كيف يتسبب النينيو في تطرّف الطقس خلال السنوات الخمس القادمة؟
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
أعلن علماء من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هناك احتمالا بنسبة 90% لظهور تأثيرات واضحة لظاهرة "النينيو" بداية من النصف الثاني من العام 2023، الأمر الذي يتوقع أن يؤثر على الطقس في مناطق متفرقة من العالم خلال الأعوام القليلة القادمة، بداية من الشتاء القادم.
ووفق بيان رسمي أصدرته المنظمة خلال الأسبوع الأول من يوليو/تموز الحالي، فإن عودة ظاهرة "النينيو" ستزيد بشكل كبير من احتمالية تحطيم الأرقام القياسية في درجات الحرارة، والتسبب في مزيد من موجات الحر الشديدة في مناطق كثيرة من العالم.
وتشير ظاهرة "النينيو" (El Niño) إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الماء الذي يتركز عادة وسط شرق المحيط الهادي الاستوائي، بمقدار 0.5 درجة مئوية فوق المتوسط طويل الأجل.
وحينما يستمر ذلك مدة 3 أشهر متتالية مع تغيرات واضحة في أنماط الرياح وتساقط الأمطار، فإن العلماء يعلنون تطور ظاهرة "النينيو"، والتي تحدث بشكل غير منتظم على فترات تتراوح بين سنتين و7 سنوات.
وخلال الظاهرة، تضعف الرياح التجارية والتي تهب عادة من الشرق إلى الغرب على طول خط الاستواء، أو تبدأ في الهبوب في الاتجاه الآخر، أي من الغرب إلى الشرق.
وفي هذا السياق تؤثر الظاهرة على سرعة وقوة التيارات البحرية وصحة مصايد الأسماك الساحلية والطقس المحلي في أماكن متفرقة من العالم، فتتسبب في جفاف شديد ببعض المناطق وموجات شديدة من المطر والأعاصير في مناطق أخرى، أضف إلى ذلك المَعلم الأهم للظاهرة وهو احترار الطقس بحيث تكون سنوات "النينيو" هي الأحر على الإطلاق.
ما الذي سيحدث خلال السنوات الخمس القادمة؟وقد تنبأ تقرير أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في مايو/أيار الماضي أن هناك احتمالا بنسبة 98% أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر دفئا على الإطلاق، متجاوزة الرقم القياسي المسجل عام 2016 عندما كانت ظاهرة "النينيو" قوية بشكل استثنائي.
وذكر نفس التقرير أن هناك احتمالا بنسبة 66% بأن يكون المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية القريبة من السطح بين عامي 2023 و2027 أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة، لمدة عام واحد على الأقل.
ويخشى العلماء في هذا السياق مما يسمى "الضربة المزدوجة"، أي أن تساهم ظاهرة "النينيو" في دعم حالات الشذوذ المناخية، إلى جانب التغير المناخي الذي يرفع كذلك من شدة وطول وتردد الظواهر المناخية المتطرفة مثل الأعاصير الشديدة والموجات الحارة وموجات الجفاف.
ولهذا فإن العلماء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يضعون هذا البيان بين أيدي السياسيين حول العالم لاتخاذ الحيطة والحذر، وتجهيز البلاد لمشكلات متعلقة بأنماط الطقس المتطرفة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية مُمتعضة من موقف أمريكا
أبدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، أسفها لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية عزمها الانسحاب من المنظمة الدولية.
اقرأ أيضاً: العدوان على غزة يُحفز سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين
حركة حماس تدعو لمُواجهة العدوان الإسرائيلي على جنين لماذا قابلت كلينتون تصريح ترامب بـ"الضحك" خلال حفل التنصيبوقال المتحدث باسم المنظمة طارق جساريفيتش فى مؤتمر صحفى اليوم فى جنيف إن مساهمة الولايات المتحدة فى ميزانية المنظمة تصل إلى حوالى 18 % .
وقالت المنظمة فى بيان إنها تلعب دورا حاسما في حماية صحة وأمن شعوب العالم بما في ذلك في الأمريكيين من خلال معالجة الأسباب الجذرية للأمراض وبناء أنظمة صحية أقوى واكتشاف حالات الطوارئ الصحية والوقاية منها والاستجابة لها بما في ذلك تفشي الأمراض والتى غالبا في أماكن خطيرة لا يستطيع الآخرون الذهاب إليها .
وأعربت عن أملها فى أن تعيد الولايات المتحدة النظر في القرار وقالت انها تتطلع الى المشاركة في حوار بناء للحفاظ على الشراكة مع الولايات المتحدة لصالح صحة ورفاهية ملايين البشر في جميع أنحاء العالم .
تلعب منظمة الصحة العالمية (WHO) دورًا محوريًا في تعزيز الصحة العامة على مستوى العالم، من خلال تنسيق الجهود الدولية لمكافحة الأمراض وضمان توفير الرعاية الصحية للجميع. تأسست المنظمة عام 1948 كهيئة تابعة للأمم المتحدة، وتهدف إلى تحسين جودة الحياة وتقليل الفجوات الصحية بين الدول. تُعتبر المنظمة جهة رئيسية في التعامل مع الأوبئة والطوارئ الصحية العالمية، حيث تعمل على توفير المعلومات الدقيقة والمحدثة، وتقديم الدعم التقني للدول لمواجهة التحديات الصحية، كما تساهم في تعزيز أنظمة الرصد والإبلاغ المبكر عن الأمراض المعدية.
إضافة إلى ذلك، تضطلع منظمة الصحة العالمية بمسؤولية تطوير الإرشادات والسياسات الصحية، مثل تعزيز حملات التطعيم، والتصدي للأمراض غير السارية كأمراض القلب والسكري. تسعى المنظمة أيضًا إلى تحسين الوصول إلى الأدوية الأساسية والمعدات الطبية، خصوصًا في الدول منخفضة الدخل، لضمان تحقيق العدالة الصحية. علاوة على ذلك، تعمل المنظمة بشكل وثيق مع الحكومات، المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص لتعزيز الوقاية الصحية من خلال نشر التوعية حول أنماط الحياة الصحية والتأثيرات البيئية. يُبرز عمل المنظمة في التصدي لجائحة كوفيد-19 دورها الحاسم، حيث قادت الجهود لتوفير اللقاحات، وتوزيع الموارد، وتقديم التوصيات العلمية التي ساعدت الدول على احتواء الفيروس والحد من آثاره.