صالح عوض فرنسا تندد بالانقلاب وتعتبره على لسان رئيسها خطرا على المنطقة بل وعلى قارة افريقيا فيما الاتحاد الاوربي يهدد بقطع المعونات.. وهكذا يبدو أن ما حصل إنما هو انقلاب على أوضاع سياسية استراتيجية كاملة لا سيما انه يأتي ضمن سياقات دولية أفريقية خاصة..فبعد دولة مالي ودولة بوركينا فاسو هاهي النيجر تنقلب على فرنسا وتطالب بخروج القوات الأجنبية.
. في الوقت الذي ينطلق مشروع أفريقي عملاق بخصوص المنطقة الافريقية الحرة قد يحقق استقلال إفريقيا.. وهو الضامن لسيادتها فيما لو تم التعامل بجدية مع هذا المشروع.. وستجد
الدول الاستعمارية نفسها في حرج خطير يلجئها اما إلى تفجير الاوضاع بتشجيع العنف والإرهاب داخل إفريقيا او بأحداث انقلابات متتالية.. وهنا نفتح صفحة وعي على مايجري مم صراع مستميت في قارة هي مصدر الثروات المذهلة لاوربا التي استعانت باسرائيل للدخول معها على الخط حيث تم التخطيط لجعل اسرائيل عضو في القارة ومؤتمرها.. فما الذي يجري في القارة المغيبة؟ الانقلاب في النيجر: قبل ثلاثة أيام حملت الاخبار انقلاب الحرس الجمهوري على الرئيس النيجري ومن بعد التحق الجيش بشتى تشكيلاته بالانقلاب الذي برّره الجنرال تشياني بـ”تدهور الوضع الأمني” في بلاد تواجه أعمال عنف تقف وراءها جماعات جهادية.. وأشار إلى أنّ “النهج الأمني الحالي لم يسمح بتأمين البلاد على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب النيجر والدعم الملموس والمقدر من شركائنا الخارجيين” وبعد تصريحات تشياني، حذّر الانقلابيون في بيان تمّت تلاوته عبر التلفزيون الوطني من “أيّ تدخّل عسكري أجنبي”.وأشار البيان إلى أنّ “بعض الشخصيات البارزة السابقة المتحصّنة في المستشاريات، تسير في منطق المواجهة بالتعاون مع هذه الأخيرة”، محذّراً من “العواقب التي ستنجم عن أيّ تدخل عسكري أجنبي”. وبعد مالي وبوركينا فاسو، أصبحت النيجر ثالث دولة في منطقة الساحل تشهد انقلابا منذ العام 2020. وتعد النيجر واحدة من آخر حلفاء الدول الغربية في منطقة الساحل وقد التفتت جارتاها مالي وبوركينا فاسو، بقيادة العسكريين الانقلابيين، نحو شركاء آخرين من بينهم روسيا. ومن جهته هدد الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤول سياسته الخارجية جوزيب بوريل بـ”الوقف الفوري لكافة أشكال الدعم المالي”… كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ باريس “لا تعترف بالسلطات” المنبثقة من الانقلاب وتعتبر محمد بازوم “المنتخب ديمقراطيا”، “الرئيس الوحيد لجمهورية النيجر”. الموقف الفرنسي: إعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة، أنّ باريس “لا تعترف بالسلطات” المنبثقة عن الانقلاب الذي قاده الجنرال عبدالرحمن تشياني وتعتبر محمد بازوم “المنتخب ديمقراطيا الرئيس الوحيد لجمهورية النيجر”…وقالت الوزارة في بيان “نكرّر بأشد العبارات المطالب الواضحة للمجتمع الدولي، الداعية إلى استعادة النظام الدستوري والسلطة المدنية المنتخبة ديمقراطيا في النيجر من دون تأخير”. والجمعة أيضا ندد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور بابوازيا غينيا الجديدة بـ”الانقلاب العسكري (في النيجر) بأكبر قدر من الحزم”، معتبرا أنه “يشكل خطرا” على المنطقة وداعيا إلى “الإفراج عن” الرئيس بازوم..وأكد أنه مستعد لدعم فرض عقوبات على منفذي الانقلاب “الخطير” وقال ماكرون إنه سيدعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إذا قررت فرض عقوبات على من يقفون وراءه.. وجعلت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، من النيجر حجر زاوية لعملياتها المستمرة منذ أكثر من عقد التي تكافح متشددين إسلاميين في منطقة الساحل… ولفرنسا نحو 1500 جندي في البلاد في حراسة المناجم المتعددة المغلقة عن الناس، . ولقد تم سحب آلاف الجنود من الدولتين المجاورتين مالي وبوركينا فاسو في أعقاب انقلابين هناك والدفع بكثير منهم في النيجر..الامر الذي يعني أن نجاح انقلاب يوم الأربعاء في النيجر قد يجبر القوات الفرنسية على الانسحاب من هناك أيضا. حيث تواجه فرنسا استياء متزايدا من نفوذها في منطقة الساحل.. وقد أضاف الانقلاب لفرنسا مكابدة عميقة بانحسار نفوذها في منطقة الساحل والصحراء حيث مجالها الحيوي لمصالحها الاقتصادية الاستراتيجية، مقابل تنامي النفوذ الروسي، الامر الذي يفتح باب التأويلات بوقوف موسكو خلف الانقلابات العسكرية في بعض دول المنطقة. وعلى الرغم من عدم اعلان موقف من أنشطة شركات فرنسية وازنة في النيجر لاسيما في مجالات حساسة كمناجم استخراج اليورانيوم، إلا أن الوضع لن يستمر طويلا وقد يوجه المجلس العسكري ضربة قاصمة لباريس كما فعل الانقلاب العسكري في مالي. هذا وقد تظاهر المئات في العاصمة النيجرية منددين بالوجود الفرنسي مطالبين بخروج الشركات الفرنسية والجنود الفرنسيين وأحرق متظاهرون علم فرنسا بينما رفع آخرون العلم الروسي في مشهد يشير الى طبيعة الوجهة التي يسير اليها الوضع السياسي الاقتصادي في النيجر.. وبهذا تخسر فرنسا امانيها في ان تعوض النيجر خساراتها الفادحة في مالي وبوركينا فاسو. يأتي هذا الحدث المثير في مرحلة تتحرك فيها افريقيا نحو موسكو في لقاء بين زعمائها والرئيس بوتين الذي تعهد بمنح الدول الافريقية الفقيرة بما تحتاجه من الحبوب وفي مرحلة انطلق فيها حراك افريقي لبناء رؤية اقتصادية تنقذ البلاد الافريقية التي تعاني من الفقر والتخلف رغم الثروات العديدة المنتشرة فيها. اسرائيل في افريقيا: لقد نشطت الاجهزة الامنية الاسرائيلية في مسارب الحياة في افريقيا ليس فقط اقتصاديا وهو نشاط كبير في كثير من الدول الافريقية ولكن الاخطر انها تحركت على الصعيد الامني لتطويق شمال افريقيا العربي فاصبحت كل الدول الافريقية في مرحلة معينة ملغمة باجهزة الامن الصهيونية وشبكات التجسس وتزويد الارهابيين بالسلاح والمعلومات، لقد تحركت الاجهزة الاسرائيلية في الغرب الافريقي كما في الشرق الافريقي واوقعت الفتن داخل كل بلد كما حصل في ساحل العاج حيث كانت تزود الطرفين بالسلاح وتنهب الماس واصبحت الشركات الاسرائيلية هي الاكثر تحكما في المادة الثمينة، فاستمر الصراع بين الطرفين عشرات السنين وهي تنهب بلا منازع، أما ما حصل في السودان فهو أكثر من أن تحصى خطواته حيث كونوا جيش لجنوب السودان وزودوه بالمعلومات والسلاح والتدريب حتى حقق الانفصاليون اقتداع جنوب السودان عن البلد ولم تتوقف نشاطات الشركات الاسرائيلية فلقد كان جنوب ليبيا في غاية الاهمية حيث مناجم الدهب وتم نقل عائلات يهودية ليبية الى الجنوب لصناعة نقطة ارتكاز في منطقة لا وجود للدولة الليبية فيها.. لم تكتف اسرائيل بنشاطها الامني والاقتصادي في كثير من الدول الافريقية فقفز الاهتمام الاسرائيلي الى الحصول على وضعية العضو في الاتحاد الافريقي وكادت تحقق الهدف الكبير الذي سيفتح ابواب افريقيا امام مشاريعها العديدة.. الا ان نهوض
الجزائر وجنوب افريقيا اسقط الحلم الاسرائيلي وتم طرد اسرائيل من المؤتمر حتى كضيف شرف.. هكذا يتم طرد اسرائيل من الاتحاد الافريقي ومن اي محاولة ان تصبح عضوا في الاتحاد الافريقي ورغم ذلك لازالت مصالح اسرائيل موجودة في كثير من الدول الافريقية وكذلك تضع فيها مراكز امنية للتحرك في الاقليم تبث الفتن والقلاقل وتزويد الارهابيين بالسلاح والتدريب. وعلى الطريق نفسه يتم طرد فرنسا من عديد الدول الافريقية على الاقل سياسيا وعسكريا وقد تبقي بعض المنشآت الاقتصادية لاي منهما لكن دخول الروس والصين على الخط سيعوض كثيرا الوجود الفرنسي وسيفتح مجالات للاستثمار ورفع مستوى المعيشة وفرض الامن والاستقرار حيث ستكتشف الدول الافريقية ان التخويف من الارهاب ليس الا اداة ابتزازا مارستها القوى الاستعمارية. من الغني عن القول ان افريقيا هي المخزون الكبير للثروات الطبيعية من ثروات حيوانية ومناجم ذهب ويورانيوم وسوى ذلك من المعادن النادرة، وان التفات افريقيا لنفسها لاستثمار ثرواتها برؤية جديدة وسياسة اقتصادية جديدة يعني انها ستتحرر شيئا فشيئا من الهيمنة الاستعمارية. ماهي آثار الاتفاقية الافريقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية: من أهم ما نتج عن مؤتمرات القمم الافريقية هو ما تم تسميته منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) والتي من المنتظر أن تمكن البلدان الأفريقية من انتشال 30 مليون شخص من الفقر المدقع وزيادة دخل 68 مليون شخص آخرين يعيشون على أقل من 5.50 دولار في اليوم. وتفيد المعلومات الواردة من مصادر متابعة للحراك الافريقي انه من بين 450 مليار دولار من المكاسب المحتملة ، سيأتي حوالي 300 مليار دولار من تدابير تيسير التجارة التي تهدف إلى إزالة الاختناقات البيروقراطية وتبسيط الإجراءات الجمركية… ومن هنا نؤكد أنه من الممكن تنفيذ الإصلاحات الأساسية اللازمة لتحفيز النمو طويل الأجل في البلدان الأفريقية ذلك لان الدول الافريقية جميعا تحتاجها لامتصاص الفقر والاحتقانات.. ويفيد الخبراء ان الاتفاقية ستعمل على تخفيض الرسوم الجمركية بين الدول الأعضاء والتعامل مع جوانب السياسة العامة المتعلقة على وجه الخصوص بتسهيل التجارة والخدمات ، بينما تشمل الأحكام التنظيمية مثل المعايير الصحية والحواجز الفنية أمام التجارة. إذا تم تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية بالكامل ، فإنها ستعيد تنظيم أسواق المنطقة واقتصاداتها وتعزز الإنتاج في قطاعات الخدمات والتصنيع والموارد الطبيعية. وهنا يتحرر الاقتصاد الافريقي من الدولار واليورو ويعتمد العملات المحلية بين الدول حيث ستكون العملات المحلية معتمدة لدى الجميع لاسيما في الاسواق الحرة بين كل دولة افريقية واخرى. الجزائر في عمق المعركة: حرب اوكرانيا وما تبعها من أمة الطاقة مكنت الجزائر على ان تتحرك بأوراقها المهمة في محاولة للعب دور اقليمي بل ودولي بفرض شروطها وسياستها في المنطقه البحر المتوسط لكونها مزود رئيسي للطاقه والغاز لاوروبا وبذلك تحمي نفسها ومصالح افريقيا من تلاعبات فرنسا واسرائيل في المنطقه الافريقيه كون الجزائر قوه عسكريه سياسيه واقتصاديه مهمة. لن تنسى الجزائر ان الاتحاد الاوربي اعلن مجتمعا انه لن يسمح بالاذى يلحق باسبانيا جراء الموقف الجزائري بقطع العلاقات الاقتصادية مع اسبانيا.. كان واضحا أن اوربا تعزم على اتخاذ اجراءات اقتصادية وسياسية متعاطفة مع اسبانيا وذلك وفق منهجية غربية تاريخية، هذا فضلا عن رفض الجزائر ان تكون ممرا او شريكا للمشروع الغربي والامريكي في موضوع قوات حفظ الامن في دول الساحل الامر الذي جعل الجزائر في مواجهة واضحة مع السياسات الغربية في الاقليم.. جاءت أزمة أوكرانيا فتحركت الجزائر بقرارها المستقل لترسم معالم سياستها الاقليمية والدولية فعلى الصعيد الاقليمي تدرك الجزائر انه لكي تحقق امنها وسلامة اراضيها فانه لابد ان تتصدى للنفوذ الفرنسي والاسرائيلي في افريقيا لاسيما في المحيط لها فسارت على نهج رسم معالمه الهواري بومدين فكان دعمها الواضح لسيادة الدول المجاورة وتحررها من سطوة الاجهزة الامنية الاستعمارية التي تقوم بمهمات خطيرة من زرع الارهابيين في مفاصلها وبالفعل بمجرد خروج المؤسسات الامنية الاستعمارية استقرت البلدان وسادها الامن الى حد بعيد، كما تحركت الجزائر مع حلفائها في الاتحاد الاوربي الى غلق بابه نهائيا امام الحلم الاسرائيلي بعضوية فيه رحب بها البعض للاسف.. وبذلك تواصل الجزائر في تنظيف محيطها الافريقي لعدة اهداف منها الاستراتيجي ومنها الواقعي وفي مقدمة الجميع امن الجزائر واستقرارها.. ظهرت الجزائر لاعبا كبيرا في المشهد السياسي الدولي فعدا المؤتمرات الاقليمية والدولية التي عقدتها كان توجهها الى تطوير العلاقات الاستراتيجية بما فيها الامنية والدفاعية خطوة كبيرة نقلت الجزائر الى دائرة المناعة الامنية والعسكرية في ظل فائض في الخزانة والانطلاق بمشاريع عملاقة على صعيد الاقتصاد الوطني. هنا تقف الجزائر ليس فقط بثقلها الاخلاقي حيث كانت هي قلعة الثوار وحركات التحرر الافريقية والعالمية بل وكبلد يمتلك من عناصر القوة والاقتدار ما يمكنه من فرض رؤيته على الاقليم ويشارك في ترجيح كفة في الاوضاع الدولية… وللجزائر ارث كبير في العلاقة بالدول الافريقية ولها فيها حلفاء حقيقيين ولعلها تتطور بعلاقاتها الى بناء منظومة اقتصادية اقليمية كبيرة توفر لافريقيا المناخ الصحي للتنمية والاستغناء عن الاستعانة بالدوائر الاستعمارية..
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
الدول الافریقیة
فی منطقة الساحل
فی افریقیا
فی النیجر
من الدول
إقرأ أيضاً:
بيريز يكشف عن الدول التي لم تصوت لفينيسيوس
عقد نادي ريال مدريد صباح يومه الأحد، الجمع العام السنوي، وفيه تحدث الرئيس فلورنتينو بيريز بشكل مُطول، منتقدا "اليويفا"، وأيضا أشار إلى أن الكرة الذهبية، كان يجب أن يفوز بها أحد لاعبي الريال.
وقال بيريز: "أول شيء، يجب أن يعلم رودري، أننا لا نقلل من فوزه بالجائزة، إنه يستحقها. لكن كان يجب أن يفوز بالكرة الذهبية، أحد لاعبي ريال مدريد. اليويفا أكد أن دخوله لم يكن له أي تأثير على نظام التصويت. حسنًا، سأخبركم بشيء، لقد قاموا بتغيير نظام التصويت، بالإضافة إلى عدد النقاط".
وأضاف: "من المثير للدهشة، أن الصحفيين من البلدان التي يبلغ عدد سكانها نفس عدد سكان الهند لا يصوتون، بينما بلدان أخرى يقل عدد سكانها عن مليون نسمة، فإنهم يشاركون في التصويت، والأكثر من ذلك أنه لا أحد يعرفهم! لولا ناميبيا وأوغندا وألبانيا وفنلندا، لكان فينيسيوس قد فاز بالكرة الذهبية، وفوق كل ذلك، لم تمنح هذه الدول أي صوت لفينيسيوس (يضحك). على الأقل الصحفي الفنلندي قدم استقالته".
واختتم حديثه: "رسالتي لفرانس فوتبول وليكيب، يجب أن تكون الكرة الذهبية بمثابة جائزة مستقلة، ويتم التصويت عليها من قبل أشخاص معترف بهم".