أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

راجت خلال الساعات الماضية، تقارير عدة، تحدثت عن تأجيل زيارة الدولة التي كانت من المقرر أن تقود الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" للمغرب إلى شهر شتنبر المقبل، بعد فترة طويلة من التوتر الشديد الذي طبع علاقات الرباط وباريس، سيما فيما يتعلق بموقفها الصريح من "مغربية الصحراء"، الأمر الذي جدد مرة أخرى الحديث عن وجود نقاط خلافية بين الطرفين، تزامنا مع المحادثات الأخيرة بين مسؤولي البلدين، التي جاءت بعد عودة العلاقات إلى حالتها الطبيعية.

وبخصوص هذا المستجد الذي طرحت معه أكثر من علامة استفهام، حول مستقبل العلاقات بين المغرب وفرنسا، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص مع الأستاذ "محسن الجعفري"، الباحث في الاقتصاد السياسي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أوضح من خلاله أن مبادرة جلالة الملك محمد السادس التي أعلنها في خطاب الذكرى 48 لعيد المسيرة الخضراء، تعد إحدى محددات الحركية التي بادرت بها فرنسا لتجاوز مرحلة الجمود في العلاقات، بعد أن أصبح الموقف الفرنسي معزولا بين مواقف كل شركاء المملكة المؤثرين في القارة الأوروبية.

في ذات السياق، أشار "الجعفري" إلى أن ثمار هذا التقارب الفرنسي المغربي، تجلت بشكل لافت من خلال تعيين سفراء جدد لمواكبة هذه الحركية المبنية على شروط مغربية ومطالب فرنسية في ما يخص الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة كوسيط بين فرنسا ودول الساحل التي فكت ارتباطها مع باريس وثارت على الجزائر الذي يعتبر الإقليم الفرنسي في شمال إفريقيا الداعم للحركات الإرهابية المسلحة والذي ينتج عدم الإستقرار في شمال مالي والنيجر وتشاد وحتى موريتانيا.

ومن أجل إحراز التقدم في هذه الدينامية الجديدة التي تعرفها العلاقات بين البلدين، قال "الجعفري": "بادرت فرنسا بإعلان إعتراف إقتصادي بمغربية الصحراء وفتح المجال نحو الاستثمار بالأقاليم الجنوبية وهو ما يجب مواكبته باعتراف سياسي يضمن تجانسا بين المصالح الإقتصادية وآلية الضمانة السياسية لرؤوس الأموال الفرنسية التي تراقب موقف بلدها، ما يشكل أحد عوامل الثقة التي تبنى عليها قرارات الإستثمار".

كما شدد الباحث المغربي على أن: "هذا القرار يبدو على ضوء تبادل الزيارات، آخرها زيارة وزير الخارجية المغربي لباريس، يخضع لترتيبات، ويعتبر إعدادا مسبقا لإعلان ماكرون اعترافا يخرج فرنسا من المنطقة الرمادية"، مشيرا إلى أن تأجيل هذه الزيارة (في اعتقاده) مرتبط كذلك بترتيبات تتعلق بالوضع السياسي الداخلي في الجزائر.

في هذا الصدد، قال "الجعفري": "فرنسا تريد إرضاء المغرب بموقف طبيعي ومتجانس يساير مسار ملف الصحراء وتطوراته، وفي الآن نفسه لا تريد أن تخسر سلطتها وتأثيرها في الداخل الجزائري المقبل على انتخابات قد تحدث تغييرات جذرية"، قبل أن يتابع قائلا: "سيكون لفرنسا دور فيها (الانتخابات الرئاسية) حيث تعتبر الجزائر امتدادا استراتيجيا لفرنسا ومنطقة نفوذ تمتد حتى شمال موريتانيا".

وختم "الجعفري" حديثه لـ"أخبارنا" بالقول: "هذا الموقع المهم لفرنسا سيخدمها لا محالة إذا تمكنت من إقناع المغرب بوساطة مع دول الساحل من أجل ضمان الحد الأدنى من المصالح الفرنسية في ظل الامتداد الروسي الصيني، والأزمة الإقتصادية الصامتة التي تعيشها فرنسا والتي تعتبر المنطقة متنفسا لها".

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

الكرملين: لا نعلق آمالا على نتائج الانتخابات الفرنسية في تحسين العلاقات

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين»، دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن روسيا لا تعلق آمالا كبيرة على نتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية لتحسين العلاقات بين البلدين.

وقال بيسكوف في تصريحات صحفية، بالنسبة لروسيا من الأفضل بالتأكيد أن تخرج القوى السياسية اليسارية منتصرة بما يدعم الجهود الرامية إلى استعادة علاقاتنا الثنائية، لكننا حتى الآن لا نرى إرادة سياسية يتم التعبير عنها بوضوح من الجانب الفرنسي، لذلك لا نعتز بأي آمال كبيرة أو أوهام في هذا الصدد.

وذلك ردا على سؤال عما إذا كان الكرملين يرى أن فوز القوى اليسارية في فرنسا أفضل من انتصار اليمين، وفقًا لما أوردته وكالة أنباء «تاس» الروسية.

وأفادت بيانات وزارة الداخلية الفرنسية، بأن تحالف الجبهة الشعبية الجديدة حصل على 182 مقعدًا في الجمعية الوطنية المكونة من 577 عضوا بعد الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت، أمس الأحد، أما المركز الثاني فكان من نصيب ائتلاف كتلة معا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحصوله على 168 مقعدا، أما ثالث أكبر فصيل فسيكون حزب التجمع الوطني اليميني الذي يضم 143 نائبا.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري عن فوز اليسار في فرنسا بالانتخابات: انتصار لفلسطين

للوصول لنهائي يورو 2024.. مواجهة ساخنة بين إسبانبا وفرنسا

ماكرون يدلي بصوته في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة بفرنسا

مقالات مشابهة

  • فرنسا تعيش أزمة سياسية بعد نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية
  • الرئيس الفرنسي يطلب من حكومته البقاء "في الوقت الراهن" غداة خسارة معسكره الانتخابات
  • ريمونتادا سياسية.. كيف أخفق اليمين الفرنسي على أبواب قصر ماتينيون؟
  • بن عبد الله يتمنى أن يكون لفوز اليسار في فرنسا أثر إيجابي على العلاقات مع المغرب
  • ماكرون يطالب رئيس وزراء فرنسا بالبقاء في منصبه
  • الكرملين: لا نعلق آمالا على نتائج الانتخابات الفرنسية في تحسين العلاقات
  • من هو زعيم ائتلاف اليسار الفرنسي جان لوك ميلانشون؟
  • بعد فوزه في الانتخابات.. زعيم اليسار الفرنسي يتعهد بالاعتراف بدولة فلسطين
  • على خطى إيران وبريطانيا.. اليسار يتفوّق في الانتخابات الفرنسية
  • لوموند: الجبهة الوطنية سيعترف بمغربية الصحراء إذا وصل إلى السلطة بفرنسا