حين تطلب فتح حساب مصرفي – وفقاً لتجربتي في كل البلاد التي عملت بها – يسألك البنك:
(1) عن طبيعة عملك.
(2) وعن دخلك شهري.
أما إن كنت تشغل منصباً مهماً سواء في بلد المصرف، أو من بلاد أخرى (دبلوماسي مثلاً) فلن يفتح لك المصرف حساباً ( في بعض البلاد ) ألاّ بعد موافقة ما تسمى (لجنة الامتثال) Compliance Committee في رئاسة البنك المركزي في ذلك البلد.


وتتولى (لجنة الامتثال) دراسة حالتك وتاريخك، وممتلكاتك، واحترامك للقوانين، ومعرفة ما إذا كانت بلدك خاضعة لعقوبات؛ حتى تتأكد من نصاعة صحيفتك.
وتطبق معايير الامتثال على المواطنين ذوي المناصب، وكذلك على الأجانب المقيمين.
بكل أسف لم نسمع أن معاييراً صارمة تُطبق على المسؤولين في بلدنا بصدد الحسابات المصرفية. هذا من قديم.. أما بعد (الثورة المجيدة) فأصبحت حالنا حال: (عمياء وسايقاها مجنونة).
وهذا الحال أتاح لأولاد دقلو تملك ما يشاءون.. أحدهم نائب رئيس مجلس السيادة، والآخر متنفذ (حُمْرَة عين).
ورغم جهل أولاد دقلو، لكن ذكاءهم الفطري دلّهم على الاستعانة بذوي الخبرات والمستشارين.. وعمل هؤلاء على التغطية على أعمالهم وضروب نشاطهم.
وللتحوط ولفت الانتباه بعيداً عنهم، عمد أولاد دقلو لاستخدام أشخاص يثقون فيهم، وشركات وواجهات، لتملك أسهم البنوك وشراء مؤسسات.
فمعروف أنهم يمتلكون أكبر أسهم بنك الخليج، ولهم أسهم راجحة في بنك الثروة الحيوانية؛ هذا إضافة لمؤسسات وشركات عديدة في قطاعات النفط والتعدين وغيرها.
ولإحكام سيطرتهم، عيّن حميدتي كثيرين في وظائف مفصلية في تلك المصارف والمؤسسات، بما في ذلك البنك المركزي (بنك السودان) . وربّما بسط يده بالمال الحرام لكثيرين، وفقاً لما هو شائع من أفعاله. فأصبحت كلمته نافذة حتى يومنا هذا.
وجراء ذلك النفوذ لأولاد دقلو، وسيطرة يساريين وقحاتة موالين لهم على مناصب هامة في مرافق هامة مثل بنك السودان، وقع فساد وإفساد، مع تدني الخبرات والمؤهلات، وتدهورت أحوالنا الاقتصادية. فانحط الناتج القومي الإجمالي GDP من 117 مليار دولار آخر عام 2018 إلى 28 مليار دولار في أواخر 2023.
وكان ذلك الانحطاط ثمرة طبيعية من أمثال أولئك.. كأنه تطبيق لكلام سيدنا المسيح وهو يُحَذّرُ من الأنبياء الكَذَبَة:
“مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. يأتونكم في ثياب الحملان، ولكنهم حقيقةً ذئاب ضاريةً. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟” (مت 7: 16).
‏”Beware of false prophets, who come to you in sheep’s clothing but inwardly are ravenous wolves. You will recognize them by their fruits. Are grapes gathered from thornbushes, or figs from thistles? ”
وقبل أن أمضي قدماً في هذا المقال، أجدني مديناً بالاعتذار للأستاذ صلاح الشيخ، نائب المحافظ، فقد خلطت في مقالي السابق بين اسمه وآخر يُشابه اسمه.. لك العتبي حتى ترضى سيدي.
ويجدر أن أشير هنا إلى أن أولاد دقلو يعتمدون في إدارة مالهم على مصطفى عبد النبي (الملقب بالبروف) مسؤول إدارتهم المالية؛ والذي كان هو نفسه نائباً لمدير إدارة ببنك السودان وانتُدِبَ للعمل مع حميدتي مباشرةً.
وعينه حميدتي رئيساً لمجلس إدارة بنك الخليج، المملوك لأولاد دقلو!!!
أما محافظ البنك فقد رفعه صديقه المحافظ الأسبق جنقول وحميدتي بتأثير من مصطفى عبد النبي.. وبعد أن أصبح محافظاً غدا نفوذ #حميدتي عبر عبد النبي قوياً في البنك المركزي.
وعُرف عن المحافظ تنمّره.. ولأسباب أخرى نفاه المحافظ الأسبق المرحوم حازم لخارج البنك؛ وكان تعيينه محافظاً مثار دهشة زملائه!!!
ورغم أن بالبنك المركزي كفاءات نادرة إلاّ أن المحافظ يهمشهم ويدير البنك عبر موظفي مكتبه وطائفة قرّبها؛ وهم من بيدهم أزِمّة الأمور، ويقاومون كل تغيير . وفي أروقة البنك يتحدثون عن أنّ هذه الشلّة الجنجويدية / القحاتية هي التي تُكبل البنك. وبما أنكم جأرْتُم بالشكوى منهم ، فالواجب سعادة الفريق الحزم ليلقى المكبّلون جزاءهم . شَرّد بهم من خلفهم ؛ وضيق الأرض عليهم ، حتى يصير هاربهم إذا رأى غَيْرَ شيئٍ ، ظَنّهُ ياسر العطا .
????#السفير_عبدالله_الأزرق
————————————
13 أبريل 2024

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: البنک المرکزی بنک السودان

إقرأ أيضاً:

خلال اجتماعات مجموعة العشرين.. محافظ البنك المركزي يحذر من مخاطر تواجه الأسواق الناشئة

شارك حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، في الاجتماع الثاني لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، الذي استمرت فعالياته يومي 23 و24 أبريل الجاري، وذلك على هامش اجتماعات الربيع لمجلس محافظي صندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة في الفترة من 21 إلى 26 أبريل 2025 بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

وقد ضم الوفد المصري المشارك في اجتماعات المسار المالي لمجموعة العشرين، كل من أحمد كجوك، وزير المالية، رامي أبو النجا، نائب محافظ البنك المركزي المصري للاستقرار النقدي، وياسر صبحي، نائب وزير المالية للسياسات المالية.

وناقش محافظ البنك المركزي المصري المخاطر التي تواجهها الأسواق الناشئة والناجمة عن الحروب التجارية وما يترتب عليها من تعطيل سلاسل الإمداد، وتراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وزيادة تقلبات أسعار الصرف، وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، داعيا إلى ضرورة تنسيق الجهود والتوافق بين صانعي السياسات لمعالجة تلك المخاطر والحد من تداعياتها السلبية.

محافظ البنك المركزي المصري

كما تناول أهم معوّقات التنمية التي تواجه القارة الإفريقية خاصة فيما يتعلق بضعف البنية التحتية، وتحديات الاقتصاد الكلي، وارتفاع تكلفة رأس المال.

هذا، وقد أوصى المحافظ بضرورة معالجة الآثار السلبية على القارة الناتجة عن تفتت حركة التجارة الدولية من خلال الاستفادة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، كما أكد على ضرورة زيادة عدد المشروعات القابلة للتمويل في إفريقيا لجذب رأس المال الخاص.

وتطرق أيضا إلى ضرورة زيادة قدرة مؤسسات التنمية متعددة الأطراف على الإقراض من خلال تبني مبادرات مبتكرة مثل رأس المال المختلط وتشجيع إعادة توجيه حقوق السحب الخاصة، بالإضافة إلى أهمية تعبئة رأس المال الخاص على نطاق أوسع عن طريق تقديم الضمانات اللازمة لتخفيف مخاطر الاستثمارات، ودعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

الجدير بالذكر أن مصر تشارك في اجتماعات مجموعة العشرين كدولة مدعوة للمرة الخامسة منذ إنشاء المجموعة، والثالثة على التوالي، حيث شاركت في اجتماعات الدورة الماضية، خلال عام 2024، برئاسة دولة البرازيل، وفي اجتماعات عام 2023 تحت رئاسة الهند، كما تشارك في الاجتماعات الحالية التي تترأسها دولة جنوب أفريقيا خلال العام الممتد من الأول من ديسمبر 2024 وحتى نوفمبر 2025.

اقرأ أيضاًفي ذكرى التحرير.. طفرة غير مسبوقة بمنظومة التعليم العالي بسيناء ومدن القناة

مياه القناة: خطة متكاملة استعدادا لفصل الصيف بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد

مقالات مشابهة

  • مسؤول في البنك المركزي الأوروبي يوضح مصير سعر الفائدة
  • رئيس الوزراء يلتقي محافظ البنك المركزي لمتابعة عدد من الملفات
  • البنك المركزي يكثف من عمليات قبول العائد المنخفض على أذون الخزانة
  • البنك المركزي المصري يجمع 984.9 مليون دولار في عطاء أذون الخزانة الدولارية
  • البنك المركزي: انخفاض العائد على أذون الخزانة وطرح عطاء دولاري غداً
  • بعد قرار المركزي.. أسعار العائد على الودائع في البنك الأهلي وبنك مصر
  • البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 950 مليون دولار الإثنين
  • البنك المركزي: حل مشكلة بطاقات "فيزا وماستركارد" في الخارج الشهر المقبل
  • ما هي خيارات البنك المركزي الأوروبي حول أسعار الفائدة؟
  • خلال اجتماعات مجموعة العشرين.. محافظ البنك المركزي يحذر من مخاطر تواجه الأسواق الناشئة