???? سؤال خالد سلك وأسئلة المواطنين
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
مهما يحاول قادة قحت المركزي إخفاء انحيازهم للمتمردين يغلبهم هذا الانحياز ويكشف عن نفسه في مواقفهم ومقالاتهم، في هذا السياق يأتي المقال الذي نشره م. خالد عمر يوسف عن معايدة البرهان ومعايدة المتمرد حميدتي، إذ حاول في بداية المقال الظهور بمظهر المحايد الذي ينتقد الخطابين على حد سواء ( لإغلاقهما باب الأمل في الحلول السلمية )، لكنه سرعان ما عاد إلى انحيازه وخصص باقي المقال بكامله لانتقاد الجيش ومناصريه :
سأكتفي بمناقشة فقرة واحدة من المقال على كثرة ما يستحق المناقشة :-
▪️ *طلب من ( النازحين واللاجئين والجوعى وذوي القتلى والأسرى )أن يوجهوا ( للجنرالات ) عدداً من الأسئلة من بينها : ( لماذا كذبتم حين وعدتم أهل ودمدني بالعودة لديار لا حرب فيها خلال عيد الفطر الذي مضى والحال على ما هو عليه؟ ) ????
والحقيقة هناك قائمة من الأسئلة الحقيقية الصادقة التي يمكن أن يوجهها المواطنون لخالد ولتحالفه :
1.
2. لماذا تتجنب تحريض المواطنين لتكذيب جنرالات التمرد ومحاصرتهم بالأسئلة على كثرة أكاذيبهم وكثرة الأسئلة التي يجب أن توجه لهم ؟
3. لماذا أجهدت ذهنك لاختيار عبارة لا تمس المتمردين : ( العودة لديار لا حرب فيها ) بينما وعد الجيش للناس هو ( العودة لديار لا متمردين فيها ولا إرهاب ولا قتل ولا نهب ولا اغتصاب ولا تخريب ) ؟
4. لماذا اخترت تعبير بقاء الحال ( على ما هو عليه )، وهربت من وصف الحال، وأنت تعلم أنه حال ( حرب المتمردين على المواطنين وإرهابهم ) ؟
5. هل أنستك رغبتك في تحريض المواطنين ضد قادة الجيش واتهامهم بالوعود الكاذبة الثمن الغالي الذي ستدفعه حين تختار هذه الطريقة للتحريض ؟ أعني اعترافك الضمني بأن المواطنين يقفون ضد المتمردين ومع الجيش الذي يستعجلونه ليغير الحال ( مما هو عليه )، وأعني تظاهرك وكأن موقفك مطابق لموقف المواطنين وكنت تنتظر مثلهم عيداً بدون جنجويد !
6. لماذا تجاهلت أن الحال المايل الذي بقى ( على ما هو عليه ) فيه “إدارة مدنية” كنت قد اتفقت مع المتمردين على تشكيلها، وهي الإدارة التي لا تمثل إرادة المواطنين، وإنما تمثلكم أنتم والمتمردين فقط ؟
7. لماذا لم تتحدث عن أي عمل إيجابي قامت به الإدارة التي اتفقتم على تشكيلها ؟ بل ولماذا تجنبت أي تعليق، سلباً أو إيجاباً، على تشكيلها ؟
8. وكيف توفق بين إقرارك الضمني بأن مواطني الجزيرة مع الجيش وكانوا ينتظرون العيد معه لا مع إرهاب المتمردين، وقولك في أحد لايفاتك : ( وهم أظهروا إنهم، في غالبهم، مواطنين بسيطين دايرين يعيشوا حياتهم، لا مع الجيش، لا مع الدعم السريع ) ؟
9. كيف توفق بين تحريضك المواطنين لمساءلة الجيش عن تأخر تنفيذ وعده بالتحرير، ووقوفك ضد كل ما يقويه ويساعده على سرعة التحرير ( وقوف الشعب معه، الاستجابة لاستنفاره، مساندة الحركات له، وأي شيء يساعده على سرعة تغيير الحال “مما هو عليه” )؟
10. وبالمقابل لماذا كنت، ولا زالت، صامتاً عن كل ما يقوي المتمردين ويزيد من قدرتهم على التخريب والحرب على المدنيين وتطويل أمد بقاء الحال على ما هو عليه ( الدعم الخارجي بالسلاح، استجلاب المرتزقة، استنفاره للصوص والكسابة، المتعاونين معه … إلخ ) ؟
11. وكيف توفق بين تظاهرك بأنك مثل المواطنين كنت تنتظر انتصار الجيش، وقولك الذي كررته كثيراً بأنك ( ضد انتصار “أي طرف” )، لأنه ( سيهمش الدور المدني) ؟
12. لماذا تغافلت عن جريمة ( اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية ) ولم ترد على لسانك منذ بداية التمرد وأنت تعلم أنها من أسباب تأني الجيش في عملياته ؟
13. كيف توفق بين تظاهرك بدعم حق المواطنين في عيد بلا جنجويد واشتراكك في الحملات الإعلامية المشتركة مع المتمردين لغرض التشويش على عملية التحرير، ومقالك هذا نفسه جزء من هذه الحملة ؟
ختاماً إن سأل المواطنون #الجيش عن بطء التحرير فهو سؤال المحبين، المؤيدين لانتصاره، والراغبين في الأمان بوجوده لا سؤال الشامتين، المتواطئين مع الإرهابيين، الداعمين لفكرة استفادتهم من استباحة الجزيرة كمنطقة سيطرة يستحقون عليها المقابل على طاولة التفاوض لا كمنطقة إرهاب يستحقون الطرد منها .
#إبراهيم_عثمان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على ما هو علیه
إقرأ أيضاً:
وضع الأوطان مرآة لحكامها وليس لشعوبها!!!
بينما أقلب في جهازي اليوم وجدت مقال سابق لي لم أتوفق في إرساله للصحف في زحمة الحياة اليومية ،ولذلك أرسله اليوم لأنه يظل يرد على مواقف بعض الكتاب "الرمادية" في الأمس واليوم ولربما الغد!
قرأت مقال للزميلة باتحاد الصحفيين والكتاب العرب فوزية رشيد بتاريخ 24 ديسمبر 2024 بعنوان" الأوطان مرآة شعوبها!"، وقد استفزني المقال لأنني شعرت فيه باتهام مبطن لبعض الشعوب بأنها سيئة ولذلك فهي تدمر بلادها، و وبرغم جودة المقال والجراءة الظاهرة فيه، ولكنه يستدعي الرد والنقاش حول ما جاء فيه، بدأت الزميلة بالقول )الأوطان في فعل عكسها لما يجري فيها، تشير إلى حقيقة شعوبها، ....... ! فهي الأوطان التي تعكس ما وصلت إليه شعوبها من رقي وحضارة وثقافة وقيم أو تخلف وتأخر وجهل !(
ومن هنا نجدها تبدأ بالهجوم على الشعوب متهمة إياها بالتخلف والتأخر والجهل دون إيضاح أسباب ذلك التخلف وهل لحكام تلك الشعوب دور فيه ام لا!!! وخاصة قادة الأنظمة الاستبدادية الحاكمة فيه عسكرية كانت ام مدنية!!!
ثم تستميت في الهجوم على الشعوب مع غض النظر عن استبدادية حكامها فنجدها تكتب ..) ما يهمنا أننا نرى أوطاناً عربية تمتلك كل الإمكانيات وتمتلك ثروات مختلفة، لكنها وبيد أبنائها تمزقت وتخلفت واضطربت، بعد أن استجابت بفئات فيها إلى مسارات الفوضى المرسومة لها، والمخططات التي تعبث بمصائرها، ( !
وهنا نجدها تخاف ان توجه الاتهام للحكام صراحة وتوجه الى "فئات فيها"
!!! ثم تستمر في الهجوم على الشعوب وتمايز بينها بأن )هناك شعوب بالفطرة تغلب عليها وعلى سلوكياتها الرؤية الوطنية، فتفدي أوطانها بالغالي( !!! ثم تعود لاتهام الأوطان بأنها دمرت نفسها بنفسها وفي ذلك تبرئة واضحة للحكام فتقول )بينما أوطان عربية سلمت نفسها وعلى يد بعض أبنائها إلى الخراب والدمار، ولم تفهم في لغة الوطن إلا مصالحها الأنانية، بل دمرت شعوبها، ومارست القتل فيهم بناء على اختلافات مذهبية أو إيديولوجية،(
أجد الخلط الواضح في المقال بين الشعوب والاوطان والحكام، فحين تريد التجريم تتهم الشعوب او تذكر الأوطان ولكأني بأن تلك الشعوب هب الفاعل الحقيقي والمالك للقوة العسكرية والأمنية التي يمكن من خلالها فرض قرارها السياسي وخياراتها، في حين ان الزميلة العزيزة تعلم علم اليقين بأن تلك الشعوب ترضخ تحت حكم القهر والاستبداد وبالحديد والنار!!!
وكأني بها قد أستحت في نهاية المقال فحاولت بقدر الإمكان الإشارة من طرف خفي لجرم الحكام فكتبت ) رأينا .... كيف تبيع أنظمة دول أبناءها للحفاظ على بقائها، وكيف تمارس أبشع الجرائم في حق مواطنيها، … والخلاصة أن كل من يفعل ذلك، لا يفهم معنى الوطن، ولا قيمة الإنسان، ولا يدرك معنى الإخلاص للوطن ولشعبه، ولا يرى نفسه قط في مرآة الوطن ومرآة التاريخ !(
ان الحقيقة الثابتة هي انه ليست هناك شعوب لها سلوك وطني وأخرى لا تملك ذلك السلوك، ولكن هناك شعوب تصر الأنظمة العالمية على ضرورة ان تظل تحت الحكم الاستبدادي مع حاكم "عميل" حتى يتسنى لها سرقة موارد تلك الشعوب بثمن بخس، فتعمل تلك الأنظمة العالمية على دعم وتقوية النظام العميل، ويقوم هذا الأخير وأصحاب المصالح حوله بإحكام قبضتهم الأمنية على الوطن وجعله سجنا كبيرا، غالبا سجنا مليء بالتعذيب والسحل والقتل وأحيانا سجنا ناعما!!!
ان قهر الشعوب يتم أحيانا من خلال تلك الأقلام التي تريد ان تشعره بعقدة الذنب وانه سبب تخلفه وفي نفس الوقت تقوم بتبرئة الحكام بصورة ناعمة. والحقيقة التي تخاف الكاتبة عن البوح بها هي أن الأوطان مرآة لحكامها، او لشعوبها المقهورة .
abdelgadir@hotmail.com