بوابة الفجر:
2025-11-16@12:11:11 GMT
عاجل.. الخارجية الإيرانية: قواتنا مارست حقها في الدفاع عن النفس
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
أعلنت الخارجية الإيرانية أن القوات الإيرانية مارست حقها في الدفاع عن النفس.
وأكدت الخارجية في بيان أن «طهران لن تتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات الدفاعية لحماية مصالحها المشروعة في مواجهة أي عدوان عسكري».
.المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصواريخ الباليستية ايران اسرائيل ضرب اسرائيل رد إيران طهران تل أبيب غزة
إقرأ أيضاً:
كبار السن يعشقون أيضا!
سردية النفس والجسد:في ثنائية النفس والجسد قصة غربة وامتلاك وأُلفة ثم إدراك للفراق، هذه علاقة نفس الإنسان مع جسده، والنفس هي الإنسان ذاته تلتحم بالجسد في رحم أمه أو في مختبر، فهو التحام غريبين، ويتحرك الجنين بعشوائية مثل من يتعلم القيادة للسيارة، أو دراجة هوائية، ثم يضبط الحركة لكن بينه وبين الجسد علاقة مصلحة ووجود، ويستمر بالأنا حين يكبر وكأنه آدم لوحده أو حواء، فان أسميتها حواء، ستقول لك عندما تحتاج شيئا حواء تريد كذا، ولا تقول أنا أريد كذا، بل تلك التي تسميها حواء تحتاج أكلا أو شرابا، ثم تحس أن الجسد هذا ملكها، فتعامله بامتلاك وتحميه، ومع تقدم العمر يأتلف الإنسان مع جسده ثم يقبل أنه يوما سيفارقه..
العلاقة بين الجسد والنفس علاقة خالد بفاني، وعلاقة شاب طموح بجسد لا يتوازن في فهم النفس، ثم يتوازن ثم يهرم وتبقى النفس شابة طرية، فمشاعر الكبار حية شابة كالنفس البشرية لا يمر عليها الزمن، بيد أنها أكثر حساسية وتنمو بسرعة وتحبط بسرعة عندما تكتشف أن الجسد لم يعد قادرا على أمانيها؛ فإما أن تستجيب له وهو غالبا ما يحصل، أو تتمرد فتنتقد من بيئة تشكلت انطباعاتها على قاعدة القرود الخمسة المحبطة. هذه هي ببساطة سردية النفس والجسد.
ألحان المشاعر مع العمر:
عند الطفولة المشاعر سطحية في ظاهرها عميقة في أهدافها شفافة تتبع الملاطفة ظاهرا، لكنها مرتبطة بالأنا جذرا، تحتال على التملك، فلا يلبث أن تتحول عنده هذه المشاعر ومسبباتها إلى تقدير وامتنان، فهي مشاعر تجري عقلنتها بإدراك ومعرفة أنواع العلاقات والأعراف الاجتماعية والدينية والأخلاقية.
وتنقاد المشاعر عند الشباب بالمشاعر الفؤادية والأحلام التي غالبا نتائجها في المسار والتفكير إيجابية الأهداف متناسية العثرات، وهنا تتجاوب النفس الشابة مع الأهواء التي تولدها الغرائز بل تخطط لها وتراقب وتتابع وتختار طرق التنفيذ.
هذه المشاعر التي تعني أن طريق النجاح ممهد ولم تدرس أن هنالك تخطيطا مطلوب، وإعداد ودراسة، ستنتهي إلى الركون لإحباط ندر ما يتسلق جرفه أحد، وقد تأتي مصادفات الحياة -كما يسمونها- وأرزاقهم المرسومة برافعة لهذا الإنسان؛ فإما وعي وتصويب أو فشل في مرحلة لاحقة. والنجاح غالبا لا يظهر إلا إن كان معبرا عن طموح، فهنالك من هو ذكي ومتمكن لكن لا يظهر إلى الواجهة إما لاسباب تتعلق بالبيئة وإما أنه لا يريد أكثر من العيش بسلام وفق تعبيره، فليس سهلا أن تكون متميزا في مجتمع عدمي تقليدي يثبط الطاقات أو يرفض وينكر الجديد، بل هنالك حاسد وعدمي ليس كفئا ولا يريد أن يظهر أحد كفئا، وهو متنفذ قادر على تحييد الآخرين. وعادة ما لا يهبط النابغة أو العالم أو المبدع لأساليب هؤلاء السلوكية، فيبدو النوابغ أضعف الناس قدرة في الدفاع عن أنفسهم، وهنا تظهر قوة النفس وما كونت من شخصية فعّلتها بالصمود.
وعموما فهذه المسارات تقودها غرائز حب السيادة والتملك وتعينها المنظومة العقلية التي تجند لأهدافها عند السلوك الحسن والسلوك السيئ، وتبقى الأخلاق كأي قيم تعرف وقد لا يلتزمها الكثير ممن يعرفونها في سلوكهم، وهو يخوضون منحدرات إثبات الوجود النفسي والتي تمثل نوعا من صراع الإرادات أحيانا.
وأما العواطف المتعلقة بجنس الإنسان فغالبا تقودها غريزة النوع وتهذبها الأعراف، وهنا تذرف الدموع في واقعنا اليوم؛ عندما ارتخت الأعراف في مجتمعات تعرضت إلى أزمات وصراعات وحروب وتشتت في نسيج المجتمع، وكل هذا معبر عن عجز الروابط كمنظومة بفاعلية متدنية.
في هذه المرحلة والتي هي ما بين العشرين والستين يتعرض الإنسان إلى أنواع من الشد عدا شد الاضطراب المجتمعي ويتشعب الامتداد ويتفرع، فهو يتعرض إلى شد الاختيار وطلب الاستقرار العاطفي والاجتماعي ليستطيع أن يتوجه لسد حاجاته الأخرى وإشباع غرائزه والاستقرار النفسي في العلاقات العامة. كثيرا ما يكون هذا منقوصا لغياب التدريب والتعليم لهذه المواضيع، فيبدو أن الشاب قد تصرف بقرار استراتيجي بشكل غير مدروس وغير مخطط له وآني البعد، فهو عامل الاستراتيجية بالتكتيك واتخذ عامل النزوة وغريزة النوع قاعدة قراره وهذه تنتهي تأثيراتها خلال أيام؛ من هنا، نشاهد كم حالات الطلاق في المجتمعات التي فارقها العرف المجتمعي والاستقرار، وغياب فاعلية الرأي الرشيد أو منظومة التأهيل والإرشاد، فبناء الأسر من أخطر أنواع الأبنية المجتمعية.
كما يتعرض لشد الأطفال وحاجاتهم حيث مع نموهم تكبر مشاكلهم، وهذا الشد يمثل حالة نشاط عاطفي أكثر من الطاقة لموازنته مع صعوبة الامتداد في الحياة، فيتولد عند الأكثرية خوف من المستقبل وعلى أبنائهم، وهو خوف يولده واقع سيئ في بيئة مضطربة، وهنا تنعكس الأمور إلى تجفيف الروافد اللاشعوري.
ويتعرض لشد من الأعلى من الوالدين وتجاربهما واستمرار حرصهما عليه أو عليها، وكل يبدي رأيا من تجاربه وأحيانا لا تتلاءم التجارب مع الواقع الجديد، وكثيرا ما تُرفض كلمات التجربة من الشباب ربما لفرق الإدراك، والعيش في التجربة ليس كمن مر بها، لكنه شد يحتاج حوارا، وغالبا يفضي الحوار لأمر حسن.
وعندما يكبر الإنسان ليتجاوز الستين تستيقظ الروافد الجافة وتبحث عن الرطوبة والماء، وهنا يبدأ صراع النفس الفتيّة التي غالبا إن لم تُقمع فهي شابة نشطة في العشرين؛ مع الجسد الذي تناوله الهرم وأضناه تعب السنين، لكن النفس تبحث عن خضرتها وتحاول نجدتها. وهنا يصبح الشد عكسيا من الأسرة ومن المجتمع، وتقبل النفس أن الإنسان في هذا العمر استلم طريق القبر أو لا بد أن يتعفف عن غرائزه والميول العاطفية وتسليته فهي تثلم من هيبته، كذلك هم قمعوا ودرّسوا القمع للمجتمع، وقد تمزق أسرته أو بعبارة أصوب تكشف تمزقها.
ما المطلوب؟
المطلوب جليّ، أن تعقيدات الحياة إن لم يتجاوب معها الإنسان بعقلانية فلا بد من مراكز تأهيل تعنى بهذه الانتقالات الحادة العمرية لتجعلها انتقالا تدريجيا واعيا من خلال المؤسسات والإعلام والزيارات الميدانية، بتقسيم المدن كما تقسم البلدية أقساما وتكون هنالك تدريبات، وخلق نشاطات وتشجيع على إزالة العقبات ومواجهة المشاكل كمجتمع واعتبارها نوعا من العمل في سبيل الله، لكن بجدية وقواعد بيانات.. والحديث ذو سعة.