الجعفري يوضح لـأخبارنا بخصوص الجدل الكبير الذي رافق تأجيل زيارة ماكرون إلى المغرب
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
راجت خلال الساعات الماضية، تقارير عدة، تحدثت عن تأجيل زيارة الدولة التي كانت من المقرر أن تقود الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" للمغرب إلى شهر شتنبر المقبل، بعد فترة طويلة من التوتر الشديد الذي طبع علاقات الرباط وباريس، سيما فيما يتعلق بموقفها الصريح من "مغربية الصحراء"، الأمر الذي جدد مرة أخرى الحديث عن وجود نقاط خلافية بين الطرفين، تزامنا مع المحادثات الأخيرة بين مسؤولي البلدين، التي جاءت بعد عودة العلاقات إلى حالتها الطبيعية.
وبخصوص هذا المستجد الذي طرحت معه أكثر من علامة استفهام، حول مستقبل العلاقات بين المغرب وفرنسا، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص مع الأستاذ "محسن الجعفري"، الباحث في الاقتصاد السياسي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أوضح من خلاله أن مبادرة جلالة الملك محمد السادس التي أعلنها في خطاب الذكرى 48 لعيد المسيرة الخضراء، تعد إحدى محددات الحركية التي بادرت بها فرنسا لتجاوز مرحلة الجمود في العلاقات، بعد أن أصبح الموقف الفرنسي معزولا بين مواقف كل شركاء المملكة المؤثرين في القارة الأوروبية.
في ذات السياق، أشار "الجعفري" إلى أن ثمار هذا التقارب الفرنسي المغربي، تجلت بشكل لافت من خلال تعيين سفراء جدد لمواكبة هذه الحركية المبنية على شروط مغربية ومطالب فرنسية في ما يخص الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة كوسيط بين فرنسا ودول الساحل التي فكت ارتباطها مع باريس وثارت على الجزائر الذي يعتبر الإقليم الفرنسي في شمال إفريقيا الداعم للحركات الإرهابية المسلحة والذي ينتج عدم الإستقرار في شمال مالي والنيجر وتشاد وحتى موريتانيا.
ومن أجل إحراز التقدم في هذه الدينامية الجديدة التي تعرفها العلاقات بين البلدين، قال "الجعفري": "بادرت فرنسا بإعلان إعتراف إقتصادي بمغربية الصحراء وفتح المجال نحو الاستثمار بالأقاليم الجنوبية وهو ما يجب مواكبته باعتراف سياسي يضمن تجانسا بين المصالح الإقتصادية وآلية الضمانة السياسية لرؤوس الأموال الفرنسية التي تراقب موقف بلدها، ما يشكل أحد عوامل الثقة التي تبنى عليها قرارات الإستثمار".
كما شدد الباحث المغربي على أن: "هذا القرار يبدو على ضوء تبادل الزيارات، آخرها زيارة وزير الخارجية المغربي لباريس، يخضع لترتيبات، ويعتبر إعدادا مسبقا لإعلان ماكرون اعترافا يخرج فرنسا من المنطقة الرمادية"، مشيرا إلى أن تأجيل هذه الزيارة (في اعتقاده) مرتبط كذلك بترتيبات تتعلق بالوضع السياسي الداخلي في الجزائر.
في هذا الصدد، قال "الجعفري": "فرنسا تريد إرضاء المغرب بموقف طبيعي ومتجانس يساير مسار ملف الصحراء وتطوراته، وفي الآن نفسه لا تريد أن تخسر سلطتها وتأثيرها في الداخل الجزائري المقبل على انتخابات قد تحدث تغييرات جذرية"، قبل أن يتابع قائلا: "سيكون لفرنسا دور فيها (الانتخابات الرئاسية) حيث تعتبر الجزائر امتدادا استراتيجيا لفرنسا ومنطقة نفوذ تمتد حتى شمال موريتانيا".
وختم "الجعفري" حديثه لـ"أخبارنا" بالقول: "هذا الموقع المهم لفرنسا سيخدمها لا محالة إذا تمكنت من إقناع المغرب بوساطة مع دول الساحل من أجل ضمان الحد الأدنى من المصالح الفرنسية في ظل الامتداد الروسي الصيني، والأزمة الإقتصادية الصامتة التي تعيشها فرنسا والتي تعتبر المنطقة متنفسا لها".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
أخنوش ورئيس الحكومة الفرنسي يجمعان على القفزة الإستثنائية للعلاقات بين البلدين
زنقة 20 . الرباط
التقى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم السبت بماتينيون، برئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا بايرو.
وكان أخنوش قد حضر الى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الافتتاح الرسمي للمعرض الفلاحي الدولي الذي كان المغرب ضيف شرفه.
وفي تصريح للصحافة عقب هذه المقابلة، أشاد بايرو بجودة العلاقات بين البلدين التي سجلت “قفزة استثنائية”، بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى المملكة، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ورحب بايرو، بهذه المناسبة، بالإنجازات التي تم تحقيقها خلال هذه الزيارة، خاصة في مجال الشراكة الاقتصادية، مسلطا الضوء على البعد الإنساني للعلاقات الثنائية.
وقال بايرو: “من الواضح أن البعد الإنساني لهذه العلاقات هو الأهم وهو الضمان لاستمرار هذه العلاقات الأخوية مع مرور الوقت”.
وقال: “في المدينة التي أنا محظوظ كوني عمدة لها، تعد الجالية المغربية إلى حد بعيد أهم جالية ذات أصول أجنبية ثقافيا وجمعويا”.
وبعد أن شكر الوزير الأول الفرنسي على الاستقبال الحار الذي حظي به الوفد المغربي، أشاد أخنوش بجودة التبادلات التي أجراها مع نظيره الفرنسي، مذكرا بأن زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إلى المملكة، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل “خطوة مهمة” في تاريخ العلاقات الثنائية.
وشدد أخنوش بهذه المناسبة على أهمية الاتفاقيات الموقعة خلال هذه الزيارة “والتي نعمل عليها اليوم من أجل تنفيذها وتتبعها بشكل خاص بهدف تحقيق الالتزامات التي تتضمنها”.
واغتنم رئيس الحكومة هذه الفرصة ليشكر فرنسا على دعوة المغرب للمشاركة في المعرض الفلاحي الدولي.
وأضاف رئيس الحكومة: “أردنا من خلال الجناح المغربي أن نظهر مختلف جوانب الفلاحة المغربية، لا سيما دور المرأة والتعاونيات وأهمية المنتوجات المحلية المرتبطة بالإقليم”.
وأوضح أخنوش أن “هذه الزراعة التضامنية الصغيرة مهمة للغاية من حيث التشغيل والتنمية لبلدنا”، داعيا رئيس الوزراء الفرنسي لزيارة الجناح المغربي.
وأضاف رئيس الحكومة أن أنشطة أخرى ستعزز مستقبلا علاقات الشراكة الاستثنائية بين البلدين، خاصة تبادل الزيارات وتنظيم الأحداث الكبرى.