصيل!

"المجتمع الذي لا يكفّ عن معاقبة النساء"
إن نجت المرأة من الحرب، وجدت نفسها في معركة أخرى، حيث يتحول جسدها إلى محكمة، وشرفها إلى تهمة، وخياراتها إلى خيانة للأعراف. إن قاومت، اتُّهمت بالتمرد. إن سكتت، صارت مجرّد ضحية أخرى في أرشيف الظلم السوداني الممتلئ عن آخره.

"اغتصابٌ على هامش الحرب: سلاح الجبناء!"
عندما يعجز الذكور عن النصر، يقررون أن يجعلوا أجساد النساء ساحة للمعركة. في السودان، كما في كل حرب خاسرة، يُستخدم الاغتصاب كسلاح لإذلال المجتمعات، وكأن المرأة ليست سوى مرآة لشرف الرجل. المضحك المبكي أن ذات المجتمع الذي يبكي على "العار"، لا يبكي على النساء أنفسهن، بل على اسمه الذي تلطخ!

"الحركة النسوية؟ لنترك الرجال يقررون!"
ما إن تجرؤ امرأة على المطالبة بحقها، حتى يتزاحم حولها الرجال، كلٌّ بطريقته: "المناضل التقدمي" يخبرها أنه سيتحدث نيابة عنها، و"التقليدي المحافظ" يأمرها أن تعود للمطبخ. وبين هذا وذاك، تُواصل النساء نضالهن الحقيقي، بينما يمضي الرجال في صراعاتهم حول "من الذي يفهم المرأة أكثر!"

"الكرن: حين ترقص الأرض وترتعد الذكورة!"
في حفلات الكرن، حيث تتحدث الأجساد بلغة الأرض، تبدو النساء أكثر حريةً من أي وقت. لكن، ما إن ينتهي الاحتفال، حتى يعود الرجال إلى لعبتهم الأزلية: "من الأكثر فحولة؟". ربما لو أدركوا أن القوة ليست في البندقية، بل في الأرحام التي تُنجب الأبطال وتدفن الجبناء، لاختلفت معايير البطولة لديهم!

"هل الحرب حكر على من يطلق النار؟"
عندما يُقال إن الرجال "يحاربون"، فهم يفعلون ذلك بحمل البنادق، بينما النساء يحاربن باللحم والدم والدموع. في البيوت، في الأسواق، في المعسكرات، في الطرقات التي صارت أفخاخًا للأجساد الهشة. ومع ذلك، لا تُمنح المرأة صكوك البطولة، فهي مجرد "مرافقة"، مجرد ظلٍّ للحدث، مجرد تفصيلة ثانوية في رواية الرجال.

"أيها الرجال، تخيلوا يومًا بلا امرأة سودانية!"
تخيلوا صباحًا بلا أم تجهّز لكم الطعام رغم أنها لم تتذوق شيئًا.
تخيلوا شارعًا بلا امرأة تبيع الشاي، بلا أرملة تحفر في الأرض لتُخرج لأطفالها وجبة اليوم.
تخيلوا بيتًا بلا جدة تحكي الحكايات، بلا أخت تقف في صفوف الرغيف، بلا فتاةٍ تحمل حقيبة المدرسة رغم القهر.
تخيلوا وطنًا بلا امرأةٍ تشدّ الجراح وتجمع الحطام وتحوّل الخوف إلى أغنية صمود.

"خاتمة: متى تصبح المرأة مواطنة كاملة؟"
ربما عندما يكف الرجال عن اعتبارها مجرّد مرحلة انتقالية في نضالاتهم.
ربما عندما تُذكر النساء في كتب التاريخ كقائدات، وليس كمجرّد شهيدات وأمهات شهداء.
ربما عندما يُنظر إلى وجودها ليس كترف، بل كأساسٍ لوجود الوطن نفسه.

وحتى يحين ذلك اليوم، ستظل المرأة السودانية تحارب بصمت… بينما يستمر الرجال في صناعة الحروب والقصائد عن أنفسهم.
أنها لحظة صراحة قاسية مع النفس والي البطولة المزعمة أيضا.

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصورة والفيديو.. شباب سودانيون يعكسون صورة مشرفة بمصر بتوزيعهم إفطارات على المارة وأصحاب السيارات وقت الأذان
  • الاحتراق الوظيفي.. الثمن الخفي للتغطية الإعلامية زمن الحروب
  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!
  • طفل يتصل بالطوارئ لطلب حلوى
  • المزارع الريفية غرب رفحاء وجهة سياحية واعدة تجمع بين الترفيه والطبيعة
  • هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
  • كيف توازن بين الماء والحلويات في رمضان؟
  • “دعوة لتعزيز التفاهم بين أصحاب المنازل وأصحاب السيارات في شهر رمضان”
  • الأمم المتحدة تواصل تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سوريا
  • العاصمة.. إنطلاق حملة رمضان 2025 للمحتاجين